غلا الرشايدة
07-28-2011, 06:10 AM
أين السعادة؟!
كتب محمد بن إبراهيم الشيباني :
قصور شامخة وبيوت أشبه بها فارهة، المار عليها يحسب من في داخلها سعيدا سعادة لا تضاهيها سعادة وسرور وحبور، ولكن همها وغمها تعجز الجبال عن حملهما! أمراض متنوعة تحيط بأسوارها، وذوو الصحة والعافية من بنين وبنات لا حظ لهم في زواج سعيد وصدر حنون يقتل الوحدة والعزلة اليومية القسرية من دون سجان وجلاد، فتيات جميلات مدللات كأنهن الزهور المتفتحات عند بزوغ الصباح يرسلن الروائح الفواحة في الانحاء،
فتيات لا ينقصهن شيء كأنهن الجمان المتحدر من عل، ولكنهن بلا سعادة وإن تبدى لك ذلك منهن فإنهن متصنعات لذلك، داخلهن نار تلهب ينظرن الى غد لا يدرين ما لهن فيه وما عليهن! سئمن الحراك اليومي نفسه، يفدين القصور والبيوت الفارهة وما فيها الفارس ذا الصحة والعافية، ورجلا يقدر ما لهن وعليهن ويطير بهن من ذلك السياج المصطنع الشبيه بالسجن وما هو بالسجن ولكنه كأنه هو!
يغبط الناس أو قل العامة أهل القصور وأشباهها وسياراتهم وألبستهم ومناصبهم وأكلهم وشربهم، ولكن أين السعادة مع كل ذلك الكم من الرفاه مع رأس ملقى على وسادة خالية من مشاركة بالحل والترحال والحلال؟!
علمتم معشر السادة ان السعادة كنز حافل بكل ألوان المتاع يرحل معك أينما حللت في قصر أو كوخ، أو توسدت الرياش أو الصخر، يتمناها ساكنو القصور وأشباهها ولا يحصلون عليها!
ولكن من المتسبب في تلك التعاسة الند للسعادة؟ هل الأبوان؟ أم مريدها نفسه؟ أم أمور اخرى ليس للجميع فيها دخل؟ ارادة الله وتقديره وحكمته؟ اما الأخيرة فحقيقة لا دخل للبشر فيها لانها ليست من شأنهم ولكنهم أسباب في جلبها، أي التعاسة، التي قد تكون هي أو هو، ولسان حالهما ومقالهما أن هذا ليس من ملبوسنا أو مستوانا أو.. أو.. ولكن حسب ما أعرف، فإن تلك الأسباب قد تخلت عنها نسبة كثيرة من الأسر في سبيل ان يسير قطار الابناء (بنين وبنات).
عموما، في داخل اغلب تلك الابنية غم وهم وكآبة، لا سيما عند مغيب شمس يوم الدخول في الفرش! وهذا ليس فقط من فوات القطار، وإنما من الأمراض المتنوعة والأحزان المتوالية من خسائر في الأموال والأولاد والطلاقات السريعة بين البنين والبنات!
اللهم أسعد البيوت التي فيها تلك الأنواع من البلاءات وعجل فرجها، فإنك بهم رحيم وعلى بلائهم قادر وإجابة طلبهم قادر.. والله المستعان.
* * *
• الأمل
إذا لم تستطع أن تنظر أمامك لأن مستقبلك مظلم، ولا خلفك لأن ماضيك مؤلم، فارفع بصرك الى فوق تجد الراحة والسكينة. (روسو)
محمد بن إبراهيم الشيباني
:(271):
كتب محمد بن إبراهيم الشيباني :
قصور شامخة وبيوت أشبه بها فارهة، المار عليها يحسب من في داخلها سعيدا سعادة لا تضاهيها سعادة وسرور وحبور، ولكن همها وغمها تعجز الجبال عن حملهما! أمراض متنوعة تحيط بأسوارها، وذوو الصحة والعافية من بنين وبنات لا حظ لهم في زواج سعيد وصدر حنون يقتل الوحدة والعزلة اليومية القسرية من دون سجان وجلاد، فتيات جميلات مدللات كأنهن الزهور المتفتحات عند بزوغ الصباح يرسلن الروائح الفواحة في الانحاء،
فتيات لا ينقصهن شيء كأنهن الجمان المتحدر من عل، ولكنهن بلا سعادة وإن تبدى لك ذلك منهن فإنهن متصنعات لذلك، داخلهن نار تلهب ينظرن الى غد لا يدرين ما لهن فيه وما عليهن! سئمن الحراك اليومي نفسه، يفدين القصور والبيوت الفارهة وما فيها الفارس ذا الصحة والعافية، ورجلا يقدر ما لهن وعليهن ويطير بهن من ذلك السياج المصطنع الشبيه بالسجن وما هو بالسجن ولكنه كأنه هو!
يغبط الناس أو قل العامة أهل القصور وأشباهها وسياراتهم وألبستهم ومناصبهم وأكلهم وشربهم، ولكن أين السعادة مع كل ذلك الكم من الرفاه مع رأس ملقى على وسادة خالية من مشاركة بالحل والترحال والحلال؟!
علمتم معشر السادة ان السعادة كنز حافل بكل ألوان المتاع يرحل معك أينما حللت في قصر أو كوخ، أو توسدت الرياش أو الصخر، يتمناها ساكنو القصور وأشباهها ولا يحصلون عليها!
ولكن من المتسبب في تلك التعاسة الند للسعادة؟ هل الأبوان؟ أم مريدها نفسه؟ أم أمور اخرى ليس للجميع فيها دخل؟ ارادة الله وتقديره وحكمته؟ اما الأخيرة فحقيقة لا دخل للبشر فيها لانها ليست من شأنهم ولكنهم أسباب في جلبها، أي التعاسة، التي قد تكون هي أو هو، ولسان حالهما ومقالهما أن هذا ليس من ملبوسنا أو مستوانا أو.. أو.. ولكن حسب ما أعرف، فإن تلك الأسباب قد تخلت عنها نسبة كثيرة من الأسر في سبيل ان يسير قطار الابناء (بنين وبنات).
عموما، في داخل اغلب تلك الابنية غم وهم وكآبة، لا سيما عند مغيب شمس يوم الدخول في الفرش! وهذا ليس فقط من فوات القطار، وإنما من الأمراض المتنوعة والأحزان المتوالية من خسائر في الأموال والأولاد والطلاقات السريعة بين البنين والبنات!
اللهم أسعد البيوت التي فيها تلك الأنواع من البلاءات وعجل فرجها، فإنك بهم رحيم وعلى بلائهم قادر وإجابة طلبهم قادر.. والله المستعان.
* * *
• الأمل
إذا لم تستطع أن تنظر أمامك لأن مستقبلك مظلم، ولا خلفك لأن ماضيك مؤلم، فارفع بصرك الى فوق تجد الراحة والسكينة. (روسو)
محمد بن إبراهيم الشيباني
:(271):