قال تعالى: ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء
إن حالة التخبط الذي يعيشه التوجيه الفني للدراسات العملية وانعكاساته على أداء ونفسية المعلمين والمعلمات في المدارس قد جاوز مداه وما هو إلا انعكاس وتفسير طبيعي في ظل وجود الموجهة الأولى للمادة التي عينت حديثاً في المنصب رغم إمكاناتها المحدودة، فحولت القسم إلى ثكنة عسكرية يرزح تحت نظام دكتاتوري ظالم، ضاربة بعرض الحائط ما يسمى بالرأي والرأي الآخر، واتخاذها لنظام المركزية في العمل رغم توجهات الوزارة بإلغاء هذا النظام لفشله، وهذا نتاج إصابتها بداء العظمة منذ توليها لمنصبها الجديد فأي مخالفة بالرأي تعتبر جريمة كبرى تستوجب العقاب سواء بإفادة أو إحالة للتحقيق أو خسف بتقويم الكفاءة وحتى الإهانة المباشرة وأنواع مختلفة أخرى من أساليب الاحتقار والضغط النفسي
فمنذ اليوم الأسود لتوليها مهام العمل دأبت على إزعاج المعلمين والمعلمات بطلباتها التي ما أنزل الله بها من سلطان بأسلوب أبعد ما يكون عن اللباقة والأدب!!
فتارة تجبر الأقسام على استقطاع مبلغ من ميزانية أقسامهم لعمل معارض والتي بالأصل تحتاج إلى فترة زمنية طويلة في الإعداد والتنظيم ورغم علمها بالتزام المدارس بمسابقة أفضل ورشة على مستوى مدارس المنطقة التعليمية والتي استنزفت جهود المعلمين وجيوبهم أيضاً !!للخروج بالمستوى المطلوب،
ولكن هذه العوائق لاتعترف بها الموجهة الأولى الفذة!! فتستنزف المعلمين والمعلمات ووقتهم سواء خلال الدوام الرسمي أو بعده حيث أنهم يواصلون الليل مع النهار للخروج بالمعرض بالمستوى اللائق وما يصحب ذلك من ضغط نفسي بسبب التهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور من قبل الموجهة الأولى إذا لم يكن المعرض حسب ما تتمناه أو يتمناه المقربين.
وما يصحبه أيضا من جهد بدني كبير وتفريغ لمجموعة كبيرة من المعلمين والمعلمات لتجهيز المعرض على حساب عملهم في مدارسهم وحصصهم التي ضاعت وضغط النصاب الذي حصل للمعلمين العاملين في مدارسهم، وتناست أن الطالب هو أساس العمل التربوي وليس المعرض وإظهار مواهب المعلمين على حساب وظيفتهم، فكفاءة المعلمين لم يستمدوها منك يا حضرة الموجهة الأولى، ومن باب أولى إظهار قدراتك وكفاءتك أنتِ في منصبك ومجال عملك بدلاً من الصعود على أكتاف الآخرين.
وبعد كل هذا فلا حمداً ولا شكورا ولا ينوب المعلمين سوى التهديدات بإنزال التقدير والإحالة للشئون القانونية وقد تم ذلك، وافتعال مشاكل بين المعلمين وإداراتهم بفضل قدرات الموجهة الأولى في اختلاق قصص ليس لها أساس من الصحة ،بالإضافة إلى التهكم والسخرية والتحقير من أداء الآخرين بدون سبب فقط لأنها يستهويها إشعال فتيل الأزمات، وإظهار نفسها بأنها الشخصية الحديدية بشكل يدعو للضحك، وشر البلية ما يضحك.
فنحن في وسط تربوي لا يحتمل تلك الأنواع من الأهواء والشخصيات، ونحن نستغرب كيف يستطيع إنسان أن يجمع كل هذه العداءات والرفض من أسلوب تعامله وقيادته الفاشلة خلال هذه الفترة القصيرة ؟؟ فلو افترضنا وجودها عاما كاملا فكيف سيكون الحال؟
إن كرسي المنصب زائل وهو مسئولية تحاسبين عليها امام الله وهو تكليف وليس تشريف والإنسان ليس له في الدنيا إلا العمل الصالح فاتقوا دعوة المظلوم.
ونحن ما كتبنا إليكم إلا بعد أن فاض بنا الكيل ولأننا على يقين بأن لابد للحق أن يرجع إلى نصابه، ولابد للعدل أن يستقيم ميزانه، وكلنا ثقة بوزيرنا الفاضل بقدرته على اتخاذ ما يراه مناسباً لإيقاف تلك التصرفات اللامسئولة.

ودمتم بحفظه
معلمي ومعلمات الدراسات العملية
منطقة العاصمة التعليمية