المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الانفصام بين التعليم والإعلام !



moalma
08-03-2007, 01:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الانفصام بين التعليم والإعلام


* ـــ أثر الأداء الإعلامي على العملية التربوية.
للإعلام من دور فاعل ومؤثر في توجيه المجتمعات والتأثير عليها في مجمل قضاياها المختلفة ؛ في العقائد والأخلاق والسلوك والسياسة والاقتصاد .
احتل حيزاً كبيراً في حياة الناس اليومية بحيث لا يستطيع الإنسان الاستغناء عن وسائله المختلفة ، وصار جزءاً من تركيبة المجتمع ونظامه .
ذكرت إحصائية حول تأثير الفضائيات وعلاقتها بالتعليم أن بعض التلاميذ في البلاد العربية عندما يتخرج من الثانوية العامة يكون قد أمضى أمام التلفاز ( 15000 ساعة ) فيما يقضي في فصول الدراسة ( 10800 ساعة ) فقط.
أما في الجامعات فإن الطالب يقضي حوالي ( 600 ساعة ) سنوياً بينما متوسط الساعات التي يقضيها أمام الفضائيات بمعدل ( 1000 ساعة ) سنوياً.
لدينا مئات القنوات ، لكن كثيراً منها لا تخدم العملية التربوية بتاتاً ، بل تصادمها وتتجاهلها ... وبعضها يتعمد الإضرار بالناشئة من خلال ما بث أفكار وثقافة هابطة شوشت عقولهم بسبب ما تنشره من مفاهيم مغلوطة عن الدين ومعلومات مضللة عن الدنيا .
إن أخطر ما تقوم به تلك القنوات هو أسلوبها المتدرج في إنهاك المعتقدات والأصول ، حيث تبدأ بطريقة مدروسة تربوياً ، ونفسياً، بشكل غير مباشر ، خطوة خطوة في مهاجمة المعتقدات ، ابتداءً من المهم إلى الأهم ، فتهدمها شيئاً فشيئاً.
حتى أنه يصح أن يقال فيه بأنه لم يعد هناك حاجة لإرسال الجيوش لاحتلال الدول الأخرى بل إلى إرسال برامج تلفزيونية إلى محطات تلك الدول لتعرضها على مواطنيها أو تبث إليها البرامج عبر الأقمار الصناعية فيحصل التغيير الذي تريده الدول المستعمرة .
يقول ( أندريه الكويتز ) ضابط الاستخبارات البريطاني السابق ، ورئيس المؤسسة الأمريكية ( بيرسيبشن إنترناشونال ) : توقعتُ عام 1986 م سقوط الاتحاد السوفياتي ، وقد صدقت توقعاتي .
وبين أنه وفريقه ركزوا جهودهم على دراسة وتحليل الأحداث ذات الطابع المالي و(التكنولوجي ) بدلاً من متابعة الأحداث السياسية.وأن آخر قطع اللغز السوفياتي كان قرار البرلمان السوفياتي الذي سمح بتطوير نظام التلفزيون الفائق الدقة .إذ أن مثل هذا النظام يستدعي البث عبر الأقمار الصناعية .وكان معنى ذلك أن المواطن في الاتحاد السوفياتي كان سيتسلم معلومات من خارج حدود دولته . والحكومة بموافقتها على دخول المعلومات دون رقابة إلى البلاد أعطت في الواقع الضوء الأخضر لتغيير بنية الاتحاد السوفياتي .( جريدة الشرق الأوسط ، العدد 5533 ، 10 / 8 / 1414 هـ ) .
وقال ( توكر أسكيو ) ، مدير مكتب البيت الأبيض للاتصالات
تعليقاً على مشروع قناة تلفازية لجذب الشباب العرب إلى أمريكا: نحن نخوض حرباً في الأفكار بالقدر نفسه الذي نخوض فيه الحرب على الإرهاب ، لذلك وجهة نظري ترى أن تخفيف الملابس عبر الإعلام هو أفضل وسيلة للاختراق .
هذه تصريحات تؤكد أهمية الإعلام في تحقيق الاختراق للمجتمعات والثقافات والقناعات ، وتؤكد أن وسائل الإعلام باتت منافساً رئيسياً للمنزل وللمدرسة وللكلية وللجامعة في تشكيل سلوك الأبناء والطلبة وتلقينهم المعارف والقيم .
كم هي المشاهد التي تقول للابن أنت حر في فعل ما تشاء دون رقابة الوالدين ، وكم هي المسلسلات التي تقول للبنت تمردي على القيود أنت ملكة نفسك ... الحجاب قيدُ وأغلال والزواج ظلم وتعد وتسلط وتجبر ، وإنجاب الأبناء عمل غير مُجْدٍ . أما طاعة الوالدين فعبث دون جدوى .
