زين العابدين
05-15-2010, 11:57 AM
على عنقود عنب !
( عمرية لم يقلها عمر ) (1)
شعر محمود الحليبي
سَاءلتْنِي : أَنْتَ ، مِنْ أَيِّ العَرَبْ ؟
قُلْتُ : مِنْ أَنْدَى وَأَحْلاهَـا نَسَـبْ
أَبْدَتِ البِشْرَ ، وَقَالَتْ لِي : ( هَلاَ )
أَيْـنَ سُكْنَـاكَ ؟ لَعَلِّـي أَقْتَـرِبْ !
قُلْتُ : لا سُكْنَى ؛ فَرُوحِـي طَائِـرٌ
لا يَرَى فِي قُرْبِكُمْ غَيْـرَ النَّصَـبْ
أَسْكُنُ الأَفْيَاءَ فِـي حَـيِّ الـرُّؤَى
وَأُغَنِّـي حِيـنَ يَغْزُونِـي التَّعَـبْ
أَغْمَضَـتْ عَيْنَيْـنِ مَـا أَصْفَاهُمَـا
لا تُجِيـدَانِ أَسَالِيـبَ العَـتَـبْ !
مَـلأَتْ صَـدْرًا بِأَنْفَـاسِ الرِّضَـا
وَبِغُنْـجٍ أَرْسَلَـتْ طَرْفًـا جَــذَبْ
ثُــمَّ هَـزَّتْـنِـي بِتَنْهِيـدَتِـهَـا
وَأَشَاحَتْ عَنْ سُـؤَالٍ مُقْتَضَـبْ :
أَنْتَ مِنْ أَيْـنَ ؟ فُقُـلْ . حَيَّرْتَنِـي
وَمَلأْتَ الكَوْنَ مِنْ حَوْلِـي عَجَـبْ
قُلْتُ : مِنْ قَوْمٍ رِقَاقِ القَلْبِ ، مِنْ ..
صَرَخَتْ : هَيَّا ؛ فَصَبْرِي قَدْ نَضَبْ
قُلْتُ : مِنْهُمْ .. مِنْ بَنِي شِعْرٍ أَنَـا
مِنْ مُحِبِّي الحَرْفِ مِنْ أَهْلِ الأَدَبْ !
حَمْلَقَتْ فـيَّ هَـوًى ، وَابْتَسَمَـتْ
وَتَجَلَّـى فِـي مُحَيَّاهَـا الـطَّـرَبْ
غَرَّهَـا مِنِّـي جَـوَابِـي فَتَـمَـا
دَتْ ، وَأَلْقَتْ بَيْنَ كَفَّـيَّ الطَّلَـبْ :
هَـلْ لِحَسْنَـاءَ لَدَيْكُـمْ سَـاعَـةٌ
تَلْتَقِـي فِيهَـا بِغَـايَـاتِ الأَرَبْ ؟
قُلْـتُ : كَـلاَّ ؛ إِنَّ حَظِّـي عَاثِـرٌ
فِي اصْطِيَادِ الحُسْنِ مِنْ أَدْنَى سَبَبْ
فَـإِذَا رُمْــتِ لِقَـائِـي مَــرَّةً
فَاقْصِدِينِي عِنْـدَ أَعْـذَاقِ الرُّطَـبْ
أَوْ فَزُورِينـيَ صَيْـفًـا سَـحَـرًا
خُفْيَـةً كَيْـلاَ يُنَادِينِـي الـهَـرَبْ
تَحْتَ ( غَرَّاءَ ) (2) أُنَاغِي جَـدْوَلاً
ضَاحِـكَ الدَّفْـقِ كَأَفْـوَاهِ القِـرَبْ
تَجِدِينِي مِثْلَ ( بُلْبُولِ الحَسَـا ) (3)
أَتَغَنَّـى فَـوْقَ عُنْقُـودِ العِنَـبْ !
(1) عمر بن أبي ربيعة الشاعر الحجازي المعروف بغزلياته المقلوبة .
(2) الغراء : ضرب من بواكير نخيل الأحساء .
(3) البلبول : بالواو كما ينطقه أهالي الأحساء ؛ طائر يعيش في مزارع النخيل في الأحساء ، كما هو في الصورة المرفقة ، ووجدته في المعجم الوسيط أيضا ينطقه أهل مصر بالواو أيضا .
