• تحت المجهر المعلم بوصلة الأمة.. رغماً عنكم

    فوجئ الوسط التربوي والأكاديمي بسقوط كادر المعلم المعروض على البرلمان بسبب رفض بعض النواب وامتناع آخرين وغياب البعض الآخر، وكان هذا الكادر في حال إقراره يعتبر تقديرا من الدولة لجهود المعلم الضخمة في عصر تطور الوسائل التقنية الحديثة، وتواصل الناشئة مع الثقافة العالمية في ثوان معدودة من خلالها. فحتى الطفل في رياض الأطفال والتلميذ في المرحلة الابتدائية بإمكانهم التواصل بالعالم باستخدام هذه الوسائل التقنية الحديثة، والاطلاع على كل العلوم الحديثة والأحداث في جميع دول العالم الذي أصبح حاليا قرية صغيرة؟ ومن هنا فان العبء ثقيل على عاتق المعلم، حيث لابد له، ولزام عليه التواصل مع الجديد في علم تخصصه واعداد الدرس وعرضه باستخدام التقنيات الحديثة حتى يجذب تلاميذه نحو شرحه والتجاوب مع موضوع درسه. فما عاد المعلم يفرض سيطرته على الفصل الدراسي بالتهديد والوعيد واستخدام المسطرة، بل بالحاسب الآلي وأجهزة عرض المعلومات (Data show) ومتابعة كل جديد في تخصصه؟ ولهذا فقد اجبر المعلم على الحصول على شهادة قيادة دولية في الحاسوب (ICDL) من خلال اجتياز دورة تدريبية بهذا المجال. والمهمة الكبرى الاخرى للمعلم هي توجيه الصغار والشباب نحو التكاتف معا لتحقيق الوحدة الوطنية والأخذ بأيديهم لتجاوز الانتماءات الأسرية والقبلية والطائفية والتوحد جميعا في الانتماء للوطن، خاصة ان الكويت حاليا تغلي من بعض الانقسامات الفئوية والاصطفافات السياسية، وانشغلت الحكومة والبرلمان عن التنمية وجودة الإنتاجية بالرد على اتهامات كل منهما للآخر! فكل تلميذ يدخل المدرسة، وفي عقله معلومات أساسية راسخة من تربيته المنزلية، ولا تتفق مع معلومات زملائه، بل قد تخالفهم تماما سواء في الجانب العقائدي او الجانب الاجتماعي او الجانب الفكري، مما يكلف المعلم جهدا ووقتا للتواصل مع جميع الطلبة بأسلوب تربوي لإقناعهم بأهمية احترام الرأي الآخر، والتعامل الحضاري بين بعضهم البعض، وخاصة ان ما حدث بين بعض النواب بالبرلمان من قذف واتهامات لا سوية، واستخدام ألفاظ لا تربوية، تم نشرها في كل الوسائل الإعلامية، كان له التأثير السلبي الكبير على سلوكيات التلاميذ والطلبة. ان كليات اعداد المعلم تبذل قصارى جهدها وجل وقتها في اعداد المعلم إعدادا يتناسب مع العلوم والتقنيات الحديثة، وإكسابه الشخصية القوية السوية المعتدلة التي تمكنه من القيام باختصاصات وظيفته التربوية التعليمية لأجيال الكويت القادمة بحرص وأمانة وإخلاص. ولقد نهل المعلمون أثناء دراستهم في كلياتهم العلم والادب من أساتذة أفاضل، ودخلوا متدربين في المدارس من خلال مقرر التربية العملية، حيث اشرف عليهم وقام بتقييمهم مديرو المدارس والموجهون والمعلمون الأوائل، ومن ثم التحقوا بالمدارس يعلمون أبناءنا وبناتنا بمتابعة وإشراف من إدارة المدرسة والموجهين، وهذا التدريب جميعه يتطلب من الطالب أثناء دراسته، ثم بعد تخرجه كمعلم اجادة اعداد الدرس واعداد الوسائل التعليمية باستخدام التقنيات الحديثة، مع إتقان طريقة الشرح لإيصال الحقائق والمفاهيم العلمية لعقول الناشئة! والمعلم مطالب كذلك بالإشراف على التلاميذ في طابور الصباح، وأثناء الفسحة وأثناء الانصراف، بالإضافة الى قيامه بتدريب التلاميذ على الأناشيد لالقائها في الحفلات المدرسية والمشاركة في مسابقات وزارة التربية للمدارس والدور المهم للمعلم يتضمن مقابلة أولياء الأمور من كل الشرائح المجتمعية، والتعامل مع صراخهم وهجومهم لرفع درجات أبنائهم بود ومحبة وإلا؟ ان كادر المعلم لابد ان يقر رغما عن بعض نواب البرلمان، وعلى النواب زيارة معلم واحد في الفصول الدراسية التي يقوم بتدريسها يوما واحدا لمعرفة الأعباء الثقيلة الملقاة على عاتقه، وبالتأكيد ستتم الموافقة على الكادر بالإجماع!
  • الارشيف

    أبريل   2024
    ح ن ث ر خ ج س
    1 2 3 4 5 6
    7 8 9 10 11 12 13
    14 15 16 17 18 19 20
    21 22 23 24 25 26 27
    28 29 30