- منظومة للناجحين - للشيخ الدكتورعائض القرني ...
[COLOR="#0000CD"][/COLOR][CENTER]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- منظومة للناجحين -
للشيخ الدكتورعائض القرني
الحـمد لله الـذي ربـاني *** وأزال عن قلبي العمى وهداني
وأغاثني كرماً وثبت حجتي *** وأنا رهين الذنب والنقصان
ثم الصلاة مع السلام [U]لأحمد[/U] *** خير البرايا من بني الإنسان
والآل والصحب الكرام ومن سعى *** لسبيله من تابعي الإحسان
هذي قصيدة كل شهم ناجح *** ذي همة كالكواكب والنوراني
لأولي العزائم صغتها وحبكتها *** تهدى لأهل الفضل من إخواني
يا من أراد المجد من أطرافه *** وسعى إلى الفردوس والرضوان
اسمع هديت نصائحي وأعمل بها *** واحرص عليها غاية الإمكان
اسمع للفظة سابقوا أو سارعوا *** جاءت بنص الوحي في القرآن
ويقول [U]أحمد[/U]: بادروا بل فاغتنم *** خمساً رواه أحمد الشيباني
والمؤمن الشهم القوي أحب من *** عبد ضعيف خائر الأركان
احرص على النفع العظيم أتى به *** [U]ابن الحسين [/U]العالم الرباني
وتعوذ المختار من كسل ومن *** عجز رواه عندنا الشيخان
هذا رسول الله قام لربه *** فتفطرت لقيامه القدمان
بأبي وأمي خير من وطئ الثرى *** وتهللت لقدومه الثقلان
أثر الحصير بجنبه وقميصه *** صوف وتحت حزامه حجران
شتموه بل أدموه وهو مصابر *** في همة ما كان بالمتوان
وضعوا السلى والشوك فوق جبينه *** بل من أذاهم ضاق بالأوطان
وتراه في صبر وعزم راسخ *** أقوى على الأبصار من ثهلان
حتى حباه الله أعظم نصره *** فاق الخليقة أنسهم والجان
وأذكر [U]أبا بكر [/U]وحسن جهاده *** وثباته في السر والإعلان
يدعى لأبواب الجنان جميعها *** من كثرة الأفضال والإحسان
في الغار صاحبه وفاز بهجرة *** حتى أتى في الوحي ذكر الثاني
وانظر إلى [U]الفاروق[/U] وأعرف قدره *** في قوة الإخلاص والإيمان
ورسوخه في العلم بعد جهاده *** في كل موقعة مع [U]العدناني[/U]
وعزوفه عن كل مغرية ولو *** جاءت إليه بزينة الألوان
وبكائه حتى تبلل خده *** وصموده في حومة الميدان
والثالث [U]البر الرشيد [/U]تحيتي *** تسعى بما يشفي إلى [U]عثمان[/U]
هو منفق الأموال ساعة عسرة *** متهجداً في الليل بالقرآن
وأذكر [U]أبا حسن [/U]وبجل قدره *** خير الشيوخ وقدوة الشبان
وهو الذي ذبح الطغاة بسيفه *** في بدر والأحزاب يوم الشأن
إذ بيته كوخ ومفرشه الحصى *** مركوبه في عمره نعلان
وأبي في حفظ المثاني آية معلومة *** ومعاذ ذو عزم بغير توان
[U]وأبو هريرة[/U] جد في طلب العلى *** والجوع يصرعه على الجدران
في الحفظ أصبح آية معلومة *** لا تعتريه بوادر النسيان
أما [U]ابن عباس [/U]فأخبر أنه *** بلغ المدى في الصبر والإمعان
بل كان ينتظر الصحابة في الضحى *** والشمس تصهره بحر دان
من أجل نيل العلم حتى حازه *** لسفينة الآثار كالربان
حي [U]العبادلة[/U] الكرام وجهدهم *** في ضبط آثار وفهم قرآن
للعلم سافر [U]جابر[/U] من طيبة *** شهراً لمصر بهمة الشجعان
[U]وابن المسيب [/U]للحديث محصل *** يبقى ثلاثاً ليس بالوسنان
[U]ولمالك [/U]صبر الرجال لنيله *** أعلى المراتب عند أهل الشأن
ومشى [U]ابن حنبل [/U]جامعاً لحديثه *** حتى أتى لإمامها [U]الصنعاني[/U]