إن أكثر من يتضرر من الغزو الإعلامي هم الأطفال . ورد في تقرير لمنظمة اليونيسكو، رقم (33) أن المراهقين في البلاد العربية ، يقضون ما بين اثنتي عشرة ساعة إلى ستين ساعـة أمام الشاشات أسبوعيًا، وأن الأطفال في سن الخامسة حتى السابعة يُبدون أقصى اهتمام بمشاهدة التلفاز، وفي المرحلة التي تسبق هذه الـفتـرة فإن الطـفـل في سـن الثلاث سنوات يقضي ( 45) دقيقة يوميًا أمامه ، وفي سن أربع سنـوات ينفـق ساعـة ونصف الساعة يومياً.
ويظـهـر الـتأثـيـر السلبي الهـائـل للقنوات على الأطفال بشكل واضح في تبدل تـكـوينهم الشخصي والنفسي ، ويستطيع المراقب إدراك ذلك مـن خلال نـشـوء اهتـمـامـات جـديـدة لـدى الأبنـاء وأنمـاط من السلوك تحـاكي سـلوك الممثلين أو الشخصيات الخرافية الوهمية .
أما الأطفال الذين يولدون والدُّش في بـيـوتهم فإنه يغدو بعد حينٍ : أهمَّ مـوجِّـه لتـفـكيرهـم وسلوكهم وذوقهم واهتماماتهم، وقد لا يلاحـظ ذلك كـثـيـر مـن الآبـاء والأمهات، وخاصة أولئك الذين لا يهمهم إلى أين تسير السفينة أو من يوجِّه الدفة.
ويبدو تأثير وسائل الإعلام على سلوك الأطفال فيما يتعلق بمشاهد العنف بشكل أخص . فقد أوضحت إحدى الدراسات ـ حسب جريدة الوطن السعودية الصادرة يوم الأحد 20 محرم 1424هـ ، أن الطفل الذي يشاهد التلفزيون 27 ساعة في الأسبوع سيشاهد الآلاف من مشاهد العنف .
وتتابع الجريدة : وقد جاءتنا الكثير من الأخبار عن أطفال لم تتجاوز أعمارهم عشر سنوات قاموا بجرائم قتل دون وعي لخطورة ما يقومون به بل دفعتهم رغبة في تقليد ما يشاهدونه لذا يجب أن تكون هناك رقابة شديدة على ما يشاهده الأطفال في التلفزيون. أهـ .
وبثت بعض القنوات فيلماً كرتونياً فيه صورة أطفال عراة لا يستر عوراتهم المغلظة شيء .
هذا الانحدار في الرسالة الإعلامية جعل الإعلام العربي بشكل عام ـــ إلا من رحم الله ــ لا يمكن بحال من الأحوال أن يكون أداة من أدوات التربية المكملة لدور المدرسة والمنزل .
* ـــ استغلال الأحداث الإرهابية للنيل من التعليم الديني .
كثير من الوسائل الإعلامية العربية استغلت أحداث التفجيرات التي ضربت العديد من الدول ، فكثفت من حملتها لمزيد من تشويه الدين والدعوة .
وبالرغم مع أن التوجه العام للدول هو احتواء الآثار السلبية للأعمال الإرهابية ومحاولة ضبط النفس ووزن الأمور بميزان العقل والحكمة إلا أن الإعلام كان في الطرف النقيض تماما يمارس دور المزايدة على الدين من خلال الجراح والدماء ويحاول تشويه صورته .
فنادى بالمزيد من تقليص المواد الدينية في المناهج وحذف أبواب الجهاد والفتوحات وآيات الولاء والبراء وهناك من نادى بإلغاء الحجاب، ووصل التطرف الإعلامي حده عندما تهجمت بعض الصحف على أبي بكر الصديق رضي الله عنه زاعمة أنه صاحب أيدلوجية التكفير ، وفي صحف كان أحد الكتاب يهاجم خطبة الجمعة زاعما فيها أن الخطب سبب من أسباب نشر التطرف والإرهاب .
ففي مقال لأحد الكتاب شن فيه حملة ضد التعليم بزعم أنه يتحمل مسؤولية مقتل عدد من الشباب في حرب أفغانستان وقال : من يتحمل المسؤولية : هي مناهج تعليمية يتسلل إليها فكر التطرف.
واتهم آخر المؤسسات التربوية بأنها تنشر الفكر الإرهابي قائلاً : ويتحمل مسؤولية انتشار هذا الفكر الشاذ غياب الإسلام المتسامح في أجهزة الإعلام وكليات الشريعة .
ويزعم ثالث أن المناهج الدينية عقبة ضد التقدم .
ولم تكتف وسائل الإعلام بالطعن في المناهج بل طرحوا تقليل المواد الدينية وإدخال الموسيقى في التعليم .
أجرت إحدى الصحف لما زعمت أنه استطلاع للرأي في موضوع تقليص الحصص الدينية في مناهج التعليم .ومن أبرز النتائج التي توصلت إليها ما يلي:
ـــ الدعوة إلى تدريس الموسيقى في المدارس .
