المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ممارسات وواقع تربية الأبناء التي تعزز وتنمي المواهب والإبداعات والتكيف المثالي



moalem
06-16-2007, 02:36 AM
ممارسات وواقع تربية الأبناء التي تعزز وتنمي المواهب والإبداعات والتكيف المثالي


PARENTING PRACTICES THAT PROMOTE TALENT DEVELOPMENT, CREATIVITY, AND OPTIMAL ADJUSTMENT


إعداد: خالد عيد العتيبي


ترجمة لفصل من كتاب: The Social and Emotional Development of Gifted Children: What Do We Know?

وكان عنوان الفصل:
PARENTING PRACTICES THAT PROMOTE TALENT DEVELOPMENT, CREATIVITY, AND OPTIMAL ADJUSTMENT
ممارسات وواقع تربية الأبناء التي تعزز وتنمي المواهب والإبداعات والتكيف المثالي:
مع اضافة بعض المراجع العربية حول هذا الموضوع

مقدمة:

بالرجوع الى بعض الدراسات التي تناولت دور الأسرة في تنمية الإبداع تم اللجوء الى دراستين واحدة اجنبية والأخرى عربية والتي تبين دور الأسرة في تنمية الأبداع وأي أنماط الأسرة لها الدور البارز والمتمثل في كونه بيئة حاضنه لهؤلاء المبدعين.
(1) دراسة تيننت وبيرثسن (Tennent & Berthelsen, 1997)هدفت الدراسة إلى معرفة خصائص البيئة الأسرية التي تعتبر ذات اثر على تطور الابداع لدى الأطفال مابين 4-6 سنوات، واستخدمت الدراسة المنهج المسحي وفي كل مرحلة من مراحل الدراسة وكانت تتطلب إستبانة من قبل الأمهات، وإستخدمت مقاييس قائمة الفحص للطفل المثالي والمشتقه من ماكينون 1962، ومنحنى البيئة الإبداعية المشتق من رايت1987، وأسفرت النتائج إلى أن أغلبية الأمهات وجدن مزودات بيئة تنمي الإبداع، وتعطي خصائص الشخصية للإبداع، واسفرت أيضاً أن الأمهات المتسلطات كن أقل تزويداً لبيئة المنزل التي تنمي الإبداع.
(2) دراسة أبو شيبة (2002) إستهدفت هذه الدراسة الكشف عن حدود التأثير الممكن لإتجاهات التنشئة الوالدية، في تفوق الأبناء: الأكاديمي، والعقلي، والإبداعي، باستخدام تحليل الإنحدار اللوجستي، أجريت الدراسة على عينة قوامها 499 من الطلاب الذكور، بالصفين الثاني والثالث الثانوي، وتراوحت أعمارهم بين 14و18 سنة، واقتصرت بعد ذلك على مجموعتين شملتا المتفوقين وغير المتفوقين: عقليا، وأكاديميا، وإيداعيا. وقد أستخدم في الدراسة مقياس إتجاهات التنشئة الوالدية (إعداد: زين العابدين درويش)، وإختبار المصفوفات المتدرجة (الصيغة المختصرة، إعداد: فتحية عبد الرؤوف)، وإختبارات قدرات التفكير الإبداعي الطلاقة الفكرية، والمرونة والأصالة التفكير. وقد إنتهت الدراسة إلى نتائج تؤكد أن التنشئة الوالدية (من جانب الأم أو الأب)، لها أثرها الواضح في التفوق الأكاديمي والإبداعي للأبناء، في حين لم تكشف النتائج عن آثار يعتد بها لأي من هذه الإتجاهات الوالدية، في التفوق العقلي للأبناء، كذلك تبين أن أكثر إتجاهات التنشئة الوالدية تأثيرا في التفوق الأكاديمي هو إتجاه "تنمية الاستقلال الذاتي" للأبناء من جانب كلا الوالدين (الأب، والأم) وأن أكثر إتجاهات الأب تأثيرا في التفوق الإبداعي عند الأبناء هي تنمية الإستقلال الذاتي، والمساواة في المعاملة، والتسامح، أما أكثر إتجاهات الأم تأثيرا في التفوق الإبداعي، فهي تنمية الإستقلال الذاتي، والتسامح، والشورى (أو المشاركة في الرأي).