جذ الحصاد بأجرة وتمزقت *** بالمشي نعل [U]الماجد الشيباني[/U]
وتألق [U]الثوري[/U] في زهد وفي *** ورع وفي علم وفي عرفان
[U]والأصمعي[/U] طوى القفار جميعها *** لمراد آداب وحسن بيان
وأقام دهراً [U]سيبويه[/U] منقحاً *** لعلومه في الحضر والبدوان
حتى روى ذاك الكتاب وإنه *** اصل الأصول لنحو خير لسان
برع [U]الكسائي [/U]باجتهاد دائم *** هو واحد القراء للفرقان
وتفرد [U]الزهري[/U] بالسنن التي *** سارت مسير الشمس في البلدان
[U]وابن المعين[/U] إمام كل معدل *** علم الرواة وماله من ثان
أهدى [U]الخليل النجم[/U] نوم عيونه *** والعين سفر ظاهر البرهان
وأقام من علم العروض عجائباً *** ما كان في خلد ولا حسبان
وروى [U]ابن حبان [/U]حديث شيوخه *** ألفين من شيخ ومن شبان
همم لو أن الدهر يحمل بعضها *** لوجدته بالعزم في رجفان
هذا [U]ابن عبد البر[/U] في تمهيده *** أفنى ثلاثيناً من الأزمان
وكذا [U]ابن حزم[/U] المعي زمانه *** قد حل في العلياء أي مكان
[U]والظاهري[/U] هو النهاية في العلا *** بل قدوة لنوابغ الأزمان
أما [U]ابن تيميه[/U] فأعظم قصة *** في الجمع والتحقيق والإتقان
أنفاسه في العلم حتى حدثوا *** عن عزمه قاصي الملا والداني
في اليوم يكتب عشر كراس كذا *** تعليمه في همة وتفان
وله المواقف في الجهاد فسل بها *** أهل النقول وحافظي البلدان
هذا [U]البخاري[/U] أنفق الأوقات في *** جمع الحديث وسنة [U]العدناني[/U]
ولربما ترك الفراش بليلة *** متذكراً ما غاب بالنسيان
قلبي على أهل الحديث وحزبهم *** هم صفوة الأخيار كل زمان
كم فيهم من باذل لرقاده *** من أجل قول رسول ذي الفرقان
ومشتت العزمات لا يلوي إلى *** أهل ولا صحب ولا جيران
ألف النوى حتى كان رحيله *** للبين رحلته إلى الأوطان
يا دمع أسعفني على ذكراهم *** واهجر قفا نبكي لكل جبان
ذرعوا البلاد وخلفوا أوطانهم *** قطعوا القفار بصحبة السرحان
جاعوا فما شبعوا وكل مرادهم *** عن [U]سعد [/U]عن [U]عمار [/U]عن [U]سلمان[/U]
وأذكر [U]أبا اسحق[/U] من[U] شيراز [/U]في *** فقه وتأصيل وحسن بيان
مائة من المرات كرر درسه *** من قبل شرح فيه للإخوان
ويكرر التنظير ألفاً صابراً *** مع أنه في الزهد شيء ثان
ومح[U]مد بن جرير[/U] في تاريخه *** أملاه من ذهن بلا نسيان
تفسيره من حفظه فأعجب له *** يا همة تسمو على كيوان
وأعرف [U]جلال القدر[/U] [U]لابن خزيمة[/U] *** صافي القريحة فائق الأقران
[U]وأبو الفداء[/U] ابن [U]العقيل الحنبلي [/U]*** حفاظ أنفاس ورب معان
وله الفنون يكون ألف مجلد *** من غير ما أملاه في الديوان
بل كان أكل الكعك دون الخبز من *** عاداته حفظاً لذي الأزمان
وأنظر إلى [U]المزني[/U] كرر دهره *** سفر الرسالة نسخة الرباني
خمس مئات وهو فيها دائب *** من غير ما ملل ولا نكران
أما [U]ابن جوزي [/U]الجليل فإنه *** قد صاغ ألف مؤلف ببنان
جمع العلوم وجد في تحصيلها *** حتى دعوه بواعظ البلدان
لا تنس [U]حافظ ع[/U]صره في مصره *** ذا الفتح والتهذيب والميزان
شرح [U]البخاري[/U] خير شرح كامل *** لا هجرة من بعد فتح ثان
سلم على ا[U]لذهبي[/U] وانظر جده *** إذ بز حفظاً سائر الأقران
