moalma
08-31-2007, 02:27 PM
فلسفة وأهداف التربية في الكويت
للتربية مصادر ومقومات تعتبر البنية التحتية للبناء التعليمي بشقيه المادي والثقافي. هذه المقومات تكمن خلف مظاهر السلوك البشري بصورة مباشرة أو غير مباشرة ومنها تصاغ الدساتير ومنها نستقي المواثيق ونشتق الأهداف التي تحكم سياسات الإنتاج في المجالات المختلفة. تمثل فلسفة التربية في نهاية المطاف حصيلة روافد شتى تشرح مبادئ وأساليب وأهداف كل مجتمع حسب خصوصياته التاريخية، وأوضاعه السياسية، وثوابته الدينية، ومسيرته الاقتصادية.
"ينص دستور دولة الكويت في شأن التعليم على ما يلي:
رعاية النشء مسئولية الدولة.
التعليم ركن أساسي لتقدم المجتمع تكفله الدولة وترعاه.
التعليم حق للكويتيين وطلبه واجب عليهم في مراحله الأولى.
وبما أن الإطار الفلسفي للمجتمع لا يخرج عنه الإطار الفلسفي للتربية، ففلسفة التربية في الكويت وفقا لهذا المفهوم تستند إلى مجموعة من الثوابت يجب أن يلتقي حولها الجميع وهي:
الكويت مجتمع عربي إسلامي.
الكويت مجتمع الأسرة الواحدة.
والكويت حرصت على الانفتاح على حركة العالم.
والكويت في سعيها لبناء مجتمعها واستثمار موارده لتحقيق التنمية والرخاء لأبنائها تدرك أن الإنسان هدف التنمية وصانعها، وأن تقدم هذا المجتمع مرهون بمقدرته على توفير تعليم وتدريب مستمر يوفر الفرص للوصول إلى أقصى ما تسمح به قدراته.. فالالتحام بين التربية والتنمية ومطالبها هو للكويت شريان الحياة. "[1].
تتميز الكويت بأنها أسرة واحدة صغيرة ومتكاتفة في السراء والضراء قديماً وحديثاً. "إن الكويت ومازالت منذ ظهرت على هذا الكوكب كريمة،لم يُعرف في تاريخها أن أحداً" ترك جاره جائعاً مُحتاجاً (النوري، ص 8). ولقد رابطنا في الكويت أثناء الغزو العراقي فكانت هذه الأرض أيضاً كريمة فلم نعرف جائعاً بخل جيرانه عليه، وهذا من فضل الله وحده. قال تعالى "كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ{15}" (سورة سبأ).
وبما أن فلسفة التربية هي التي تحدد الأهداف فإن الهدف العام للتربية في دولة الكويت هو "تهيئة الفرص المناسبة لمساعدة الأفراد على النمو الشامل المتكامل روحياً وخلقياً وفكرياً واجتماعياً وجسمياً إلى أقصى ما تسمح به استعداداتهم وإمكاناتهم في ضوء طبيعة المجتمع الكويتي وفلسفته وآماله وفي ضوء مبادئ الإسلام والتراث العربي والثقافة المعاصرة بما يكفل التوازن بين تحقيق الأفراد لذواتهم وإعدادهم للمشاركة البناءة في تقدم المجتمع الكويتي بخاصة والمجتمع العربي والعالمي عامة" (وزارة التربية 1976م، ص20).
أهداف التربية مرآة صادقة تعكس الفلسفة أو العقيدة التربوية للمجتمع. ولأن التربية عملية مستديمة ومتجددة فإن الأهداف العامة للتربية في الكويت لم تسلم من النقد وأهم الملاحظات الموجهة لها قد تتمثل في النقاط التالية:
أن الأهداف العامة منذ كتابتها في الربع الأخير من القرن الماضي لم يتم تطويرها بحسب ما استجد من متغيرات على الساحة الكويتية والعالمية. العولمة تمثل تحديا جديا ومن مقتضيات المنطق تهيئة الأجيال لمواجهة التغيرات الهامة. تتغير الأهداف بتغير والأزمنة والظروف وأهدافنا وضعت دون مراعاة للتغيرات التي استجدت تكنولوجيا وثقافيا واقتصاديا.
تفتقر إلى التخصيص والتحديد والرؤية الواضحة للتنفيذ.