بداية الفصل:
تشير البحوث والدراسات التي تتعلق بتنمية الموهوبية والإبداع أن الأسرة تلعب دوراً هاماً جداً في تحقيق الوعود والقدرات والإمكانيات(Bloom, 1985). وعلى أهم المستويات الأساسية، فأن الوالدان يقدمان الموارد والوسائل لدعم تنمية المواهب بما في ذلك المال لتلقي الدروس والأدوات والمعدات والفرص التعليمية خارج المدرسة إلى جانب الوقت الذي يقضونه في ترتيب الدروس وبرامج البحث والممارسات الموجهة والرقابية، وبعض مجالات الموهبة، خصوصا تلك المجالات التي لا تتعامل معها المدارس(علي سبيل المثال: الجمباز؛ التزحلق علي الجليد؛ والموسيقي وهذه الأمثله تشكل مجموعة الأنشطة لا تقدم للطلاب في اطار المدرسة العادية) تتطلب كثيراً من موارد الأبوين التي تحت تصرفهم من كلا النوعين.
فلأولياء الأمور الدور في تأمين القيم التي تؤدي إلى تنمية المواهب (Olszewski, Kulieke, & Buescher, 1987). وربما تشمل هذه القيم أهمية اكتشاف وتنمية قدرات الفرد وتحقيق الإنجازات على أعلى المستويات الممكنة، والفكر المستقل وحرية التعبير الفردي والأعمال الترفيهية النشيطة والمهن والحرف الثقافية والعقلية (Olszewski وآخرون معه)، ويؤكد Csikszentmihalyi وbeatie (1979) أن الأسرة لها نظام في المسايرة المعرفية وأنماط من طرق التفسير للأحداث أو الظروف التي تؤثر وتحدد قيم ومواقف واتجاهات الأطفال(مثل: الحصول على شهادة تعليمية والبحث عن مهنة واعدة لتجنب الفقر مقابل الحصول على وظيفة ثابتة وتوفير المال).
والآباء والأمهات هم الذين يسنون ويشرعون قيمهم (Olszewski وآخرون معه،1987). إن بإمكانهم أن إبداء حب العمل والتعلم. كما يشكلون نموذجا للتعلم المستقل خارج الأنظمة والأنشطة التقليدية والمركبة. كما يقدم الآباء والأمهات نماذج لميول وتصرفات ومزاجات الشخصية الضرورية والهامة لتنمية المواهب مثل التعامل مع المخاطر والتعامل مع النكسات والإخفاقات. كما يظهرون أن النجاح يتطلب قدراً كبيراً من العمل الجاد والجهود المستمرة الحثيثة لفترات زمنية طويلة.

ومن الأدوار الأخرى المهمة جداً للوالدين هي مساعدة أطفالهم الموهوبين في بناء شبكات علاقات اجتماعية تقدم لهم الدعم والمساندة العاطفية التي قد يحتاجونها لقدراتهم وأنشطة تنمية مواهبهم(Olszewski-kubilius & subotnik،1997). تتكون الشبكات الاجتماعية من الأفراد داخل حياة الطفل وعلاقاتهم وارتباطاتهم فيما بينهم. إن لحجم وأعضاء ودرجة العلاقات والترابطات بين الأفراد تأثير على مدى ودرجة الدعم النفسي والبدني والطبيعي للشبكات الاجتماعية على الفرد. إن عالم الطفل الاجتماعي يبدأ من الأسرة، ولكنه بعد مرور الوقت خصوصا عندما تتحقق مستويات عالية من تنمية وتطوير المواهب يتسع عالمه الاجتماعي ليشمل المعلمين والمدربين والمراقبين ونطاق واسع من الأقران. إن المشاركة في الأنشطة الخاصة، مثل المسابقات والمنافسات والبرامج الصيفية أو المسائية بعد أوقات المدرسة، بإمكانها أن تزيد وتضاعف الشبكات الاجتماعية مع الأقران الذين يقدمون الدعم العاطفي الخاص الذي يحتاجه الطفل عندما يحقق إنجازا في مجال الموهبة. كما أن الأصدقاء والزملاء المهتمين والعاملين في مجال المواهب يعتبر وجودهم ضروري ومهم لاستمرار الالتزام خلال الأوقات الحرجة (Olszewski-kubilius & subotnik).