( عمرية لم يقلها عمر ) (1)
شعر محمود الحليبي
سَاءلتْنِي : أَنْتَ ، مِنْ أَيِّ العَرَبْ ؟
قُلْتُ : مِنْ أَنْدَى وَأَحْلاهَـا نَسَـبْ
أَبْدَتِ البِشْرَ ، وَقَالَتْ لِي : ( هَلاَ )
أَيْـنَ سُكْنَـاكَ ؟ لَعَلِّـي أَقْتَـرِبْ !
قُلْتُ : لا سُكْنَى ؛ فَرُوحِـي طَائِـرٌ
لا يَرَى فِي قُرْبِكُمْ غَيْـرَ النَّصَـبْ
أَسْكُنُ الأَفْيَاءَ فِـي حَـيِّ الـرُّؤَى
وَأُغَنِّـي حِيـنَ يَغْزُونِـي التَّعَـبْ
أَغْمَضَـتْ عَيْنَيْـنِ مَـا أَصْفَاهُمَـا
لا تُجِيـدَانِ أَسَالِيـبَ العَـتَـبْ !
مَـلأَتْ صَـدْرًا بِأَنْفَـاسِ الرِّضَـا
وَبِغُنْـجٍ أَرْسَلَـتْ طَرْفًـا جَــذَبْ
ثُــمَّ هَـزَّتْـنِـي بِتَنْهِيـدَتِـهَـا
وَأَشَاحَتْ عَنْ سُـؤَالٍ مُقْتَضَـبْ :
أَنْتَ مِنْ أَيْـنَ ؟ فُقُـلْ . حَيَّرْتَنِـي
وَمَلأْتَ الكَوْنَ مِنْ حَوْلِـي عَجَـبْ
قُلْتُ : مِنْ قَوْمٍ رِقَاقِ القَلْبِ ، مِنْ ..
صَرَخَتْ : هَيَّا ؛ فَصَبْرِي قَدْ نَضَبْ
قُلْتُ : مِنْهُمْ .. مِنْ بَنِي شِعْرٍ أَنَـا
مِنْ مُحِبِّي الحَرْفِ مِنْ أَهْلِ الأَدَبْ !
حَمْلَقَتْ فـيَّ هَـوًى ، وَابْتَسَمَـتْ
وَتَجَلَّـى فِـي مُحَيَّاهَـا الـطَّـرَبْ
غَرَّهَـا مِنِّـي جَـوَابِـي فَتَـمَـا
دَتْ ، وَأَلْقَتْ بَيْنَ كَفَّـيَّ الطَّلَـبْ :
هَـلْ لِحَسْنَـاءَ لَدَيْكُـمْ سَـاعَـةٌ
تَلْتَقِـي فِيهَـا بِغَـايَـاتِ الأَرَبْ ؟
قُلْـتُ : كَـلاَّ ؛ إِنَّ حَظِّـي عَاثِـرٌ
فِي اصْطِيَادِ الحُسْنِ مِنْ أَدْنَى سَبَبْ
فَـإِذَا رُمْــتِ لِقَـائِـي مَــرَّةً
فَاقْصِدِينِي عِنْـدَ أَعْـذَاقِ الرُّطَـبْ
أَوْ فَزُورِينـيَ صَيْـفًـا سَـحَـرًا
خُفْيَـةً كَيْـلاَ يُنَادِينِـي الـهَـرَبْ
تَحْتَ ( غَرَّاءَ ) (2) أُنَاغِي جَـدْوَلاً
ضَاحِـكَ الدَّفْـقِ كَأَفْـوَاهِ القِـرَبْ
تَجِدِينِي مِثْلَ ( بُلْبُولِ الحَسَـا ) (3)
أَتَغَنَّـى فَـوْقَ عُنْقُـودِ العِنَـبْ !
(1) عمر بن أبي ربيعة الشاعر الحجازي المعروف بغزلياته المقلوبة .
(2) الغراء : ضرب من بواكير نخيل الأحساء .
(3) البلبول : بالواو كما ينطقه أهالي الأحساء ؛ طائر يعيش في مزارع النخيل في الأحساء ، كما هو في الصورة المرفقة ، ووجدته في المعجم الوسيط أيضا ينطقه أهل مصر بالواو أيضا .