غلا الرشايدة
07-28-2011, 06:50 AM
نصوص
قصص قصيرة جدا
بثينة العيسى
شهادة
الزواجل وعصافير الدوري والغربان والسناجب والبوم .. كلها تحطّ على أغصان السدرة العالية لتتفرج على العالم من فوقْ، يقول الجميع ان المشهد أجمل من هناك.. الجميع إلا ورقة الخريف!
أصرّت ورقة الخريف على أن العالم يبدو أجمل من تحت، وابتهلت للريح كي تحملها بعيداً، بعيداً خارج الغصون والأوراق والجذوع والجذور، بعيداً حيثُ هي وحدها، تتأمل العالم من أسفل..
لبت الريح أمنية ورقة الخريف، ونفختها بعيداً خارج قبضة الغصن، خارج السور، خارج الوادي.. وجدت ورقة الخريف نفسها محشورة بين عشبتين وحجرين وزهرة أقحوان صغيرة ونملة مشغولة بحمل حبة قمح على رأسها، وإذ هي تلفظ آخر أنفاسها تمتمت بصوت سعيد وواهن «كم هو رائع أن يكون المرء على حق».
مثل شجرةٍ أخرى
كان لأمها خصرا عريضاً جداً، وشعراً منكوشاً جداً، حتى أنها لما أرادت أن ترسمها واقفة في حديقة.. بدت مثل شجرةٍ أخرى! لمّا أرت أمها اللوحة ضحكت طويلاً، وأخبرتها بأنها طفلة محظوظة جداً، لأن عندها آلاف الأمهات، في كل منزل، في كل حديقة، في كل مدينة، في كل وطن، في كل منفى .. آلاف الأمّهات، وبأنها تستطيع أن تكون بلوطة أو جوزة أو زيتونة أو تينة أو حتى تفاحة .. تستطيع أن تكون أي شيء تريده!
في الخريف التالي، يبست الأم فجأة ولم تعد تتكلم: قال الكبارُ بأنها ماتت. لم تفهم الطفلة الأمر، وأخذت تصرخ وتصيح وتبكي وتركل الأرض وتضرب الحوائط، عندما سمعت - فجأة - صوت نقراتٍ غريبة على زجاج النافذة.
أطلت الطفلة برأسها و ..
كانت الأشجار كلها تلوّح.:(306)::(306)::(306):
فتنة
لم تسمع شيئاً ولم ترَ شيئاً، لم يكن ثمة رائحة أو حتى ظلّ، ولكنها نهضت من مكانها فجأة وتبعت ذلك اللا شيء الذي أغواها، عبرت أدغالاً وكهوفاً وودياناً وقرىً ..
لم يرها أحدٌ منذ ذلك اليوم:(191)::(191):.
قصص قصيرة جدا
بثينة العيسى
شهادة
الزواجل وعصافير الدوري والغربان والسناجب والبوم .. كلها تحطّ على أغصان السدرة العالية لتتفرج على العالم من فوقْ، يقول الجميع ان المشهد أجمل من هناك.. الجميع إلا ورقة الخريف!
أصرّت ورقة الخريف على أن العالم يبدو أجمل من تحت، وابتهلت للريح كي تحملها بعيداً، بعيداً خارج الغصون والأوراق والجذوع والجذور، بعيداً حيثُ هي وحدها، تتأمل العالم من أسفل..
لبت الريح أمنية ورقة الخريف، ونفختها بعيداً خارج قبضة الغصن، خارج السور، خارج الوادي.. وجدت ورقة الخريف نفسها محشورة بين عشبتين وحجرين وزهرة أقحوان صغيرة ونملة مشغولة بحمل حبة قمح على رأسها، وإذ هي تلفظ آخر أنفاسها تمتمت بصوت سعيد وواهن «كم هو رائع أن يكون المرء على حق».
مثل شجرةٍ أخرى
كان لأمها خصرا عريضاً جداً، وشعراً منكوشاً جداً، حتى أنها لما أرادت أن ترسمها واقفة في حديقة.. بدت مثل شجرةٍ أخرى! لمّا أرت أمها اللوحة ضحكت طويلاً، وأخبرتها بأنها طفلة محظوظة جداً، لأن عندها آلاف الأمهات، في كل منزل، في كل حديقة، في كل مدينة، في كل وطن، في كل منفى .. آلاف الأمّهات، وبأنها تستطيع أن تكون بلوطة أو جوزة أو زيتونة أو تينة أو حتى تفاحة .. تستطيع أن تكون أي شيء تريده!
في الخريف التالي، يبست الأم فجأة ولم تعد تتكلم: قال الكبارُ بأنها ماتت. لم تفهم الطفلة الأمر، وأخذت تصرخ وتصيح وتبكي وتركل الأرض وتضرب الحوائط، عندما سمعت - فجأة - صوت نقراتٍ غريبة على زجاج النافذة.
أطلت الطفلة برأسها و ..
كانت الأشجار كلها تلوّح.:(306)::(306)::(306):
فتنة
لم تسمع شيئاً ولم ترَ شيئاً، لم يكن ثمة رائحة أو حتى ظلّ، ولكنها نهضت من مكانها فجأة وتبعت ذلك اللا شيء الذي أغواها، عبرت أدغالاً وكهوفاً وودياناً وقرىً ..
لم يرها أحدٌ منذ ذلك اليوم:(191)::(191):.