moalem
06-16-2007, 02:37 AM
وفي الوقت الذي تدعم فيه البحوث والدراسات الدور الايجابي الذي قد تلعبه الأسرة في تنمية المواهب، فإن الدراسات والبحوث أيضاً تقترح أن كل أنواع القوى الأسرية المحركة تعطي نتائج مختلفة للأطفال بصفة خاصة، لهذه القوى الأسرية المحركة تأثير كبير على دوافع الأطفال للتحصيل أو الإنتاج، كما أن للمواقف والاتجاهات السلوكية للأسرة وأساليب تربية الأبناء قد تعطي أنواع مختلفة من الدوافع. لقد وجد أن الأطفال الموهوبين والمبدعين ينتمون إلى أسر تؤكد على الاستقلالية، لا على الإتكالية، بين أفراد الأسرة، كما أقل تمركزاً حول الطفل، ولديهم علاقات أسرية متوترة نوعاً ما (علاقات "متذبذبة") ولديهم أساليب أكثر من غيرهم للتعبير عن الشعور السلبي والتنافسي بين أفراد الأسرة، و الذي ينتج عنه تحفيزا ودافعية نحو الحصول على القوة والسيطرة و الهيمنة (Albert،1983,1978). والطلاب ذوي التحصيل المرتفع في المدارس الثانوية ينحدرون من عائلات مترابطة ومتمركزة حول الطفل ويكون الدمج والتطابق قوي بين الطفل والأبوين، مما يؤدي إلى مستويات عالية من دافعية التحصيل والإنجاز(Albert).

أخذت الدراسات البحثية عن الشخصيات الإبداعية البارزة الكبيرة في حسبانها خصائص البيئات الأسرية التي تتميز بالإجهاد والتوتر والصدمات والصراع والاختلال الوظيفي. وتثبت البحوث عن الأفراد ذوي حاصل الذكاء المرتفع ممن معظمهم غير متفوقين أو بارزين ولكنهم منتجين وأكفاء ومتكيفين - أنهم ينتمون لعائلات سعيدة ومترابطة وسليمة، وأنها تعيش في مستويات إجهاد وتوتر عادية ومتوسطة (Olszewski-kubilius،1997).
ما الذي يمكن أن نفهمه ونكتشفه من هذه الصورة المختلفة لعائلات الأفراد الموهوبين؟ هل يمكن لنا أن نوفق بين صور العائلات المضطربة والعائلات المترابطة السليمة الهادئة نسبياً في فهم ومعرفة دور الأسرة في تنمية المواهب؟ تكمن الإجابة في إدراك ومعرفة أن تأثير الأسرة معقد ومتعدد الأوجه والأشكال. وهذا الخليط المختلف لمتغيرات الأسرة تجاه الأطفال يثمر دعما قل أو كثر للإبداع والتحصيل الدراسي وتنمية المواهب والصحة العقلية والنفسية العامة للطفل.

وتقترح الدراسات أن العامل المهم للأسرة والبيئة هو درجة خلق الأسرة لمناخ يشعر فيه الأطفال بالحرية والأمن لبناء وتطوير شخصية فريدة وأن يكون لديهم أفكار وأراء فردية مع قدرتهم للتعبير عنها بكل حرية. الأطفال الذين ينحدرون من مثل هذه العائلات وجد أنهم أكثر احتمالا لأن يكونوا مبدعين جداً وأكفاء جداً في عملهم. إن مثل هذه العائلات تعزز وتشجع الإبداع وتحمل المخاطر العقلية والفكرية. تتنوع وتتعدد الظروف داخل البيوت والعائلات التي تخلق البيئات المؤدية والموصلة إلى تنمية وتطوير الشخصية المستقلة والفكر المستقل. وهذه الظروف والأحداث تشمل كل ما بإمكانه أن يؤدي إلى تقليل التطابق والتماثل بين الطفل و والديه، الفضاء أو الحيز العاطفي بين الطفل وأبويه، ومستويات توجيه ورقابة أقل من الأبوين للطفل، وتنشئة اجتماعية أقل تقليدية للأطفال من جانب الأبوين. تشمل الظروف والحالات المذكورة في الدراسات والبحوث التي تخلق هذا "الفضاء أو الحيز" ظروفا سلبية مثل العلاقات الأسرية غير المتوازنة أو الصعبة للأبوين، وكذلك نموذجية ومعتدلة أكثر مثل الأبوان اللذان يشاركان قليلاً مع الأطفال بسبب اهتماماتهم الأخرى كمصالحهم ووظائفهم (1997،; Olszewski-kubilius1993،Ochse) . يعتقد البعض بأن هذه الظروف ينتج عنها أطفال أكثر استقلالية وأقل نمطية حسب الجنس. هذه الظروف والأحوال أيضاً تجعل الأطفال ينسحبون ويتقهقرون من العلاقات الشخصية مع الآخرين في البيت (في حالة وجود ظروف صعبة جداً) أو يسهمون في تنمية وتطوير أشياء مفضلة للحظة الحالية فقط (في حالة ، وجود ظروف معتدلة) مما يؤدي إلى مزيد من الوقت والفرص لاكتساب المهارات والممارسات في مجال الموهوبية وإلى حياة غنية مليئة بالخيال الداخلي (1992،simmton ;1993،ochse).

