بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:


" نحن قوم أعزنا الله بالإسلام وإذا أردنا غيره أذلنا الله ".


قصيدة شباب الإسلام

قصيدة من الروائع للشاعر هاشم الرفاعي


ملكنا هذه الدنيا قرونا *** وأخضعها جدود خالدونا
وسطرنا صحائف من ضياء *** فما نسى الزمان ولا نسينا
حملناها سيوفا لامعات *** غداة الروع تأبى أن تلينا
إذا خرجت من الأغماد يوما *** رأيت الهول والفتح المبينا

وكنا حين يرمينا أناس *** نؤدبهم أباة قادرينا
وكنا حين يأخذنا ولي *** بطغيان ندوس له الجبينا
تفيض قلوبنا بالهدي بأسا *** فما نغضي عن الظلم الجفونا
وما فتئ الزمان يدور حتى *** مضى بالمجد قوم آخرونا

وأصبح لا يرى في الركب قومي *** وقد عاشوا أئمته سنينا
وآلمني وآلم كل حر *** سؤال الدهر : أين المسلمون ؟
ترى هل يرجع الماضي ؟ فإني *** أذوب لذلك الماضي حنينا
بنينا حقبة في الأرض ملكا *** يدعمه شباب طامحونا

شباب ذللوا سبل المعالي *** وما عرفوا سوى الإسلام دينا
تعهدهم فأنبتهم نباتا *** كريما طاب في الدنيا غصونا
هم وردوا الحياض مباركات *** فسالت عندهم ماء معينا
إذا شهدوا الوغى كانوا كماة *** يدكون المعاقل والحصونا
وإن جن المساء فلا تراهم *** من الإشفاق إلا ساجدينا

شباب لم تحطمه الليالي *** ولم يسلم الى الخصم العرينا
ولم تشهدهم الأقداح يوما *** وقد ملأوا نواديهم مجونا
وما عرفوا الأغاني مائعات *** ولكن العلا صيعت لحونا
وقد دانوا بأعظمهم نضالا *** وعلما، لا بأجرئهم عيونا

فيتحدون أخلاقا عذابا *** ويأتلفون مجتمعا رزينا
وما عرفوا الخلاعة في بنات *** ولا عرفوا التخنث في بنينا
ولم يتبجحوا في كل أمر *** خطير، كي يقال مثقفونا
كذلك أخرج الإسلام قومي *** شبابا مخلصا حرا أمينا
وعلمه الكرامة كيف تبنى *** فيأبى أن يقيد أو يهونا

دعوني من أمان كاذبات *** فلم أجد المنى إلا ظنوناً
وهاتوا لي من الإيمان نورا *** وقووا بين جنبيَّ اليقينا
أمد يدي فأنتزع الرواسي *** وأبني المجد مؤتلقاً مكينا



*******