الجرح أكثر شي يحبني
03-21-2010, 07:39 PM
صلة الأرحام من لوازم الإيمان بالله و اليوم الآخر :
الآن نتحدث عن ثمار هذه الصلة ، أولاً يقول عليه الصلاة والسلام فيما رواه الشيخان البخاري ومسلم :
(( مَن كَانَ يُؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فلْيُكرِم ضَيْفَهُ ، وَمَن كانَ يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فليصل رحمه )) .
[ متفق عليه عن أبي هريرة] .
عجيب ! ربط النبي عليه الصلاة والسلام هذه الفضيلة ، هذه الطاعة ، هذه العبادة التعاملية ربطها بالإيمان ، أي أنه من لوازم الإيمان صلة الأرحام ، فإذا وجدت إنساناً يدعي أنه مؤمن ، ويقطع رحمه ، ففي إيمانه شك ، ربط النبي صلى الله عليه وسلم صلة الأرحام بالإيمان .
((.... وَمَن كانَ يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فليصل رحمه ، وَمَن كانَ يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرا أَو لِيَصْمُتْ )) .
[ متفق عليه عن أبي هريرة] .
إذاً إكرام الضيف ، وصلة الأرحام ، وضبط اللسان هذه الأشياء الثلاثة ربطها النبي العدنان بالإيمان .
لذلك حينما قال عليه الصلاة والسلام :
(( وَمَن كانَ يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فليصل رحمه )) .
[ متفق عليه عن أبي هريرة] .
هو رفع العبادة التعاملية إلى أعلى مستوى ، أي هذا الأب ، وهذه الأم ، وهؤلاء الأقارب الذين هم حول من كان سبب وجودك لا بدّ من أن تكافئهم بصلة .
من ثمار صلة الرحم :
1 ـ سعة الرزق :
أيها الأخوة ، الثمرة الثانية من ثمار صلة الرحم : سعة الرزق .
صدقوا أيها الأخوة : كل إنسان بحكم حياته وعلاقاته يصل إلى سمعه قصص كثيرة ، أعرف أشخاصاً كثيرين على أعلى درجة من صلة الأرحام ، والله رزقهم متميز ، أعرف شخصاً و أنا على اتصال متين به ، له أخوات عدة ، يتفقد أخواته على المدارس ، يقدم مساعدة لهذه الأخت ، الثانية تحتاج إلى عملية قلب يساعدها على حسابه ، الثالثة زوجها مسافر يتولى شؤونها ، هذا الإنسان يتفقد جميع أخواته البنات و المتزوجات ، وكان بإمكانه أن يقول : هذا شأن أزواجكن ، وله رزق كبير جداً .
(( يا بن آدم ، أنفقْ أُنفِقْ عليك )) .
[أخرجه البخاري ومسلم والترمذي عن أبي هريرة ] .
(( أنفق بلالُ ولا تخش من ذي العرش إقلالاً )) .
[أخرجه الطبراني عن بلال رضي الله عنه ] .
لذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(( من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره فليصل رحمه )) .
[الشيخان عن أنس ] .
هذا كلام النبي .
( سورة النجم ) .
وسيدنا سعد بن أبي وقاص يقول : " ثلاثة أنا فيهن رجل ، وفيما سوى ذلك أنا واحد من الناس ، ما سمعت حديثاً من رسول الله عليه الصلاة والسلام إلا علمته أنه حق من الله تعالى ".
النبي الكريم يعدكم إن وصلتم أرحامكم بزيادة الرزق ، ثمرة كبيرة .
2 ـ طول العمر :
لكن الثانية : بطول العمر عليها إشكال بالتفسير ، بربكم إذا رجل من كبير علماء الجزائر "عبد الحميد بن باديس" هذا عاش خمس و أربعين سنة ، استطاع أن يوضح الحقائق ، وأن يعطي الشعب الجزائري بعده الديني ، وأن يقف أمام فرنسا ، هو أحد أسباب الاستقلال ، كم سنة عاش ؟ عاش خمس و أربعين سنة .
الإمام النووي عاش أقل من خمسين سنة ، الشافعي أقل من خمسين سنة ، فالعمر قيمته بمدته الزمنية أم بإنجازاته الكبيرة ؟ .