وله مع النبلاء تاريخ له *** وتذكر الحفاظ من أزمان
هذا [U]النواوي[/U] مات قبل مشيبه *** من بعد تحقيق مع الإتقان
هجر الكرى للعلم وهو مثابر *** حتى الزواج رماه بالهجران
فأجاد في تأليفه حتى غدا *** شمس العلوم وقصة الركبان
هذا[U]السيوطي[/U] فاق في تصنيفه *** حتى لقد قالوا له مائتان
وعلى [U]ابن خلدون [/U]تحية شاعر *** يا عبقري الدهر نعم البان
لما نفوه أتى بتاريخ له *** ذكراه من صنعا إلى تطوان
أما [U]ابن سينا [/U]فهو صاحب همة *** كالنار في حطب من العيدان
حتى على ظهر البعير تراه في *** تأليفه يا صبر شيخ فان
وانظر إلى [U]الرازي[/U] في تاريخه *** وابن الكثير صاحب البرهان
[U]والقيم الجوزي[/U] [U]وابن دقيقهم [/U]*** [U]وابن الوزير[/U] وبعده [U]الصنعاني[/U]
والعالم [U]النحرير[/U] صاحب همة *** وقادة أعني به [U]الشوكاني[/U]
الكل في جلد على تحصيله *** متدرعاً بالصبر والسلوان
وأراك في نوم عميق لاهياً *** يا خيبة للفاشل الكسلان
قضيت عمرك في اللذائذ سادراً *** يشجيك يا حيران صوت أغان
فأطرح أماني اللهو واصعد واثباً *** للمجد واترك صحبة الولهان
شمر وواصل للمعالي دائبا *** وأهجر فديت وساوس الشيطان
وأحفظ زمانك واحترس من فوته *** وأذكر إذا ما صرت في الأكفان
وانظر إلى [U]القمري [/U]أصبح غادياً *** في نيل رزق ليس بالمتوان
و[U]النمل[/U] ما عرف النكوص ولم يزل *** متوثباً في الصخر والصوان
و[U]النحل[/U] مص رحيقه من زهرة *** والباز خلف الصيد في طيران
و[U]السهم[/U] لولا وثبه من قوسه *** لم يلق صيداً وهو في القضبان
[U]السيل[/U] لولا زحفه بتدفق *** ما كان يدعى هادم الجدران
و[U]الليث[/U] لما هاج عفر بالردى *** ظبياً وأهدى الموت للثيران
و[U]الذئب[/U] لما هاج في أوطانه *** حاز الكباش وفاز بالحملان
و[U]الشمس[/U] لو بقيت لمل مقامها *** والماء إن يركد فغير مصان
و[U]الريح[/U] لو سكنت لما أهدت لنا *** أرج الزهور ونفحة الريحان
و[U]البدر[/U] لو لزم المقام ببرجه *** ما كان حاز المدح من إنسان
حتى [U]الذباب[/U] له طنين زائد *** كزئير ليث فاتك غضبان
لولا [U]اشتعال النار[/U] فيما جاورت *** لم تسم عن ترب وعن دخان
و[U]العود[/U] لو لزم المقام بأرضه *** حطب يحرق في لظى النيران
[U]در [/U][U]البحور[/U] على النحور لأنه *** يسعى إلى الغواص بالأحضان
[U]وجواهر التاج [/U]المرصع لم يكن *** لولا الفؤوس سوى حصى المران
فأكتب لنفسك أنت تاريخاً ولا *** تذكر لنا الأجداد من أزمان
فالورد من بصل وزهر الروض من *** شوك وطيب المسك من غزلان
و[U]بلال [/U]عبد وهو فينا سيداً *** وانظر إلى عمار أو سلمان
ما ضرهم أن فاتهم نسب العلا *** بنفوسهم فاقو بني الإنسان
كم فاشل في عمره من أسرة *** مرموقة في المجد والسلطان
لم يغنه نسب ولو آباؤه *** من [U]آل هاشم [/U]درة الأزمان
لكن نفس النذل لم تصعد به *** كبلال في فضل وفي إيمان
لا تأنف العمل المباح فإنه *** شرف الحياة ومفخر الشبان
يغنيك عن فسل بخيل فاجر *** ويكف وجهك عن رفيق هوان
حمل الصخور أخف من حمل الأذى *** من مانع لعطائه منان
قم فأطلب الأرزاق من أبوابها *** لو أنها في الصين واليابان
