moalem
06-09-2007, 05:43 PM
تجميع الطلاب الموهوبين
Grouping
اعداد: خالد عيد العتيبي
تمهيد:
اهتمت حركة تربية الموهوبين منذ البداية ببناء الفرد المتميز، من منطلق أنهم كنز من كنوز الأمة، ولابد من استثمار هذا الكنز واستغلاله بالشكل المناسب، ومن هذا المنطلق تعددت المدارس وطرائق وأساليب التعليم لمختلف فئات الطلاب مما يساعد في تنمية قدراتهم العقلية ومواهبهم بهدف إعدادهم للمستقبل، ومن أشكال الخدمات والبرامج التربوية الخاصة الاثرائية والتشريعية للموهوبين والمتفوقين عن طريق بدائل وأساليب من بينها تجميعهم في مدارس خاصة بهم داخليه أو خارجية، أو في فصول خاصة بهم طوال الوقت أو لبعض الوقت من اليوم الدراسي داخل المدارس العادية أو في غرف ومصادر التعلم، وقد يتم تجميع الموهوبين والمتفوقين لتلقي الخدمات التربوية الخاصة أثناء اليوم الدراسي أو قبل بدئه أو بعد انتهائه، وربما في عطلة نهاية الأسبوع أو خلال الإجازة الصيفية.
تساؤلات
س: ماهو التجميع؟
س: ماهي فلسفة التجميع؟
س: متى تبدأ عملية التجميع؟
س: ماهي مبررات المنادين بعملية التجميع؟
س: ماهي مميزات التجميع؟
س: ماهي العيوب المترتبة على عملية التجميع؟
س: ما هي أساليب التجميع؟
س: ما مدى تطبيق عملية التجميع في الدول العربية؟
التجميع
يقصد به تجميع الطلاب المتفوقين والمبدعين في مجموعات خاصة تبعاً لميولهم؛ واهتماماتهم وقدراتهم.
ويمكن أن يطبق أسلوب التجميع في المراحل الدراسية وذلك بدءاً من المرحلة ما قبل المدرسية وانتهاءً بالمرحلة الثانوية.
ويشتمل أسلوب التجميع على مستويات متعددة بحيث يلتحق بكل مستوى عدد من التلاميذ من صفوف مختلفة، تتقارب قدراتهم العقلية وميولهم واهتماماتهم ويتم تجميع التلاميذ من كل مستوى مره واحدة أو مرتين في كل أسبوع، ويشرف عليهم خبراء ومتخصصون يشاركونهم خبراتهم وتجاربهم، إذ أن نجاح هذا الأسلوب وفائدته للتلاميذ المتفوقين عقلياً، تتوقف في الغالب على الجهد والمرونة والدعم الموجه من قبل هؤلاء الخبراء والمتخصصين الأكفاء والمتحمسين، إلى البرامج الفردية المستخدمة مع التلاميذ الذين يتم تجميعهم في غرفه واحدة.
فلسفة التجميع:
تنبني على اساس وجود الطالب الموهوب والمتفوق في بيئة تعليمية مع نظراءه أو أنداده الذين يماثلونه في الاستعدادات العقلية العالية، ويشاركونه الاهتمامات والميول، يولد لديه مزيداً من الاستشارة والدافعية والتنافس، اذ يؤكد متبنوا هذا الاتجاه أن الهدف من تجميع الموهوبين والمتفوقين وتعليمهم معاً هم تهيئة الفرص لكي يتفاعلوا ويستثاروا عن طريق نظرائهم عقلياً والتقليل من مدى التباين في المقدرات والمستويات الأدائية من خلال مجموعات متكافئة من حيث المستوى التحصيلي بحيث يسهل تزويدهم بالمواد والخبرات التعليمية المناسبة عن طريق معلمين لديهم الخبرة والمهارة اللازمتين للعمل مع هؤلاء الطلاب، وفي مجال المحتوى الذي يتم تقديمه لهم.
أساليب التجميع:
أولا: المدراس الخاصة بالطلاب الموهوبين والمتفوقين:
المدارس التخصصية تلك المدارس التي تقبل التلاميذ المتفوقين عقلياً والمبدعين دون غيرهم، في مجال تخصصي أو أكثر (الرياضيات مثلاً، أو الرياضيات والمواد العلمية الأخرى) وذلك على أساس مستوى أدائهم التحصيلي، وميولهم واهتماماتهم المتقاربة نسبياً.
