السلام عليكم ...هذه القصة مستوحاة من قصة واقعية وقعت في إحدى القرى في الجزائـــر من عام1989 ولقد رأيت حينها ان اعبر عن المشهد بما استطيع لتلك العلاقة المقدسة التي تربط بين المعلم والتلميذ....

تشرفني قراءتكم لقصتي ...كما تبهجني تعليقاتكم وانتقاداتكم ولكم مني كل التقدير والاحترام ...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
امتلأت الشوارع بالضوضاء والهتافات ..إنه صخب الأطفال العائدين ألى مدارسهم بعد عطلة الصيف والشوق يحدوهم إلى مدرستهم ومعلميهم ، وكتبهم الجديدة التي يشترونها في بداية هذه السنة ، وهناك بالمدرسة تختلط فرحة المعلمين بفرحة تلامذتهم ، وتبدو على الوجوه تقاسيم أو تجاعيد البشر جلية واضحة مشرقة...هاهو أحد التلاميذ يقبل مسرعا من جهة النهر ، وكأن خطرا يتعقبه الى حيث يتواجد رجلان إلى جانب سيارة ...ينادي التلميذ بصوت مرتجف...معلم ...معلم...زميلنا أحمد سقط في الحوض المائي ، بعدما كنا وإياه نحاول شرب الماء ..فانذعر الرجلان .. وهبا صوب الحوض لإنقاذ الغريق ..
لم يكن أي من الرجلين يحسن السباحة ...علت الحيرة والدهشة الوجوه...في وقت يحتاج إلى الجهد والتضحية لا نتشال الغريق ...وماكان من أحدهما إلا أن يلقي بنفسه داخل الحوض مؤثرا ومضحيا في سبيل هذا الصغير ....وكانت البلية ..لقد غرق الرجل ايضا ...ووجم الجميع أمام هذا الموقف ..فاستدعي الأهالي لهذا الطارئ الأليم ..ووضعت المحركات المائية...مضى وقت غير قليل ، نفذ من الحوض الماء ..وظهرت صورة الموت الذي أتى على الصغير والكبير ، ومعها دموع الصغار والكبار ...الصغار يبكون مصابهم في صديقهم ومعلمهم الذي غرق على إثره ..والكبار مشدوهين ..ينظرون بإجلال وإكبار إلى الجثتين ..وقلوبهم تستحضر علاقة الحب بين المعلمين وتلامذتهم التي وصلت إلى درجة التضحية بالنفس ...فرحمك الله يامعلم وأسكنك وتلميذك فسيح الجنان ...
ــ النهايــــــــــة ــــ