ضعف في استشراف المستقبل ومواجهة تحدياته وتعيين تطلعاته.
ضعف في إبراز الأصالة كما هي ماثلة في الإسلام وفي العروبة وفي متضمناتها التربوية (جمعية المعلمين، 2000 م، ص 24، 70، 71).
بعض دول العالم تضع قضية تفعيل دور المرأة من ضرورات الدساتير التربوية فكلمات مثل "المرأة على وجه الخصوص" "especially women" لا تغيب عن أذهان قادة الفكر التربوي أثناء وضع الأهداف القومية "National Education Goals"[2]. وفي الأصول الاجتماعية سنذكر ضرورة صياغة أهداف ومناهج تربوية لتفعيل دور المرأة في المجتمع.
"لا تخلو من ثنائيات أهداف متناقضة إذ ينص الهدف الثاني على ما يأتي "تعريف المتعلمين بالتراث العربي الإسلامي والعادات والتقاليد الاجتماعية والعمل على دعمها" وينص الهدف السابع على ما يأتي: "إعداد أفراد قادرين على تحمل مسؤولية التغيير والتطوير ورفض كل مظاهر التخلف والجمود". كيف نوفق إذاً بين "دعم العادات والتقاليد" هكذا على الإطلاق وفيها الردئ والجيد، الفاسد والصالح[3] ... وبين "رفض كل مظاهر التخلف والجمود" و"تحمل مسئولية التغيير والتطوير" ولو أخذنا بالسابع هدمنا الثاني ولو تمسكنا بالثاني عطلنا السابع وجمدنا مفعوله؟
وقد يكون الحل بسيطاً للغاية بحيث لا يستدعي أكثر من إضافة الإيجابية أو الصالحة" إلى جملة "العادات والتقاليد، على ألا يقتصر التوفيق بين الثقافتين أو الموقفين على مجرد مصالحة لفظية شكلية، إن التوفيق منهج عقلي ثقافي وتصحيح اتجاه قيمي نفساني" (قمبر، 2001 م، ص 118).
الأصول الفلسفية
د. لطيفة حسين الكندري د. بدر محمد ملك
http://www.geocities.com/ta3leqa1/asolelfalsafah.html#_Toc77555966
للتربية مصادر ومقومات تعتبر البنية التحتية للبناء التعليمي بشقيه المادي والثقافي. هذه المقومات تكمن خلف مظاهر السلوك البشري بصورة مباشرة أو غير مباشرة ومنها تصاغ الدساتير ومنها نستقي المواثيق ونشتق الأهداف التي تحكم سياسات الإنتاج في المجالات المختلفة. تمثل فلسفة التربية في نهاية المطاف حصيلة روافد شتى تشرح مبادئ وأساليب وأهداف كل مجتمع حسب خصوصياته التاريخية، وأوضاعه السياسية، وثوابته الدينية، ومسيرته الاقتصادية.
"ينص دستور دولة الكويت في شأن التعليم على ما يلي:
رعاية النشء مسئولية الدولة.
التعليم ركن أساسي لتقدم المجتمع تكفله الدولة وترعاه.
التعليم حق للكويتيين وطلبه واجب عليهم في مراحله الأولى.
وبما أن الإطار الفلسفي للمجتمع لا يخرج عنه الإطار الفلسفي للتربية، ففلسفة التربية في الكويت وفقا لهذا المفهوم تستند إلى مجموعة من الثوابت يجب أن يلتقي حولها الجميع وهي:
الكويت مجتمع عربي إسلامي.
الكويت مجتمع الأسرة الواحدة.
والكويت حرصت على الانفتاح على حركة العالم.
والكويت في سعيها لبناء مجتمعها واستثمار موارده لتحقيق التنمية والرخاء لأبنائها تدرك أن الإنسان هدف التنمية وصانعها، وأن تقدم هذا المجتمع مرهون بمقدرته على توفير تعليم وتدريب مستمر يوفر الفرص للوصول إلى أقصى ما تسمح به قدراته.. فالالتحام بين التربية والتنمية ومطالبها هو للكويت شريان الحياة. "[1].