ـــ الدعوة إلى تقليل الدروس الدينية : بدعوى غياب تعليم العلوم التقنية ووجوب التوازن بين تعليم الدين وتعليم العلوم الطبيعية .
ونشرت أحدى الصحف مقالاً جاء فيه :
أصوات المعازف إذا استخدمت في طاعة فهي مستحبة.
وقررت أن التدريب على الموسيقى له فوائد ... وأنه ضروري لتنمية شخصية الفرد وتطويرها ، وأنها تؤثر في تكوين وصبغ الهوية الإسلامية !.
ودعت الجريدة الجهات التعليمية إلى أن تقيم دراسات موسعة على تجارب الدول في مجال التعليم الموسيقي لتكوين المنهج الدقيق الذي يتواءم مع مجتمعات المسلمين ، كما دعت إلى جعل مادة الموسيقى اختيارية بالمناهج الدراسية ، وأنها تأمل أن يكون إدخال الموسيقى في التعليم فتحاً مبيناً لتربية حديثة مشرقة .
ومن الإسفاف الإعلامي أن قامت بعض القنوات بمضاهاة الله في شرعه وحكمه . فقد بلغ الأمر أن تجرأ بعض الممثلات في إحدى القنوات الفضائية إلى أن تعد عملها المسف أخلاقياً أمراً لا يؤاخذ الله عليه!!.
ولما سئلت فنانة أخرى عن سبب قيامها بعمليات تجميل لوجهها ، أجابت : ماذا أفعل إذا كان الله لا يعرف كيف يخلق الناس !!. تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا.
* ـــ معظم مناهج دول العالم تنطلق من أسس دينية وخصوصية ثقافية تميزها كل دولة عن غيرها .
قامت كلية التربية في جامعة الملك سعود بتنظيم ندوة " بناء المناهج الأسس والمنطلقات" ، وحلل الباحثون مناهج ( 13 ) دولة في (5) قارات من العالم ، للكشف عن مدى تضمنها لمعتقداتهم وقيمهم ، وكانت تؤكد الحقائق التالية :
ـــ أن كل دولة تبني مناهجها بما يعزز منطلقاتها العقدية والفكرية والاجتماعية ، فهي مرآة لما تريد أن تربي عليه أبناءها .
ـــ أن كل دولة كانت تعتمد اعتماداً كاملاً على مصادرها الأصيلة في جميع المقررات والكتب ، وليس المقررات والكتب الأدبية والاجتماعية فقط.
ـــ أن كل دولة كانت تبني نظرتها للآخرين في مناهجها ، وتربي طلابها على ذلك في ضوء منطلقاتها ومعتقداتها، من خلال مصادرها هي .
ـــ أن مناهج بعض الدول كانت تتضمن روحاً عدائية صريحة ضد المسلمين ، وتتعمد تزييف الحقائق عن المسلمين تاريخياً وواقعياً ، وخاصة المناهج الأمريكية والبريطانية واليهودية ، في الوقت الذي تتهم مناهج المسلمين بذلك.
ـــ أن المناهج الأمريكية والبريطانية واليهودية تربي طلابها على الإرهاب والاستعلاء على الآخرين .
* ـــ من صور الانفصام بين الإعلام والعملية التربوية: أداء رسالة معاكسة مناقضة لرسالة المدرسة ومضادة لها .
ومن أمثلة ذلك :
ـــ التنفير من التدين بحجة التحذير من الفكر الخارجي : ففي الوقت الذي تغرس فيه المناهج معاني العبودية لله تعالى وحب الدين وأهله ، تقوم الآلة الإعلامية بالتنفير من الدين وأهله بحجة التحذير من الخوارج.
يقول أحدهم في مقال له بعنوان: (نحن والخوارج إلى أين) : ما أؤكّده لطلابي دائماً، ويقع منهم موقع الغرابة أن الفكر الخارجي حالة ليست ببعيدة عنا، الحالة الخارجية لها نسبتها الخاصة، وقد تنمو داخل الفرد ببطء دون أن يشعر، وقد تتسرب إليه من أقرب الأقربين، بل قد يكون أقرب الناس إليه - والداه أو إخوته مثلاً - من غلاة الخوارج، ولكنه يستبعد أن يكون هذا القريب الذي يطمئن إليه غاية الاطمئنان من الخوارج الغلاة الذين يقرأ عنهم وعن تكفيرهم ووحشيتهم.. لا يكادون يصدقون هذا، مع أنهم يعرفون تمام المعرفة أن الخوارج القدامى خرجوا من صميم المجتمع.. " .
ـــ وفي الوقت الذي يتربى فيه الطلاب على وجوب محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه وإجلال مقامه ، كان لبعض وسائل الإعلام رأي آخر ، حيث نظمت عبر موقعها في الانترنت استفتاء حول الاساءة للنبي صلى الله عليه وسلم على خلفية الرسوم المسيئة وهل يعتبر ذلك حرية رأي أم لا ؟.
