الصريح
05-28-2011, 10:38 PM
قالت شمسُ النَّهار: هل الزواج فرحة وطرحة، أم تكاليف ومسؤولية؟
فقال الفيلسوف: الفتياتُ في سنِّ المراهقة عادةً ما يحلمنَ بالزواج والارتباط، لكن لا بد لكلِّ فتاة قبل أن تختارَ فارس أحلامها أن تضعَ لاختيارها معاييرَ ومسلمات؛ ومنها: أنْ تعلمَ الفتاة أنَّ الزواج عبادةٌ، إذا نوت به نيةً صالحة، ويحصل به أيضًا كثير من العبادات، شرعه الله - سبحانه وتعالى – لتسكن النفس وتطمئن، ويرتاح البدنُ ويستقر، وتلتقي المودةُ والرحمة بين الزوجين، ويستمر بلقائها النَّسلُ في بيئة سليمة، والزواج ليس فرحةً وطرحة - كما يبدو - لبعضِ الفتيات، إنما تكاليف ومسؤولية، فليكن تفكيرُك إيجابيًّا، كما أنَّه ليس قصةً عاطفية حالمة، بل هو مشروعٌ جاد لا بد فيه من الاستعدادِ لتحمل المسؤولية والصبر على أدائها، ولا شكَّ أنَّ غيابَ هذا التفكيرِ يجني على حلم الفتاة بالاستقرار.
قالت شمسُ النَّهار: لكن لماذا نجدُ أحيانًا كثيرة أنَّ بعض الفتيات يشتكين من العنوسة؟
فقال الفيلسوف: لا بد أن تدركَ الفتاةُ أنَّ الزواجَ أحدُ مظاهر الرِّزق الذي يقسمه اللهُ كيف يشاء، كما هو الحال في كلِّ شؤون الحياة، واللهُ وحده هو الذي يمنح الرزقَ وهو الذي يمنعه، ولو أجمع الإنسُ والجنُّ على أن يقدموا لامرأة زوجًا لم يكتبْه اللهُ لها لما استطاعوا، ولو اجتمعوا على أنْ يحرموها من زوجٍ قدَّره الله لها فلن يجدوا إلى ذلك سبيلاً؛ لذا لا بد من الإلحاحِ بالدُّعاء؛ فالدعاءُ يردُّ القضاءَ، فهما يتعاركان في السَّماء وأيهما أقوى ينزل، ولتعلمِ الفتاةُ أنَّ كل ما يحصل لهما هو قضاء وقدر، يجبُ عليها التسليمُ به وعدم تسخطه، وأنْ تحمدَ الله على كلِّ حال، لكن عليها بذل الأسبابِ لتخرجَ من قدرٍ إلى قدر، كما قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "نفرُّ من قدرِ الله إلى قدر الله".
قالت شمس النَّهار: نعم زدني بربك يا فيلسوف، فإنَّ قلبي للحديث شغوف.
فقال الفيلسوف: على الفتاةِ أن تعي أنَّ الله لحكمةٍ يريدُها قد يبتلي المرأةَ بحرمانها من الزَّواجِ بالشروط التي تريدها، أو يحرمها من الزواج نهائيًّا ولو لم تشترط شروطًا، قال - تعالى -: ﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [الأنبياء : 35]، يقول ابن كثير: "أي نختبركم بالمصايبِ تارةً، وبالنعم تارة أخرى، فننظر مَنْ يشكرُ ومن يكفر، ومن يصبرُ ومن يقنط"، وبقاءُ المرأةِ بلا زوجٍ لا ينقص من أهمية المرأة أو حاجة المجتمعِ لها، فهناك كثيرٌ من المهامِ والأنشطة التي تسدُّ بها خلةَ المجتمع.
قالت شمسُ النَّهار: وهل هناك صفاتٌ للرجلِ حتى يبلغَ الكمال؟ أم أنَّ هذا كلامٌ محال؟
فقال الفيلسوف: على الفتاةِ ألا تتركَ لذهنِها العنان في مواصفاتِ شريك العمر، فالكمالُ أبى أنْ يكون إلا لله - عزَّ وجلَّ - وصفةُ البشرِ اللازمة لهم هي النقص والقصور، تقلُّ عند بعضِهم وتكثرُ لدى آخرين، فلا تنتظري رجلاً كاملاً، وإذا كانتِ الفتاةُ ترغب أن يكونَ في زوجها بعض الصِّفاتِ المحبَّبةِ إلى نفسها في حدود المعقول، فليكن زواجُها في سنٍّ مبكر قبلَ سنِّ المرحلة الجامعية.
قالت شمس النهار: سعدتُ بك الليلة يا فيلسوف، إلى الغد إذًا وقلبي للحديثِ شغوف.
