السعيد شيخ
11-07-2009, 08:47 AM
[SIZE="6"]مسلما غادرت
مرتاباً عدت،
فلماذا يا محمّد؟
قصّة متداولة
يتلوها تعقيب
جاءنا يقول:
لن أصليَ إلا إذا أجبتموني عن ثلاثة أسئلة؟
يقال إنّ شاباً ذهب للدراسة في إحدى البلاد الشيوعية وبقي فترة من الزمن ثم رجع لبلاده واستقبله أهله أحسن استقبال.
ولما حان وقت الصلاة، رفض الذهاب إلى المسجـــد وقال: لا أصلي حتى تحضروا لي أكبر شيخ يجيبني عن أسئلتي الثلاثة..
أحضر الأهل أحد العلماء، فسأل الشاب: ما أسئلتك ؟
قال الشاب: وهل تظن باستطاعتك الإجابة عنها، وعجز عنها أناس مفكّرون قبلك.
قال الشيخ:هات ماعندك! ونحاول بعون الله.
قال الشاب:أسئلتي الثلاثة هي:
أولاً: هل الله موجود فعلاً؟ وإذا كان كذلك فأرني شكله؟
ثانياً: ما القضاء والقدر؟
ثالثاً: إذا كان الشيطان مخلوقاً من نار..فلماذا يُلقى فيها أيُعقل أن تؤثرَ فيه؟!
وما إن اختتم الشاب كلامه، حتى قام الشيخ وصفعه صفعة قوية على وجهه فترنح من فظاعة الألم.
غضب الشاب وقال: لماذا تصفعتني ؟! أهو العجزعن الإجابة؟
قال الشيخ: كلا !وإنما صفعتي لك هي الإجابة.
قال الشاب: لم أفهم.
قال الشيخ :ماذا شعرت بعد الصفعة؟
قال الشاب :شعرت بألم فظيع.
قال الشيخ :هل تعتقد أن هذا الألم موجود؟
قال الشاب : بالطبع، ومازلت أعاني منه.
قال الشيخ :أرني شكله؟
قال الشاب: لا أستطيع!
قال الشيخ: فهذا جوابي عن سؤالك الأول، كلنا نشعر بوجود الله بآثاره وعلاماته ونعمه، ولكن لا نستطيع رؤيته في هذه الحياة الدنيا.
ثم قال الشيخ: هل حلمت ليلة البارحة أنَّ أحداً سيصفعك على وجهك؟
قال الشاب: لا!
قال الشيخ:أو هل أخبرك أحد بأنني سوف أصفعك، أو كان عندك علم مسبق بها؟
قال الشاب: لا!
قال الشيخ:فهذا هو القضاء والقدر: لاتعلم بالشئ قبل وقوعه.
ثم أردف الشيخ قائلاً: ممَّ خُلقت يدي التي صفعتك بها ؟
قال الشاب:من طين!
قال الشيخ :و ممَّ خُلق وجهك؟
قال الشاب:من طين أيضاً!
قال الشيخ:ماذا تشعر بعد أن صفعتك؟
قال الشاب : أشعر بالألم!
قال الشيخ :تماما، فالشيطان مخلوق من نار..لكن الله جعل النار مكاناً أليما للشيطان.
فاقتنع الشاب وذهب للصلاة مع الشيخ وحسن إسلامه بعدها،وأزيلت الشبهات من عقله.
أعجبتني القصه كثيرا، أرجوكم جميعاً أن ترسلوها
--
الذاكر لله حي ولو يبست منه الأطراف،
والغافل عن ذكر الله ميت ولو سعى بين الناس.
سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.
[FONT="Tahoma"][SIZE="6"]التعقيب
١- تاريخ القصّة:
يبدو أن تداول القصة قديم،فهي تتكلم عن شاب ذهب للدراسة في بلد شيوعيّ. ربّما جرت أحداثها في أواخر القرن التاسع عشر والسنوات الأولى من القرن العشرين ( أو ربّما كانت من وحي الخيال ). فلقد انتشرت الشيوعية في نطاق ضيّق جدا،وكان الناس أشد نفوراً من الشيوعيّة لما سبق من دعاية غربية تصفها بالإلحاد لوجود العداء بين المعسكرين، و كان الغرب هو المسيطر علينا نفوذاً عن طريق أعوانه، أو استخراباً ( استعماراً )عن طريق عسكره. والحق أن الماركسية تنكر وجود الله- تعالى-، و كانت غاية الشرق والغرب معاً تجريدنا من إيماننا وديننا في البدء، فلما لم يُفلحوا اتجه المخرّبون منهم إلى العبث بالشريعة ، ثم لحق بهم رجال منّا ونساء من أسمائهم محمد و فاطمة..(ولن يفلحوا، و سيُهزم الجمع كما هُزم من قبله - إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ. الحجر- ٩-
ونحن نقول"حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن مخارق بن خليفة الأحمسي عن طارق أن المقداد قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر يا رسول الله إنا لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى:اذهب أنت وربّك فقاتلا،إنّا هاهنا قاعدون،ولكن اذهب أنت وربّك فقاتلا إنّا معكما مقاتلون- مسند أحمد- طبعاً بالكلمة وحدها ).
والنتيجة أن وصف الدولة التي ذهب ليدرس فيها بالشيوعيّة لا يغيّر في التأثير على دين الطالب الغريب، و بخاصّة أن الدول الغربيّة منذ أربعين سنة – على الأقل انتشرت فيها الشيوعية أو صورة مشوّهة منها، و ماهو أسوأ من الشيوعية.
إنّ غسيل الدماغ بشتّى وسائط الدعاية التي لامجال لتعدادها، وإغراءات الجنس وغيرالجنس...، كلّ ذلك رهيبٌ رهيب،وبخاصّة إذا دُمجت معهاعلوم الاجتماع والنفس، فكيف لايعود الطالب بإنكار وجود الله، وبخاصّة إذا تتبعنا النقطة التالية.
٢ – خرج من بلده مسلماً، وعاد فاسقاً أو كافراً،
و العياذ بالله – تعالى-.
هذه فكرة بحاجة ماسّة إلى تدقيق.
نعم خرج بعض الطلبة من بلادهم مزوّدين بعقيدة سليمة و إيمان راسخ، فربما كان لهم مربّون قادرون أخلصوا لله دينهم وتربيتهم. ومع ذلك قد ينحرف سلوكهم في بلاد الغربة، وقد لا ينحرف، ولكنّ عقيدتهم تبقى سليمة بعامّة.
إنّ الذي يحدث أن هذه التربية المتميّزة قليلة الوجود، وبخاصّة أنّ المجتمع غير مؤهّل لهذا، والطالب في المعتاد يقضي وقته في الدراسة وبخاصّة في المرحلة الثانويّـــة، فلا هو وجد من يسيّره على النهج القويم، ولا فكّر هو أوغيره – إلا ترقيعاً- بتخصيص وقت كاف لتربيته الحقة، أو انساق وراء سراب ديني تقوده مجموعة من الأ***اء أوالمحتالين(ولن يكون قادراً على متابعة الدراسة الجامعية مَنْ انساق وراء هذا السراب).
هؤلاء الذين يعودون إلى بلدهم – وقد لا يعودون – انحرفوا فكراً وسلوكا، لأنّهم سُلبوا القدرة أمام هذا التدبير العلميّ الخبيث! فكانوا لقمة سهلة في المضع وفي البلع، (لاننس أنّ الله قد يُغيث بعضَهم بصحبة طيّبة تنقذهم من الضلال).
٣ – في صفعة الشيخ إحابات ثلاث:
صَمََّت إُذنيَّ صفعة وجهه، ولم تكن رسالة ضيق، وإنّما ملأت روحي حبورا، وكياني بهجة. وما كنت في ذلك بدعا، فكثيرون من الغيورين على دينهم ينتابهم هذه المشاعر التي ولّدها دافعان - قد يبدوان متناقضين –: دافع الانتقام لدين الله، ودافع الرحمة بهذاالشابّ لإنقاذه من الضلال ونار جهنّم.
وبقيت ردحاً من الزمن أسيرَ هذه المشاعر،وتردّد الفكرة في رأسي -على عادتي، فالمسلم يراجع مساءً ماكان منه في نهاراً، وربما بعد أسبوع وشهر، بل ما فعلته في الصغر والشباب، أراجعه في الكهولة و ما بعدها.
كانت صفعة الشيخ – كما تجنح القصة - خيرعلاج فكريّ لعقيدة الشابّ، وأروع تقويم لأحاسيس إيمانه.
