moalem
06-16-2007, 02:36 AM
ممارسات وواقع تربية الأبناء التي تعزز وتنمي المواهب والإبداعات والتكيف المثالي
PARENTING PRACTICES THAT PROMOTE TALENT DEVELOPMENT, CREATIVITY, AND OPTIMAL ADJUSTMENT
إعداد: خالد عيد العتيبي
ترجمة لفصل من كتاب: The Social and Emotional Development of Gifted Children: What Do We Know?
وكان عنوان الفصل:
PARENTING PRACTICES THAT PROMOTE TALENT DEVELOPMENT, CREATIVITY, AND OPTIMAL ADJUSTMENT
ممارسات وواقع تربية الأبناء التي تعزز وتنمي المواهب والإبداعات والتكيف المثالي:
مع اضافة بعض المراجع العربية حول هذا الموضوع
مقدمة:
بالرجوع الى بعض الدراسات التي تناولت دور الأسرة في تنمية الإبداع تم اللجوء الى دراستين واحدة اجنبية والأخرى عربية والتي تبين دور الأسرة في تنمية الأبداع وأي أنماط الأسرة لها الدور البارز والمتمثل في كونه بيئة حاضنه لهؤلاء المبدعين.
(1) دراسة تيننت وبيرثسن (Tennent & Berthelsen, 1997)هدفت الدراسة إلى معرفة خصائص البيئة الأسرية التي تعتبر ذات اثر على تطور الابداع لدى الأطفال مابين 4-6 سنوات، واستخدمت الدراسة المنهج المسحي وفي كل مرحلة من مراحل الدراسة وكانت تتطلب إستبانة من قبل الأمهات، وإستخدمت مقاييس قائمة الفحص للطفل المثالي والمشتقه من ماكينون 1962، ومنحنى البيئة الإبداعية المشتق من رايت1987، وأسفرت النتائج إلى أن أغلبية الأمهات وجدن مزودات بيئة تنمي الإبداع، وتعطي خصائص الشخصية للإبداع، واسفرت أيضاً أن الأمهات المتسلطات كن أقل تزويداً لبيئة المنزل التي تنمي الإبداع.
(2) دراسة أبو شيبة (2002) إستهدفت هذه الدراسة الكشف عن حدود التأثير الممكن لإتجاهات التنشئة الوالدية، في تفوق الأبناء: الأكاديمي، والعقلي، والإبداعي، باستخدام تحليل الإنحدار اللوجستي، أجريت الدراسة على عينة قوامها 499 من الطلاب الذكور، بالصفين الثاني والثالث الثانوي، وتراوحت أعمارهم بين 14و18 سنة، واقتصرت بعد ذلك على مجموعتين شملتا المتفوقين وغير المتفوقين: عقليا، وأكاديميا، وإيداعيا. وقد أستخدم في الدراسة مقياس إتجاهات التنشئة الوالدية (إعداد: زين العابدين درويش)، وإختبار المصفوفات المتدرجة (الصيغة المختصرة، إعداد: فتحية عبد الرؤوف)، وإختبارات قدرات التفكير الإبداعي الطلاقة الفكرية، والمرونة والأصالة التفكير. وقد إنتهت الدراسة إلى نتائج تؤكد أن التنشئة الوالدية (من جانب الأم أو الأب)، لها أثرها الواضح في التفوق الأكاديمي والإبداعي للأبناء، في حين لم تكشف النتائج عن آثار يعتد بها لأي من هذه الإتجاهات الوالدية، في التفوق العقلي للأبناء، كذلك تبين أن أكثر إتجاهات التنشئة الوالدية تأثيرا في التفوق الأكاديمي هو إتجاه "تنمية الاستقلال الذاتي" للأبناء من جانب كلا الوالدين (الأب، والأم) وأن أكثر إتجاهات الأب تأثيرا في التفوق الإبداعي عند الأبناء هي تنمية الإستقلال الذاتي، والمساواة في المعاملة، والتسامح، أما أكثر إتجاهات الأم تأثيرا في التفوق الإبداعي، فهي تنمية الإستقلال الذاتي، والتسامح، والشورى (أو المشاركة في الرأي).