أوضح مثل : إنسان فتح محله التجاري باع بساعة مليون ليرة ، و آخر فتح محله النهار بكامله باع بمئة ليرة ، الوقت له قيمة ، نقول : قيمة الوقت بمضمونه ، فالساعة مع مليون أفضل ألف مرة من عشر ساعات مع مئة ليرة .
فالعبرة عمرك يزداد غنىً في العمل الصالح .
لذلك اعتقد يقيناً أن الغنى غنى العمل الصالح ، وأن الفقر فقر العمل الصالح ، وأن ابنتي سيدنا شعيب حينما سقى لهما سيدنا موسى قال :
( سورة القصص ) .
إذاً العمر يطول بالعمل الصالح .
طول العمر يكون بغنى المضمون لا بامتداد الزمن :
نحن نعتقد يقيناً أن كل واحد منا له أجل لا يتقدم ساعة ولا يتأخر ، ولكن كيف نفسر قول النبي الكريم :
(( من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسأ ـ يؤخر ـ له في أثره ـ أي في عمره ـ فليصل رحمه )) .
[الشيخان عن أنس] .
نقول : طول العمر بغنى المضمون ، لا بامتداد الزمن ، والله أحد الأخوة الكرام حدثني مرة فقال : اتصلت بي أختي ، و قالت : أنا مضطرة لخمسة آلاف ليرة ، أقسم لي بالله لا يملك إلا خمسة آلاف ليرة ، وعليه أعباء كثيرة جداً ، دخل في صراع ، قال لها : بعد ساعة أعطيك الجواب ، فكر ، جمع ، طرح ، قسم ، مضطر للخمسة آلاف جداً ، وأخته غالية عليه وطلبت خمسة آلاف لأمر قاهر ، بعد الصراع الذي دخل فيه انتصر على نفسه واتصل بها وسلمها الخمسة آلاف ليرة ، قال لي : نزلت إلى المحل ، جاءه إنسان من بلد عربي ، هو عمله بسوق الغذائيات ، قال له : عندك قمر الدين ؟ قال له : لا والله ، قال له : دلني أين يوجد قمر الدين ؟ اتصل بمعمل ، قال له : هناك شخص يريد قمر الدين سأبعثه لك ، قال لي : مساءً بُعث لي ظرف فيه عشرة آلاف ليرة ، أي يبدو أن الشخص الذي أرسلته له قد اشترى كمية كبيرة ، فأحب البائع أن يكرم هذا الذي ساق له هذا الإنسان ، قال لي : مساء كانوا الخمسة آلاف معي ، وخائف عليهم ، وقد صاروا عشرة .
أبداً ، حينما تصل رحمك انتظر من الله كرماً ، الإكرام المادي .
من أنفق على أرحامه زاد الله في رزقه :
أخواننا الكرام ، نحن عندنا مشكلة ، أحياناً نقرأ الحديث ، لكن قد لا نأخذ نصوصه الدقيقة على محمل الجد ، أنت حينما تنفق على أرحامك فالله سبحانه وتعالى يزيد لك في رزقك .
أخ آخر له صديق ، يعمل يومياً بعمل يدوي بالبيع ، فأصيب بانزلاق في أحد فقرات عموده الفقري ، فالطبيب أمره أن يستلقي على الفراش شهراً ، قال لي : قدمت له مصروفه ـ القصة قديمة من عشر سنوات ـ قدم له عشرة آلاف ، لم يتحسن قال له الطبيب : تريد شهراً آخر ، قال لي : قدمت له عشرة آلاف ثانية ، القصة غريبة جداً ، هو يتعامل مع شركات أجنبية بحسب القانون يجب أن يصرف العملة الأجنبية في المصارف السورية ، قال لي : وقفت بصف طويل وصلت إلى النافذة ، جاء هاتف أن أعطوه سعر الدول المجاورة ، و هو أول شخص يستفيد من هذا العطاء ، قال لي : ربحت أربعين ألفاً زيادة ، بعدما قبضت المبلغ جاء هاتف ثان أن أوقفوا العمل ، قال لي : والله قصة تكاد لا تصدق ، صف طويل وصلت للنافذة جاء هاتف أن أعطوه سعر الدول المجاورة ، فصرفوا لي هذا المبلغ بالعملة الصعبة بسعر الدول المجاورة ، قال لي : الزيادة عما أستحق بالسعر المألوف أربعين ألفاً ، بعدما أدرت ظهري قالت له الموظفة : لم ينتفع غيرك ، أنت لوحدك ، جاء هاتف آخر عودوا إلى ما كنتم عليه .