ومن ناحية أخرى، ففي الأسرة التي يتميز فيها الأفراد بالقرب العاطفي ويكون الأبوان مهتمين ومنشغلين بحياة الأطفال، فإنه توجد تطابقات وتماثلات سيكولوجية قوية بين الأبوين وأطفالهم، و يستلهم الأطفال قيم وتوقعات وطموحات الأبوين حول ما يمكن إنجازه. ومن خلال هذه العملية، فإن الأطفال قد يكتسبون أيضا دوافع قوية للتحصيل لإرضاء وإسعاد الآخرين المهمين وتمثيل قيمهم المكتسبة.

العامل الثاني من عوامل البيئية الأسرية الذي يلعب دورا هاما في خلق الدافعية لتحقيق مستويات عالية من التحصيل، هو عامل الإجهاد أو التحدي. والإجهاد مفهوم واسع من الصعب تعريفه. وقد يكون خبرة فردية عالية - فإن الذي قد كون مجهدا ويمثل تحدياً كبيراً لشخص ما ربما يكون معتدلاً أو متوسطاً بالنسبة لشخص آخر. ودرس الباحثون دور الإجهاد في توليد وإحداث دوافع قوية للنجاح، خاصة عن طرق ومدى محاولات ومساعي الأفراد للتحصيل بهدف اكتساب الإعجاب والحب من الآخرين وتعويض الحاجات النفسية التي لم تشبع ولم تتحقق، وتحسين الرفض أو لإثبات وإظهار أهميتهم وجدارتهم (1993،Ochse)، قد تصبح البيئة المجهدة والمتوترة العامل المحفز للأفراد المتفوقين لإشباع حاجاتهم إلى الحب والاهتمام والقبول والاستحسان عن طريق الجهود الجبارة والإبداعية التي تقوم وتوفر أساليب التعبير عن الذات و المكافآت (Rhodes،1997، 260pp).

والظروف العائلية المجهدة تدفع الطفل للبحث عن ملاذ آمن في الأنشطة العقلية المنضبطة أو استخدام النشاط الإبداعي كمتنفس لعواطفه (1992،;Piirto1993،Ochse). هذه الظروف ربما تجعله ينضج نفسيا بشكل مبكر (1980،1978Albert). تحديات الطفولة ربما تجعل الأطفال أو الأفراد مهيئين لمسايرة التوترات العقلية وأساليب الحياة الهامشية التي تعتبر صفة وخاصية للناس المبدعين جداً (1994،Gardner ;1994،feldman).

ويحول بعض الأفراد أحداث الطفولة الصعبة أو المتوترة إلى تحديات إيجابية تدفعهم لتصحيح الخطأ أو حل المشكلة الاجتماعية الأوسع من خلال أعمال وممارسات الكبار (1990،Csikszentmihalyi).

ورغم أن البحوث والدراسات التي تناولت الأفراد البارزين والمتفوقين تقترح أن إجهاد الأسرة والطفولة التعيسة يشكلان عنصرين هامين وأساسيين لعملية تكوين فرد مبدع، فهل هذه الطفولة التعيسة والتوترات عناصر ضرورية فعلا ؟ لا، ليست ضرورية طبقاً لدراسات CsikszentmihaLyi وRathunde وWhale 1993))الذين تحدثوا عن توازن الدعم والتوتر داخل الأسرة الذي يؤدي إلى مستويات عالية من تنمية المواهب والصحة العقلية والنفسية السليمة. وانطلقوا من تصور يقول أنه نظراً لأن الباحثين الذين يدرسون عائلات الأفراد الموهوبين والمتفوقين يفتقرون إلى تصور ذهني لتصنيف العائلات التي توازن بين الدعم والتوتر. يؤكد (Csikszent Mihayli) و(rathude) و(whalen) أنهم ببساطة لم يبحثوا ولم يدرسوا هذه الأنواع من العائلات. فهذه العائلات تقدم بيئات للأطفال متكاملة (الأفراد مترابطين ويساعدون بعضهم البعض) ومتميزة (وجود طموحات وآمال عالية من الآباء والأمهات بأن الأطفال سيطورون وسينمون مواهبهم إلى أعلى درجة ممكنة، وتشجيع التفكير والفكر الفردي والتعبير الفردي). مثل هذه العائلات تولد شخصيات هادفة في الأطفال أو الأفراد ذوي الدوافع الشخصية والتوجيه الذاتي.