حيث شارك أكثر من 88 ألف شخص في الاستفتاء على مدار أكثر من أسبوع .وقد اعتبر 54.42% من زوار الموقع أن ما فعلته الصحيفة هو حرية رأي لا تستدعي الغضب، في حين رأى 35.6% منهم ضرورة اتخاذ اجراءات ضد الصحيفة والحكومة الدنماركية، أما اقل نسبة من المشاركين في الاستفتاء (9.98%) فقد طالبت ببذل جهود أكبر لتعريف الدنماركيين بالصورة الحقيقية للإسلام.
ــــ ومن صور مصادمة الرسالة الإعلامية للأسس التربوية : تزيين الفاحشة في قلوب الناشئة. يؤكد هذا عشرات المسلسلات والأفلام التي تعلم الفتاة والتي أمور الحب والغرام وكيفية إقامة العلاقات الحميمة.
وبثت إحدى القنوات المتخصصة بالأطفال لقطات تحتوي على مشاهد لا تتناسب مع ما يمكن تقديمه لطفل غربي فكيف بالطفل المسلم الذي يأمل التربويون أن تكون هذه القناة معيناً لهم على التصدي لأخلاقيات الغرب المسيئة وغرس القيم الفاضلة ، فإذ بها لا تقل عنها إساءة . فبثت الفيلم الكارتوني " سبايدرمان مان ( الرجل العنكبوت ) في حلقات متتالية , وفيه أن البطل يقوم بتبادل القبل مع صديقته .
وبثت في وقت صلاة الجمعة فيلماً آخر احتوى على تبادل قبلات بالفم بين شخصيتين كرتونيتين .
ـــ وفي الوقت الذي يتربى فيه الطالب والطالبة على وجوب بر الوالدين وطاعتهما ، تواصل الآلة الإعلامية محاربة هذا الواجب من خلال المقال والمسلسل والفيلم حيث يتم تصوير قوامة الأب والزوج على أنها تسلط وتدخل في حريات الآخرين .
وفي الوقت الذي تغرس فيه المدرسة في ذهن الطالبة أن المنزل هو قرار المرأة ومكانها الطبيعي ، تخرج بعض البرامج لتغرس في ذهنها أن المراد على الأسرة من أسباب النجاح .
عُرض برنامج في إحدى الدول العربية بعد الإفطار في رمضان يستضيف الممثلين والممثلات: استضاف ذات مرة إحدى الراقصات فسألتها مقدمة البرنامج: كيف وصلت إلى مــا وصـلــت إليه من مجد!!!؟ قالت: (أنا هربت من أسرتي وأنا عمري 12 سنة، ومـارسـت حياتي حتى وصـلـت وأصبحت فلانة صاحبة الشهرة والملايين). ثم سألتها المذيعة: أنت تـزوجــت 3 مـرات رسمـياً و 4 عرفياً ( زواج سري ) ؟ فقالت: (لا بل 4 رسمياً و 7 عـرفــيـاً) . هـذا في رمضان!.
ثم سألت المذيعة ضيفة أخرى في ليلة أخرى عن عدد مرات الزواج فقالت: 4 رسمياً أما العرفي فلا أعــرف لــه عدداً، فسألوها: ولماذا كل هذا العدد؟ هل لأن العيب في الرجال ؟. قالت: (لا! إن العيب في نظام الزواج؛ لأنه نظام بالٍ متخلف عفاه الزمن!).
ولما اعترض بعض الناصحين على البرنامج، خاصة في التوقيت الذي يذاع فيه في رمضان، كان الـجـواب هـو استضافة الشخصية نفسها في العام التالي على حلـقـتين وكان عنوانها: "سر الـتـفـوق"! لـيـرسـخ في أذهان البنات أن الأسرة قيد، والحل هو الهروب.
يقول أحد الباحثين معلقاً : إن نسبة الهروب قد زادت بنسبة 30% في الإناث في الشريحة من 12 - 20 سنة بسبب هذه المقابلات .
وفي الوقت التي تحذر فيه المؤسسات التربوية الطلبة من أعمال العنف والقتل والجريمة ، تقوم المؤسسات الإعلامية يتربية الناشئة ـــ عملياً ـــ على العنف والقتل والجريمة .
ففي دراسة خطيرة تناولت أثر البرامج التليفزيونية الموجهة على الأطفال أعدها مدير الإعلام بالمجلس العربي للطفولة والتنمية (عبد المنعم الأشنيهي ) ونشرتها إحدى المجلات العربية ( مجلة المستقبل عدد158 جمادى الآخرة 1425هـ) .
تبين أن البرامج التليفزيونية المخصصة للأطفال التي يصدرها الغرب إلى العالم العربي والإسلامي تحمل في ثناياها كل ألوان التطرف والعدوانية، وأنه دائمًا يغلفها بشعارات براقة مثل حرية الإعلام والصحافة النزيهة والديمقراطية، لكنها في حقيقتها تضم كثيرًا من العنف والجريمة والعدوان، وأن ذلك من شأنه أن يعمل على تدمير قدرات أطفالنا وزيادة احتمال حدوث السلوك العدواني لديهم بنسبة أكثر من 70% عن الحد التربوي .