الله يريك أنك إذا دفعت لشخص عشرين ألفاً ، وأنت لست ميسوراً ، وأنت في ضائقة ، لكن يوجد إنسان بقي بلا طعام ، ولا شراب ، أمنت له دخلاً ـ هو قريبه ـ أول شهر وثاني شهر .
قصص من هذا النوع لا تعد ولا تحصى ، لذلك قال عليه الصلاة والسلام :
3 ـ تدفع عن الواصل ميتة السوء :
(( من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسئ له في أجله فليصل رحمه )) .
[الشيخان عن أنس] .
شيء آخر : أحد أكبر النتائج أن صلة الرحم تدفع عن الواصل ميتة السوء ، أنا العبد الفقير لي مركز عمل ، مرة في اتجاهي إلى مركز عملي ، وجدت أمام قصر العدل جثة مغطاة بقماش ، يبدو أنه مات في الطريق ، فغطوه بقماش وهم بانتظار الطبيب الشرعي ، ذهبت إلى مكتبي وجلست فيه أربع أو خمس ساعات أو ثمانية ساعات ، وعدت من الطريق نفسه فإذا هذه الجثة كما هي ، لم يأتِ الطبيب الشرعي بعد في الطريق ، إنسان يموت ببيته ، بين أولاده ، بين أحبابه ، غير ترتيب ، في الطريق ! .
لكن والله مرة كنت في تعزية لا أنسى هذا الموقف ، كان إلى جانبي أحد علماء دمشق الكبار ، جريء ، مخلص ، فخرج من التعزية ، مشى متراً ، شاب معه سيارة لا يعرف اسمه ، لأنه من أهل العلم ، وثيابه ثياب علم ، قال له : استأذنا أوصلك إلى البيت ؟ قال له : بارك الله بك ، إذا أردت ، خرج من بيت التعزية بعد مترين أخذه هذا الأخ الكريم لا يعرف اسمه ، لكن عرفه من هيئته ، هيئته العلمية ، أوصله إلى بيته ، أنا أعرف بيته بالضبط ، صعد أربعة طوابق ، دخل إلى البيت ، خلع الجبة واللفة ، وتوجه لغرفة النوم ، واضطجع وسلم روحه إلى باريها ، هذا الإنسان لو لم يأت هذا الشاب ، ويأخذه بعد متر من بيت التعزية ، لمات في الطريق ، أُخذ إلى البراد ، انظر إلى ترتيب الله عز وجل ، مات بفراشه الوقت محسوب بالدقائق ، من بيت التعزية ، إلى بيته ، أربعة طوابق ، فتح الباب دخل واستلقى على الفراش ، وسلم روحه إلى بارئها ، يقول لي ابنه : أنت آخر من كلمه ، بعدما جلست معه لم يكلمه أحد .
صنائع المعروف تقي مصارع السوء :
إذاً : صلة الأرحام تقي ميتة السوء ، إنسان يموت بين أهله ، بين أولاده ، بين بناته ، معزز ، مكرم ، محتفى به ، وإنسان يموت بالطريق .
إنسان ادعى النبوة بالهند أنه خاتم الأنبياء ، لا تعني أنه آخر الأنبياء ، تعني شيئاً آخر ، فهو النبي ، وكان هناك مرض أنفلونزا منتشر انتشاراً كبيراً ، وقال : لأنه نبي لن يصاب بهذا المرض ، أصيب بهذا المرض ومات بالمرحاض ، قصة مشهورة ، مات بالمرحاض .
لذلك العمل الصالح في حديث آخر :
(( صنائع المعروف تقي مصارع السوء )) .
[أخرجه الطبراني عن أبي أمامة الباهلي ] .
طبعاً الدليل :
( سورة الجاثية الآية : 21 ) .
هذا كلام ، أنا أخاطب الشباب الآن ، أي لا يوجد آية تملأ قلب الشاب طمأنينة كهذه الآية ، ﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ .
في الدنيا جنة من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة :
الآن : ﴿ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ ﴾ الحياة في الدنيا .
( سورة الرحمن ) .
جنة في الدنيا ، وجنة في الآخرة ، بيته ، زواجه ، أولاده ، سمعته ، مكانته ، أعماله الصالحة ، أصله الطيب .