بكر لكسب القوت وأحرص أن تكن *** ذا نية لتثاب من ديان
ودع التكبر فالحلال عبادة *** لو كنت تطلي الإبل بالقطران
أو كنت تبني حائطاً وتجذ من *** نخل وتسقي الزهر في البستان
يكفيك في شرف المقام بمهنة *** الأنبياء رعوا قطيع الضأن
[U]داود[/U] حداد [U]ويوسف [/U]تاجر *** [U]إدريس[/U] خاط غلائل القمصان
و[U]الخضر[/U] طاف الأرض يعبد ربه *** وأنظر مزيد الفضل من [U]لقمان[/U]
أو ما ترى [U]الفراء[/U] وهو مبجل *** كانت صناعته جلود الضان
وانظر إلى [U]الزجاج[/U] وهو إمامنا *** في النحو كان مزين الألوان
وكذا [U]ابن زيات[/U] الوزير محمد *** قد باع زيت الناس في بغدان
[U]وأبو حنيفة[/U] كان بزازاً وذا *** [U]كابن المبارك [/U]تاجر الرضوان
وأعوذ بالله الكريم إلهنا *** من عاجز في الناس أو كسلان
أو باطل أو عاطل أو فارغ *** رأس الأماني مال كل جبان
جلسوا مع الأشرار في أوهامهم *** فبلوا بكل وساوس الشيطان
بل قال [U]وليم جمس[/U] عن فراغنا *** كبسول موت في يد الشبان
وانظر [U]نيوتن[/U] عبقري زمانه *** ما كان يترك شغله لثواني
حتى أتى بعجائب وغرائب *** علم الرياضيات والحسبان
واذكر [U]انشتاين[/U] يعقد نسبة *** هي آية في علم أهل الشأن
وكذا [U]أبو اسحق[/U] من نيرون في *** يوم الوفاة يجد في الاتقان
وأذكر لنا [U]أدسون[/U] يوم صراعه *** في الكهرباء بحرقه وتفان
عشر من الآلاف جرب فكره *** في شغل تيار من النيران
وأعجب [U]للنكولن[/U] من رئيس بارع *** نشر العدالة وهو أمريكاني
قد كان يقرأ فوق ظهر حصانه *** في موكب كالبحر في الهيجان
وغدا [U]تشرشل[/U] وهو رهن فراشه *** من ألمع الحكام للرومان
هذا وهم لا يطلبون الأجر من *** رب الوجود مصور الإنسان
لكنهم أنفوا فوات زمانهم *** من غير ما جهد ولا إتقان
ملئوا المكان صناعة وزراعة *** وبراعة في السفح والوديان
وصلوا إلى المريخ حتى أنزلوا *** في أرضه سفناً بلا إنسان
واعجب معي من ثورة هدارة *** دلفت كموج البحر من يابان
وبني قومي في سبات منامهم *** يا حيرة للخامل والحيران
خف الحديث لهم فأصبح همهم *** في سهرة ولذائذ وأمان
واطلب بجدك كل علم نافع *** واحرص عليه غاية الإمكان
قيد وذاكر واستفد واكتب ولا *** تكسل عن التكرار كل أوان
لو كنت تعلم ما النتائج لم تنم *** إلا كنوم الذئب بين الضان
أتقن إذا ما رمت شغلاً إنه *** لا خير في عمل بلا إتقان
لا تتركن أمراً يحل بيومه *** لغد فإن غداً لشغل ثان
إن الأهم على المهم مقدم *** راع التدرج عند أهل الشأن
وعليم بالترتيب واحرص أن ترى *** وسطاً بلا فوت ولا نقصان
في هيئة مقبولة ورزانة *** مع خشية في السر والإعلان
عش في حدود اليوم واترك ما مضى *** واهجر غداً فاليوم ضيف دان
وأحذر فراغك فهو لص جاثم *** يدعوك للإهمال والعصيان
إن الفراغ خديعة لعقولنا *** ومحطة للهم والأحزان
وأقصد إلى عمل تجيد أداءه *** حتى تكون لحسنه متفان
وعليك بالتنويع في الأعمال *** والأقوال والأوضاع والأوزان
فالقلب ذو ملل وخير أن ترى *** متنقلاً بالجد في ألوان
وإذا النجوم تسابقت وتنزلت *** كل إليك من المجرة دان
فاختر أشد نجومها نوراً ولا *** تختار إلا منزل [U]الكيواني[/U]