بداية الفصل:
تشير البحوث والدراسات التي تتعلق بتنمية الموهوبية والإبداع أن الأسرة تلعب دوراً هاماً جداً في تحقيق الوعود والقدرات والإمكانيات(Bloom, 1985). وعلى أهم المستويات الأساسية، فأن الوالدان يقدمان الموارد والوسائل لدعم تنمية المواهب بما في ذلك المال لتلقي الدروس والأدوات والمعدات والفرص التعليمية خارج المدرسة إلى جانب الوقت الذي يقضونه في ترتيب الدروس وبرامج البحث والممارسات الموجهة والرقابية، وبعض مجالات الموهبة، خصوصا تلك المجالات التي لا تتعامل معها المدارس(علي سبيل المثال: الجمباز؛ التزحلق علي الجليد؛ والموسيقي وهذه الأمثله تشكل مجموعة الأنشطة لا تقدم للطلاب في اطار المدرسة العادية) تتطلب كثيراً من موارد الأبوين التي تحت تصرفهم من كلا النوعين.
فلأولياء الأمور الدور في تأمين القيم التي تؤدي إلى تنمية المواهب (Olszewski, Kulieke, & Buescher, 1987). وربما تشمل هذه القيم أهمية اكتشاف وتنمية قدرات الفرد وتحقيق الإنجازات على أعلى المستويات الممكنة، والفكر المستقل وحرية التعبير الفردي والأعمال الترفيهية النشيطة والمهن والحرف الثقافية والعقلية (Olszewski وآخرون معه)، ويؤكد Csikszentmihalyi وbeatie (1979) أن الأسرة لها نظام في المسايرة المعرفية وأنماط من طرق التفسير للأحداث أو الظروف التي تؤثر وتحدد قيم ومواقف واتجاهات الأطفال(مثل: الحصول على شهادة تعليمية والبحث عن مهنة واعدة لتجنب الفقر مقابل الحصول على وظيفة ثابتة وتوفير المال).
والآباء والأمهات هم الذين يسنون ويشرعون قيمهم (Olszewski وآخرون معه،1987). إن بإمكانهم أن إبداء حب العمل والتعلم. كما يشكلون نموذجا للتعلم المستقل خارج الأنظمة والأنشطة التقليدية والمركبة. كما يقدم الآباء والأمهات نماذج لميول وتصرفات ومزاجات الشخصية الضرورية والهامة لتنمية المواهب مثل التعامل مع المخاطر والتعامل مع النكسات والإخفاقات. كما يظهرون أن النجاح يتطلب قدراً كبيراً من العمل الجاد والجهود المستمرة الحثيثة لفترات زمنية طويلة.
ومن الأدوار الأخرى المهمة جداً للوالدين هي مساعدة أطفالهم الموهوبين في بناء شبكات علاقات اجتماعية تقدم لهم الدعم والمساندة العاطفية التي قد يحتاجونها لقدراتهم وأنشطة تنمية مواهبهم(Olszewski-kubilius & subotnik،1997). تتكون الشبكات الاجتماعية من الأفراد داخل حياة الطفل وعلاقاتهم وارتباطاتهم فيما بينهم. إن لحجم وأعضاء ودرجة العلاقات والترابطات بين الأفراد تأثير على مدى ودرجة الدعم النفسي والبدني والطبيعي للشبكات الاجتماعية على الفرد. إن عالم الطفل الاجتماعي يبدأ من الأسرة، ولكنه بعد مرور الوقت خصوصا عندما تتحقق مستويات عالية من تنمية وتطوير المواهب يتسع عالمه الاجتماعي ليشمل المعلمين والمدربين والمراقبين ونطاق واسع من الأقران. إن المشاركة في الأنشطة الخاصة، مثل المسابقات والمنافسات والبرامج الصيفية أو المسائية بعد أوقات المدرسة، بإمكانها أن تزيد وتضاعف الشبكات الاجتماعية مع الأقران الذين يقدمون الدعم العاطفي الخاص الذي يحتاجه الطفل عندما يحقق إنجازا في مجال الموهبة. كما أن الأصدقاء والزملاء المهتمين والعاملين في مجال المواهب يعتبر وجودهم ضروري ومهم لاستمرار الالتزام خلال الأوقات الحرجة (Olszewski-kubilius & subotnik).
