فيصل الملوحي
09-18-2011, 08:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
بادروا الأعمال ستا : ( فذكر منها ) طلوع الشمس من مغربها ) رواه مسلم).
[CENTER لئن قالها فقد صدق
S'il vous l'avez dit, il n'y aurait aucun doute qu'il a dit le droit[/CENTER]
قالها الصديق – رضي الله عنه - ردّاً على تشكيك المشركين بصدق حادثة الإسراء والمعراج.
يقول الصدّيق: إن يكنْ عندي شكّ، فالشكّ فيكم: أتصدقون أم تفترون! لا ريب عندي في إمكان هذا الحدوث،قال: نعم ، إني أصدقه بأبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء يأتيه لافي ليلة كاملة كما حدث في الإسراء والمعراج، بل في لمح البصر، ولاحدّ للوحي لا بزمان ولا بمكان.( مقتبس من أحاديث الإسراء والمعراج في كتب الحديث الشريف الصحيحة )
( وهذه سبيل المسلم - إن سمع بمعجزة أو كرامة-: لا إنكار لقدرة الله – تعالى – ولكن علينا أن نتثبّث من صدق وقوعها).
تسليم كامل بقدرة الله، لايتعجّب لها أبوبكرولا تدهشه أحداث يقدّرها الله– تعالى– على غير المألوف، فمن أقدَرالإنسان على التنقّل على قدميه هو نفسه القادر على نقله بوسائط أخرى، بل ربما بدون وسائط،، هوالذي خلق فيك القدرة على المشي والتنقّل بقوانين خلقها ونواميس ابتدعها، وهو قادر في كلّ آن على تغييرها: تغييراً مؤقّتاً في وقت محدود كهذه الأحداث التي تقع وتخالف المألوف في الحياة الدنيا، وتواضعنا ( اصطلحنا ) على تسميتها معجزات، وتغييراً ثابتا كنواميس يوم القيامة التي نعرف وصفها ولن نتعرّف على حقيقتها إلا في اليوم الآخر.
كلّ خلق الله معجز، سواء كان مألوفاً لدينا أوخرق المألوف، ولكن الإنسان ينسى قدرة الله– تعالى– فيما ألفه، ويصدم إن وقع ما يخالفه، فيصدّق أويُكذّب، إلا المؤمن كإيمان أبي بكر، عندما يتثبّت من صدق الأمرالخارق للعادة آمن به دون تردّد.
فمابال قوم يذكرون قول رسول الله– صلى الله عليه وسلّم– في طلوع الشمس من مغربها،وينسبونه إلى ما سمَّوْه الإعجاز العلمي، وهو في حقيقته إعجاز في الخلق لا يقلّ إعجازا عن طلوعها من الشرق، كلّه خلق، ونواميس تعجز البشر ( قَالَ إِبْرَاهِيمُ: فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ، فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ – البقرة 258 ). " يكفينا أن يقول العلماء في نظريّاتهم التي لم تبلغ مبلغ الحقائق: إن طلوع الشمس من المغرب ممكن،وهي بهذا تزيدنا اطمئناناً على اطمئنان. ومن ( يطبّل ويزمّر كثيراً ليسلّط الأضواء على هذا الإعجاز الفريد نقول له: رويدك أخي! إنّ الانبهار بهذه الأحوال وتناسي ما ألفناه لا يدلّ على إيمان عميق، قل: كلٌّ من عند الله ) ، ثمّ حذار حذار، أن تقول: إنّ طلوع الشمس من المغرب سيكون وفق النواميس الكونيّة الحاليّة، أو سيكون جزءاً من أحوال يوم القيامة التي ستتغيّر فيها هذه النواميس، نحن لا ندري لم يأتنا خبر في هذا.
نحن علمنا بخبرالصادق الأمين بأنّ من علامات يوم القيامة طلوع الشمس من مغربها، وشتان بين علمنا القاصر القائم على بعض المعرفة لما خلق الله، وعلم الله الشامل بما خلق.
لا يجوز لنا أن نخصص الإعجاز بما سيحدث مغيّراً ما ألفه الناس في حياتهم الدنيا، ( فلله المشرق والمغرب، وكلّه إعجاز للبشر سواء أطلعت الشمس من المشرق أو المغرب أو حتّى من الشمال أو الجنوب!)
إنّمايخبرنا الحديث الشريف خبراً لا يعلمه إلا الله- تعالى- غيرأنّه بإرادته أخبربه سيّد الخلق الذي أخبرنا به، فنحن أمام وجه من وجوه ثلاثة يخلط بينها علماء الكون، وهوهنا الإخبار بالغيبيّات تزيدنا اطمئناناً على اطمئنان بصدق رسول الإنسانيّة محمّد – صلى الله عليه وسلّم –.
وردت الوجوه الثلاثة في القرآن الكريم،
ووجهان منها في الحديث الشريف.
