زين العابدين
07-02-2009, 12:17 AM
الزواج من متزوج
أ. شريفة السديري
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أنا فتاة عمري 36 عامًا، لم أتزوج بعدُ، يتقدم الكثير لخِطبتي، لكن لم يكتب الله لي الزواج.
الآن تقدَّم لي شخص مواصفاته جيدة، لكنَّه متزوج.
المشكلة تكمُن فيَّ أنا، إنِّي لا أتخيل أنْ أتزوج برجل متزوج، أشعر أنَّني رُبَّما أقلب حياته وحياتي إلى جحيم، فأنا شديدة الغَيْرَة.
أستخير، أشعر أنِّي سأوافق، ثم فجأة أرفض، وقد حدث لي هذا في مرَّة من المرَّات.
وعندما تحدد موعد النظرة الشرعيَّة رفضت، وهكذا كلما يأتي شخص، أرغب في الزَّواج، فهذه فطرة جعلها الله في خلقه؛ لكنِّي أشعر أني إذا تزوجت رُبَّما لا أستطيع تحمل أعباء الحياة الزَّوجيَّة، أشعر بخوف غريب.
جُزيتم خيرًا.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أختي العزيزة، أتفهَّم خوفك الغريب من الزَّواج، وخوفك من الفشل في تحمُّل أعباء الحياة الزوجية؛ ولكن هذا شعور طبيعي يرافق كلَّ تجربة جديدة نُقدم عليها في حياتنا، هو خوف من المجهول الذي لا نعلم كيف سيكون أو ماذا سيحمل لنا؟ وهو الخوف الذي يجعلنا نتعلم ونقرأ ونتدرب على كيفيَّة التعامُل مع مسؤوليَّاتنا القادمة، خوفك طبيعي للغاية، ولكن لا تجعليه عائقًا أمامك، بل اجعليه حافزًا ودافعًا يدفعك لتخطي الصِّعاب؛ حتى تصلي إلى الأفضل.
عزيزتي، كل امرأة في الكون تحب أن تشعر بأنَّ زوجها وشريك حياتها هو ملك لها وحدَها، ولا تشاركها فيه امرأة أخرى؛ لكن أحيانًا يكون هذا الأمر صَعبَ التحقيق، فما العمل حينها؟
الله - سبحانه وتعالى - ما شرع أمرًا إلا وكان فيه فائدة للخَلْقِ، وقد شرع - سبحانه وتعالى - التعدُّد؛ حتى يكفل حقَّ جميع النِّساء في الحصول على المودة، والرَّحمة، والسكن النفسي والمعنوي، الذي يحصل بالزواج؛ كما قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21]، فالتعدُّد هو أمر شرعه الله؛ ليحفظ حقَّ المرأة في الزَّواج، وغَيْرتك الشديدة ليست أمرًا مستغربًا على النِّساء، فهذه أم المؤمنين أم سلمة - رضي الله عنها - حين خطبها رسول الله - عليه أتم الصلاة والتسليم - اعتذرت بأنَّها تغار من نسائه، وقالت: "إني امرأة غيور"، فقال لها - عليه الصلاة والسلام -: ((أدعو الله لك أنْ يذهبَ عنك ذلك))؛ فلا تدعي غَيْرتك تكون سببًا في إفساد حياتك، وحرمانك من سعادة مُقبلة، إن شاء الله.
تضرَّعي إلى الله في جوف الليل، وصلِّي صلاة الاستخارة، وكرِّريها حتَّى يكتب الله لك الخير، فصلاة الاستخارة مُهمة جدًّا في كل أمورنا، وادْعي بقلبٍ صادق بأنْ يذهبَ الله الغَيْرة من قلبك، ويحل محلها الرِّضا والسَّعادة والهناء، وقد قال الله - جلَّ وعلا -: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]، وتذكري حديث رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إذا جاءكم مَن ترضون دينه وخلقه، فأنكحوه، إلاَّ تفعلوا تكنْ فتنة في الأرض وفساد عريض))؛ رواه الترمذي وابن ماجه.
وكما قلت أنت، فإنَّ مواصفاتِه جيدة، والذي يمنعك من القَبُول به هو أنه "متزوج"، فلا تَدَعي الغَيْرة تفسد حياتك، وتذكري عزيزتي أنَّ العمر يتقدَّم بك، وكلما تقدم العمر، قلَّت الفرص، وزادت احتماليَّة بقائك دون زواج، وهذا يؤثر سلبًا على نفسيتك مع مرور الأيام، فصحيح أنَّ الزواج ليس كل شيء في الحياة؛ ولكنه جزء مهم جدًّا منها.
وفقك الله، ويسر أمرك، ورزقك الزوج الصالح الذي يكون سكنًا لك، وأمانًا من الفتن.
