المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكشف عن الموهوبين في الانشطة المدرسية



البنعلي
07-12-2010, 03:01 AM
الكشف عن الموهوبين في الأنشطة المدرسية

- ما زلت أذكر بوضوح تفاصيل ذلك اليوم الفريد الذي كان يقتطع من السنة الدراسية.. إنه يوم النشاط.
كان أشبه بكرنفال من الفرح والحيوية والحرية، إنه فعلا يوم مفعم بالحياة الحقيقية والنشاط الاختياري، باختصار كان ذاك اليوم يومنا بامتياز، كانت المدرسة تعج بفوضى محببة أشبه ما تكون بخلية النحل، ننزع فيها عباءة الملل والاعتياد وتتحول كل زاوية من زوايا المكان إلى شيء جديد وفريد..
كانت متعة غامرة وإحساسا قويا بالوجود والفاعلية؛ فهناك من تفتخر بعرض رسوماتها التي خبأتها أياما وأشهرا لتعرض في هذا اليوم بالذات، وأخرى تخلت طوعا عن انطوائها وخجلها لتنطلق بعفوية وجرأة متحدثة عن الحيوانات التي جلبتها معها لتكون محط الأنظار في زاوية العلوم الطبيعية، تتحلق حولها البنات لاقتناص نظرة إلى تلك الضفادع، والسلاحف، وهي تفتخر بأنها تستطيع الإمساك بها وإطعامها وتربيتها وسط عيون الدهشة لأخريات ربما لم يرين ضفدعا في حياتهن ولا حتى أبو ذنيبة! وفتيات بأرواب بيضاء يقمن باقتدار باختبار فصيلة الدم لزميلاتهن..
ويجدن متعة في شرح كيفية تحديد الفصيلة بعملية بسيطة لا تحتاج إلا وخزة سريعة ونقاطا من مواد معينة يؤدي تفاعلها لهذا الاكتشاف الذي كنا نعتز به.. أن نعرف فصيلة دمنا!.
مسرحية هنا، ثم أغنيات، وزينة، ورسومات ومجسمات صنعتها أصابع فتية، ألفة حقيقية وود كبير بين المعلمات والمديرة وبين الطالبات اللواتي يكن أكثر جرأة وانطلاقة وقدرة على التعبير بعفوية.
الجميع في هذا اليوم متساوون، فكل واحدة منا كان لديها ما تقوله وما تعرضه وتقدمه، وكل منا فاضت جعبتها بفرح وطاقة سحرية. لكنني أجزم أن هذا اليوم لم يكن كافيا لاستيعاب الطاقة الهائلة الكامنة في نفس كل فتاة منا.
طيف عذب وذكريات كثيرة وأحزان شفيفة وهموم طفولية عادت حية، وأنا أقرأ كتاب الكشف عن الموهوبين في الأنشطة المدرسية للدكتور معيوف السبيعي المختص في رعاية الموهوبين.
يحتوي الكتاب، الذي صدر مؤخرا عن دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع، على مادة غنية ومهمة يفترض أن تلم بها كل أسرة وكل فرد في المجتمع، طالبا كان أو أستاذا في مدرسة، أو ولي أمر، أو إداريا وحتى سياسيا، لما لموضوع رعاية الموهوبين واكتشافهم بداية من أهمية بالغة في تشكيل الصورة التي سيكون عليها المجتمع في المستقبل فأطفال اليوم رجال الغد وبناة المستقبل وفرسان التغيير.
من هنا تنبع أهمية هذه الدراسة، لاعتبار موضوع البحث والنتائج المترتبة عليه مطلبا أساسيا ومهما في تربية الأجيال الجديدة التي تمتاز بطاقات عجيبة وقدرات تفوق قدراتنا واستيعابنا بأضعاف المرات، وهذا الاهتمام ليس ترفا أو نوعا من الكماليات بل حاجة أصيلة وملحة ومقوم أساسي لبناء مجتمع مثالي.
يتناول الكاتب في فصول الكتاب الستة، العديد من المواضيع بأسلوب سهل ومختصر ومنظم، مقدما التعريفات والتعليلات والأسباب والنتائج والتصنيفات والأمثلة بشكل يجعل المعلومة سلسة سهلة الفهم.
يعرف الباحث الموهبة بأنها قدرة فطرية أو استعداد موروث في مجال أو أكثر من مجالات الاستعداد العقلية والإبداعية والاجتماعية الانفعالية، وهي أشبه بمادة خام تحتاج إلى اكتشاف وصقل حتى تبلغ أقصى مدى لها.