أمّا الوجه الذي تفرّد به القرآن الكريم فهو الإعجاز الذي سُمّي باسمه، الإعجاز القرآنيّ، أي تحدّى القرآن الكريم العرب – ومن وراءهم من غير العرب – أن يأتوا بمثله ( آية طويلة أو ثلاث آيات أو سورة.. )
أمّا الوجهان الآخران:
1– الإعجاز في الخلق أي أن يخلقوا مثل خلقه: فالبشر عاجزون - عن مثل هذه العظمة و هذا الإبداع، ( وفي كل شيء له آية تدلّ على أنّه خالق )، و أن يأتوا بمثل هذه القوانين ( سنن الله في خلق الكون والكائنات الحية )، هم يخترعون موافقين لها، و لا يفعلون ما يخالفها، و لا يقدرون على تغييرها ( اختراعات عظيمة، بيد أنّها لا تضاهي خلق الذبابة و ما دونها، و قد يكون في الصغير إعجاز لا تراه في الكبير ).
و أما ماورد في القرآن الكريم من إشارات علميّة إلى الإعجاز في الخلق – ونقول علميّة لأننا نحن البشر ندرسها ونطّلع عليها بعد اكتشافها- ، فلا يشمل كلّ العلوم، لأنّه جاء كتاب تشريع، ولقد وردت الإشارات العلميّة لأغراض منها إثبات أن هذا القرآن الكريم من عند الله – تعالى-، وليحذر العلماء أن ينحرفوا فيتوسّعوا في تفسيره خارجين عن قاعدة تفسير القرآن بالقرآن والمأثور في الحديث الشريف واعتماد قواعد اللغة العربيّة ، ويؤوّلوه تأويلات تخرج به عن أغراضه، وتحاول موافقة النظريّالت العلميّة. والحقيقة أنّ هذا العمل خطيرخطير، وسيؤدّي إلى التشكيك بالدين، لاخدمته، ولن يخرجوا بعملهم هذا عمّا فعله الوعّاظ الذين نبّه إليهم الحسن البصريّ - رحمه الله - .
ملحوظة:
ماورد في القرآن الكريم من إشارات علميّة هوالذي نتحدّى به – طبعاً إذا التزمنا في فهمها كما وردت-،أما ما جاء على لسانه – صلى الله عليه وسلّم – فالتفريق فيه واجب بين:
آ - ماعلمنا أنّه وحي من عند الله – تعالى – ،
ب - وبين ما كان من معلومات عصره– صلى الله عليه وسلّم –.
2 – الإخبار بالغيبيّات العلميّة وغير العلميّة التي تثبت صدق رسالته – صلى الله عليه وسلّم –.
والحذر واجب من التوسّع والخروج به عمّا أراده النصّ.
وعلى الله الاتّكال.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
بادروا الأعمال ستا : ( فذكر منها ) طلوع الشمس من مغربها ) رواه مسلم).
[CENTER لئن قالها فقد صدق
S'il vous l'avez dit, il n'y aurait aucun doute qu'il a dit le droit[/CENTER]
قالها الصديق – رضي الله عنه - ردّاً على تشكيك المشركين بصدق حادثة الإسراء والمعراج.
يقول الصدّيق: إن يكنْ عندي شكّ، فالشكّ فيكم: أتصدقون أم تفترون! لا ريب عندي في إمكان هذا الحدوث،قال: نعم ، إني أصدقه بأبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء يأتيه لافي ليلة كاملة كما حدث في الإسراء والمعراج، بل في لمح البصر، ولاحدّ للوحي لا بزمان ولا بمكان.( مقتبس من أحاديث الإسراء والمعراج في كتب الحديث الشريف الصحيحة )
( وهذه سبيل المسلم - إن سمع بمعجزة أو كرامة-: لا إنكار لقدرة الله – تعالى – ولكن علينا أن نتثبّث من صدق وقوعها).
تسليم كامل بقدرة الله، لايتعجّب لها أبوبكرولا تدهشه أحداث يقدّرها الله– تعالى– على غير المألوف، فمن أقدَرالإنسان على التنقّل على قدميه هو نفسه القادر على نقله بوسائط أخرى، بل ربما بدون وسائط،، هوالذي خلق فيك القدرة على المشي والتنقّل بقوانين خلقها ونواميس ابتدعها، وهو قادر في كلّ آن على تغييرها: تغييراً مؤقّتاً في وقت محدود كهذه الأحداث التي تقع وتخالف المألوف في الحياة الدنيا، وتواضعنا ( اصطلحنا ) على تسميتها معجزات، وتغييراً ثابتا كنواميس يوم القيامة التي نعرف وصفها ولن نتعرّف على حقيقتها إلا في اليوم الآخر.
كلّ خلق الله معجز، سواء كان مألوفاً لدينا أوخرق المألوف، ولكن الإنسان ينسى قدرة الله– تعالى– فيما ألفه، ويصدم إن وقع ما يخالفه، فيصدّق أويُكذّب، إلا المؤمن كإيمان أبي بكر، عندما يتثبّت من صدق الأمرالخارق للعادة آمن به دون تردّد.
