control

تابعت مع الجميع نخبة مختارة من طلبة المرحلة الثانوية ، يتحدثون بكل ثقة ووضوح في قاعة عبدالله السالم في مجلس الأمة الكويتي ، يوم الاثنين الموافق 28 أبريل 2014 م ، وشعرت بالسعادة والفخر وأنا أسمع كلماتهم ، وأرى عيونهم تتقد بالحماسة ، وشاهدت وقوفهم المشرف أمام من يكبرهم سناً ومكانة أو من يمثل رموز العمل السياسي والتربوي في بلدي الحبيب ، وتخيلت نفسي أماً لأحدهم ، أجلس في القاعة وأسمعه يتحدث باسم أقرناءه ، وينقل للمسؤولين معاناة من هم على مقاعد الدراسة، ويتحدث بصدق وشفافية دون أي كلام إنشائي ، وبكلمات قليلة يعبّر عما بقلبه.


وآلمني ما قرأته لاحقاً ممن لم يقبل بأسلوب الطلبة في الحديث ، أو انتقد صوتهم العالي ، أو ألمح بأنهم يقلدون غيرهم ، ممن لا يجد القبول عند الجميع، أو ربما قالها صراحة بأنه لم يعجبه منظر أو حديث الطلبة.


بالله عليكم ، هل ما قالوه خطأ ، كيف تريدون منهم امتداح الوزارة دون أن يجدوا سببا تستحق عليه الثناء ، إنهم يتكلمون بحرقة وألم مما يرونه، وإن تحدثوا بفورة الشباب فهذا لا يعيبهم ، وما طُلب منهم الحديث إلا ليُسمع رأيهم ، ويُستجاب لمطالبهم ، ولم يطلب منهم إلا أن يكونوا صادقين مع أنفسهم وغيرهم ، وهذا ما قاموا به بكل أمانة ، ولا ذنب لهم إن كان البعض لم يفهم سبب استيائهم ، وليس خطأهم إن كنا نجهل لغة العصر ، فهم لن يتحدثوا بأسلوب غيرهم ، ولن يكونوا نسخة باهتة من آراء من سبقوهم .
هؤلاء الطلبة ولدوا في هذا الوطن العزيز ، الذي حرص على العطف على كل من يسكن حناياه ، ونحن لا نريد منهم مدحنا بما ليس فينا ، ولا نريد منهم كلمات محفوظة يرددونها ، نحن بحاجة للمصداقية بيننا وأمامهم ، وهم قالوا ما عندهم ، وواقع الحال في وزارتنا العتيدة يشهد لهم مقدار صدقهم ، فشكراً لكل الطلبة المتحدثين، ولسان زملاؤهم يقول:
هُـمْ بِحَقْ خَيْرُ مَنْ يُمَثلنا




@eqbalalmutairy
إقبال المطيري
موجهة فنية لمادة الرياضيات
بمنطقة الجهراء التعليمية