وقامت الدراسة بتحليل مضمون ما تبثه قناة عربية واحدة من بين القنوات العربية الفضائية والأرضية ـ تم اختيارها عشوائيًا في ما بثته خلال أسبوع من برامج أطفال ـ أكد أنها عرضت أكثر من 300 جريمة قتل بالإضافة إلى إعلانات تدعو الأسر إلى شراء أشرطة فيديو تتضمن أعمال عنف. وبتحليل ما بثته هذه القناة من أفلام خلال نفس الفترة وجد أن 30% منها تتناول موضوعات جنسية و27% تعالج الجريمة و15% تدور حول الحب بمعناه الشهواني، وأن هذه البرامج تتضمن أيضًا العديد من المشاهد التي تظهر فيها الشخصيات ذات السلوك الإجرامي، وتعددت أبعاد الشخصيات الإجرامية التي تستخدم أجسادها في أشكل الصراع العنيف، كما أن معظم الجرائم التي تتضمنها تعد جرائم ضد المجتمع وأن هذه البرامج تحتوي على عنف بدني يصل إلى 96% من مجمل أساليب العنف المستخدمة فيها ومنها 58% عنف قاتل ومدمر من حيث درجة خطورته.
وفي دراسة أخرى عن سلبيات القنوات العربية : أن 41% ممن جرى عليهم الاستبيان يرون أن التلفاز يؤدي إلى نشر الجريمة .
و 47% يرون أنه يعلم إلى النصب والاحتيال . ( من كتاب التلفزيون بين المنافع والمضار).
وتبين دراسة أخرى حول الجريمة والعنف في مئة فيلم وجود 68 % منها مشهد جريمة أو محاولة قتل .
ووجد في 13 فيلم فقط 73 مشهدا للجريمة.
ولذلك فلا نستغرب أن عصابات الجريمة أكثرهم من الأحداث والصغار لأنهم تأثروا بالأفلام التي رأوها.
يقول أحد الباحثين الغربيين : إن الأفلام التجارية التي تنشر في العالم تثير الرغبة الجنسية في موضوعاتها ، كما أن المراهقات من الفتيات يتعلمن الآداب الجنسية الضارة . فإذا كانت ضارة بميزان الغرب فكيف بميزان الشرع الذي لا تراعي قنواتنا الفضائية أدنى ضوابطه؟!! .
وذكرت إحصائية أخرى أنه من خلال دراسة أجريت على 500 فلم طويل تبين أن موضوع الجنس والحب والرعب يشكل نسبة 72 % منها.
وهذه نماذج مختلفة من عدة بلدان لأطفال قاموا بتقليد ما شاهدوه في الشاشات :
1 ـ في أمريكا : عرضت شبكة التلفزيون الأمريكي ( إن.بي.سي. N.B.C ) تمثيلية يداهم فيها المجرمون ركاب إحدى قطارات الأنفاق ويقتلون أحد هؤلاء الركاب ، فإذا بأحد الصبية يقتل مخبر شرطة في أحد قطارات الأنفاق بالطريقة نفسها التي شاهدها على شاشة التلفزيون .
2 ـ في ألمانيا : قام شابان شقيقان بخطف فتاة قاصراً وطالبا ذويها بفدية قدرها مليونا مارك وذلك إثر مشاهدتهما حادث اختطاف في فيلم تلفزيوني ، وقد أخفيا الفتاة بنفس الطريقة التي شاهداها في الفيلم
.3 ـ في فرنسا : قامت إحدى الطالبات ويبلغ عمرها 19 عاماً مع صديقها الذي يبلغ من العمر 22 عاماً بقتل خمسة أشخاص خلال 25 دقيقة تشبهاً ببطل فيلم عنوانه ( قاتل بطبيعته ) .
4 ـ في الهند : أقدمت فتاتان في الهند ــ تقليداً لما شاهدتاه في أحد الأفلام ــ على صب الكيروسين على أجساد هما أملاً في قدوم البطل الخارق لإنقاذهما من الحريق.5
ـ في مصر : دفع طفل في مدينة كوم أمبو في أسوان حياته ثمناً لتقليد بطل المسلسل التلفزيوني الأجنبي " هرقل " الذي انتهى التلفزيون المصري من بثه قبل أيام .
وتبين أن الطفل وعمره 10 سنوات اتفق وصديقه على تعليق نفسه في سقف الحجرة من رقبته ، على أن يحضر زميله بسيفه فيقطع الحبل لإنقاذه . وضع المجني عليه رقبته في المشنقة ، ولم يحضر زميله لينقذه فمات الطفل خنقاً.6
ـ في الكويت : قام شاب يعاونه ثلاثة مراهقين باختطاف طفلة في الحادية عشرة واغتصابها ، وكان ذلك نتيجة ما كان يشاهده في الأفلام .