واستنادا لما يقوله(csikszentmiha) ، (rathude) و (whalen) فإن المبالغة في التركيز على واحد فقط قد يؤدي إلى أفراد موهوبين جداً ومبدعين ومتفوقين جداً، ولكنهم غير متكيفين (أولوية التمييز) أو أفراد متكيفين جداً ولكنهم غير مبدعين أو موهوبين(أولوية الدمج والتكامل). وقد يكون الأمر أن تنمية مستويات عالية من المواهب يتطلب الدافعية وخصائص موروثة من مأساة الطفولة، ربما على حساب النمو النفسي السليم، ومستويات أخرى من الصحة العقلية والموهبة تنتج عن خلط ودمج متوازن للتوتر أو التحدي والدعم.

وبالمثل، يؤكد Therival (1999a- 1999b) أن الإجهاد والمأساة ليستا عناصر هامة وجوهرية للقدرة على الإنتاج الإبداعي. وقدم Therival نموذجاً للإبداع يشمل العناصر التالية: الموهبة الطبيعية G، ومساعدات الوالدين أو المساعدات الأخرى (لبناء النقد) A، والكوارث M. وحسب نظرية Therival فقد يتطور وينمو الإبداع في الأفراد الذين يواجهون كوارث كبيرة وخطيرة طالما أن هناك مساعدات كبيرة تقدم. ويميز Therival بين المبدعين المتفرغين للإبداع (لديهم مستويات عالية من الموهبة الطبيعية ومساعدات كثيرة في مرحلة الشباب وعدم وجود كوارث) وبين المبدعين الذين يواجهون التحديات (لديهم موهبة طبيعية عالية وبعض المساعدات وبعض المصائب). كلا النوعين من المبدعين يقدمون أعمالاً إبداعية ولكن الشخصيات (المتحدية) مدفوعة أكثر إلى إثبات الذات والحصول على التقدير والاعتراف من الآخرين (Therival،1999b)، ولاحظ Therival أيضاً أن تحديات الطفولة النفسية والفاسدة سيكولوجياً التي تستثير الغضب هي تحديات أقل احتمالاً في أن تتسبب في تكوين إبداع حقيقي دائم.

moalem
06-16-2007, 02:37 AM
وتعيش معظم العائلات مستويات متوسطة من الإجهاد والتوتر - ويطلق عليها "التحديات" - ويبدو أن لهذا كله تأثيرات إيجابية على الأطفال، وهذا يتوقف على طريقة تفسيرها ومعالجة الأسرة لها. ومن الصحيح أيضاً أن العوامل البيئية والأسرية تتفاعل مع بعضها البعض، مثل قانون الشخص الأساسي(العرف)، والذي قد يجعل الشخص عرضة للإجهاد والتوتر أو مرناً وقادراً على التعايش مع التحديات (Olszewski-kubilus،1997).



ومن هنا، فأساليب تربية الأبناء التي تساعدهم على اكتشاف هوياتهم أو ذواتهم الشخصيه، فضلاً عن وصفها وفرضها، تسمح بأساليب التعبير المفتوحة والصريحة عن الأفكار والفكر المستقل، وتقلل التماثل والتطابق بين الطفل والأبوين ولكن ليس من الضروري أن تقلل الحب أو الانتماء، وتقدم الدعم عند وجود التحديات، وهذا كله يساعد في تنمية وتطوير المواهب والإبداع والصحة العقلية والنفسية السليمة. يجب على الآباء والأمهات إقامة والحفاظ على روابط وصلات قوية مع الأطفال ولكن مع إتاحة الفرصة لهم لتحقيق الاستقلالية والتلقائية والذاتية والمزيد من الفضاء العاطفي والنفسي. وقد ينشغل الآباء والأمهات كثيرا في انجازات الطفل والدعم المباشر والنشط لها ولكن بدون إفراط عاطفي أو نفسي.



