آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: أَنَا مُتْعَبٌ .. يَا بَا بَا !!

  1. #1

    افتراضي أَنَا مُتْعَبٌ .. يَا بَا بَا !!

    أَنَا مُتْعَبٌ .. يَا بَا بَا !!

    شعر : د. محمود بن سعود الحليبي


    همسَ بها في أذني ولدي ذو الخمس السنوات ، حين رأيته مستلقيًا على غير عادته وسألته : مالكَ يا ( فارس ) ؟


    وَهَمَسْتَ لِي : ( أَنَا مُتْعَبٌ يَا بَابَا )
    آهٍ ؛ فَتَحْتَ لِخَيْبَتِي أَبْوَابَا

    قَدْ كُنْتُ آنَسُ إِذْ أَرَاكَ ؛ أَريتني
    مِنْ ثَغْرِ أُنْسِيَ - يَا حَبِيبِيَ – نَابَا

    هِيَ كِلْمَةٌ ! مَا كُنْتَ تحْسَبُ أَنَّهَا
    يَوْمًا سَتُشْقِي ـ يا صغيريَ ـ بَابَا

    مِنْ أيِّ كَهْفٍ قَدْ شَقَقْتَ حُرُوفَهَا ؟
    أَطْلَقْتَها فِي مِسْمَعَيَّ ذِئَابَا !

    مِنْ أَيِّ قَامُوسٍ أَتَيْتَ بِهَا هُنَا
    فَقَرَأْتُ فيها من عَنَاكَ كِتَابَا ؟

    عَمَّنْ - تُراكَ - رَوَيْتَ ؟ أَوَّلُ مَرَّةٍ
    أَرْجُو لَوَ انَّكَ سُقْتَها كذَّابا !!

    مِنْ أَيْنَ جِئْتَ بِهَا - فَدَيْتُكَ - إِنَّنِي
    لَرَجَوْتُ أَنِّيَ مَا وَعَيْتُ خِطَابَا

    مِنْ أَيْنَ جِئْتَ بِهَا ؟ أَكَادُ أَعَافُنِي
    وَوَدِدْتُ أََنِّيَ لَوْ غَدَوْتُ تُرَابَا !

    وَاسْتَبْحَرَتْ عَيْنَاكَ ؛ فَانْطَفَأََ الضُّحَى
    وَأَحَلَتَ أُفْقَيْنَا ضَنًى وضَبَابَا

    فَسَحَبْتُ كَفِّيَ نَحْوَ كَفِّكَ فِي أََسًى
    غَلَبَ المكانَ وخالجَ الأَلْبَابا

    وَحَمَلْتُ أنْمُلَتِي لأمْسَحَ دَمْعَةً
    جَرَحَتْ - بُنَيَّ - وُجَيَهْكَ الجَذَّابا !

    وَلَفَفْتُ أَجْنِحَتِي عَلَيْكَ ؛ أَضُمُّ لِي
    صَدْرًا صَغِيرًا عَانَقَ الأَتْعَابَا

    عَلِّي أُخَفِّف عَنْكَ / عَنِّيَ صَفْعَةً
    أَدْمَتْ شِغَافِيَ حَسْرَةً وَعِتَابَا

    وَرَحَلْتُ أَجْلِدُ مُهْجَتِي وَخَوَاطِرِي
    حَتَّى مَزَقْتُ مَشَاعِرًا وَإِهَابَا

    وَمَضَتْ سِيَاطُ الذَّنْبِ تُلْهِبُ صَهْوَتِي
    كيما أَعُودَ - كَعَادَتِي - تَوَّابَا :

    أَنَّى لِدُنْيا كَالطُّفُولةِ ؛ وَحْشَةٌ
    إنْ لمْ يَجِدْها حِرْشَةً أَوْ غَابَا ؟

    أَنَّى لِسُوقٍ مِثْلِها سِلَعُ الضَّنَى ؟
    إنْ لَمْ أََكُنْ لِمَثِيلِها جَلاَّبَا ؟!

    وَلِمَ الظَّلاَمُ بِعَالَمٍ مُتَفَتِّحٍ
    لَوْمَا شَكَا مِنْ مُقْلَتَيَّ غِيَابَا ؟

    وَبِأَيِّ عُذْرٍ أَلْتَقِي فَرْخًا جَثَا
    يَشْكُو حِيَالِيَ حُرْقَةً وَسَرَابَا ؟!

    أَتَكُونُ فِي جَنْبَيْهِ مِثْلِيَ غُرْبَةٌ
    رَسَمَتْ لَهُ الدُّنْيَا شَقًا وَعََذَابَا ؟!

    عَجَبًا ! أَيَنْمُو الهَمُّ فِي قَلْبٍ وَمَا
    عَانَتْ رُؤاهُ كُهُولَةً وَشَبَابَا ؟!

    أََوْ أَنَّ عُشَّكَ ضَاقَ ـ يَا وَلَدِي ـ عَلَى
    جَنَبَاتِ رُوحِكَ ؛ فَاشْتَهَيْتَ سَحَابَا

    أَوْ أَنَّهَا حَلْوَى رَغِبْتَ بِهَا ومَا
    حَقَّقْتَ فِيهَا بِالشِّرَاءِ رِغَابَا

    أَوْ تَيَّمَتْكَ - بُنَيَّ - عِشْقَا لُعْبَةٌ
    فَاقَتْ بِرَأْيِكَ فِي الهَوَى الأَلْعَابَا

    أَوْ أَنَّهُ جُرْحٌ ، وَعَيْنيَ مَا رَأَتْ
    لُغْزًا كَجُرْحِكَ مَا اسْتَبَانَ جَوَابَا ؟

    أوَّاهُ يَا وَلَدِي سَقَيْتَ مَوَاجِعِي
    وَجَعًا ، وَزِدْتَ مَصَائِبِي أَوْصَابَا !!

    وَأَخَذْتُهُ ، وَأَخَذْتُ أَرْكُضُ فِي فَيَا
    فِي غُرْبَتَيْنَا جَيْئَةً وَذَهَابَا

    حَتَّى حَكَى ظَمَأٌ وَفَاضَتْ مُقْلَةٌ
    وَتَجَدْولَتْ فِي وَجْنَتََيَّ شِعَابا

    وَرَأَى صَغِيرِيَ فَوْقَ خَدِّيَ أَدْمُعِي
    وغَدا يُكَفْكِفُها ، وَيَصْرُخُ : بَابَا !

    لاَ تَبْكِ ؛ يَا بَابَا ، وَخُذْهَا قُبْلَةً
    سَنَعُودُ ، يَا بَابَا - غَدًا - أَصْحَابَا !!

    أَنَا لَمْ أََعُدْ تَعِبًا - شُفيتُ ! - وَخَاطِرِي
    بِلِقَاكَ يَا أَبَتِي سَلاَ .. بِكَ طَابَا !!

  2. #2

    افتراضي

    قصيدة رائعة كعادتك في الانتقاء المميز

    بارك الله فيك

  3. #3

    افتراضي

    بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء
    ناصرة

  4. #4

    افتراضي

    عبير الورد

    لك خالص شكري !

    أضأت الصفحة بشقيف ذوقك
    ..

  5. #5

    افتراضي

    ناصرة

    يسعدني أن تصافح صفحتي عيناك !

    لك خالص حبي ..

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •