المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحابيل الشيطان



السعيد شيخ
02-26-2010, 08:04 AM
بسم الله الرحمن الرحيم




أحابيل الشيطان



في ظنّ بعض الناس أنهم يمسكون بالعصا من منتصفها، يريدون أن يجمعوا إلدنيا إلى الدين، فيذكرون الله ويتزلّّفون إلى العباد. ويقعون في الشرك الأصغر الذي

ذكره ابن القيم:

الشرك الأصغر أبوابه كثيرة، منها:
- الرياء.
- التصنّع للخلق بغير وجه ( التلون ).
- الحلف بغير الله.
- قول الرجل للرجل: ما شاء الله، وشئت،
- هذا من الله، ومنك،
- وأنا بالله، وبك،
- وأنا متوكّل على الله، وعليك،
- ولولا الله، وأنت..

لم يكن ما أنا عليه الآن!!

هدا نا الله وهداهم ، وغفر لنا ولهم.




تعليقات


نحاول بالعبارات التالية شرح ما يريده ابن القيّم:
( لكي لا تفهمونا غلط!!)
- التوكل على الله وحده، وهو الرازق، ولا يمنع هذا أن نسعى إلى الرزق، بل السعي واجب.- نسعى إلى الرزق وإلى المنافع الدنيوية مع الاعتقاد الجازم أن المعطيَ هو الله، ولا ينفع الجد ذا الجد إذا لم يقدّر الله الشيء.
- ولا مانع من الاستعانة بالمخلوق إذا كانت له قدرات عالية تفوق قدراتنا كالطبيب والمهنس والموظف في الدولة..، ولكن دون أن نعتقد أن بأيديهم النفع والضر، ودون أن يكون في طلبنا مخالفات شرعية وماينافي العزة التي كتبها الله للمسلم.(يخلط الناس بين اللفظ المهذب الواجب، والعبارات التي فيها معنى التذلل والتزلف والنفاق وتمريغ الجباه بالتراب، وإسباغ صفات على الشخص غير ما فيه أوعلى الأقل تعتقد أنت أنها ليست فيه)!!
- العبارات التي أوردها ابن القيم توحي بتسوية العبد بالله في القدرة، اقرأ قوله تعالى:
أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ: مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ۞سورة الزمر - ٣ –
قال ابن كثير:
قَالَ قَتَادَة وَالسُّدِّيّ وَمَالِك عَنْ زَيْد بْن أَسْلَم وَابْن زَيْد " إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّه زُلْفَى " أَيْ لِيَشْفَعُوا لَنَا وَيُقَرِّبُونَا عِنْده مَنْزِلَة وَلِهَذَا كَانُوا يَقُولُونَ فِي تَلْبِيَتهمْ إِذَا حَجُّوا فِي جَاهِلِيَّتهمْ: لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَك إِلَّا شَرِيكًا هُوَ لَك تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَكَ.
ونفهم مما يقوله المشركون أن الأصنام أقل قدراً من الله تعالى، والله يملكها، ولا تملك شيئاً، كل ماكانوا يفعلونه أنْ جعلوها واسطة إلى الله تعالى لأنهم أقل شأنا– بزعمهم– من أنْ يتوجهوا بلا واسطة إليه، يقيسون أمـــره- وحاشاه- بأمر ملوك الدنيا الذين لديهم حجّاب على الأبواب. وتعلمون أن الإسلام طلب من العبد أن يدعو الله بلا واسطة لأنه أقرب إليه من حبل الوريد: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ۞سورة ق- ۱٦ –

إذن في هذه العبارات شرك أعمق من شرك العرب في الجاهلية.

- قد تكون نية القائل تخالف ظاهر اللفظ، ونحن إنما نحكم على الظاهر، وهذا حكم القضاء، وأما حكم الديانة أي بين العبد والله فلا يعرفه إلا الله. ولا يجوز استخدام هذه الألفاظ حتى لو قال الرجل: أنا لا أعني هذا المعنى.
- نحن لا نحكم على الناس، فالحاكم هوالله تعالى، ولا سلطان لبشر على بشر إلا ماحدّده الله في شرعه، وما علينا إلا البيان، والله يتولّى السرائر.



وتفصيل كلمات ابن القيم:

- الرياء. ( لاحاجة لبيان حرمته).
- التصنّع للخلق بغير وجه ( التلون ). الرياء والنفاق....
- الحلف بغير الله. ( الحلف تعظيم، و لا عظمة حقة لغير الله تعالى )
- قول الرجل للرجل: ما شاء الله، وشئت(كيف تساوي بين المشيئتين؟! لا تقل هذه العبارة،فإنْ كنت لامحالة قائلاً فقل:وما تشاؤون إلا أنْ يشاء الله(وَمَا تَشَاؤونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا۞ سورة الإنسان- ٣۰ –
- هذا من الله، ومنك، وأنا بالله، وبك، ( كل شيء من الله، وإنما جعل الله العباد يعملون معاً لتتمّ كلماته، فليس لك أن تأتيَ بعبارة توحي بأن للعبد قدرة تكافئ قدرة الله). ولكنْ تقول مثلاً: لا أجد في الناس أحداً خيراً منك يعينني في الأمر ( تقول خيراً منك، وأنت صادق )، أيمكنك أن تعينني في هذا الموضوع، لم أعرف غيرك من الناس ...
- أنا متوكّل على الله، وعليك،(التوكل على الله وحده،والعبد عَوْن) ولكنْ تقول مثلاً: قد جئتك لتعينني في أمري،فهل تساعدني من فضلك،إذا سمحت...؟
- ولولاالله، وأنت..لم يكن ما أنا عليه الآن!! ( التسوية واضحة في القدرة على الإيجاد بين الله والعبد، غفرانك اللهم ). ولكنْ تقول مثلاً : مَنّ الله علينا فكتب لي الخير، وجعله يجري على يديك.