آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

مشاهدة تغذيات RSS

اخبار ومقالات

رؤية صفات هامة لمعلمي الأجيال

تقييم هذا المقال
بقلم: أحمد سعد المسيلم

إن القدوة والتأثير العاطفي وخطاب العقل والقصص والتربية العملية والتربية بالعادة و ضرب الأمثال و الحوار و الترغيب والترهيب و التأثير اللغوي كل هذه الأساليب تتمازج مع بعضها وتتداخل ويكمل بعضها بعضا في شخصية المربي والمرشد، فالإنسان وحدة متكاملة، وكل مهارة تحتاج إلى بسط حديث فالقدوة من أكبر المؤثرات في التغيير، واهتم المربون المسلمون بها على مدى السنين، إذ من السهل دراسة النظريات، والمرشد الذي لا يعمل بما يدعو إليه لا يكون مصلحا في نظر مجتمعه وطلابه مهما بلغ علمه ومهاراته ودراساته، وغياب القدوة تعتبر من أهم أسباب ضعف التربية في مدارسنا، إذ إن التناقض بين القول والعمل والظاهر والباطن، وازدواجية التوجيه وتناقضه كل ذلك من أكبر مشكلات الجيل المعاصر وإن المرشد يري الطالب الطريق ولكن لا يسيره فيه، وأما القدوة فهي تسيره فيه. وأما التأثير العاطفي، فهو أسلوب يخاطب الروح والعاطفة التي لا تعترف بها المادية السلوكية، والمربي الناجح يحرص على بناء هذا الرصيد حتى يكون مؤثرا، ومن أمثلته: كلام النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار الذين غضبوا ووجدوا في أنفسهم،عندما وزع الغنائم ولم يعطهم شيئا منها، فدعاهم وقال كلماته المؤثرة والتي منها: «أولا ترضون أن يرجع الناس بالغنائم إلى بيوتهم، وترجعون برسول الله إلى بيوتكم، لو سلكت الأنصار واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار أو شعبهم» فبكى الأنصار وقالوا رضينا، ودعا لهم بعد ذلك بقوله: «اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار» «رواه أحمد» فتغيرت مشاعر الغضب والموجدة وسوء الفهم بفعل هذا التأثير الوجداني، وأسلم خالد بن الوليد رضي الله عنه بسبب كلمات مؤثرة بلغته من النبي صلى الله عليه وسلم، وكم من مربين استخدموا كلمات تخاطب الوجدان والعاطفة،لم يكن أثرها قاصرا على الطلاب بل تعداهم إلى أسرهم، ومشاهد التعديل بهذا الخطاب لا ينكرها أي مربي مقتدر. والعاطفة الصادقة هي تلك اللغة الصادقة التي لا يجيدها إلا الصادقون المخلصون والامارة الفارقة بين المتصنع وبين المخلص الجاد... والتلميذ يتعامل مع تلك الرسائل تعامل المقبل عليها...فتتجاوب نفسه، ويسمو على أهوائه ورغباته وآفة علم النفس التجريبي الغارق في قياس الظواهر أنه استبعد التأثير الباطني بحجة عدم قياسه، وماذا يمكن أن يتغير من الإنسان إذا اعتبرناه آلة عصبية نديره بالارتباطات الشرطية، ووضعنا روحه ومشاعره وعواطفه جانبا؟! وأما القصة فهي الفن الرفيع المؤثر الذي يخاطب أعماق النفس البشرية سواء كانت مقروءة أو ملقية، وهو «أسلوب قرآني»، ولها تأثير ساحر في غرس فضائل الإيثار والتسامح والصبر، وتساعد الإنسان على التعاطي مع الأزمات، ولها دور في تعديل السلوكيات العدوانية، وتعترف بأهميتها حتى كتب التربية الحديثة التي تستقي أفكارها من نظريات علم النفس التجريبي، ويشترط أن يحدد المربي الغرض منها وأن يكون ماهرا في فنون الأداء، وكثير من الدعاة والأدباء والمربين ومستخدمي البرمجة العصبية اللغوية غيروا قناعات الناس بهذا الأسلوب. فلماذا نشير إلى هذه السمات والأساليب؟ إننا في تربيتنا الإسلامية لا نعد الطالب آلة عصبية نغير سلوكه الظاهري فقط ببرامج شكلية خارجية ذات أوقات ومواعيد مبرمجة، بل نغير لهدف منشود واضح، يجعل شخصية الطالب متكاملة ومتزنة ومتوافقة مع مجتمعها، ومشاركة في بناء وطنها.
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

  1. الصورة الرمزية غلا الرشايدة
    ماشاءالله. مقالة. تستحق. القراءة. والاسلوب. القصصي. القرآني. ينفع. بإذن. الله. وهذا. من. تجربة. شخصية.