المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فتن الأوان



السعيد شيخ
01-20-2011, 06:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


فتن الأوان

ملامح آخر الزمن
أقدمها بعد التعديل



(من منا ترك يد الآخر وأهداه للضياع / نحن أم الزمن ؟ )
للكاتبة الإماراتية : شهرزاد ..
1
ساءت ملامح الزمن كثيرا !
فالجدران التي كنا نلطخها بالطباشير والفحم / بفرح !
أمست تُلطخ بالدم / بحزن !
وقوم لوط !!!
أمسينا نطلق عليهم (جنساً ثالثا )
والمتشبهات من النساء بالرجال اللاتي لعنهن الله
نطلق عليهن ( بويات )
ونتعامل مع الكبائر على أنها ( حالات نفسية )
ونستهلك كثيراً من وقتنا في حوارات مقرفة مع
( بويات ) و ( جنس ثالث ) ومدمني خمر ومخدرات !
وعلماء دين ونفس وعمران يناقشون ويحللون !

عفواً / ماذا تناقشون ؟
رجال يمارسون اللواط ونقول ..... أسباب نفسية !
آباء يغتصبون بناتهم ...... ونقول أسباب نفسية !
أبناء يمارسون العقوق بأبشع صوره ..... ونقول أسباب نفسية !
فتيات يمتهن ( الدعارة ) ..... ونقول أسباب نفسية !
وأمست الحالة النفسية / شماعة زمن بشع !

2
في طفولتنا كانت لعلبة الألوان وكراسة الرسم متعة ما بعدها متعة
فالرسم كان ( الكمبيوتر / والنت / والبليستيشن )
وفي طفولتنا كانت قنوات الرائي ( التلفزيون ) مدرسة من مدارس الحياة
وكانت هناك ثوابت لاتتغير بها
كان البث يبدأ بالسلام الوطني
ثم ( القرآن الكريم )
ويليه ( الحديث الشريف )
ثم أفلام الكرتون التي كنا نطلق عليها ( رسوماً متحركة )
ثم المسلسلات العربية المحترمة
التي كان لايصلنا منها إلا المقبول
لان رقابة الرائي ( التلفزيون ) في ذلك الوقت كانت لاتتجاوز الخطوط الحمراء
و كانت تحمل في مفكّرتها ( agenda ) ماتحرص على احترامه
بدءاً بالدين وانتهاء بالعادات والتقاليد
فكانت مشاهد ( العُري ) تُحذف
ومشاهد ( الرقص ) تُحذف
ومشاهد (القُبَل) تُحذف
و( الألفاظ البذيئة ) تُحذف
وكان وقت الأذان مقدّساً / ويليه فترة استراحة للصلاة

والآن ؟ ماذا تبقى من إعلام ذلك الزمان ؟
مشاهد رقصٍ وعريٍ وقُبَل
وإعلانات مخجلة بدءاً بـ ( مزيلات الشعر) وانتهاء بـ ( الفوط الصحية )
ومذيعات كاسيات عاريات ! ا
فإما أن تكون المذيعة ( رجلاُ ) تناقش وتحاور في الموضوعات السياسية والرياضية بحدّة
وإما أن تكون ( دمية ) تتراقص وتتمايل بملابس أقرب ما تكون لملابس النوم
ليسيل لعاب الرجال خلف شاشات الرائي ( التلفزيون )!
وينهار من جبال الأخلاق ماينهار !
إلا من رحم الله !