الكاتب
عبدالله عيسى (http://www.alukah.net/Authors/View/Social/3312/)
فقال الفيلسوف: الفتياتُ في سنِّ المراهقة عادةً ما يحلمنَ بالزواج والارتباط، لكن لا بد لكلِّ فتاة قبل أن تختارَ فارس أحلامها أن تضعَ لاختيارها معاييرَ ومسلمات؛ ومنها: أنْ تعلمَ الفتاة أنَّ الزواج عبادةٌ، إذا نوت به نيةً صالحة، ويحصل به أيضًا كثير من العبادات، شرعه الله - سبحانه وتعالى – لتسكن النفس وتطمئن، ويرتاح البدنُ ويستقر، وتلتقي المودةُ والرحمة بين الزوجين، ويستمر بلقائها النَّسلُ في بيئة سليمة، والزواج ليس فرحةً وطرحة - كما يبدو - لبعضِ الفتيات، إنما تكاليف ومسؤولية، فليكن تفكيرُك إيجابيًّا، كما أنَّه ليس قصةً عاطفية حالمة، بل هو مشروعٌ جاد لا بد فيه من الاستعدادِ لتحمل المسؤولية والصبر على أدائها، ولا شكَّ أنَّ غيابَ هذا التفكيرِ يجني على حلم الفتاة بالاستقرار.
قالت شمسُ النَّهار: لكن لماذا نجدُ أحيانًا كثيرة أنَّ بعض الفتيات يشتكين من العنوسة؟
فقال الفيلسوف: لا بد أن تدركَ الفتاةُ أنَّ الزواجَ أحدُ مظاهر الرِّزق الذي يقسمه اللهُ كيف يشاء، كما هو الحال في كلِّ شؤون الحياة، واللهُ وحده هو الذي يمنح الرزقَ وهو الذي يمنعه، ولو أجمع الإنسُ والجنُّ على أن يقدموا لامرأة زوجًا لم يكتبْه اللهُ لها لما استطاعوا، ولو اجتمعوا على أنْ يحرموها من زوجٍ قدَّره الله لها فلن يجدوا إلى ذلك سبيلاً؛ لذا لا بد من الإلحاحِ بالدُّعاء؛ فالدعاءُ يردُّ القضاءَ، فهما يتعاركان في السَّماء وأيهما أقوى ينزل، ولتعلمِ الفتاةُ أنَّ كل ما يحصل لهما هو قضاء وقدر، يجبُ عليها التسليمُ به وعدم تسخطه، وأنْ تحمدَ الله على كلِّ حال، لكن عليها بذل الأسبابِ لتخرجَ من قدرٍ إلى قدر، كما قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "نفرُّ من قدرِ الله إلى قدر الله".
قالت شمس النَّهار: نعم زدني بربك يا فيلسوف، فإنَّ قلبي للحديث شغوف.
فقال الفيلسوف: على الفتاةِ أن تعي أنَّ الله لحكمةٍ يريدُها قد يبتلي المرأةَ بحرمانها من الزَّواجِ بالشروط التي تريدها، أو يحرمها من الزواج نهائيًّا ولو لم تشترط شروطًا، قال - تعالى -: ﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [الأنبياء : 35]، يقول ابن كثير: "أي نختبركم بالمصايبِ تارةً، وبالنعم تارة أخرى، فننظر مَنْ يشكرُ ومن يكفر، ومن يصبرُ ومن يقنط"، وبقاءُ المرأةِ بلا زوجٍ لا ينقص من أهمية المرأة أو حاجة المجتمعِ لها، فهناك كثيرٌ من المهامِ والأنشطة التي تسدُّ بها خلةَ المجتمع.
قالت شمسُ النَّهار: وهل هناك صفاتٌ للرجلِ حتى يبلغَ الكمال؟ أم أنَّ هذا كلامٌ محال؟
فقال الفيلسوف: على الفتاةِ ألا تتركَ لذهنِها العنان في مواصفاتِ شريك العمر، فالكمالُ أبى أنْ يكون إلا لله - عزَّ وجلَّ - وصفةُ البشرِ اللازمة لهم هي النقص والقصور، تقلُّ عند بعضِهم وتكثرُ لدى آخرين، فلا تنتظري رجلاً كاملاً، وإذا كانتِ الفتاةُ ترغب أن يكونَ في زوجها بعض الصِّفاتِ المحبَّبةِ إلى نفسها في حدود المعقول، فليكن زواجُها في سنٍّ مبكر قبلَ سنِّ المرحلة الجامعية.
قالت شمس النهار: سعدتُ بك الليلة يا فيلسوف، إلى الغد إذًا وقلبي للحديثِ شغوف.
الكاتب
عبدالله عيسى (http://www.alukah.net/Authors/View/Social/3312/)