PARENTING PRACTICES THAT PROMOTE TALENT DEVELOPMENT, CREATIVITY, AND OPTIMAL ADJUSTMENT
إعداد: خالد عيد العتيبي
ترجمة لفصل من كتاب: The Social and Emotional Development of Gifted Children: What Do We Know?
وكان عنوان الفصل:
PARENTING PRACTICES THAT PROMOTE TALENT DEVELOPMENT, CREATIVITY, AND OPTIMAL ADJUSTMENT
ممارسات وواقع تربية الأبناء التي تعزز وتنمي المواهب والإبداعات والتكيف المثالي:
مع اضافة بعض المراجع العربية حول هذا الموضوع
مقدمة:
بالرجوع الى بعض الدراسات التي تناولت دور الأسرة في تنمية الإبداع تم اللجوء الى دراستين واحدة اجنبية والأخرى عربية والتي تبين دور الأسرة في تنمية الأبداع وأي أنماط الأسرة لها الدور البارز والمتمثل في كونه بيئة حاضنه لهؤلاء المبدعين.
(1) دراسة تيننت وبيرثسن (Tennent & Berthelsen, 1997)هدفت الدراسة إلى معرفة خصائص البيئة الأسرية التي تعتبر ذات اثر على تطور الابداع لدى الأطفال مابين 4-6 سنوات، واستخدمت الدراسة المنهج المسحي وفي كل مرحلة من مراحل الدراسة وكانت تتطلب إستبانة من قبل الأمهات، وإستخدمت مقاييس قائمة الفحص للطفل المثالي والمشتقه من ماكينون 1962، ومنحنى البيئة الإبداعية المشتق من رايت1987، وأسفرت النتائج إلى أن أغلبية الأمهات وجدن مزودات بيئة تنمي الإبداع، وتعطي خصائص الشخصية للإبداع، واسفرت أيضاً أن الأمهات المتسلطات كن أقل تزويداً لبيئة المنزل التي تنمي الإبداع.
(2) دراسة أبو شيبة (2002) إستهدفت هذه الدراسة الكشف عن حدود التأثير الممكن لإتجاهات التنشئة الوالدية، في تفوق الأبناء: الأكاديمي، والعقلي، والإبداعي، باستخدام تحليل الإنحدار اللوجستي، أجريت الدراسة على عينة قوامها 499 من الطلاب الذكور، بالصفين الثاني والثالث الثانوي، وتراوحت أعمارهم بين 14و18 سنة، واقتصرت بعد ذلك على مجموعتين شملتا المتفوقين وغير المتفوقين: عقليا، وأكاديميا، وإيداعيا. وقد أستخدم في الدراسة مقياس إتجاهات التنشئة الوالدية (إعداد: زين العابدين درويش)، وإختبار المصفوفات المتدرجة (الصيغة المختصرة، إعداد: فتحية عبد الرؤوف)، وإختبارات قدرات التفكير الإبداعي الطلاقة الفكرية، والمرونة والأصالة التفكير. وقد إنتهت الدراسة إلى نتائج تؤكد أن التنشئة الوالدية (من جانب الأم أو الأب)، لها أثرها الواضح في التفوق الأكاديمي والإبداعي للأبناء، في حين لم تكشف النتائج عن آثار يعتد بها لأي من هذه الإتجاهات الوالدية، في التفوق العقلي للأبناء، كذلك تبين أن أكثر إتجاهات التنشئة الوالدية تأثيرا في التفوق الأكاديمي هو إتجاه "تنمية الاستقلال الذاتي" للأبناء من جانب كلا الوالدين (الأب، والأم) وأن أكثر إتجاهات الأب تأثيرا في التفوق الإبداعي عند الأبناء هي تنمية الإستقلال الذاتي، والمساواة في المعاملة، والتسامح، أما أكثر إتجاهات الأم تأثيرا في التفوق الإبداعي، فهي تنمية الإستقلال الذاتي، والتسامح، والشورى (أو المشاركة في الرأي).
