آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

مشاهدة تغذيات RSS

control

هل الرسوب هو الحل؟ أ.ناهدة الغربللي

تقييم هذا المقال
تمثل المرحلة الابتدائية في جميع دول العالم قاعدة وبداية سلم التعليم ، وكلما كانت القاعدة قوية وراسخة كلما كان البناء قويا ، وتكمن أهمية المرحلة الابتدائية من كونها البداية الحقيقية لعملية التنمية الفكرية لمدارك الاطفال في هذه السن واكسابهم الوسائل الأولى لاكتساب المعرفة والمهارات المختلف من قراءة وكتابة وعلوم متنوعة ونشاطات أخرى .
ومن هذا المنطلق قام العاملين في وزارة التربية باستحداث مشروع الملف الإنجازي للطالب الذي بدأ تطبيقه في العام الدراسي 2005/2006 بهدف تقويم أداء التلاميذ في المرحلة الابتدائية وتحصيلهم الدراسي بصورة مستمرة وتشخيص جوانب القوة والضعف في كل مهارة ومتابعة عملية اكتساب المهارات وتسجيلها بدقة إلا أنه واجه صعوبة قي التطبيق باعتراف الوزارة وأهل الميدان .
وقد أثبتت الدراسات أن سلبيات الملف الإنجازي أكبر بكثير من ايجابياته وأهمها سياسة الترفيع التلقائي وإلغاء الرسوب في هذه المرحلة ، مما دفع المختصين بالتربية بإلغاء هذا الملف الإنجازي في بداية العام الحالي واستبداله ب " وثيقة المرحلة الإبتدائية " ، وكانت الوثيقة صدمة للعاملين في الميدان التربوي ولأولياء الأمور ، ذلك أن الوثيقة تنص على أنه اذا رسب تلميذ من الصف الأول حتى الصف الرابع بإي مادة أساسية فإنه يبقى في نفس الصف ولا ينتقل إلى الصف الذي يليه ، بدون إعطائه حق الدور الثاني الذي يمنح لطلبة الصف الخامس .
لننتقل إلى الميدان والواقع الذي يطبق فيه المعلمين ما تملى عليه من قرارات من الجهات التربوية العليا ، إذ وجد المعلمين أن الفرق بين الملف الإنجازي والإختبارات التقويمية هو مجرد حذف مسمى المهارات في صياغة الإختبار وحصر الأسئلة في أطرها ، وما زال التلميذ يقيم بطريقة غير دقيقة خاصة تلميذ الصف الأول .
بعد ظهور نتائج الفترة الأولى من السنة الدراسية تفاجأ الجميع بارتفاع نسبة الرسوب في جميع المناطق التعليمية بنسب متفاوتة ، فهل كان الملف الإنجازي مقياس مشوه للوضع الحقيقي لمستوى التلاميذ !؟
والشاهد أن الفرق الوحيد الذي شهده المعلمين هو رجوع أولياء الأمور للمشاركة بالعملية التعليمية بعد ما تنازلوا عن دورهم للمدرسة ، وكلنا نعلم ان التعليم قضية مجتمعية لا بد أن يشارك فيها جميع الأطراف ( الأسرة والمدرسة وجميع أفراد المجتمع ومؤسساته المختلفة ) ، فالعديد من الدراسات التربوية أكدت على وجود علاقة إيجابية بين مشاركة أولياء الأمور ومستويات تحصيل التلاميذ وسلوكياتهم واتجاهاتهم .
إلا هذا لا يعني أن يعيش أولياء الأمور في حالة استنفار طوال فترة الامتحانات ، فالتقييم المستمر من قبل المدرسة سيعمل على تقليل الجهد على أولياء الأمور في الاختبارات النهائية .
ختاما ،؛
هل كان قرار إلغاء الرسوب بالمرحلة الإبتدائية في مصلحة الطالب بحجة الأذى النفسي الذي سيسببه الرسوب في نفسية الطالب ؟! علما بأن الأذى النفسي سيلاحقه طوال سميته الدراسية اذا ما استمر بالخفقان في مستواه التحصيلي .
هل سيتحسن الطالب الضعيف إذا انتقل إلى الصف الأعلى ذو المستويات المعرفية الأكثر شمولا ؟
قد لا يكون الرسوب وإعادة السنة الدراسية هو الحل
ولكن الأكيد أن الانتقال إلى المستوى الأعلى ليس هو الحل .
أ. ناهدة الغربللي
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
غير مصنف