نعيش في زمن القرارت الفردية والشخصية في بلد يعاني للأسف من عدم الاستقرار السياسي، وتوالي الحكومات والوزراء في فترات زمنية قصيرة ومتقاربة، فبمجرد أن يتغير صاحب القرار...يأتي آخر له رؤية مختلفة ونظرة متفاوتة، ووجهة نظر بعيدة ..... ألا يُفترض أن تكون هناك استيراتيجيات وخطط تحدد وترسم وتنسق القرارات العامة للوزارة؟ .وتقرب وجهات النظر المتباعدة وتضيق الفجوات الواسعة؟ ....لقد سئمنا و مللنا تناقض القرارات وتخبط الإدارات وعدم واقعية تطبيق هذه القرارات....فللأسف لا توجد هناك آلية واضحة في اتخاذ القرار...فعلى ...
لا أعرف سبب الديكتاتورية وتدني مستوى الحوار لدى بعض القياديين...فنرى بعضهم قد وضع لنفسه بريستيجا خاصا... ووضع حوله زبانية يصفقون ويطبلون له في الحق والباطل،ونجده قد اعتلى برجا عاجيا سوره بحواجز منيعة وأسوار عالية، فبات ينظر لمرؤوسيه بصغر ، ويتعامل مع رعيته بكبر، فأصبح هو المسؤول المنزه عن الأخطاء، والويل كل الويل لمن يجبه بلا.. فهو الناقد الذي لا يعجبه العجب ....وصاحب التاريخ الذي لم يشهده أحد...يجرح هذا ...ويهدد ذاك ..ويتربص بآخر. لذا أصبحت المناصب للأسف فرصة للانتقام...و مدعاة للأذية و الانقسام ...
تتجلى حكمة الله في اختلاف طبيعتنا وطبائعنا، وتفاوت شخصياتنا وصفاتنا وسماتنا، ليصبح لكل منا عمل يحبه ومهنة يبدع بها وميزة ينفرد بها ومهارة ينعرف بها....فمهنة الطب تتطلب الصبر والهدوء وقوة التحمل، ويحتاج الضابط إلى الحزم والجزم وقوة البأس، كما أن التعليم يتطلب الصبر والهدوء والرحمة وقوة الشخصية، وتحتاج مهنة المحاماة إلى الحنكة والحكمة والذكاء والدهاء.....فلنبحث في دواخلنا، ولنكتشف طبيعتنا وطبائعنا، ولنصل إلى ذواتنا، ولنختار ما يناسبنا، حتى وإن تأخرنا....فلا أجد أجمل من أن نكون ما تمنينا أن نكونه يوما، ...
لن أنسى يوما تلك المعلمة التي جاءت من ذلك الزمن الجميل، معلمة عشقها التلاميذ بقدر ما عشقتهم، واحترموها بقدر ما احترمتهم...وتعلقوا بها بقدر ما فهمتهم...لم تفارق صورتها مخيلتي وهي تواسي تلاميذها الذين ذرفوا الدموع لفراقها، وهي تحتضنهم كالأم التي لن ترى أولادها بعد تلك اللحظة ...معلمة محبوبة، نشرت الحب في كل زاوية، وأحبت التعليم للتعليم نفسه... ،تحدت كل من عارض دخولها مهنة التعليم، وحاولت أن تُثبت بأن قرارها كان صائبا و سليما... كانت كتلة من العطاء والتميز والعبقرية، و مجموعة من الأخلاق ...
بما أن كتابة تقارير تقويم الكفاءة على الأبواب فالرجاء من كل مدير مدرسة و موجه و رئيس قسم الحرص في إعطاء كل صاحب حق بما يستحق و البعد عن الشخصانية والمزاجية في تقييم المعلمين. فالواقع يقول قلة من المسؤولين من يراعون ضمائرهم، أما الباقي فتتحكم به عوامل لا تمت للعملية التربوية بصلة، فكم من معلم حصل على الامتياز المرتفع وبعضهم على المعلم المتميز و الحقيقة غير ذلك فمستواه في المدرسة لا يشفع له أو بالأحرى وجوده في المدرسة تحسبه ضيفا أو زائرا في المدرسة ولكن بسبب علاقته بالإدارة و المصالح المشتركة ...