بداية الفصل:
تشير البحوث والدراسات التي تتعلق بتنمية الموهوبية والإبداع أن الأسرة تلعب دوراً هاماً جداً في تحقيق الوعود والقدرات والإمكانيات(Bloom, 1985). وعلى أهم المستويات الأساسية، فأن الوالدان يقدمان الموارد والوسائل لدعم تنمية المواهب بما في ذلك المال لتلقي الدروس والأدوات والمعدات والفرص التعليمية خارج المدرسة إلى جانب الوقت الذي يقضونه في ترتيب الدروس وبرامج البحث والممارسات الموجهة والرقابية، وبعض مجالات الموهبة، خصوصا تلك المجالات التي لا تتعامل معها المدارس(علي سبيل المثال: الجمباز؛ التزحلق علي الجليد؛ والموسيقي وهذه الأمثله تشكل مجموعة الأنشطة لا تقدم للطلاب في اطار المدرسة العادية) تتطلب كثيراً من موارد الأبوين التي تحت تصرفهم من كلا النوعين.
فلأولياء الأمور الدور في تأمين القيم التي تؤدي إلى تنمية المواهب (Olszewski, Kulieke, & Buescher, 1987). وربما تشمل هذه القيم أهمية اكتشاف وتنمية قدرات الفرد وتحقيق الإنجازات على أعلى المستويات الممكنة، والفكر المستقل وحرية التعبير الفردي والأعمال الترفيهية النشيطة والمهن والحرف الثقافية والعقلية (Olszewski وآخرون معه)، ويؤكد Csikszentmihalyi وbeatie (1979) أن الأسرة لها نظام في المسايرة المعرفية وأنماط من طرق التفسير للأحداث أو الظروف التي تؤثر وتحدد قيم ومواقف واتجاهات الأطفال(مثل: الحصول على شهادة تعليمية والبحث عن مهنة واعدة لتجنب الفقر مقابل الحصول على وظيفة ثابتة وتوفير المال).
والآباء والأمهات هم الذين يسنون ويشرعون قيمهم (Olszewski وآخرون معه،1987). إن بإمكانهم أن إبداء حب العمل والتعلم. كما يشكلون نموذجا للتعلم المستقل خارج الأنظمة والأنشطة التقليدية والمركبة. كما يقدم الآباء والأمهات نماذج لميول وتصرفات ومزاجات الشخصية الضرورية والهامة لتنمية المواهب مثل التعامل مع المخاطر والتعامل مع النكسات والإخفاقات. كما يظهرون أن النجاح يتطلب قدراً كبيراً من العمل الجاد والجهود المستمرة الحثيثة لفترات زمنية طويلة.
ومن الأدوار الأخرى المهمة جداً للوالدين هي مساعدة أطفالهم الموهوبين في بناء شبكات علاقات اجتماعية تقدم لهم الدعم والمساندة العاطفية التي قد يحتاجونها لقدراتهم وأنشطة تنمية مواهبهم(Olszewski-kubilius & subotnik،1997). تتكون الشبكات الاجتماعية من الأفراد داخل حياة الطفل وعلاقاتهم وارتباطاتهم فيما بينهم. إن لحجم وأعضاء ودرجة العلاقات والترابطات بين الأفراد تأثير على مدى ودرجة الدعم النفسي والبدني والطبيعي للشبكات الاجتماعية على الفرد. إن عالم الطفل الاجتماعي يبدأ من الأسرة، ولكنه بعد مرور الوقت خصوصا عندما تتحقق مستويات عالية من تنمية وتطوير المواهب يتسع عالمه الاجتماعي ليشمل المعلمين والمدربين والمراقبين ونطاق واسع من الأقران. إن المشاركة في الأنشطة الخاصة، مثل المسابقات والمنافسات والبرامج الصيفية أو المسائية بعد أوقات المدرسة، بإمكانها أن تزيد وتضاعف الشبكات الاجتماعية مع الأقران الذين يقدمون الدعم العاطفي الخاص الذي يحتاجه الطفل عندما يحقق إنجازا في مجال الموهبة. كما أن الأصدقاء والزملاء المهتمين والعاملين في مجال المواهب يعتبر وجودهم ضروري ومهم لاستمرار الالتزام خلال الأوقات الحرجة (Olszewski-kubilius & subotnik).