فمابال قوم يذكرون قول رسول الله– صلى الله عليه وسلّم– في طلوع الشمس من مغربها،وينسبونه إلى ما سمَّوْه الإعجاز العلمي، وهو في حقيقته إعجاز في الخلق لا يقلّ إعجازا عن طلوعها من الشرق، كلّه خلق، ونواميس تعجز البشر ( قَالَ إِبْرَاهِيمُ: فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ، فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ – البقرة 258 ). " يكفينا أن يقول العلماء في نظريّاتهم التي لم تبلغ مبلغ الحقائق: إن طلوع الشمس من المغرب ممكن،وهي بهذا تزيدنا اطمئناناً على اطمئنان. ومن ( يطبّل ويزمّر كثيراً ليسلّط الأضواء على هذا الإعجاز الفريد نقول له: رويدك أخي! إنّ الانبهار بهذه الأحوال وتناسي ما ألفناه لا يدلّ على إيمان عميق، قل: كلٌّ من عند الله ) ، ثمّ حذار حذار، أن تقول: إنّ طلوع الشمس من المغرب سيكون وفق النواميس الكونيّة الحاليّة، أو سيكون جزءاً من أحوال يوم القيامة التي ستتغيّر فيها هذه النواميس، نحن لا ندري لم يأتنا خبر في هذا.
نحن علمنا بخبرالصادق الأمين بأنّ من علامات يوم القيامة طلوع الشمس من مغربها، وشتان بين علمنا القاصر القائم على بعض المعرفة لما خلق الله، وعلم الله الشامل بما خلق.
لا يجوز لنا أن نخصص الإعجاز بما سيحدث مغيّراً ما ألفه الناس في حياتهم الدنيا، ( فلله المشرق والمغرب، وكلّه إعجاز للبشر سواء أطلعت الشمس من المشرق أو المغرب أو حتّى من الشمال أو الجنوب!)
إنّمايخبرنا الحديث الشريف خبراً لا يعلمه إلا الله- تعالى- غيرأنّه بإرادته أخبربه سيّد الخلق الذي أخبرنا به، فنحن أمام وجه من وجوه ثلاثة يخلط بينها علماء الكون، وهوهنا الإخبار بالغيبيّات تزيدنا اطمئناناً على اطمئنان بصدق رسول الإنسانيّة محمّد – صلى الله عليه وسلّم –.
وردت الوجوه الثلاثة في القرآن الكريم،
ووجهان منها في الحديث الشريف.
أمّا الوجه الذي تفرّد به القرآن الكريم فهو الإعجاز الذي سُمّي باسمه، الإعجاز القرآنيّ، أي تحدّى القرآن الكريم العرب – ومن وراءهم من غير العرب – أن يأتوا بمثله ( آية طويلة أو ثلاث آيات أو سورة.. )
أمّا الوجهان الآخران:
1– الإعجاز في الخلق أي أن يخلقوا مثل خلقه: فالبشر عاجزون - عن مثل هذه العظمة و هذا الإبداع، ( وفي كل شيء له آية تدلّ على أنّه خالق )، و أن يأتوا بمثل هذه القوانين ( سنن الله في خلق الكون والكائنات الحية )، هم يخترعون موافقين لها، و لا يفعلون ما يخالفها، و لا يقدرون على تغييرها ( اختراعات عظيمة، بيد أنّها لا تضاهي خلق الذبابة و ما دونها، و قد يكون في الصغير إعجاز لا تراه في الكبير ).
و أما ماورد في القرآن الكريم من إشارات علميّة إلى الإعجاز في الخلق – ونقول علميّة لأننا نحن البشر ندرسها ونطّلع عليها بعد اكتشافها- ، فلا يشمل كلّ العلوم، لأنّه جاء كتاب تشريع، ولقد وردت الإشارات العلميّة لأغراض منها إثبات أن هذا القرآن الكريم من عند الله – تعالى-، وليحذر العلماء أن ينحرفوا فيتوسّعوا في تفسيره خارجين عن قاعدة تفسير القرآن بالقرآن والمأثور في الحديث الشريف واعتماد قواعد اللغة العربيّة ، ويؤوّلوه تأويلات تخرج به عن أغراضه، وتحاول موافقة النظريّالت العلميّة. والحقيقة أنّ هذا العمل خطيرخطير، وسيؤدّي إلى التشكيك بالدين، لاخدمته، ولن يخرجوا بعملهم هذا عمّا فعله الوعّاظ الذين نبّه إليهم الحسن البصريّ - رحمه الله - .
ملحوظة:
ماورد في القرآن الكريم من إشارات علميّة هوالذي نتحدّى به – طبعاً إذا التزمنا في فهمها كما وردت-،أما ما جاء على لسانه – صلى الله عليه وسلّم – فالتفريق فيه واجب بين:
آ - ماعلمنا أنّه وحي من عند الله – تعالى – ،
ب - وبين ما كان من معلومات عصره– صلى الله عليه وسلّم –.
2 – الإخبار بالغيبيّات العلميّة وغير العلميّة التي تثبت صدق رسالته – صلى الله عليه وسلّم –.
والحذر واجب من التوسّع والخروج به عمّا أراده النصّ.
وعلى الله الاتّكال.