الآن : ﴿ مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ﴾ ، والله أعرف رجلاً محسناً كبيراً ، كبير جداً وعاش للثمانية و الثمانين ، أين مات ؟ مات ليلة القدر ، وهو يقرأ القرآن ، وقبل أشهر أحد العلماء في دمشق مات وهو في المسجد يؤدي صلاة الجمعة ، مات في المسجد ، تجد إنساناً يموت و هو ساجد ، أو يصلي ، أو بالمسجد ، و آخر يموت بالمرحاض ، مصارع السوء ، ﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ﴾ :
( سورة الجاثية ) .
4 ـ تعمر الديار و تثمر الأموال :
قال : هذه العبادة الاجتماعية ، هذه الصلة ـ صلة الرحم ـ تعمر الديار ، وتثمر الأموال ، لذلك قال عليه الصلاة والسلام :
(( إن الله ليعمر بالقوم الديار ، ويثمر لهم الأموال ، قيل : وكيف ذلك يا رسول الله ؟ قال : بصلتهم أرحامهم )) .
[أخرجه الطبراني عن عبد الله بن عباس ] .
تعمر الديار وتثمر الأموال .
5 ـ تغفر الذنوب وتكفر الخطايا :
الآن هذه الصلة ، وهذه العبادة الاجتماعية تغفر الذنوب وتكفر الخطايا :
(( أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال : يا رسول الله أذنبت ذنباً كبيراً فهل لي من توبة ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألك والدان ؟ قال : لا ، قال : ألك خالة ؟ )) .
بالمناسبة الخالة أم ، والعم أب ، بجو المؤمنين الخالة كالأم ، والعم كالأب .
(( ألك والدان ؟ قال : لا ، قال : ألك خالة ؟ نعم ، قال : فبرها )) .
[أخرجه الطبراني عن عبد الله بن عباس ] .
أي الله عز وجل يكفر ذنبك بخدمة خالتك ، ببرها يغفر ذنبك .
6 ـ تيسر الحساب وتدخل صاحبها الجنة :من ثمار صلة الرحم ، أن صلة الرحم تيسر الحساب وتدخل صاحبها الجنة ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال :
(( ثلاث من كن فيه حاسبه الله حساباً يسيراً وأدخله الجنة برحمته . قال : ما هن يا رسول الله ؟ بأبي أنت وأمي . قال : تعطي من حرمك ، وتصل من قطعك ، وتعفو عمن ظلمك . قال : فإذا فعلت هذا يدخلك الله الجنة )) .
[أخرجه الطبراني عن أبي هريرة ]
المعاملة بالمثل لا تدخل في حسابات المؤمن :
لكن لابدّ من توضيح دقيق جداً ، التوضيح أساسه ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم :
(( ليس الواصلُ بالمكافئ )) .
[أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص ] .
زارك تزوره ، قدم لك هدية تقدم له هدية ، ما زارك لا تزوره ، ما دعاك لا تدعوه ، دعاك إلى وليمة تدعوه إلى وليمة ، هذه المعاملة بالمثل ليس لها علاقة بدرسنا إطلاقاً ، كل إنسان يعملها ، المعاملة بالمثل .
(( ليس الواصلُ بالمكافئ ، ولكن الواصلُ مَنْ إِذا قَطَعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا )) .
[أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص ] .
الشيء الدقيق جداً أن المعاملة بالمثل لا تدخل في حسابات المؤمن ، أي يصل من قطعه ، ويعفو عمن ظلمه ، ويعطي من حرمه .
قصة عن صلة الرحم
كان هاك شخص يدعى حمد ، سافر حمد للعمل وإعانة أهله ، وكان على اتصال دائم بهم .. وفي يوم
قرر الاستقالة والعودة لبلده ، وكان حمد موظف نشيط يحبه الجميع ... فقررت الشركة منحه مبلغ من المال وكان هذا المبلغ هو كل ماله من ثروة ، واتصل على الفور بأهله ليخبرهم بذلك ..
ولكن أخبرته أمه عن رغبتها هي ووالده بالذهاب إلى الحج .. وعلى الفور أرسل لهم هذا المبلغ كاملاً
وبعد مرور شهر على أداء فريضة الحج .. اتصل به صاحب الشركة وأخره بأن له مكافأة أخرى وبنفس
المبلغ ...
