بسم الله الرحمن الرحيم






وأسلم نابليون!!





ومن حكايات التاريخ أن الإمبرطور الذين خضعت له هامات، طأطأ لله رأسه في رحاب الجامع الأزهر ( أعزّ الله تعالى الأزهر بمن فيه من المخلَصين لله ) . ليس ســـــــــــرّاً أن نقول: أسلم نابليون ( كما أحبّ أن يُلقّبَ بعد أن صار إمبرطوراً، و بونابرت عندما التفّ حول الثورة الفرنسيّة، فصار سيّدها!! ).
و خُدع به من خُدع، و فهم اللعبة من فهم.
وبعد عناء تمكّن المخلصون لله من تطهير أرض الكنانة من رجسهم إلا قليلاً ممّا تصوّره ( الأفلام القديمة من فسوق وعهر في الأحياء الشعبيّة من القاهرة والأسكندريّة، و مصر الكنانة بريئة من هذا التصوير آنذاك، إلا ما تركه نابليون وجنوده من أثر، فأخذ ينمو و يتمدّد، ولكن هذا ليس حقيقة مصر– مصر من أعالي النيل إلى شواطئ البحر المتوسّط -)، و كيلا ينتقدنا منتقد نذكر المطبعة التي جاءت بالخير، دون أن تبرأ من ملوّثات حملتها ممّن صنّعوها، و طبعوا عليها فكرهم بدوائه و دائه.

ما حاجتنا إلى هذا التاريخ الذي نتناساه كي لا يحمل معه منغّصات نحن اليوم في غنى عنها، و نحن ( لحم أكتافنا من خيرهم!! )؟!
اليوم تصلنا خيراتهم إن كنّا في ديارهم، أو في البعد عنهم.
انظروا ما نحن فيه من نعمة: مساجد، و صلوات ( و لاتأبهوا لبعض المنغّصات، فما هي بمهلكات!! ).
انظروا ما نحن فيه من نعمة، الهداية على أيدينا لكثير من أهل هذه البلاد، يسارعون معنا إلى الخيرات، و يؤمّون الناس في الخير وفي الصلوات.

هؤلاء السادة الذين أشهروا إسلامهم، نقبله منهم، لأنّنا لم نشقّ على صدورهم ، فنعرف حقيقتها، و إنّما نفعل كما كان رسول الله- صلى الله عليه و سلّم – يفعل، فيقبل أناساً في الإسلام، كان الله يخبره بنفاقهم، و ماكان يُحاسب أحداً على سريرته، و لكنّه ينتظر الفرصة ليشهد على نفاقهم واقع مشهود.
بين هؤلاء من آمن قلبه و لسانه، و بذل من المعروف ما ينال به جنان الخلد، والتفاضل مع السابقين له في الإسلام بالتقوى والعلم والعمل الصالح.
وآخرون دون ذلك، عانينا منهم، و ممّا فعلوه منا.
لاننس أنّنا مثخنون بالجراح المعنوية، فإذا رُويَ عن سيف الله- وهو يُحتضر- قوله: لقد شهدت مئة زحف أو زهاءها و ما في بدني موضع شبر إلا وفيه ضربة بسيف، أو طعنة برمح، أو رمية بسهم، و ها أنذا أموت على فراشي ( كما يموت البعير)، فلا نامت أعين الجبناء!! فنحن اليوم لسنا في معارك حربية، لا ضُربنا بسيف، و لا طُعنّا برمح، و لا رُمينا بسهم، إنّما جراحاتنا جراح فكريّة نفسية، وما لقينا من تشويه لإيماننا و شرع الله ما زالت ندبه في عقول كثيرين منّا، مزج المستشرقون في القرون السالفة ثقافتنا بأوهامهم، و كان منهم العدو اللدود، ومنهم المنصف بعض الإنصاف، و لكن مازالت آثارهم في عقول كثيرين- حتى ممّن يدافعون عن الإسلام!!
قال- تعالى -:

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جميعا )- النساء ٧١.
فأمّاالحذرهنا فحذر من مكائــــــد تشوّه ما نؤمــن به، وأمّا النفير فنفير بعقولنا و نفوسنا لا بأيدينا ولا بأسلحتنا.
هناك من أسلم و ليس له من مأرب غير رضا الله –تعالى -، و هناك من علينا أن نكون حذرين، لا بإلقاء التهم جزافا، بل برعاية مثل هؤلاء مستعينين بالتفكير السليم، و برجال لهم القدرة العلمية والصدق الإيماني،.
و لا يجوز لنا أن نترك أمر هؤلاء لمصلّيات يقوم عليها شباب قد يكونون متحمّسين (أقول قد )، و لكنّ بضاعتهم العلميّة تلقّفوها ( نتفاً بغير صََداق!! ).

من الأمور الخادعة: أن يبذل هؤلاء كلّ جهدهم في تلقّي ما بين أيدي الشباب من علم – سليم أو سقيم- وفكر- نقيّ أو مدسوس-، كأن يتقنوا تلاوة القرآن الكريم، و يتمسكوا بأفكار متشدّدين من المنسوبين إلى العلم!!
فهي حجة لهم أمام الله إن أخلصوا، و نقمة إن ساروا على نهج مستشرقين سبقوهم إلى احتواء العلم!!
و الخطر كل الخطرأن يكون لهؤلاء أتباع من المثقفين الأطبّاء أو المهندسين.. ثقافة شرعية – وهي غير العلم- ، ثمّ يتصدروا المجاس، و يجلسوا على أعلى المنابر في الجوامع الكبرى، وشاحهم بزّة أفرنجيّة، تُزين رقابهم عُقًد محمرّة من خجلها!!، و ما كان في شكل اللباس تحريم- مادام يستر العورة- إلا أن يكون وساماً على الصدر، منحه الذين يتربّصون بنا الشر!!ّ