ولكن الفكرة عادت إليّ تقول: أيقبل هذه الصفعة شابّ يعود من بلاد الأفرنج وهو ينظر إلى القوم من طرف عليّ للإجازة الجامعية (licence ) التي يحملها – وقد يحمل أعلى منها، ولا يحمل مثلها إلا قليلون- و لما غرسه الغرب في نفسه – قصداً أو عرضاً – من تعال على قومه وترفّع؟!
ثمّ قلت: قد أقبل مارُويَ، فربما صعقت المفاجأة الشاب واستسلم، وللشيخ هيبــــــة تمكّن بها من السيطرة على الشابّ نفسيّا، ومن إقناعه عقليّا.
ولكن أليس من حقّنا أن نتساءل: أمن حق الشيخ الشرعي التأديب باليد، أهو قاض في محكمـــــــة يعزّر المجرم، أم والد في بيته يؤدّب ولده وهو ابن عشرسنين، أم زوج يخاف على زوجه النشوز فيضربها حتى تعود إلى رشدها؟!
القاضي نفسه لاحقَّ له ابتداءً إقامة الحدّ على مرتدّ إلابعد اثلاثة أيّام من الاستتابته ( الاستتابة تعني البراهين والدلائل ليقتنع العقل و يطمئنّ القلب )، والأب لا يبدأ ضرب ابنه على ترك الصلاة إلا بعد ثلاث سنوات من الأمر والإرشاد معا (هذا معنى الأمر بالصلاة وهم أبناء سبع في الحديث الشريف: ترغيب و ترهيب وأمر بالحسنى والتغليظ في القول، وما هي إلا أساليب نفسيّة عقليّة إايتها الوصول إلى الهدف المنشود )، ولايعمد الرجــــــل إلى ضرب زوجه إلا بعد الوعظ والإرشاد بما يُقدره الله.
كلّنا يعرف قصّة أبي حنيفة مع جاره السكّير، فقد تحمّل أذاه، وأخرجه من حبس الشرطة، و توسّل بالصبرعليه إلى هدايته.
وقد نتجاوز الأمر- جدلاً- ونستغفر الله إذا لم يكن في اليد حيلة، فإمّا صفعة، وإمّا إصرارعلى الإنكار، فاخترنا أهون الشرين ( طبعاً هذا كلام مرفوض، لأنّنا دعاة إلى الله بالوسائل التي شرّعها الله تعالى ).
إنّ منطق الصفعة صادر- أولاً- عن فكرة نعيشها جميعا: ما كلّ ما تحسّ بوجوده يمكن أن تراه، والأمثلة كثيرة لا تُحصى من حياتنا القديمة واكتشافاتنا الحديثة، فالالم والسعادة والحزن والفرح والكهرباء – وحتى نظرية الذرّة، هي استنتاج غير مؤكّد بالمئة مئة، وليست رؤيةً بعين مجرّدة أو بمجاهر عالية التكبير-،كلّ ذلك آمنّا بوجوده دون أن نرى شكله ولا لونه..
نعم، الصفعة إقناع، وترهيب في آن ( والأثر النفسيّ أقوى )، لكنْ يكفينا أنْ نذكّرهؤلاء الشباب أنّ فريقاًَ من العلماء في جامعات غربية – حيث تخرّجوا - صنّفوا كتباً عنوانها ( العلم يدعو إلى الإيمان- الله يتجلّى في عصر العلم...).
٤ - القضاء والقدر: [/SIZ
E]حدّد الشيخ معناه بأنّك ( لاتعلم بالشئ قبل وقوعه ).أي أنّ الله وحده هو الذي يعلم بما سيحدث في المستقبل.
هذه كلمة حقّ، ولكنها مصابة بالبتر، فليس هذا كلّ القضاء و القدر، والجانب الأعظم منه أنّ الله محيط بكل هذا الملكوت، هو مدبّر الأمر كلّ.
لاحاجة للدخول في تفصيلات هي أكبر من المساحة التي أكتب فيها، و لا للتفريق بين معنيي ( القضاء و القدر )![/
SIZE]
وفي الختام:
١ - علينا أن نحرص على هداية الناس بالطرق المشروعة.
٢ – و لكن الهداية بيد الله – وحده - ، و ماعلينا إلا أن ندعوَ وأن نُلحّ في الدعاء، وهذا واجبنا:
قال تعالى:
فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ.-
الشورى – ٤٨ -
اللهم أرنا الحقّ حقّاً، وارزقنا اتباعه،
و أرنا البطل باطلً، وارزقنا اجتنابه.
مرتاباً عدت،
فلماذا يا محمّد؟
قصّة متداولة
يتلوها تعقيب
جاءنا يقول:
لن أصليَ إلا إذا أجبتموني عن ثلاثة أسئلة؟
يقال إنّ شاباً ذهب للدراسة في إحدى البلاد الشيوعية وبقي فترة من الزمن ثم رجع لبلاده واستقبله أهله أحسن استقبال.
ولما حان وقت الصلاة، رفض الذهاب إلى المسجـــد وقال: لا أصلي حتى تحضروا لي أكبر شيخ يجيبني عن أسئلتي الثلاثة..
أحضر الأهل أحد العلماء، فسأل الشاب: ما أسئلتك ؟
قال الشاب: وهل تظن باستطاعتك الإجابة عنها، وعجز عنها أناس مفكّرون قبلك.
قال الشيخ:هات ماعندك! ونحاول بعون الله.
قال الشاب:أسئلتي الثلاثة هي:
أولاً: هل الله موجود فعلاً؟ وإذا كان كذلك فأرني شكله؟
ثانياً: ما القضاء والقدر؟
ثالثاً: إذا كان الشيطان مخلوقاً من نار..فلماذا يُلقى فيها أيُعقل أن تؤثرَ فيه؟!
وما إن اختتم الشاب كلامه، حتى قام الشيخ وصفعه صفعة قوية على وجهه فترنح من فظاعة الألم.
غضب الشاب وقال: لماذا تصفعتني ؟! أهو العجزعن الإجابة؟
قال الشيخ: كلا !وإنما صفعتي لك هي الإجابة.
قال الشاب: لم أفهم.
قال الشيخ :ماذا شعرت بعد الصفعة؟
قال الشاب :شعرت بألم فظيع.
قال الشيخ :هل تعتقد أن هذا الألم موجود؟
قال الشاب : بالطبع، ومازلت أعاني منه.
قال الشيخ :أرني شكله؟
قال الشاب: لا أستطيع!
قال الشيخ: فهذا جوابي عن سؤالك الأول، كلنا نشعر بوجود الله بآثاره وعلاماته ونعمه، ولكن لا نستطيع رؤيته في هذه الحياة الدنيا.
ثم قال الشيخ: هل حلمت ليلة البارحة أنَّ أحداً سيصفعك على وجهك؟
قال الشاب: لا!
قال الشيخ:أو هل أخبرك أحد بأنني سوف أصفعك، أو كان عندك علم مسبق بها؟
قال الشاب: لا!
قال الشيخ:فهذا هو القضاء والقدر: لاتعلم بالشئ قبل وقوعه.
ثم أردف الشيخ قائلاً: ممَّ خُلقت يدي التي صفعتك بها ؟
قال الشاب:من طين!
قال الشيخ :و ممَّ خُلق وجهك؟
قال الشاب:من طين أيضاً!
قال الشيخ:ماذا تشعر بعد أن صفعتك؟
قال الشاب : أشعر بالألم!
قال الشيخ :تماما، فالشيطان مخلوق من نار..لكن الله جعل النار مكاناً أليما للشيطان.
فاقتنع الشاب وذهب للصلاة مع الشيخ وحسن إسلامه بعدها،وأزيلت الشبهات من عقله.
أعجبتني القصه كثيرا، أرجوكم جميعاً أن ترسلوها
--
الذاكر لله حي ولو يبست منه الأطراف،
والغافل عن ذكر الله ميت ولو سعى بين الناس.
سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.
[FONT="Tahoma"][SIZE="6"]التعقيب
١- تاريخ القصّة:
يبدو أن تداول القصة قديم،فهي تتكلم عن شاب ذهب للدراسة في بلد شيوعيّ. ربّما جرت أحداثها في أواخر القرن التاسع عشر والسنوات الأولى من القرن العشرين ( أو ربّما كانت من وحي الخيال ). فلقد انتشرت الشيوعية في نطاق ضيّق جدا،وكان الناس أشد نفوراً من الشيوعيّة لما سبق من دعاية غربية تصفها بالإلحاد لوجود العداء بين المعسكرين، و كان الغرب هو المسيطر علينا نفوذاً عن طريق أعوانه، أو استخراباً ( استعماراً )عن طريق عسكره. والحق أن الماركسية تنكر وجود الله- تعالى-، و كانت غاية الشرق والغرب معاً تجريدنا من إيماننا وديننا في البدء، فلما لم يُفلحوا اتجه المخرّبون منهم إلى العبث بالشريعة ، ثم لحق بهم رجال منّا ونساء من أسمائهم محمد و فاطمة..(ولن يفلحوا، و سيُهزم الجمع كما هُزم من قبله - إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ. الحجر- ٩-
ونحن نقول"حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن مخارق بن خليفة الأحمسي عن طارق أن المقداد قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر يا رسول الله إنا لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى:اذهب أنت وربّك فقاتلا،إنّا هاهنا قاعدون،ولكن اذهب أنت وربّك فقاتلا إنّا معكما مقاتلون- مسند أحمد- طبعاً بالكلمة وحدها ).
والنتيجة أن وصف الدولة التي ذهب ليدرس فيها بالشيوعيّة لا يغيّر في التأثير على دين الطالب الغريب، و بخاصّة أن الدول الغربيّة منذ أربعين سنة – على الأقل انتشرت فيها الشيوعية أو صورة مشوّهة منها، و ماهو أسوأ من الشيوعية.
إنّ غسيل الدماغ بشتّى وسائط الدعاية التي لامجال لتعدادها، وإغراءات الجنس وغيرالجنس...، كلّ ذلك رهيبٌ رهيب،وبخاصّة إذا دُمجت معهاعلوم الاجتماع والنفس، فكيف لايعود الطالب بإنكار وجود الله، وبخاصّة إذا تتبعنا النقطة التالية.
٢ – خرج من بلده مسلماً، وعاد فاسقاً أو كافراً،
و العياذ بالله – تعالى-.
هذه فكرة بحاجة ماسّة إلى تدقيق.
نعم خرج بعض الطلبة من بلادهم مزوّدين بعقيدة سليمة و إيمان راسخ، فربما كان لهم مربّون قادرون أخلصوا لله دينهم وتربيتهم. ومع ذلك قد ينحرف سلوكهم في بلاد الغربة، وقد لا ينحرف، ولكنّ عقيدتهم تبقى سليمة بعامّة.
إنّ الذي يحدث أن هذه التربية المتميّزة قليلة الوجود، وبخاصّة أنّ المجتمع غير مؤهّل لهذا، والطالب في المعتاد يقضي وقته في الدراسة وبخاصّة في المرحلة الثانويّـــة، فلا هو وجد من يسيّره على النهج القويم، ولا فكّر هو أوغيره – إلا ترقيعاً- بتخصيص وقت كاف لتربيته الحقة، أو انساق وراء سراب ديني تقوده مجموعة من الأ***اء أوالمحتالين(ولن يكون قادراً على متابعة الدراسة الجامعية مَنْ انساق وراء هذا السراب).
هؤلاء الذين يعودون إلى بلدهم – وقد لا يعودون – انحرفوا فكراً وسلوكا، لأنّهم سُلبوا القدرة أمام هذا التدبير العلميّ الخبيث! فكانوا لقمة سهلة في المضع وفي البلع، (لاننس أنّ الله قد يُغيث بعضَهم بصحبة طيّبة تنقذهم من الضلال).
٣ – في صفعة الشيخ إحابات ثلاث:
صَمََّت إُذنيَّ صفعة وجهه، ولم تكن رسالة ضيق، وإنّما ملأت روحي حبورا، وكياني بهجة. وما كنت في ذلك بدعا، فكثيرون من الغيورين على دينهم ينتابهم هذه المشاعر التي ولّدها دافعان - قد يبدوان متناقضين –: دافع الانتقام لدين الله، ودافع الرحمة بهذاالشابّ لإنقاذه من الضلال ونار جهنّم.
وبقيت ردحاً من الزمن أسيرَ هذه المشاعر،وتردّد الفكرة في رأسي -على عادتي، فالمسلم يراجع مساءً ماكان منه في نهاراً، وربما بعد أسبوع وشهر، بل ما فعلته في الصغر والشباب، أراجعه في الكهولة و ما بعدها.
كانت صفعة الشيخ – كما تجنح القصة - خيرعلاج فكريّ لعقيدة الشابّ، وأروع تقويم لأحاسيس إيمانه.