ثانياً: صفوف خاصة بالمدارس العادية:
وضع التلاميذ الذين لديهم ميول واهتمامات في صفوف دراسية واحدة متقدمة تعمل على اختصار مدة الدراسة، وتوفر الاستشارة الكافية لهم، وتخلق المناخ الأمثل لتحقيق النمو المناسب لهم، وتكون فترة التجميع لهؤلاء الطلاب فتره من اليوم الدراسي، أو يكون يوماً كاملاً في الأسبوع.
والتجميع في الصفوف الخاصة ينظم ضمن محيط المدرسة العادية، إلا أنه يكون لتلك الصفوف أهدافها التعليمة الخاصة، التي تنفذ على مدار اليوم المدرسي، والتي تقبل أنضام التلاميذ المتوفين، ومما يميز الصفوف المجمعة أنها قليلة التكاليف وسهلة الإنشاء، إلا أن ما يعيبها أنها تكون محببة للتلاميذ في فتره قصيرة جداً.
ولأسلوب التجميع في صفوف خاصة شكلان تنظيميان رئيسيان هما:
1- التجميع العنقودي داخل الفصل العادي:
تجميع التلاميذ المتفوقين والمبدعين من مدارس عديدة في فصل خاص جزءاً من اليوم الدراسي، أو اليوم الدراسي كامل بهدف إمدادهم ببرامج تربوية خاصة أو أنشطة إضافية، ومن فوائد هذا الأسلوب في التجميع أنه يسمح للتلاميذ التواصل مع زملاءهم في صفهم الأساسي.
2- التجميع حسب المسارات المتعددة أو قدرات الإنجاز:
يتم توزيع التلاميذ في مجموعات إنجاز متجانسة في مقرر دراسي محدد، ولفترة زمنية تغطي عام دراسي كامل، وتقوم عملية التجميع في هذه الصفوف على أساس مبدأ التوزيع الصفي الداخلي، حيث يتم توزيع التلاميذ إلى فئات ثلاثة حسب مستوى قدراتهم وسرعة الإنجاز لديهم، تضم هذه الفئة(A) التلاميذ سريعي التعلم، بينما تشمل الفئة(B) التلاميذ المتوسطين في التعلم، أما التلاميذ بطيئي التعلم فيكونوا من عناصر الفئة(C).
من أهم المبررات التي يستند إليها المنادون بتجميع الطلاب الموهوبين والمتفوقين ما يلي:
- أن التجميع يتيح للطالب الموهوب والمتفوق تكريس كل طاقاته للدراسة والبحث والتحصيل بتركيز أكبر وفقاً لبرنامج تعليمي يتوافق مع استعداداته الخاصة وفي مناخ داعم ومعزز لسلوكيات التفوق والإنجاز.
- أن التجميع يكفل للطلاب الموهوبين والمتوقين برامج تعليمية وخبرات تربوية مصممة من أجلهم ومتحدية لمقدراتهم ومثيرة لاهتماماتهم تشمل التسريع الدراسي والإثراء المعرفي والمهاري، والدراسات المستقلة، وعن طريق معلمين متخصصين ومقتدرين مهنياً ومتمرسين على العمل معهم.
- أن التجميع يولد الطلاب الموهوبين والمتفوقين المزيد من الاستشارة والنافس والنشاط المستمر في مناخ مشجع تسوده الندية والتكافؤ والتجانس، والتفاعل غير المحدود.
- أن التجميع يتيح للطالب الموهوب والمتفوق تكوين مفهوم أكثر واقعية عن ذاته من خلال احتكاكه وتفاعله مع أنداد يماثلونه من حيث مستوى الطموح والدافعية وسرعة التعلم، مما يجعله أكثر استبصار بجوانب قوته وضعفه.
- أن المدارس العادية إمكاناتها ضعيفة، فالغالبية العظمى من معلميها إن لم يكن جميعهم غير متخصصين في العمل مع الموهوبين والمتفوقين ، كما أن الكثافة العالية لأعداد الطلاب داخل فصولها يستحيل معها تنفيذ برنامج في وقت واحد أحدهما للعاديين والآخر للمتفوقين، فضلاً عن أن المدارس العادية تفتقر إلى التجهيزات المناسبة لبرامج الإثراء؛ كالمعامل والمختبرات وغرف المصادر والورش والملاعب والمراسم وشبكات المعلومات، إضافة إلى المواد والخامات والأدوات اللازمة لتنفيذ الأنشطة الإضافية المشبعة لاحتياجات الموهوبين والمتفوقين وميولهم.