منقووووووووووووووووووول ليستفيد الكل ان شاءالله
الآن نتحدث عن ثمار هذه الصلة ، أولاً يقول عليه الصلاة والسلام فيما رواه الشيخان البخاري ومسلم :
(( مَن كَانَ يُؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فلْيُكرِم ضَيْفَهُ ، وَمَن كانَ يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فليصل رحمه )) .
[ متفق عليه عن أبي هريرة] .
عجيب ! ربط النبي عليه الصلاة والسلام هذه الفضيلة ، هذه الطاعة ، هذه العبادة التعاملية ربطها بالإيمان ، أي أنه من لوازم الإيمان صلة الأرحام ، فإذا وجدت إنساناً يدعي أنه مؤمن ، ويقطع رحمه ، ففي إيمانه شك ، ربط النبي صلى الله عليه وسلم صلة الأرحام بالإيمان .
((.... وَمَن كانَ يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فليصل رحمه ، وَمَن كانَ يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرا أَو لِيَصْمُتْ )) .
[ متفق عليه عن أبي هريرة] .
إذاً إكرام الضيف ، وصلة الأرحام ، وضبط اللسان هذه الأشياء الثلاثة ربطها النبي العدنان بالإيمان .
لذلك حينما قال عليه الصلاة والسلام :
(( وَمَن كانَ يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فليصل رحمه )) .
[ متفق عليه عن أبي هريرة] .
هو رفع العبادة التعاملية إلى أعلى مستوى ، أي هذا الأب ، وهذه الأم ، وهؤلاء الأقارب الذين هم حول من كان سبب وجودك لا بدّ من أن تكافئهم بصلة .
من ثمار صلة الرحم :
1 ـ سعة الرزق :
أيها الأخوة ، الثمرة الثانية من ثمار صلة الرحم : سعة الرزق .
صدقوا أيها الأخوة : كل إنسان بحكم حياته وعلاقاته يصل إلى سمعه قصص كثيرة ، أعرف أشخاصاً كثيرين على أعلى درجة من صلة الأرحام ، والله رزقهم متميز ، أعرف شخصاً و أنا على اتصال متين به ، له أخوات عدة ، يتفقد أخواته على المدارس ، يقدم مساعدة لهذه الأخت ، الثانية تحتاج إلى عملية قلب يساعدها على حسابه ، الثالثة زوجها مسافر يتولى شؤونها ، هذا الإنسان يتفقد جميع أخواته البنات و المتزوجات ، وكان بإمكانه أن يقول : هذا شأن أزواجكن ، وله رزق كبير جداً .
(( يا بن آدم ، أنفقْ أُنفِقْ عليك )) .
[أخرجه البخاري ومسلم والترمذي عن أبي هريرة ] .
(( أنفق بلالُ ولا تخش من ذي العرش إقلالاً )) .
[أخرجه الطبراني عن بلال رضي الله عنه ] .
لذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(( من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره فليصل رحمه )) .
[الشيخان عن أنس ] .
هذا كلام النبي .
( سورة النجم ) .
وسيدنا سعد بن أبي وقاص يقول : " ثلاثة أنا فيهن رجل ، وفيما سوى ذلك أنا واحد من الناس ، ما سمعت حديثاً من رسول الله عليه الصلاة والسلام إلا علمته أنه حق من الله تعالى ".
النبي الكريم يعدكم إن وصلتم أرحامكم بزيادة الرزق ، ثمرة كبيرة .
2 ـ طول العمر :
لكن الثانية : بطول العمر عليها إشكال بالتفسير ، بربكم إذا رجل من كبير علماء الجزائر "عبد الحميد بن باديس" هذا عاش خمس و أربعين سنة ، استطاع أن يوضح الحقائق ، وأن يعطي الشعب الجزائري بعده الديني ، وأن يقف أمام فرنسا ، هو أحد أسباب الاستقلال ، كم سنة عاش ؟ عاش خمس و أربعين سنة .
الإمام النووي عاش أقل من خمسين سنة ، الشافعي أقل من خمسين سنة ، فالعمر قيمته بمدته الزمنية أم بإنجازاته الكبيرة ؟ .
أوضح مثل : إنسان فتح محله التجاري باع بساعة مليون ليرة ، و آخر فتح محله النهار بكامله باع بمئة ليرة ، الوقت له قيمة ، نقول : قيمة الوقت بمضمونه ، فالساعة مع مليون أفضل ألف مرة من عشر ساعات مع مئة ليرة .