[U]فالليث [/U]لا يأكل فريسة غيره *** لو بات رهن الجوع في قضبان
[U]والبرق[/U] لما أن علا في جوه *** لمحوه بالأبصار في رجفان
و[U]الغيم[/U] لما اختار عز محله *** فاق الجبال كهيئة التيجان
ركب [U]الملوك الخيل [/U]لما هملجت *** أما [U]الحمير [/U]فمركب [U]الكسلان[/U]
وانظر إلى [U]الذهب [/U]المرصع صابراً *** لم ينصهر بحرارة النيران
قد صار أغلى من رموش عيوننا *** فاق [U]الحديد[/U] التافه الأثمان
قالوا [U]لطير الحش [/U]مالك ساقط *** قال الهوان على [U]أبي جعلان[/U]
و[U]لثعلب [/U]قالوا له أو ما ترى *** ليث العرين يسود في الحيوان
فأجاب [U]ليث الغاب[/U] عيس أكله *** وأنا رفيق الهر والفئران
و[U]السيف[/U] لما صار أمضى مضرباً *** حفظوه في قرب وفي غمدان
أتريد سكنى جنة وتنام عن *** داعي الصلاة أذاك في إمكان
أتريد أن تحظى بمنزل ماجد *** وتظل رهن عزائم الصبيان
[U]أتريد رفقة أحمد وصحابه[/U] *** وأراك رب بلادة وأمان
كلا لقد كذبتك نفسك إنما *** هذي الأماني خدعة الشيطان
المجد أقسم ألا أساق لفاشل *** لو أنه [U]كسرى أنو شروان[/U]
أما العلا فابت محبة خامل *** لو كان نسل [U]إسكندر اليوناني[/U]
وأبى النجاح دخول كل مقصر *** لو كان في الأجداد [U]كالنعمان[/U]
من غاص في قاع البحار أتى لنا *** بالماس والياقوت والمرجان
وأخو الخمول مخدر في بيته *** في منزل الاوباش والصبيان
أرني سواعدك القوية أنتشي *** من حسنها فصريفها قواني
فلرؤية العلماء والعمال *** والـصناع في عزم وفي إتقان
أشهى إلى من الفنون جميعها *** أو صوت غانية وعزف قيان
ولمطرق الحداد أبهى منظراً *** من دف ذي طرب على الأوزان
هاتوا طبيباً واحداً متألقاً *** بجميع من في الأرض من فنان
وخذوا صفوف العابثين جميعهم *** لمهندس في أرضنا يقظان
لو أن أهل الغرب كانوا مثلنا *** في الرقص والتهريج والهذيان
ما سيروا طيارة وسفينة *** أو أرسلوا الصاروخ كالبركان
أسفاً على قومي وهم أحفاد من *** شادوا صروح المجد في البلدان
كنا بحاراً في البحار وربما *** صارت منائرنا ندا الرحمن
من غيرنا كشف الظلام ولم نكن *** إلا نجوم سماء كل زمان
وبالليل رهبان وعند لقائنا *** لعدونا من أشجع الشجعان
حتى تركنا المجد يهتف صارخاً *** أين الألى ملكوا يدي ولساني
يا ألف أغنية تخدر جيلنا *** يا ألف فلم خائب فتان
هب لي دماغاً زاكياً لأري به *** صنع الخبير الواحد المنان
وخذ الألوف إليك من أوطاننا *** من غير ما عوض ولا أثمان
رفعوا لنا الأسعار في تعدادهم *** بل أكسدوا حتى الهواء الداني
عدد الحصى والرمل في تعدادهم *** لكنهم كالريش في الميزان
نستورد المصنوع والمزروع *** والمنسوج حتى جزمة الولدان
القدر من روما وصحن طعامنا *** من لندن والرز باكستاني
والثوب من أثينا وختم شماغنا *** بسويسرا والخبز من يوناني
ونقول نحن أجل من وطأ الثرى *** وطأ الثريا غيرنا بثمان
هل كوكب الشرق استردت قدسنا *** أو حل في المريخ دان داني
والحمد لله أولاً وآخراً
وصلى الله على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
...........
عن كتاب مفتاح النجاح
للشيخ الدكتور عائض القرني[/CENTER]