- أن تجميع الطلاب الموهوبين والمتفوقين من ذوي الاستعدادات والمقدرات المتماثلة والاحتياجات التعليمية الخاصة المتشابهة في مجموعات يقلل من مدى الفروق الفردية فيما بينهم ويحقق التجانس بين أعضاء المجموعات، ومن ثم يساعد على زيادة استفادتهم من عمليات التعليم، ويفر لهم مزيداً من الفرص للتعمق والقيام بإجراء التجارب والبحوث والدراسات المتقدمة في المجالات المختلفة.
مآخذ على عملية التجميع:
يتحفظ البعض على تعليم الموهوبين والمتفوقين ولاسيما في مدارس خاصة بهم، ومن بين أسباب ذلك مايلي:
- أن التجميع في مدارس خاصة يعزل الموهوبين والمتفوقين عن سياق الحياة الطبيعة أو العادية مما يحرمهم من الخبرات الاجتماعية، والاتصال والتفاعل مع أقرانهم العاديين.
- أن تجميع الموهوبين والمتفوقين وفقا لاستعداداتهم أو مستوى تحصيلهم الدراسي عموما أو في مجال بعينه-كالرياضات أو العلوم مثلاً- لايضمن بالضرورة تكافؤهم في بقية المجالات؛ كاللغات أو الفنون.
- إن تجميع الموهوبين والمتفوقين في خاصة بهم قد يشعرهم بالتعالي والغرور أو الغطرسة، وفي ذات الوقت قد ينمي انطباعاً لدى أقرانهم العاديين بالدونية وبأنهم أقل ذكاء أو موهبة ولاسيماً مع سيادة التوقعات المنخفضة للمعلمين منهم، إضافة إلى شعورهم بعدم تكافؤ الفرص، والتبرم والغيرة بسبب الامتيازات الممنوحة للموهوبين والمتفوقين.
- إن تجميع الموهوبين والمتفوقين في مجموعات خاصة منعزلة يؤدي إلى الافتقار زملائهم العاديين للقيادة الأكاديمية من قبل أقرانهم المتفوقين الأعلى تحصيلاً وإنجازاً، ويحرمهم من التفاعل مع نماذج القدوة، والتعلم منهم والاقتداء بهم، ذلك أن وجود الموهوبين والمتفوقين بينهم قد يحفزهم على التحسن والتقدم، ويرفع من مستوى طموحهم.
- يرى البعض أن تخصيص مدارس وفصول خاصة بالموهوبين والمتفوقين تفوق تفوق بإمكاناتها إمكانات المدارس والفصول العادية ينطوي على تكريس التميز العرقي والطبقي، والاهتمام بالنخبة أو الصفوة، ومن ثم فهم يناقض مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص الفرص التعليمية بين الناس، ويرد المؤيدون للتجمع بأن المساواة بين الأفراد إنما تكون في الحقوق والواجبات، ومن جوهر المساواة وتكافؤ الفرص ضرورة إتاحة السبل أمام الجميع وبحسب استعداداتهم للنمو والتعلم إلى الحد الأقصى لإمكاناتهم العقلية والوجدانية والسلوكية الفردية لكل منهم.
- أن التجميع في مدارس خاصة أمر غير اقتصادي حيث يحتاج إلى تكلفه عالية من تجهيزات خاصة، ومعلمين على درجة عالية من التخصص والاقتدار المهني.
يؤدي تجميع الموهوبين والمتفوقين في مدارس أو فصول خاصة بهم إلى خلق مجموعات تركز بدرجة عالية على الكمالية أو المثالية، والتنافس المحموم والإنجاز الفائق المستمر مما يعرضهم للضغوط المتزايدة والإنهاكات العقلية الانفعالية.
المراجع:
- الحوراني، محمد حبيب(2004).أساليب وبرامج تربية التفوق العقلي والابتكارية.الكويت.الطالب الجامعي.
- جروان، فتحي عبدالرحمن(2004).الموهبة والتفوق والإبداع.الأردن.دار الفكر.
- القريطي، عبدالمطلب أمين(2005).الموهوبين والمتفوقين خصائصهم واكتشافهم ورعايتهم.القاهرة.دار الفكر العربي.
- السرور، نادية هايل(2003).مدخل إلى تربية المتميزين والموهوبين.الأردن.دار الفكر.
Grouping
اعداد: خالد عيد العتيبي
تمهيد:
اهتمت حركة تربية الموهوبين منذ البداية ببناء الفرد المتميز، من منطلق أنهم كنز من كنوز الأمة، ولابد من استثمار هذا الكنز واستغلاله بالشكل المناسب، ومن هذا المنطلق تعددت المدارس وطرائق وأساليب التعليم لمختلف فئات الطلاب مما يساعد في تنمية قدراتهم العقلية ومواهبهم بهدف إعدادهم للمستقبل، ومن أشكال الخدمات والبرامج التربوية الخاصة الاثرائية والتشريعية للموهوبين والمتفوقين عن طريق بدائل وأساليب من بينها تجميعهم في مدارس خاصة بهم داخليه أو خارجية، أو في فصول خاصة بهم طوال الوقت أو لبعض الوقت من اليوم الدراسي داخل المدارس العادية أو في غرف ومصادر التعلم، وقد يتم تجميع الموهوبين والمتفوقين لتلقي الخدمات التربوية الخاصة أثناء اليوم الدراسي أو قبل بدئه أو بعد انتهائه، وربما في عطلة نهاية الأسبوع أو خلال الإجازة الصيفية.
تساؤلات
س: ماهو التجميع؟
س: ماهي فلسفة التجميع؟
س: متى تبدأ عملية التجميع؟
س: ماهي مبررات المنادين بعملية التجميع؟
س: ماهي مميزات التجميع؟
س: ماهي العيوب المترتبة على عملية التجميع؟
س: ما هي أساليب التجميع؟
س: ما مدى تطبيق عملية التجميع في الدول العربية؟
التجميع
يقصد به تجميع الطلاب المتفوقين والمبدعين في مجموعات خاصة تبعاً لميولهم؛ واهتماماتهم وقدراتهم.
ويمكن أن يطبق أسلوب التجميع في المراحل الدراسية وذلك بدءاً من المرحلة ما قبل المدرسية وانتهاءً بالمرحلة الثانوية.
ويشتمل أسلوب التجميع على مستويات متعددة بحيث يلتحق بكل مستوى عدد من التلاميذ من صفوف مختلفة، تتقارب قدراتهم العقلية وميولهم واهتماماتهم ويتم تجميع التلاميذ من كل مستوى مره واحدة أو مرتين في كل أسبوع، ويشرف عليهم خبراء ومتخصصون يشاركونهم خبراتهم وتجاربهم، إذ أن نجاح هذا الأسلوب وفائدته للتلاميذ المتفوقين عقلياً، تتوقف في الغالب على الجهد والمرونة والدعم الموجه من قبل هؤلاء الخبراء والمتخصصين الأكفاء والمتحمسين، إلى البرامج الفردية المستخدمة مع التلاميذ الذين يتم تجميعهم في غرفه واحدة.
فلسفة التجميع:
تنبني على اساس وجود الطالب الموهوب والمتفوق في بيئة تعليمية مع نظراءه أو أنداده الذين يماثلونه في الاستعدادات العقلية العالية، ويشاركونه الاهتمامات والميول، يولد لديه مزيداً من الاستشارة والدافعية والتنافس، اذ يؤكد متبنوا هذا الاتجاه أن الهدف من تجميع الموهوبين والمتفوقين وتعليمهم معاً هم تهيئة الفرص لكي يتفاعلوا ويستثاروا عن طريق نظرائهم عقلياً والتقليل من مدى التباين في المقدرات والمستويات الأدائية من خلال مجموعات متكافئة من حيث المستوى التحصيلي بحيث يسهل تزويدهم بالمواد والخبرات التعليمية المناسبة عن طريق معلمين لديهم الخبرة والمهارة اللازمتين للعمل مع هؤلاء الطلاب، وفي مجال المحتوى الذي يتم تقديمه لهم.
أساليب التجميع:
أولا: المدراس الخاصة بالطلاب الموهوبين والمتفوقين:
المدارس التخصصية تلك المدارس التي تقبل التلاميذ المتفوقين عقلياً والمبدعين دون غيرهم، في مجال تخصصي أو أكثر (الرياضيات مثلاً، أو الرياضيات والمواد العلمية الأخرى) وذلك على أساس مستوى أدائهم التحصيلي، وميولهم واهتماماتهم المتقاربة نسبياً.
ثانياً: صفوف خاصة بالمدارس العادية:
وضع التلاميذ الذين لديهم ميول واهتمامات في صفوف دراسية واحدة متقدمة تعمل على اختصار مدة الدراسة، وتوفر الاستشارة الكافية لهم، وتخلق المناخ الأمثل لتحقيق النمو المناسب لهم، وتكون فترة التجميع لهؤلاء الطلاب فتره من اليوم الدراسي، أو يكون يوماً كاملاً في الأسبوع.
والتجميع في الصفوف الخاصة ينظم ضمن محيط المدرسة العادية، إلا أنه يكون لتلك الصفوف أهدافها التعليمة الخاصة، التي تنفذ على مدار اليوم المدرسي، والتي تقبل أنضام التلاميذ المتوفين، ومما يميز الصفوف المجمعة أنها قليلة التكاليف وسهلة الإنشاء، إلا أن ما يعيبها أنها تكون محببة للتلاميذ في فتره قصيرة جداً.
ولأسلوب التجميع في صفوف خاصة شكلان تنظيميان رئيسيان هما:
1- التجميع العنقودي داخل الفصل العادي:
تجميع التلاميذ المتفوقين والمبدعين من مدارس عديدة في فصل خاص جزءاً من اليوم الدراسي، أو اليوم الدراسي كامل بهدف إمدادهم ببرامج تربوية خاصة أو أنشطة إضافية، ومن فوائد هذا الأسلوب في التجميع أنه يسمح للتلاميذ التواصل مع زملاءهم في صفهم الأساسي.
2- التجميع حسب المسارات المتعددة أو قدرات الإنجاز:
يتم توزيع التلاميذ في مجموعات إنجاز متجانسة في مقرر دراسي محدد، ولفترة زمنية تغطي عام دراسي كامل، وتقوم عملية التجميع في هذه الصفوف على أساس مبدأ التوزيع الصفي الداخلي، حيث يتم توزيع التلاميذ إلى فئات ثلاثة حسب مستوى قدراتهم وسرعة الإنجاز لديهم، تضم هذه الفئة(A) التلاميذ سريعي التعلم، بينما تشمل الفئة(B) التلاميذ المتوسطين في التعلم، أما التلاميذ بطيئي التعلم فيكونوا من عناصر الفئة(C).
من أهم المبررات التي يستند إليها المنادون بتجميع الطلاب الموهوبين والمتفوقين ما يلي:
- أن التجميع يتيح للطالب الموهوب والمتفوق تكريس كل طاقاته للدراسة والبحث والتحصيل بتركيز أكبر وفقاً لبرنامج تعليمي يتوافق مع استعداداته الخاصة وفي مناخ داعم ومعزز لسلوكيات التفوق والإنجاز.
- أن التجميع يكفل للطلاب الموهوبين والمتوقين برامج تعليمية وخبرات تربوية مصممة من أجلهم ومتحدية لمقدراتهم ومثيرة لاهتماماتهم تشمل التسريع الدراسي والإثراء المعرفي والمهاري، والدراسات المستقلة، وعن طريق معلمين متخصصين ومقتدرين مهنياً ومتمرسين على العمل معهم.
- أن التجميع يولد الطلاب الموهوبين والمتفوقين المزيد من الاستشارة والنافس والنشاط المستمر في مناخ مشجع تسوده الندية والتكافؤ والتجانس، والتفاعل غير المحدود.
- أن التجميع يتيح للطالب الموهوب والمتفوق تكوين مفهوم أكثر واقعية عن ذاته من خلال احتكاكه وتفاعله مع أنداد يماثلونه من حيث مستوى الطموح والدافعية وسرعة التعلم، مما يجعله أكثر استبصار بجوانب قوته وضعفه.
- أن المدارس العادية إمكاناتها ضعيفة، فالغالبية العظمى من معلميها إن لم يكن جميعهم غير متخصصين في العمل مع الموهوبين والمتفوقين ، كما أن الكثافة العالية لأعداد الطلاب داخل فصولها يستحيل معها تنفيذ برنامج في وقت واحد أحدهما للعاديين والآخر للمتفوقين، فضلاً عن أن المدارس العادية تفتقر إلى التجهيزات المناسبة لبرامج الإثراء؛ كالمعامل والمختبرات وغرف المصادر والورش والملاعب والمراسم وشبكات المعلومات، إضافة إلى المواد والخامات والأدوات اللازمة لتنفيذ الأنشطة الإضافية المشبعة لاحتياجات الموهوبين والمتفوقين وميولهم.
