بسم الله الرحمن الرحيم




الحرامي






فريد العصر و الأوان،


صاحب الفكر المنوّر و الآراء السديدة،
القادر على رفع قيمة الآخرين وخفضــــها،
و إلباس من يريد لباس العلم، و نزعه عمّن لا يكون من المسبّحين بحمده!! فقيمة من يكتسب لقب العلم يفيضها عليه الانضواء تحت لواء مصالحه، والمقبول منهم- المقبول فحسب- من رضي بعلمه و بحار معارفــــــه،
( ورحم الله من نفّع و استنفع!!).
التواضع من أبرز صفاته حين يقتضي ( البدء بالمشوار ) تواضعا!،
و هو في دخيلة نفسه وضيع!!
فإذا تمكّن من رقاب الآخرين صار صاحب الكلمة النافذة،
والخطر كلّ الخطر مخالفة حكمته المتفردة،
و الويل والثبور لمن يعصي أمره.
و الكرم الحاتمي ورثه كابراً عن كابر،
حين يقتضي ( الظرف ) اقتناص القلوب و تبعيّتها.
وهو الذي يؤمن بمبدأ ( خبّئ قرشك الأبيض ليومك الأسود!)
فإذا تمكّن صار الحاكم الحكيم في التصرّف بأموال الأيتام و شؤونهم،
(وهو في الواقـــع الغبيّ السقيم!!)
وكانت النصيحة المخلصة لله!! :
أن يُبْقوا الأموال في مخابئه و حساباته!! لتنموَ و تنمو !!
وأن يُصرّف الشؤون ببالغ عنايته و حرصه!!
و العلم لديه ما سمعه- لا ما قرأه!! – من كتاب ميكيافيلي.
و تدور حوله ( شلّة ) المنتفعين،
المؤثرين العمل في الظلام،
لاكتســـــاب الخيرات في أيّام النعمة و العطاء،
و للنجاة من المصائب حين تدلهمّ الكوارث و تنكسر رقبة سيّدهم المبجّل،
أو من غير القادرين على العمل إلا في الظلام،
فقد أنعم الله عليه بفضيلة!! الإبصار الذي تعشّيه الأنوار،
هو من صنف التجار الذي وصفهم ابن خلدون في كتابه، تحت عنوان:
( فصل بأنّ التجار لا مروءة لهم)،- وأُضيف إلا من رحم ربّك -.
بالتجارة التي غايتها القنص و الاحتيال لا تفرّق فيها بين حلال وحرام،
و لا تميّز المبادئ بعضها عن بعض،
فالمبدأ القويم ما خدم أغراصها الجشعة،
هم يترنّحون عن اليمين و عن الشمال،
سكارى بما يسلبونه من عباد الله.
قد يعملون في التجارة،
أو يرتزقون بغيرها،
أو يزوّجون إحداهمــــــــــا الأخرى،
فليست العبرة في الأسماء،
و إنّما الغاية الحصول على منافـع دنيا و امتيازات خدّاعة!!
فمتى يتنبّه الضعفاء إلى هذه المكائد الخبيثة،
و ينقذون أرواحهم من الأحابيل المميتة؟!


ملحوظة: هذا حرامينا العتيد، لا ذلك الدرويش الذي يسرق ماينساه الناس في سياراتهم، أو ينشل ماخبؤوه في جيوبهم.