كما يوضح أن التفوق في التحصيل الدراسي لا يعني الموهبة، فقد يكون الطفل موهوبا لكنه متأخر في تحصيله الدراسي، وقد يكون متفوقا في الدراسة دون أن يمتلك الموهبة. وقد تجتمع لديه الميزتان.
كما يلقي الضوء على الذكاءات المتعددة التي قد يغفلها الكثيرون مثل الذكاء اللغوي: وهو القدرة على التعامل مع الألفاظ والمعاني والكلمات (كالشاعر والخطيب). الذكاء المنطقي الرياضي: وهو القدرة على استخدام الأرقام أو التفكير المنطقي (كالمحاسب والإحصائي). الذكاء الحركي: القدرة على ضبط حركات الجسم وسهولة استخدام اليدين (كاللاعب، الراقص والنحات). الذكاء المكاني: في القدرة على إدراك العالم البصري المكاني (كالكشاف والصياد) وغيرها من الذكاءات الموسيقية والاجتماعية والطبيعية التي تؤهل من يمتلكها لاتخاذ دور مميز كلا في مجال موهبته.
كما يستعرض المؤلف أساليب رعاية الموهوبين والمتفوقين بسلبياتها وإيجابياتها، والمعوقات التي تواجه الطفل الموهوب وخصائصه النفسية واحتياجاته، وكيفية التعامل معها.
كما يبين مفهوم التفكير الإبداعي، وطريقة تنميته وتفعيله، وأنواع الأنشطة المدرسية وأهدافها وفوائدها في اكتشاف مواهب وميول الطفل، ومواصفات مشرف النشاط، واختبارات الذكاء بأنواعها. ويبين الفوائد الجمة التي تعود على الطفل جراء مشاركته بالأنشطة المدرسية المتنوعة وتأثيرها إيجابا على ارتفاع تحصيله الأكاديمي على العكس من الفكرة الخاطئة السائدة لدى الكثيرين بأن ممارسة هذه الهوايات والنشاطات تلهي الطالب عن دراسته! كما يستعرض المؤلف الخصائص الإبداعية للطفل الموهوب فهو: محب للاستطلاع، يطرح الأسئلة عن كل شيء وباستمرار -وهو الأمر الذي يثير الضيق لدى الكثير من الأهالي- ويعبر عن رأيه بجرأة، على قدر عال من حب المغامرة والمجازفة. مرهف الحس وذو عاطفة جياشة وسريع التأثر عاطفيا.
يتمتع بروح الفكاهة والطرفة والدعابة. إلى غير ذلك من الصفات التي يعتقدها أولياء الأمور -خطأ- صفات غير مرغوبة!.
كما يبين معوقات الإبداع -وما أكثرها- مثل المعوقات البيئية الموجودة في الطبيعة مثل الضجيج، عدم توافر المكان المناسب، واكتظاظ المكان، وعدم تأييد الزملاء للأفكار،وعدم وجود الدعم المادي اللازم للمشروع الإبداعي، وأخرى ثقافية مثل العادات والتقاليد، وعدم توفير التعزيز للعمل المبدع. إضافة لمعوقات أخرى مثل الوقت (الحقبة الزمنية) مثل عدم تقدير المجتمع لإنجازات إبداعية أثناء قيام أصحابها بها، وتقديره لهم بعد مماتهم! منقووووووووووووووول

همس الرووح
07-12-2010, 04:14 PM
يعطيك العافية ع الطرح

الرائع والهام

بوركت وحياك هنا في منتدانا

****

البنعلي
07-12-2010, 08:21 PM
الله يحييك وشكرا على المرور

قيثارة
07-14-2010, 04:42 AM
يبدو واضحا انه كتاب رائع وقيم للدكتور معيوف السبيعي المتخصص بالموهوبين..أتمنى اقتناءه وقراءة صفحاته...شكرا للموضوع القيم,,,تقبل مروري ولك مني فااائق مشاعر الود والتقدير

المعلمة المتميزة
08-09-2010, 12:32 AM
:)
متابعهـ للموضوع * احسنتم الاختيار
)( بارك الله فيكم )(
تقبلوا مروري وتحيااااتي
شكرااا لكم ،،،
http://forum.moalem.net/file/2010/08/16.gif (http://www.q8ow.com/up/)