أ. شريفة السديري
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أنا فتاة عمري 36 عامًا، لم أتزوج بعدُ، يتقدم الكثير لخِطبتي، لكن لم يكتب الله لي الزواج.
الآن تقدَّم لي شخص مواصفاته جيدة، لكنَّه متزوج.
المشكلة تكمُن فيَّ أنا، إنِّي لا أتخيل أنْ أتزوج برجل متزوج، أشعر أنَّني رُبَّما أقلب حياته وحياتي إلى جحيم، فأنا شديدة الغَيْرَة.
أستخير، أشعر أنِّي سأوافق، ثم فجأة أرفض، وقد حدث لي هذا في مرَّة من المرَّات.
وعندما تحدد موعد النظرة الشرعيَّة رفضت، وهكذا كلما يأتي شخص، أرغب في الزَّواج، فهذه فطرة جعلها الله في خلقه؛ لكنِّي أشعر أني إذا تزوجت رُبَّما لا أستطيع تحمل أعباء الحياة الزَّوجيَّة، أشعر بخوف غريب.
جُزيتم خيرًا.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أختي العزيزة، أتفهَّم خوفك الغريب من الزَّواج، وخوفك من الفشل في تحمُّل أعباء الحياة الزوجية؛ ولكن هذا شعور طبيعي يرافق كلَّ تجربة جديدة نُقدم عليها في حياتنا، هو خوف من المجهول الذي لا نعلم كيف سيكون أو ماذا سيحمل لنا؟ وهو الخوف الذي يجعلنا نتعلم ونقرأ ونتدرب على كيفيَّة التعامُل مع مسؤوليَّاتنا القادمة، خوفك طبيعي للغاية، ولكن لا تجعليه عائقًا أمامك، بل اجعليه حافزًا ودافعًا يدفعك لتخطي الصِّعاب؛ حتى تصلي إلى الأفضل.
عزيزتي، كل امرأة في الكون تحب أن تشعر بأنَّ زوجها وشريك حياتها هو ملك لها وحدَها، ولا تشاركها فيه امرأة أخرى؛ لكن أحيانًا يكون هذا الأمر صَعبَ التحقيق، فما العمل حينها؟
الله - سبحانه وتعالى - ما شرع أمرًا إلا وكان فيه فائدة للخَلْقِ، وقد شرع - سبحانه وتعالى - التعدُّد؛ حتى يكفل حقَّ جميع النِّساء في الحصول على المودة، والرَّحمة، والسكن النفسي والمعنوي، الذي يحصل بالزواج؛ كما قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21]، فالتعدُّد هو أمر شرعه الله؛ ليحفظ حقَّ المرأة في الزَّواج، وغَيْرتك الشديدة ليست أمرًا مستغربًا على النِّساء، فهذه أم المؤمنين أم سلمة - رضي الله عنها - حين خطبها رسول الله - عليه أتم الصلاة والتسليم - اعتذرت بأنَّها تغار من نسائه، وقالت: "إني امرأة غيور"، فقال لها - عليه الصلاة والسلام -: ((أدعو الله لك أنْ يذهبَ عنك ذلك))؛ فلا تدعي غَيْرتك تكون سببًا في إفساد حياتك، وحرمانك من سعادة مُقبلة، إن شاء الله.
تضرَّعي إلى الله في جوف الليل، وصلِّي صلاة الاستخارة، وكرِّريها حتَّى يكتب الله لك الخير، فصلاة الاستخارة مُهمة جدًّا في كل أمورنا، وادْعي بقلبٍ صادق بأنْ يذهبَ الله الغَيْرة من قلبك، ويحل محلها الرِّضا والسَّعادة والهناء، وقد قال الله - جلَّ وعلا -: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]، وتذكري حديث رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إذا جاءكم مَن ترضون دينه وخلقه، فأنكحوه، إلاَّ تفعلوا تكنْ فتنة في الأرض وفساد عريض))؛ رواه الترمذي وابن ماجه.
وكما قلت أنت، فإنَّ مواصفاتِه جيدة، والذي يمنعك من القَبُول به هو أنه "متزوج"، فلا تَدَعي الغَيْرة تفسد حياتك، وتذكري عزيزتي أنَّ العمر يتقدَّم بك، وكلما تقدم العمر، قلَّت الفرص، وزادت احتماليَّة بقائك دون زواج، وهذا يؤثر سلبًا على نفسيتك مع مرور الأيام، فصحيح أنَّ الزواج ليس كل شيء في الحياة؛ ولكنه جزء مهم جدًّا منها.
وفقك الله، ويسر أمرك، ورزقك الزوج الصالح الذي يكون سكنًا لك، وأمانًا من الفتن.