ولكن الفكرة عادت إليّ تقول: أيقبل هذه الصفعة شابّ يعود من بلاد الأفرنج وهو ينظر إلى القوم من طرف عليّ للإجازة الجامعية (licence ) التي يحملها – وقد يحمل أعلى منها، ولا يحمل مثلها إلا قليلون- و لما غرسه الغرب في نفسه – قصداً أو عرضاً – من تعال على قومه وترفّع؟!
ثمّ قلت: قد أقبل مارُويَ، فربما صعقت المفاجأة الشاب واستسلم، وللشيخ هيبــــــة تمكّن بها من السيطرة على الشابّ نفسيّا، ومن إقناعه عقليّا.
ولكن أليس من حقّنا أن نتساءل: أمن حق الشيخ الشرعي التأديب باليد، أهو قاض في محكمـــــــة يعزّر المجرم، أم والد في بيته يؤدّب ولده وهو ابن عشرسنين، أم زوج يخاف على زوجه النشوز فيضربها حتى تعود إلى رشدها؟!
القاضي نفسه لاحقَّ له ابتداءً إقامة الحدّ على مرتدّ إلابعد اثلاثة أيّام من الاستتابته ( الاستتابة تعني البراهين والدلائل ليقتنع العقل و يطمئنّ القلب )، والأب لا يبدأ ضرب ابنه على ترك الصلاة إلا بعد ثلاث سنوات من الأمر والإرشاد معا (هذا معنى الأمر بالصلاة وهم أبناء سبع في الحديث الشريف: ترغيب و ترهيب وأمر بالحسنى والتغليظ في القول، وما هي إلا أساليب نفسيّة عقليّة إايتها الوصول إلى الهدف المنشود )، ولايعمد الرجــــــل إلى ضرب زوجه إلا بعد الوعظ والإرشاد بما يُقدره الله.
كلّنا يعرف قصّة أبي حنيفة مع جاره السكّير، فقد تحمّل أذاه، وأخرجه من حبس الشرطة، و توسّل بالصبرعليه إلى هدايته.
وقد نتجاوز الأمر- جدلاً- ونستغفر الله إذا لم يكن في اليد حيلة، فإمّا صفعة، وإمّا إصرارعلى الإنكار، فاخترنا أهون الشرين ( طبعاً هذا كلام مرفوض، لأنّنا دعاة إلى الله بالوسائل التي شرّعها الله تعالى ).
إنّ منطق الصفعة صادر- أولاً- عن فكرة نعيشها جميعا: ما كلّ ما تحسّ بوجوده يمكن أن تراه، والأمثلة كثيرة لا تُحصى من حياتنا القديمة واكتشافاتنا الحديثة، فالالم والسعادة والحزن والفرح والكهرباء – وحتى نظرية الذرّة، هي استنتاج غير مؤكّد بالمئة مئة، وليست رؤيةً بعين مجرّدة أو بمجاهر عالية التكبير-،كلّ ذلك آمنّا بوجوده دون أن نرى شكله ولا لونه..
نعم، الصفعة إقناع، وترهيب في آن ( والأثر النفسيّ أقوى )، لكنْ يكفينا أنْ نذكّرهؤلاء الشباب أنّ فريقاًَ من العلماء في جامعات غربية – حيث تخرّجوا - صنّفوا كتباً عنوانها ( العلم يدعو إلى الإيمان- الله يتجلّى في عصر العلم...).
٤ - القضاء والقدر: [/SIZ
E]حدّد الشيخ معناه بأنّك ( لاتعلم بالشئ قبل وقوعه ).أي أنّ الله وحده هو الذي يعلم بما سيحدث في المستقبل.
هذه كلمة حقّ، ولكنها مصابة بالبتر، فليس هذا كلّ القضاء و القدر، والجانب الأعظم منه أنّ الله محيط بكل هذا الملكوت، هو مدبّر الأمر كلّ.
لاحاجة للدخول في تفصيلات هي أكبر من المساحة التي أكتب فيها، و لا للتفريق بين معنيي ( القضاء و القدر )![/
SIZE]
وفي الختام:
١ - علينا أن نحرص على هداية الناس بالطرق المشروعة.
٢ – و لكن الهداية بيد الله – وحده - ، و ماعلينا إلا أن ندعوَ وأن نُلحّ في الدعاء، وهذا واجبنا:
قال تعالى:
فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ.-
الشورى – ٤٨ -
اللهم أرنا الحقّ حقّاً، وارزقنا اتباعه،
و أرنا البطل باطلً، وارزقنا اجتنابه.