فالعبرة عمرك يزداد غنىً في العمل الصالح .
لذلك اعتقد يقيناً أن الغنى غنى العمل الصالح ، وأن الفقر فقر العمل الصالح ، وأن ابنتي سيدنا شعيب حينما سقى لهما سيدنا موسى قال :
( سورة القصص ) .
إذاً العمر يطول بالعمل الصالح .
طول العمر يكون بغنى المضمون لا بامتداد الزمن :
نحن نعتقد يقيناً أن كل واحد منا له أجل لا يتقدم ساعة ولا يتأخر ، ولكن كيف نفسر قول النبي الكريم :
(( من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسأ ـ يؤخر ـ له في أثره ـ أي في عمره ـ فليصل رحمه )) .
[الشيخان عن أنس] .
نقول : طول العمر بغنى المضمون ، لا بامتداد الزمن ، والله أحد الأخوة الكرام حدثني مرة فقال : اتصلت بي أختي ، و قالت : أنا مضطرة لخمسة آلاف ليرة ، أقسم لي بالله لا يملك إلا خمسة آلاف ليرة ، وعليه أعباء كثيرة جداً ، دخل في صراع ، قال لها : بعد ساعة أعطيك الجواب ، فكر ، جمع ، طرح ، قسم ، مضطر للخمسة آلاف جداً ، وأخته غالية عليه وطلبت خمسة آلاف لأمر قاهر ، بعد الصراع الذي دخل فيه انتصر على نفسه واتصل بها وسلمها الخمسة آلاف ليرة ، قال لي : نزلت إلى المحل ، جاءه إنسان من بلد عربي ، هو عمله بسوق الغذائيات ، قال له : عندك قمر الدين ؟ قال له : لا والله ، قال له : دلني أين يوجد قمر الدين ؟ اتصل بمعمل ، قال له : هناك شخص يريد قمر الدين سأبعثه لك ، قال لي : مساءً بُعث لي ظرف فيه عشرة آلاف ليرة ، أي يبدو أن الشخص الذي أرسلته له قد اشترى كمية كبيرة ، فأحب البائع أن يكرم هذا الذي ساق له هذا الإنسان ، قال لي : مساء كانوا الخمسة آلاف معي ، وخائف عليهم ، وقد صاروا عشرة .
أبداً ، حينما تصل رحمك انتظر من الله كرماً ، الإكرام المادي .
من أنفق على أرحامه زاد الله في رزقه :
أخواننا الكرام ، نحن عندنا مشكلة ، أحياناً نقرأ الحديث ، لكن قد لا نأخذ نصوصه الدقيقة على محمل الجد ، أنت حينما تنفق على أرحامك فالله سبحانه وتعالى يزيد لك في رزقك .
أخ آخر له صديق ، يعمل يومياً بعمل يدوي بالبيع ، فأصيب بانزلاق في أحد فقرات عموده الفقري ، فالطبيب أمره أن يستلقي على الفراش شهراً ، قال لي : قدمت له مصروفه ـ القصة قديمة من عشر سنوات ـ قدم له عشرة آلاف ، لم يتحسن قال له الطبيب : تريد شهراً آخر ، قال لي : قدمت له عشرة آلاف ثانية ، القصة غريبة جداً ، هو يتعامل مع شركات أجنبية بحسب القانون يجب أن يصرف العملة الأجنبية في المصارف السورية ، قال لي : وقفت بصف طويل وصلت إلى النافذة ، جاء هاتف أن أعطوه سعر الدول المجاورة ، و هو أول شخص يستفيد من هذا العطاء ، قال لي : ربحت أربعين ألفاً زيادة ، بعدما قبضت المبلغ جاء هاتف ثان أن أوقفوا العمل ، قال لي : والله قصة تكاد لا تصدق ، صف طويل وصلت للنافذة جاء هاتف أن أعطوه سعر الدول المجاورة ، فصرفوا لي هذا المبلغ بالعملة الصعبة بسعر الدول المجاورة ، قال لي : الزيادة عما أستحق بالسعر المألوف أربعين ألفاً ، بعدما أدرت ظهري قالت له الموظفة : لم ينتفع غيرك ، أنت لوحدك ، جاء هاتف آخر عودوا إلى ما كنتم عليه .
