في بيته يؤتى الحكم
يبدو ان كل شيء فقد حلاوته وتلاشت لذته حاليا والتصق التذمر مع كل رأي يتحدث عن الوضع الحالي، ويرى كثيرون ان الحياة في التسعينيات اجمل من سنوات الالفية الثانية رغم التطور والرفاهية والثمانينيات كان لها طعم افضل من التسعينيات بينما لا احد ينكر ان السبعينيات هي الاجمل جوا وبرا وبحرا من العقود التي تلتها، وشمل ذلك التدهور المناهج الدراسية، وعند الاطلاع على كتاب للغة العربية لأحد الصفوف في المرحلة الثانوية أو المتوسطة أو الابتدائية لا يجد المرء ما يشجعه على القراء ة وتكاد المواضيع تخلو من درس له قيمة ادبية واجتماعية وأضحت أكثر جفافا ما دفع الطلاب الى هجر المناهج وتدني تحصيلهم نتيجة لذلك الجفاء .
مثلا، احتوى كتاب قواعد النحو في الثالث المتوسط في المناهج القديمة قصة جميلة وفيها كثير من العبر والحكم وتقول:
احتكم الارنب والثعلب الى الضب بعد ان رضيا به حكما فذهبا اليه في جُحره، فنادياه بكنيته يا أبا الحسل .
قال الضَّب: سميعا دعوتما!
فقالا: جئناك لنحتكم.
قال: عادلا حكمتما.
قالا: فاخرج الينا.
قال: في بيته يؤتى الحكم.
قالت الارنب: اني وجدت تمرة .
قال: حلوة فكليها .
قالت: فاختلسها الثعلب
قال: لنفسه بغي الخير
قالت : فلطمته .
قال: بحقك اخذت .
قالت: فلطمني .
قال: حر انتصر .
قالت: فاحكم بيننا.
قال: قد حكمت .
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)