- أن تجميع الطلاب الموهوبين والمتفوقين من ذوي الاستعدادات والمقدرات المتماثلة والاحتياجات التعليمية الخاصة المتشابهة في مجموعات يقلل من مدى الفروق الفردية فيما بينهم ويحقق التجانس بين أعضاء المجموعات، ومن ثم يساعد على زيادة استفادتهم من عمليات التعليم، ويفر لهم مزيداً من الفرص للتعمق والقيام بإجراء التجارب والبحوث والدراسات المتقدمة في المجالات المختلفة.
مآخذ على عملية التجميع:
يتحفظ البعض على تعليم الموهوبين والمتفوقين ولاسيما في مدارس خاصة بهم، ومن بين أسباب ذلك مايلي:
- أن التجميع في مدارس خاصة يعزل الموهوبين والمتفوقين عن سياق الحياة الطبيعة أو العادية مما يحرمهم من الخبرات الاجتماعية، والاتصال والتفاعل مع أقرانهم العاديين.
- أن تجميع الموهوبين والمتفوقين وفقا لاستعداداتهم أو مستوى تحصيلهم الدراسي عموما أو في مجال بعينه-كالرياضات أو العلوم مثلاً- لايضمن بالضرورة تكافؤهم في بقية المجالات؛ كاللغات أو الفنون.
- إن تجميع الموهوبين والمتفوقين في خاصة بهم قد يشعرهم بالتعالي والغرور أو الغطرسة، وفي ذات الوقت قد ينمي انطباعاً لدى أقرانهم العاديين بالدونية وبأنهم أقل ذكاء أو موهبة ولاسيماً مع سيادة التوقعات المنخفضة للمعلمين منهم، إضافة إلى شعورهم بعدم تكافؤ الفرص، والتبرم والغيرة بسبب الامتيازات الممنوحة للموهوبين والمتفوقين.
- إن تجميع الموهوبين والمتفوقين في مجموعات خاصة منعزلة يؤدي إلى الافتقار زملائهم العاديين للقيادة الأكاديمية من قبل أقرانهم المتفوقين الأعلى تحصيلاً وإنجازاً، ويحرمهم من التفاعل مع نماذج القدوة، والتعلم منهم والاقتداء بهم، ذلك أن وجود الموهوبين والمتفوقين بينهم قد يحفزهم على التحسن والتقدم، ويرفع من مستوى طموحهم.
- يرى البعض أن تخصيص مدارس وفصول خاصة بالموهوبين والمتفوقين تفوق تفوق بإمكاناتها إمكانات المدارس والفصول العادية ينطوي على تكريس التميز العرقي والطبقي، والاهتمام بالنخبة أو الصفوة، ومن ثم فهم يناقض مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص الفرص التعليمية بين الناس، ويرد المؤيدون للتجمع بأن المساواة بين الأفراد إنما تكون في الحقوق والواجبات، ومن جوهر المساواة وتكافؤ الفرص ضرورة إتاحة السبل أمام الجميع وبحسب استعداداتهم للنمو والتعلم إلى الحد الأقصى لإمكاناتهم العقلية والوجدانية والسلوكية الفردية لكل منهم.
- أن التجميع في مدارس خاصة أمر غير اقتصادي حيث يحتاج إلى تكلفه عالية من تجهيزات خاصة، ومعلمين على درجة عالية من التخصص والاقتدار المهني.
يؤدي تجميع الموهوبين والمتفوقين في مدارس أو فصول خاصة بهم إلى خلق مجموعات تركز بدرجة عالية على الكمالية أو المثالية، والتنافس المحموم والإنجاز الفائق المستمر مما يعرضهم للضغوط المتزايدة والإنهاكات العقلية الانفعالية.
المراجع:
- الحوراني، محمد حبيب(2004).أساليب وبرامج تربية التفوق العقلي والابتكارية.الكويت.الطالب الجامعي.
- جروان، فتحي عبدالرحمن(2004).الموهبة والتفوق والإبداع.الأردن.دار الفكر.
- القريطي، عبدالمطلب أمين(2005).الموهوبين والمتفوقين خصائصهم واكتشافهم ورعايتهم.القاهرة.دار الفكر العربي.
- السرور، نادية هايل(2003).مدخل إلى تربية المتميزين والموهوبين.الأردن.دار الفكر.