الله يريك أنك إذا دفعت لشخص عشرين ألفاً ، وأنت لست ميسوراً ، وأنت في ضائقة ، لكن يوجد إنسان بقي بلا طعام ، ولا شراب ، أمنت له دخلاً ـ هو قريبه ـ أول شهر وثاني شهر .
قصص من هذا النوع لا تعد ولا تحصى ، لذلك قال عليه الصلاة والسلام :
3 ـ تدفع عن الواصل ميتة السوء :
(( من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسئ له في أجله فليصل رحمه )) .
[الشيخان عن أنس] .
شيء آخر : أحد أكبر النتائج أن صلة الرحم تدفع عن الواصل ميتة السوء ، أنا العبد الفقير لي مركز عمل ، مرة في اتجاهي إلى مركز عملي ، وجدت أمام قصر العدل جثة مغطاة بقماش ، يبدو أنه مات في الطريق ، فغطوه بقماش وهم بانتظار الطبيب الشرعي ، ذهبت إلى مكتبي وجلست فيه أربع أو خمس ساعات أو ثمانية ساعات ، وعدت من الطريق نفسه فإذا هذه الجثة كما هي ، لم يأتِ الطبيب الشرعي بعد في الطريق ، إنسان يموت ببيته ، بين أولاده ، بين أحبابه ، غير ترتيب ، في الطريق ! .
لكن والله مرة كنت في تعزية لا أنسى هذا الموقف ، كان إلى جانبي أحد علماء دمشق الكبار ، جريء ، مخلص ، فخرج من التعزية ، مشى متراً ، شاب معه سيارة لا يعرف اسمه ، لأنه من أهل العلم ، وثيابه ثياب علم ، قال له : استأذنا أوصلك إلى البيت ؟ قال له : بارك الله بك ، إذا أردت ، خرج من بيت التعزية بعد مترين أخذه هذا الأخ الكريم لا يعرف اسمه ، لكن عرفه من هيئته ، هيئته العلمية ، أوصله إلى بيته ، أنا أعرف بيته بالضبط ، صعد أربعة طوابق ، دخل إلى البيت ، خلع الجبة واللفة ، وتوجه لغرفة النوم ، واضطجع وسلم روحه إلى باريها ، هذا الإنسان لو لم يأت هذا الشاب ، ويأخذه بعد متر من بيت التعزية ، لمات في الطريق ، أُخذ إلى البراد ، انظر إلى ترتيب الله عز وجل ، مات بفراشه الوقت محسوب بالدقائق ، من بيت التعزية ، إلى بيته ، أربعة طوابق ، فتح الباب دخل واستلقى على الفراش ، وسلم روحه إلى بارئها ، يقول لي ابنه : أنت آخر من كلمه ، بعدما جلست معه لم يكلمه أحد .
صنائع المعروف تقي مصارع السوء :
إذاً : صلة الأرحام تقي ميتة السوء ، إنسان يموت بين أهله ، بين أولاده ، بين بناته ، معزز ، مكرم ، محتفى به ، وإنسان يموت بالطريق .
إنسان ادعى النبوة بالهند أنه خاتم الأنبياء ، لا تعني أنه آخر الأنبياء ، تعني شيئاً آخر ، فهو النبي ، وكان هناك مرض أنفلونزا منتشر انتشاراً كبيراً ، وقال : لأنه نبي لن يصاب بهذا المرض ، أصيب بهذا المرض ومات بالمرحاض ، قصة مشهورة ، مات بالمرحاض .
لذلك العمل الصالح في حديث آخر :
(( صنائع المعروف تقي مصارع السوء )) .
[أخرجه الطبراني عن أبي أمامة الباهلي ] .
طبعاً الدليل :
( سورة الجاثية الآية : 21 ) .
هذا كلام ، أنا أخاطب الشباب الآن ، أي لا يوجد آية تملأ قلب الشاب طمأنينة كهذه الآية ، ﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ .
في الدنيا جنة من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة :
الآن : ﴿ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ ﴾ الحياة في الدنيا .
( سورة الرحمن ) .
جنة في الدنيا ، وجنة في الآخرة ، بيته ، زواجه ، أولاده ، سمعته ، مكانته ، أعماله الصالحة ، أصله الطيب .