يساعد الوالدان الأطفال في تحقيق النجاح من خلال السماح لهم بالاكتشاف والخبرات والتعامل مع التحديات والصعوبات في حياتهم. ويجب على الآباء والأمهات عدم منع الأطفال من المخاطر والأعمال الجادة أو حمايتهم من ذلك. ويجب على الوالدين أيضاً السماح للأطفال بمعايشة الإجهاد والتوترات واكتشافها، هذه التوترات وهذا الإجهاد الناتج من الأفكار المتسارعة والطموحات والآمال الكبيرة لتحقيق قدرات وإمكانيات الفرد وتنفيذ هذه الطموحات. بإمكان الإباء والأمهات دعم إعداد وتطوير استراتيجيات المسايرة والتغلب على الإجهاد والتوتر مثل الحياة الداخلية الخصبة بالخيال والاستفادة من الوقت وحده في إزالة الضغوط والتوترات والتجديد واستعادة النشاط مرة أخرى والتعبير عن العواطف عن طريق الأعمال الإبداعية والاستفادة الفعالة والنشطة لأوقات الفراغ وأي طريقة أخرى تساعد الأطفال في ضبط وتنظيم ظروفهم وأحوالهم.



مصطلحات:

- ممارسات Practices

- قيم Values

- علاقات اجتماعية Social networks

- اتجاهات Attitudes

- علاقات Relationships

- مساندة عاطفية Social networks

- علاقات Wobble

- اختلال وظيفي Dysfunction

- الطفولة التعيسة Unhappy Childhoods





وتقبلو فائق الاحترام والتقدير



قائمة المراجع

المراجع المضافة:

أبو شيبة، مشعل (2002). اتجاهات التنشئة في الأسرة كمحددات لجوانب التفوق المعرفي.رسالة ماجستير. (غير منشورة).مملكة البحرين: جامعة الخليج العربي.

Tennent, L. & Berthelsen, D.(1997)Creativity: what Dose It Mean in the Family Context.Journal of Australian Research in Early Childhood Education; V1 p91-104.





مراجع فصل الكتاب:


- Albert, R. S. (1978). Observation and suggestions regarding giftedness, familiar influence, and the achievement of eminence. Gifted Child Quarterly, 28,201-211.

- Albert, R. S. (1980). Family positions and the attainment of eminence: A study of special family positions and special family experiences. Gifted Child Quarterly, 24, 87-95.

- Albert, R. S. (Ed). (1983). Genius and eminence: The social psychology of creativity and exceptional achievement. Oxford, England: Pergamon Press.

- Bloom, B. (1985). Developing talent in young people. New York: Ballantine.

- Csikszentmihalyi, M. (1990). Flow: The psychology of optimal experience. New York: Harper & Row.

- Csikszentmihalyi, M., & Beattie, 0. (1979). Life themes: A theoretical and empirical explorations of their origins and effects. Journal of Humanistic Psychology, 19, 45-63.

- Csikszentmihalyi, M., Rathunde, K., & Whalen, S. (1993). Talented teenagers: The roots of success and failure. Cambridge, England: Cambridge University Press.

- Feldman, D. H. (1994). Creativity: Dreams, insights, and transformations. In D. H. Felman, M. Csikszentmihalyi, & H. Gardner (Eds.)., Changing the world: A framework for the study of creativity (pp. 85—102). Westport, CT: Praeger.

- Gardner, H. (1994). The fruits of asynchrony: A psychological examination of creativity. In D. H. Felman, M. Csikszentmihalyi, and H. Gardner (Eds.), Changing the world: A framework for the study of creativity (pp. 47—68). Westport, CT: Praeger.

- Ochse, R. (1993). Before the gates of excellence: The determinants of creative genius. Cambridge, England: Cambridge University Press.

- Olszewski-Kubilius, P. (1997, August). The development of childhood giftedness into adult talent: The role of psychological characteristics and social supports. Paper presented at the annual convention of the American Psychological Association, Chicago.

- Olszewski, P., Kulieke, M. J., & Buescher, T. (1987). The influence of the family environment on the development of talent: A literature review, Journal for the Education of the Gifted, 11, 6-28.

