بسم الله الرحمن الرحيم





الدعوة

و موقع العادات فيها




قال الله – تعالى -:

ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ – النحل ١٢۵



عن أبي هريرة– رضي الله عنه – قال رسول الله – صلى الله عليه وسلّم- : إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ذكره مالك في الموطأ.
نفهم من هذا الحديث الشريف أن العرب– وغير العرب لأن الحديث لم يخصص العرب بالذكر- كانت لديهم أخلاق كريمة، تقل أوتزيد، ولكنها بحاجة إلى التمام، ولم يجرّد الإسلام الأمم من الأخلاق كاملة.
كان الغيرةعلى الشرف حياة العربي، فلا يقبل من أحد أن يعتديَ على حرماته، هذا هو الخلق الكريم، ولكن النقص الذي جاء الإسلام ليقوّمه أن العربي ماكان يغارعلى شرف من يعتدي عليهم بالحرب، فأصلح الإسلام الأمر، وجعل من الأخلاق الفاضلة الغيرة على شرف الإنسان بعامة لايمنعها انعدام صلة الرحم أوالبعد عن السكن أو الاختلاف في الدين والعرق .
كان الاعتزازبالآباء والأصول قيمة عزيزة في نفس العربي، فيها جانب طيب، وفيها ما دونه.فجاء الإسلام يعزز مكانة الآباء في البر والمعاملة الطيبة لردّ بعض جميل إنجاب الولد وتنشئته، ولكن وإن جاهدَاكَ عَلى أَن تُشۡرِكَ بِِى مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِ عِلۡمٌ فَـَلا تُطِعۡهُمَا، وَصَاحِبۡهُمَا فِي الدُّنۡيَا مَعۡرُوفًا، وَاتَّبِعۡ سَبِيلَ مَنۡ أَنَابَ إِلَيّ،ثُمَّ إِلَيّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ، لقمان- ١۵ ويمنع مشاركتهم ظلمهم وعدوانهم إن كانوا من أهل الباطل!

لونظرنا اليوم إلى الغرب- وفريق من العرب الذين لايهنأ لهم عيش إلا بتقليد الغرب-،لرأينا الأمرمختلفا. ساد غرب اليوم خليط من عقائد موروثة وأخرى متفجرة.أخذ بماكان عند الرومان واليونان والنصرانية المطعمة بالوثنية،وأخذ عن الأندلس بخاصة والعرب بعامة ما فهمه من حرية وحب في الله أوتعلق الرجال بالنساء وتعلقهن بهم. تحول التعلق بآخرمن حب عاطفي في تعبيرهم إلى عشق جنسيّ وتماس جسديّ. فتبعه اختلاط الأنساب، وحيرة في معرفة الأصل والفصل، فتهدمت روابط الأسرة. صارت علاقة الأفراد والجنسين علاقة جنس أومنفعة مادية. فإذا أثمرالحبّ عن زهرة فتيّة..أوعن ذكر يُعجب البريّة..لم يُعرف لهما أب على وجه اليقين.وإنّما بالتشكيك والتخمين.. {هذا كلام عامّ، ولكن حذارأن تظنّ أن الخير قد انعدم، حتى في الغرب!}

كانت الدعوة تُبنى على كثيرمن العادات القديمة الترغيب بها أو التنفيرمن مخالفتها، وواجبنا اليوم أن ننظر في العادات الحديثة، فكثيرمنها يخالف العادات العربية، وعلينا أن نبتكرأساليب أخرى تتناغم مع هذا الجديد.
التزاماً بماألزم به رسول الله– صلى الله عليه وسلم–قوله– تعالى-: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ– النحل ١٢۵


رُبّي العربي الجاهليّ على توقيروالديه، ولذلك نفّر رسول الله–صلى الله عليه وسلّم-في الحديث من سبّ آباء الآخرين مثيراً في نفوسهم حميّة توقير الوالدين، ولكن إذا كنا في مجتمع اعتاد جهالة الآباء أوكثر فيه أبناء الطبيعة!! وصارت تُعلم الأم ولدها- وهي لاتُحس بالغضاضة - أن زوجها ليس أباه، وإنما كان بذرة من لقاء عابرأومطوّل بآخر، وصارت صلة الابن بالأب صلة( بيولوجية ) بحتة، وشجع القانون والمجتمع الأب على طرد ابنه وابنته متى بلغا، واستئثار الأب بكل ما يملك لأن صلته بولده انقطعت، ويحسّ الولد أن أباه حرمه وهوصغير من حقوقه، وانتشرت الألفاظ الفاحشة على ألسنة الناس، فهل ننجح في تربية الإنسان فلا يسبّ أحداً بقولنا: لا تسبّ أباك! وهولايجدغضاضة في الأمر.
________________________________________
عن عبدالله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنه – قال رسول الله – صلى الله عليه وسلّم- : إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه . قيل : يا رسول الله ، وكيف يلعن الرجل والديه ؟ قال : يسب الرجل أبا الرجل ، فيسب أباه ، ويسب أمه فيسب أمه البخاري ومسلم والترمذي وأحمد

وإذا كان الزنا عند بعض الأمم حقاً طبيعيّاً! لايجوز أن نحرمه أحدا، فإذا اجتمعت رغبتا الطرفين فلايجوزلأحد أن يمنعهما هذا الحق! لورأى أن حق أمه أن تعيش حياتها، فبم يردهذا الرجل على الرسول–صلى الله عليه وسلم-إن سأله: أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ؟سوف يقول: إنها حرّة، هذه حياتها تفعل بها ماتشاء،ولن يكون غيرهذا إن سئل عن أخته وابنته وخالته..


حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ حَدَّثَنَا حَرِيزٌ حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْه،ِ فَزَجَرُوهُ قَالُوا مَهْ مَهْ فَقَالَ ادْنُهْ فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا قَالَ فَجَلَسَ قَالَ أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ قَالَ لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ قَالَ وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ قَالَ أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ قَالَ لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ قَالَ وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ قَالَ أَفَتُحِبُّهُ لِأُخْتِكَ قَالَ لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ قَالَ وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ قَالَ أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ قَالَ لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ قَالَ وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ قَالَ أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ قَالَ لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ قَالَ وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ قَالَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ وَطَهِّرْ قَلْبَهُ وَحَصِّنْ فَرْجَهُ فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ حَدَّثَنِي سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ غُلَامًا شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَهُ.. مسند أحمد - بَاقِي مُسْنَدِ الْأَنْصَارِ

نحن بحاجة إلى تفكير ووقفة تأمل وبحث عن هذه القيم الجديدة الأخرى.

أعاننا الله وهدانا السبيل.