هذه مجرد أمثلة عن تأثير البرامج التي تبثها شاشات القنوات فتؤثر تأثيراً مباشراً على نفسية الأطفال والمراهقين والشباب وتدفعهم إلى التقليد .
وقد كشف استفتاء أن 50 % من الأطفال الذكور والإناث قد أجابوا بـ ( نعم ) عندما سئلوا : هل تقلد أحياناً أشياء رأيتها في التلفزيون؟.
أوضحت إحدى الدراسات أن الطفل الذي يشاهد التلفزيون 27 ساعة في الأسبوع سيشاهد 100 ألف عمل من أعمال العنف من سن الثالثة حتى العاشرة .
وقد وردت الكثير من الأخبار عن أطفال لم تتجاوز أعمارهم عشر سنوات قاموا بجرائم قتل دون وعي لخطورة ما يقومون به بل دفعتهم رغبة في تقليد ما يشاهدونه لذا يجب أن تكون هناك رقابة شديدة على ما يشاهده الأطفال في التلفزيون . (جريدة الوطن لأحد 20 محرم 1424هـ ).
ـــ وفي الوقت الذي يدرس فيه الطلاب أن هذه الأمة أمة واحدة من أقصاها إلى أقصاها ومن شرقها إلى غربها ، وتجمعها أواصر اللغة والدين والثقافة والبقعة الجغرافية ... كان لوسائل الإعلام رأي آخر في هذه المسألة ، حيث نشرت إحدى الصحف مقالاً جاء فيه : " ولو أن أحداً من المسلمين طرح فكرة أن الإسلام هو قومية أو انتماء عرقي فلا بد من تشكيل دولة واحدة للمسلمين، هل يمكن أن نتخيل عالما يعيش بسلام في ظل هذه الطروحات المضللة التي لا تعتمد على أي أساس عقلي أو منطقي ".
* ـــ آثار تقليص الحصص الدينية في مناهج بعض الدول العربية :
إن إبعاد التعليم الديني من المناهج الدراسية ، هو خطوة أولى لتنحية الإسلام من حياة الطالب الدراسية كخطوة أولى ، ومن أوساط المثقفين والأكاديميين كخطوات لاحقة ، المر الذي ينذر بشر مستطير وأمور خطيرة منها :
ـــ تسويق وفرض العلمانية في المجتمع كله ...
ـــ يقع كثير من الطلاب والطلبة ضحية الفوضى الفكرية وانعدام الرؤية الواضحة للدور الذي يجب أن يقوموا به لخدمة دينهم وأمتهم .
ـــ كثير منهم يقع فريسة الشك والارتياب بدينهم ...
ـــ وآخرون يتهاونون في الفرائض والواجبات ...
ـــ أما التقليد الأعمى فحدث ولا حرج ...
ـــ ولوغ كثير منهم في أوحال المعاصي ، والمعاصي تحرم نور العلم وبركته وتجعل أصحابها فارغي الهمم مظلمي الأرواح ضعاف البصيرة.
ناهيك عن أن الفصل بين التربية والتعليم ينشئ جيلا لا يقيم اعتباراً لقيَم ... بل قد يُسهم بعلمه ونبوغه في تعاسة نفسه ومجتمعه.
وربما تحول أداةً للدمار والبؤس ...
ألم تشعل هذه الحضارة خلال سنوات معدودة حربين كونيتين مدمرتين أتت على الخضر واليابس وقتلت ملايين الناس وجرحت وشردت ونكبت مئات الملايين من المساكين والضعفاء والأبرياء؟.
ألم يؤد التحلل من القيم والأخلاق إلى قيام الجيوش التي غزت العراق باستعمال اليورانيوم المنضب الذي يشوي الجثث بثوان معدودة ويجمدها لتصبح كمومياوات الفراعنة في أقل من لمح البصر ؟.
ألم يؤد الانسلاخ من القيم والأخلاق بدولة يهود إلى أن تستهدف الأطفال والمعوقين والعزل بالقنابل الثقيلة والصواريخ المدمرة في فلسطين؟.
أليست هذه الحضارة المعاصرة تتهاوى في هوّة التحلل الخلقي رغم تقدّمها العلمي؟!
فهل على أمثال هؤلاء نعول ، وهل من أمثال هؤلاء نرتجي في التقدم والبناء ؟.
الجهل شر وبلاء، والأمية ضياع وجفاء، ولكن علم المنحرفين وأمية المتعلمين أشدّ وأنكى، ومصيبة أن تتحول المناهج الدراسية إلى نوع من المعرفة الآلية الباردة، وأن يبقى هذا الكم من المعلومات رصيدًا للثقافة العامة، لا علاقة له بواقع الحياة .