- Piirto, J. (1992). Understanding those who create. Dayton: Ohio Psychology Press.

- Rhodes, C. (1997). Growth from deficiency creativity to being creativity. In M. A. Runco and R. Richards (Eds.), Eminent creativity, everyday creativity, and health (pp. 247-264). Greenwich, CT: Ablex.

- Simonton, D. K. (1992). The child parents the adult: On getting genius from giftedness. In N. Colangelo, S. G. Assouline, & D. L. Ambroson (Eds.), Talent development: Proceedings from the 1991 Henry B. and Jocelyn Wallace National Research Symposium on Talent Development (pp. 278-297). New York: Trillium.

- Subotnik, R. F., & Olszewski-Kubilius, P. (1997). Restructuring special programs to reflect the distinctions between children's and adult's experiences with giftedness. Peabody Journal of Education, 72, 101-116.

- Therival, W. A. (1999a). Why are eccentrics not eminently creative? Creativity Research Journal, 12, 47-55.

- Therival, W. A. (1999b). Why Mozart and not Salieri. Creativity Research Journal, 12, 67-76.

moalma
06-16-2007, 02:51 AM
الأطفال الموهوبين والمتميزين عموما أخيmoalem يتمتعون بسمات وخصائص سلوكية ومعرفية وانفعالية وإبداعية تحتاج من الوالدين فعلا أخي moalem والآخرين أن يتعرفوا عليها وأخذها بعين الاعتبار في العملية التربوية، كي لا تشكل قوى سلبية للتعلم أو تختفي بسبب إهمالها...

عندما درسنا في رياض الأطفال ذلك الأمر ..وجدنا لها نتيجة طيبة جيدة ومع تعاون أولياء الأمور كذلك
فقد خصصنا بالفعل نوادي للموهوبين حسب الهواية التي يبدع فيها وحاولنا تنميتها لديه من خلال متابعتها والتشجيع المستمر ومن خلال فتح باب التعاون كذلك مع اولياء الأمور الذين أبدوا ارتياحهم لتلك الخطوة ..

حاولنا فعلا قدر الإمكان توضيح أهمية وضرورة أن يتتبع أولياء الأمور أبناءهم ويحاولون ملاحظة النقاط التي يجدون فيها ابداع لدى أطفالهم ...والتركيز عليها بصقلها بكل الوسائل ...


مادة رائعة وقيمة أخي moalem تضعها بين أيدينا ....كثر الله أمثالك ويجعل التوفيق حليفك ..

لنا عودة للموضوع بإذن الله
شكرا لك

amna
06-16-2007, 02:43 PM
يعطيك العافيه معلم

دمت بود :)

عبير الورد
07-30-2007, 11:33 AM
موضوع متميز


يساعد الوالدان الأطفال في تحقيق النجاح من خلال السماح لهم بالاكتشاف والخبرات والتعامل مع التحديات والصعوبات في حياتهم. ويجب على الآباء والأمهات عدم منع الأطفال من المخاطر والأعمال الجادة أو حمايتهم من ذلك. ويجب على الوالدين أيضاً السماح للأطفال بمعايشة الإجهاد والتوترات واكتشافها، هذه التوترات وهذا الإجهاد الناتج من الأفكار المتسارعة والطموحات والآمال الكبيرة لتحقيق قدرات وإمكانيات الفرد وتنفيذ هذه الطموحات. بإمكان الإباء والأمهات دعم إعداد وتطوير استراتيجيات المسايرة والتغلب على الإجهاد والتوتر مثل الحياة الداخلية الخصبة بالخيال والاستفادة من الوقت وحده في إزالة الضغوط والتوترات والتجديد واستعادة النشاط مرة أخرى والتعبير عن العواطف عن طريق الأعمال الإبداعية والاستفادة الفعالة والنشطة لأوقات الفراغ وأي طريقة أخرى تساعد الأطفال في ضبط وتنظيم ظروفهم وأحوالهم.

موضوعك ذكرني بكثير من العلماء والنابغين الذين كانت ظروفهم صعبة نتيجة يتم أو فقر أو حروب ومع هذا كانت هذه الظروف

سببا في تميزهم

جزاك الله خير على طرح مثل هذه الدراسات

قطرة ندى
01-08-2008, 07:46 PM
مجهود رائع يستحق القراءة والشكر بارك الله فيك استاذي الفاضل