الآن : ﴿ مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ﴾ ، والله أعرف رجلاً محسناً كبيراً ، كبير جداً وعاش للثمانية و الثمانين ، أين مات ؟ مات ليلة القدر ، وهو يقرأ القرآن ، وقبل أشهر أحد العلماء في دمشق مات وهو في المسجد يؤدي صلاة الجمعة ، مات في المسجد ، تجد إنساناً يموت و هو ساجد ، أو يصلي ، أو بالمسجد ، و آخر يموت بالمرحاض ، مصارع السوء ، ﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ﴾ :
( سورة الجاثية ) .
4 ـ تعمر الديار و تثمر الأموال :
قال : هذه العبادة الاجتماعية ، هذه الصلة ـ صلة الرحم ـ تعمر الديار ، وتثمر الأموال ، لذلك قال عليه الصلاة والسلام :
(( إن الله ليعمر بالقوم الديار ، ويثمر لهم الأموال ، قيل : وكيف ذلك يا رسول الله ؟ قال : بصلتهم أرحامهم )) .
[أخرجه الطبراني عن عبد الله بن عباس ] .
تعمر الديار وتثمر الأموال .
5 ـ تغفر الذنوب وتكفر الخطايا :
الآن هذه الصلة ، وهذه العبادة الاجتماعية تغفر الذنوب وتكفر الخطايا :
(( أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال : يا رسول الله أذنبت ذنباً كبيراً فهل لي من توبة ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألك والدان ؟ قال : لا ، قال : ألك خالة ؟ )) .
بالمناسبة الخالة أم ، والعم أب ، بجو المؤمنين الخالة كالأم ، والعم كالأب .
(( ألك والدان ؟ قال : لا ، قال : ألك خالة ؟ نعم ، قال : فبرها )) .
[أخرجه الطبراني عن عبد الله بن عباس ] .
أي الله عز وجل يكفر ذنبك بخدمة خالتك ، ببرها يغفر ذنبك .
6 ـ تيسر الحساب وتدخل صاحبها الجنة :من ثمار صلة الرحم ، أن صلة الرحم تيسر الحساب وتدخل صاحبها الجنة ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال :
(( ثلاث من كن فيه حاسبه الله حساباً يسيراً وأدخله الجنة برحمته . قال : ما هن يا رسول الله ؟ بأبي أنت وأمي . قال : تعطي من حرمك ، وتصل من قطعك ، وتعفو عمن ظلمك . قال : فإذا فعلت هذا يدخلك الله الجنة )) .
[أخرجه الطبراني عن أبي هريرة ]
المعاملة بالمثل لا تدخل في حسابات المؤمن :
لكن لابدّ من توضيح دقيق جداً ، التوضيح أساسه ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم :
(( ليس الواصلُ بالمكافئ )) .
[أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص ] .
زارك تزوره ، قدم لك هدية تقدم له هدية ، ما زارك لا تزوره ، ما دعاك لا تدعوه ، دعاك إلى وليمة تدعوه إلى وليمة ، هذه المعاملة بالمثل ليس لها علاقة بدرسنا إطلاقاً ، كل إنسان يعملها ، المعاملة بالمثل .
(( ليس الواصلُ بالمكافئ ، ولكن الواصلُ مَنْ إِذا قَطَعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا )) .
[أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص ] .
الشيء الدقيق جداً أن المعاملة بالمثل لا تدخل في حسابات المؤمن ، أي يصل من قطعه ، ويعفو عمن ظلمه ، ويعطي من حرمه .
قصة عن صلة الرحم
كان هاك شخص يدعى حمد ، سافر حمد للعمل وإعانة أهله ، وكان على اتصال دائم بهم .. وفي يوم
قرر الاستقالة والعودة لبلده ، وكان حمد موظف نشيط يحبه الجميع ... فقررت الشركة منحه مبلغ من المال وكان هذا المبلغ هو كل ماله من ثروة ، واتصل على الفور بأهله ليخبرهم بذلك ..
ولكن أخبرته أمه عن رغبتها هي ووالده بالذهاب إلى الحج .. وعلى الفور أرسل لهم هذا المبلغ كاملاً
وبعد مرور شهر على أداء فريضة الحج .. اتصل به صاحب الشركة وأخره بأن له مكافأة أخرى وبنفس
المبلغ ...
منقووووووووووووووووووول ليستفيد الكل ان شاءالله