* ـــ فوائد وثمار تفعيل وتقوية مناهج العلوم الشرعية:
ـــ فهم الإسلام فهمًا صحيحًا ، وتطبيقه في حياة الطالب الخاصة والعامة ...
ـــ تزويد الطالب بالقيم والمثل العليا وتهيئته ليكون عضوًا نافعًا في بناء مجتمعه يعمِّر الحياة ، يبني الأرضَ ، يقيم العقيدةَ في القلب والمشاعِر والجوارح ، يقوم بدَور الخِلافة لتحقيق العبوديّة لله ، ولتكونَ سمةُ المُخرجات جسدًا طاهرًا، قلبًا مؤمنًا، عِلمًا نافعًا وحضارةً تستنير بهدَى الله.
مناهج العلوم الشرعية هي الوحيدة التي تربي في الفرد روح الولاء لدينه وأمته وبلاده ...
وتحذره من الدعوات الهدامة والملل المنحرفة.
وتربيه على الحرص على اجتماع الكلمة ووحدة الصف .
وتنميّ شخصيتَه وتجعله يطلُبُ التعليمَ ويسعى للنّبوغ والرّيادةِ للبناء لا للهَدم ... وللخير لا للشرّ ... وللفضيلة لا للرّذيلة .
يتورع عن إراقة قطرةِ دمٍ فضلاً عن تدميرِ قُرًى وبيوتٍ على الأطفال والنّساء والأبرياء كما يفعلُه أدعياءِ التقدّم والحضارة.
تربي الطالب على الأمانةِ والصّدق والاستقامة والعَدل والإخلاص وصلاحِ الظاهر وطَهارةِ السريرة ن ولو غابت لكانت المخرجات : لصوصية وغش وانحراف ومكر وكيد وفرقة وتشرذم .
* ـــ الإعلام في خدمة العملية التربوية .
هناك تجارب ناجحة وموفقة في جعل بعض القنوات الإعلامية تخدم بشكل مباشر وأساسي الرسالة التربوية . ولا زالت الحاجة قائمة إلى المزيد ، ومن هذه التجارب :
ــــ التجربة الناجحة للأكاديمية العلمية في قناة المجد الفضائية ، وباقة قنوات المجد بشكل عام وقناة الفجر .
ــــ تخصيص وزارة التربية المصرية عدد من القنوات التي تبث دروساً لطلاب المراحل الثانوية والجامعية .
ـــ لا بد من افتتاح المزيد من القنوات الإعلامية التربوية المتخصصة .
ـــ والإكثار من الصحف التربوية المتخصصة .
ـــ تخصيص برامج تربوية عبر وسائل الإعلام المختلفة .
ــــ نشر الوعي بين الطلبة بوجوب الحذر مما يبث في بعض وسائل الإعلام .
ـــ العمل والضغط لتصحيح أداء الإعلام بما لا يتناقض أو يتعارض مع الرسالة التربوية.