تتميز الكويت بأنها أسرة واحدة صغيرة ومتكاتفة في السراء والضراء قديماً وحديثاً. "إن الكويت ومازالت منذ ظهرت على هذا الكوكب كريمة،لم يُعرف في تاريخها أن أحداً" ترك جاره جائعاً مُحتاجاً (النوري، ص 8). ولقد رابطنا في الكويت أثناء الغزو العراقي فكانت هذه الأرض أيضاً كريمة فلم نعرف جائعاً بخل جيرانه عليه، وهذا من فضل الله وحده. قال تعالى "كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ{15}" (سورة سبأ).
وبما أن فلسفة التربية هي التي تحدد الأهداف فإن الهدف العام للتربية في دولة الكويت هو "تهيئة الفرص المناسبة لمساعدة الأفراد على النمو الشامل المتكامل روحياً وخلقياً وفكرياً واجتماعياً وجسمياً إلى أقصى ما تسمح به استعداداتهم وإمكاناتهم في ضوء طبيعة المجتمع الكويتي وفلسفته وآماله وفي ضوء مبادئ الإسلام والتراث العربي والثقافة المعاصرة بما يكفل التوازن بين تحقيق الأفراد لذواتهم وإعدادهم للمشاركة البناءة في تقدم المجتمع الكويتي بخاصة والمجتمع العربي والعالمي عامة" (وزارة التربية 1976م، ص20).
أهداف التربية مرآة صادقة تعكس الفلسفة أو العقيدة التربوية للمجتمع. ولأن التربية عملية مستديمة ومتجددة فإن الأهداف العامة للتربية في الكويت لم تسلم من النقد وأهم الملاحظات الموجهة لها قد تتمثل في النقاط التالية:
أن الأهداف العامة منذ كتابتها في الربع الأخير من القرن الماضي لم يتم تطويرها بحسب ما استجد من متغيرات على الساحة الكويتية والعالمية. العولمة تمثل تحديا جديا ومن مقتضيات المنطق تهيئة الأجيال لمواجهة التغيرات الهامة. تتغير الأهداف بتغير والأزمنة والظروف وأهدافنا وضعت دون مراعاة للتغيرات التي استجدت تكنولوجيا وثقافيا واقتصاديا.
تفتقر إلى التخصيص والتحديد والرؤية الواضحة للتنفيذ.
ضعف في استشراف المستقبل ومواجهة تحدياته وتعيين تطلعاته.
ضعف في إبراز الأصالة كما هي ماثلة في الإسلام وفي العروبة وفي متضمناتها التربوية (جمعية المعلمين، 2000 م، ص 24، 70، 71).
بعض دول العالم تضع قضية تفعيل دور المرأة من ضرورات الدساتير التربوية فكلمات مثل "المرأة على وجه الخصوص" "especially women" لا تغيب عن أذهان قادة الفكر التربوي أثناء وضع الأهداف القومية "National Education Goals"[2]. وفي الأصول الاجتماعية سنذكر ضرورة صياغة أهداف ومناهج تربوية لتفعيل دور المرأة في المجتمع.
"لا تخلو من ثنائيات أهداف متناقضة إذ ينص الهدف الثاني على ما يأتي "تعريف المتعلمين بالتراث العربي الإسلامي والعادات والتقاليد الاجتماعية والعمل على دعمها" وينص الهدف السابع على ما يأتي: "إعداد أفراد قادرين على تحمل مسؤولية التغيير والتطوير ورفض كل مظاهر التخلف والجمود". كيف نوفق إذاً بين "دعم العادات والتقاليد" هكذا على الإطلاق وفيها الردئ والجيد، الفاسد والصالح[3] ... وبين "رفض كل مظاهر التخلف والجمود" و"تحمل مسئولية التغيير والتطوير" ولو أخذنا بالسابع هدمنا الثاني ولو تمسكنا بالثاني عطلنا السابع وجمدنا مفعوله؟
وقد يكون الحل بسيطاً للغاية بحيث لا يستدعي أكثر من إضافة الإيجابية أو الصالحة" إلى جملة "العادات والتقاليد، على ألا يقتصر التوفيق بين الثقافتين أو الموقفين على مجرد مصالحة لفظية شكلية، إن التوفيق منهج عقلي ثقافي وتصحيح اتجاه قيمي نفساني" (قمبر، 2001 م، ص 118).
الأصول الفلسفية
د. لطيفة حسين الكندري د. بدر محمد ملك
http://www.geocities.com/ta3leqa1/asolelfalsafah.html#_Toc77555966