3
المسلسلات التركية
آخر أنواع المخدرات التي صدرت للوطن العربي
فلا عادات تتناسب مع عاداتنا / ولا مفهومات يتقبلها ديننا
فلا يكاد يخلو مسلسل تركي من امرأة حامل / تحمل في أحشائها بذرة حرام
ونتابع المسلسل والبذرة تكبر !
ونحن نتعاطف مع المرأة لأنها بطلة المسلسل التي يجب أن نعيش حكايتها الحزينة
ونترقب الأحداث بلهفة عظيمة
ونتحاور ونتناقش هل ستعود إليه أم لا !
متجاهلين أنها زانية تحمل ما في بطنها سفاحا
ضاربين بعرض الحائط كل القيم التي تربينا عليها
فمسلسل واحد كفيل بأن ينسف من أخلاقنا كثيرا !
وأصبح التناقض يسري مسرى الدم فينا
ففي الوقت الذي نربي فيه فلذاتنا على الفضيلة والأخلاق
ننسف هذه الفضيلة وهذه الأخلاق أمامهم في جلسة واحدة
لمتابعة مسلسل تركي بطلته حامل من صديقها البطل
ونحن نصفق ونشجع ونتعاطف ونبكي ... وننتظر ولادتها بفارغ الصبر !

4
أتراه زمن أسنمة البخت المائلة ؟
والنساء المائلات المميلات؟
فالعباءة الفضفاضة ذات اللون الأسود التي كانت تغطي المرأة من الرأس إلى القدم
فلا تشف ولا تكشف
و ترمز للدين والستر والحشمة
لم يتبق من ملامحها القديمة كثير
بعد أن نزلت من الرأس إلى الكتف
وضاقت حتى كادت تخنق صاحبتها
وضاع سواد لونها في زخارف وألوان دخيلة !
وأمست العباءة بعيدة كل البعد عن الدين والحشمة والعادات القديمة !
فهناك عباءات شبيهة بــ قمصان النوم
وأخرى شبيهة بــ ( جلابيات ) المنزل
وأخرى لاتختلف كثيرا عن فساتين السهرة والأعراس !
حقا!!
أتراه زمن أسنمة البخت المائلة ؟
5

دخل هذا الفجور بيوتنا،
يراه أولادنا ذكوراً وإناثا،

ونحن لا نُحسّ بأدنى خجل،

كنا نخجل في البلدان التي كانت تعدّ متطوّرة!!
أن نمرّ مروراً أمام الملهى ( cabaret )

فصار كلّ بيت ملهى ( cabaret )
ركّبنا قرونا!!

فلم نعد نحسّ بالشرف كما كان يُحس به آباؤنا المتخلّفون!!

فقد صار له عندنا مفهوم آخر مستورد مع الملاهي التي دخلت بيوتنا!!

6

في الماضي الأجمل !
كان ابن الخامسة عشر يحمل السيف ويفتتح البلدان
ويتحدى البحر في زمن الغوص من أجل لقمة العيش
وأصبح ابن الخامسة عشر في زماننا يسمّونه مراهقاً يمر بمرحلة خطرة
ولابد من مراعاة مشاعره
ولابد من الانتباه إليه وتتبع خطواته حتى لايزل
وإن أخطأ فهو ( حَـدَث )!
ولايعاقبه القانون!
وابنة الخامسة عشر كانت في الماضي زوجة صالحة وأمّاً على مستوى عال من المسؤولية
وأصبح زواج ابنة الخامسة عشر الآن فعلاً يهون أمامه زناها
فهي طفلة لاتتحمل مسؤولية نفسها
وقراراتها خاطئة ومشاعرها نزوة مؤقته
تتغير حين تصل مرحلة البلوغ !
ابنة الخامسة عشر في الماضي كانت أماً تربي أجيالا
وابنة الخامسة عشر في الحاضرمراهقة
إن لم نسخر حواسنا الخمسة في مراقبتها ضاعت !

ترى؟؟
لماذا لم يراهق شباب الزمن الماضي وفتياته
أم المراهقة مرحلة من اختراعنا نحن ؟
ونحن من أوجدها وألصقها بزماننا!
_________________________________

آخر زمن ، زمن الفتن !

همس الرووح
01-21-2011, 04:03 PM
طرح رائع كالعادة
بارك الله فيك
دمت بألف خير
÷÷÷÷÷