منقول / موقع الشيخ سعد البريك




تعليقي :

هل اعلامنا الكويتي منصف للتربية والتعليم ؟؟
هل ساهم وتعاون مع الأسرة والمدرسة في بناء أجيال المستقبل وتثقيفهم أم العكس ؟؟؟

هل برامج مثل سيرة الحب ولا مسلسلات كاتبتها فجر السعيد برأيكم ساهمت برفع ام برقي الشاب الكويتي ؟؟!!

أترك لكم التعليق ..

كويتية
08-03-2007, 02:28 AM
جزااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااك الله كل خيررررر

ما قصرت يا شمس


فعلا موضوع شائك . . .

الاعلام العربي لا يضع في عين الاعتبااار تنشئة الطفل نشأة سليمة وذك ببحث الافلام والرسوم

الكرتونية التى تساااهم في شكل فعال في توجيه وتعليم الطفل مبادئ بسيطة ومعلوماات مهمة ومناسبة مرحلته العمرية . . .

مجلس التعاون كان ينتج افتح يا سمسم وبرنامج سلامتك . . .

الآن الاعلام اشبه بالأفق الواسع وعقل الطفل وعيناه تستطيع أن ترى كل شاردة وواردة في الأجواء . . .

إن قلتم الحل فى تحديد قنوات خاصة للطفل هل قناة أم بي سي 3 مناسبة أم سبيس تون أم بتاعت الجزيرة للأطفال . . .

من وجهة نظري ولا قناااة . . .

لدي شو تايم وقنوات الأطفال وبخاصة ديزني أراها هى الأنسب من القنوات العربية وما يبث بها !!

لست من متابعي هزالوسط العربي الحاصل في القنوات العربية والحاصل كل كم يوم هنالك قناة موسيقا جديدة تعتمد على لهط

أموال الناس الفاضية عن طريق المسجااات !

الحاصل أن اغلب البرامج العربية والتى بها تصويت ومسجااات هى نسخ طبق الأصل من برامج أجنبية . . .

كما قلت الموضوع شائك جدااااااا

ويحتاااج دقة فى الإجابة . . .

moalma
08-04-2007, 02:44 PM
جزااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااك الله كل خيررررر

وياج حبيبتي :(266):

ما قصرت يا شمس


فعلا موضوع شائك . . .

الاعلام العربي لا يضع في عين الاعتبااار تنشئة الطفل نشأة سليمة وذك ببحث الافلام والرسوم

الكرتونية التى تساااهم في شكل فعال في توجيه وتعليم الطفل مبادئ بسيطة ومعلوماات مهمة ومناسبة مرحلته العمرية . . .

مجلس التعاون كان ينتج افتح يا سمسم وبرنامج سلامتك . . .

فعلا فاقدين هالبرامج !

الآن الاعلام اشبه بالأفق الواسع وعقل الطفل وعيناه تستطيع أن ترى كل شاردة وواردة في الأجواء . . .

إن قلتم الحل فى تحديد قنوات خاصة للطفل هل قناة أم بي سي 3 مناسبة أم سبيس تون أم بتاعت الجزيرة للأطفال . . .

من وجهة نظري ولا قناااة . . .

لدي شو تايم وقنوات الأطفال وبخاصة ديزني أراها هى الأنسب من القنوات العربية وما يبث بها !!

لست من متابعي هزالوسط العربي الحاصل في القنوات العربية والحاصل كل كم يوم هنالك قناة موسيقا جديدة تعتمد على لهط

أموال الناس الفاضية عن طريق المسجااات !

الحاصل أن اغلب البرامج العربية والتى بها تصويت ومسجااات هى نسخ طبق الأصل من برامج أجنبية . . .

كما قلت الموضوع شائك جدااااااا

ويحتاااج دقة فى الإجابة . . .

أصبحت المادة والمصالح هي تسير كل شيء في قوانين الحياة ومبادءها


شاكرة لج تعليقاتك المثمرة دائما