المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نســـــائم الفجر...........



زين العابدين
06-26-2009, 11:25 PM
نســـــائم الفجر



بقلم : حسنية تدركيت


بسم الله الرحمن الرحيم


نسيم فجر هب من الشرق وتتابعت النسمات والآذان يكسر الصمت ويعلو بنا إلى الأفاق علوا وسموا مرددا: الله أكبر .. الله أكبر لا إله إلا الله ..
شيء ما بداخلي تداعى واندثر واختفت معه أحزان وأوهام , آن للفجر أن يبتسم ويغرد بأعماق الكون .. كلمة الله أكبر استقرت بذاتي وبدا من الحمق أن يجاورها أي هاجس آخر فقط السكينة والطمأنينة بأن لاشيء أكبر من الله وبأنه لا يستعصي على الله أن يحقق لكل واحد فينا ما يريده ويتمناه ، ولأنه أكبر وأجل فلا ظلام ينجح أن يظلل حياتنا ونور الإيمان يتلألأ في قلوبنا المؤمنة , الله أكبر كلمة زلزلت كيان الطغاة الملحدين ومحتهم من على وجه الأرض , الكل خاشع رغما عنه مقهور تحت إرادة المولى ومجبر على أن يردد ولو مرة في حياته يا رب، إذ لا حول ولا قوة للإنسان الضعيف المغرور إلا بالله تعالى ..
ابتسمت سعيدة والكلمة تعبر الآفاق وتزرع اليقين والإيمان والاستسلام , الله أكبر بها ننصر ونجبر إن كسرنا ونعلو إن صدقنا ونسعد إن استسلمنا ,بها ترفع الأمة .. لو نعلم يقينا ما معنى الله أكبر لانزاح عن كواهلنا هذا الهم وهذا الغم وهذه الأحزان المدمرة ..
مازال الكون يرتوي من الأنوار الندية والصوت يعلو مجدداً العهد مع الله ويشهد أمام كل المخلوقات أنه لا معبود بحق إلا الله وكل ما سواه باطل ..
ما أروعه من نداء وما أعظمها من حقيقة يرسخها في أعماقنا كلما تأملناه بصدق يشهد هذا الوجود بجلالك ربي وجمال إبداعك وإتقان صنعك في كل شيء , حتى في أصغر المخلوقات يبدو الإعجاز جليا فكيف لقلوب أهلكها البعد أن تجهل رحمتك ..
وعفوك ؟؟ كيف لها أن تطلب الغنى عند من يعانون الفقر والحاجة متى اغتالنا الحزن واتخذ شيطان الهوى من قلوبنا مسكنا له ؟؟
!!.. بل متى تمكن اليأس، ونور اليقين يتلألأ في صدورنا ؟؟؟
الله أكبر فلتختف كل الجبابرة وكل الطغاة وْلنَحن الجباه تعبدا ورقا للخالق الكريم الوهّاب، لمن إذا ناديناه: رباه، استجاب لنا وأعطانا فوق ما نأمل ونتمنى ونرجو ...
الله أكبر كلمة حق يعلم الكون معناها وحقيقتها إذ تسجد الكائنات بحب لمن خضعت له الرقاب ويحق لها ذاك وأكثر، فحبه يهبها الحياة ..
أطرق قلبي خجلا وتواضعا وخوفا، وصور العبادة تتوالى تترى على مخيلتي، وآيات تهز كياني الضعيف وتعرفني بنفسي أكثر، من أنا حتى لا أخضع وقد استكانت لله الجبال الرواسي والأراضين السبع والسموات ؟؟ وأتذكر قول الله تعالى :
(ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَو كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِيـنَ (11) )سورة فصلت .
مازال يصدح عاليا ويرسخ في أعماق النفوس المؤمنة أن لاشيء أكبر من الله، وأن من كان الله معه لم ولن يخشى شيئا , ومتى ما أيقنّا بهذه الحقيقة، لن ننهزم أمام ملذاتنا ولن تقف عزائمنا حائرة أمام تخطي الصعاب , لو نملك سر الفلاح لما تسكعنا في دروب الملل والضجر والمعاناة , القلوب لا تُخطئ سيرها نحو رب العالمين وإنما نحن نقيدها ونجبرها على الاتجاه نحو المهالك، وكم ترسل لنا من رسائل من هم وكدر وألم وغم أن ارجعوا هذا طريق خطأ..
ليتنا نعلم مغزى غروب وشروق الشمس كلها ! وربي رسائل تنذرنا أن يمضي العمر دون أن نغتنم الفرصة كي نكون سعداء ...
الله أكبر حينما تضيق بك الدروب وتغمرك الكروب وتفقد القدرة على الاستمرار، الله اكبر وأنت تشق الطريق نحو الغد بثقة كبيرة بأن مالك الأمر سيفتح لك أبواب الخير , فإذا الكون صديقك، كواكبه تنير دربك وتدلك أينما اتجهت، أنّ القبلة هاهنا فيها السعادة والهناء والبشر والسرور ماضاق صدر وجهتُـه رضى الرحمن .
الله أكبر وأنت طريح الفراش تعد الأنفاس وتتحسر على الأيام والليالي، وماضاع من أوقات، تنجلي لك ظلمة الكرب بالنداء فإذا أنت راكع ساجد ..نسيت أن تشكو همك عندما ذقت حلاوة المناجاة أي هم بعد يستطيع أن يختلج الأنفاس ....
نستغني بالافتقار إليه ونفتقر عندما يخامرنا الجهل أننا استغنينا عنه , ونرى الحياة بنظرة المؤمن الحكيم المتبصر حينما نوقن أنها رحلة قصيرة تعدٌ فيها الأنفاس عدّاً، فلا حزن ولافرح يدوم فيها , وتكبر العزائم إذا ما سمت وارتفعت عن الطين الأرواحُ معانقةً شوقها للوطن الأصلي " الجنة" ..
وبقدر فرحنا أننا لم نٌخلق عبثا بقدر خوفنا ووجلنا من أننا مراقبون وأننا محاسبون وأن الحياة برمتها لاتعدو أن تكون اختباراً لنا، فالله المستعان كلما برقت لنا فتنة استغثنا بالمولى وهرعنا إلى الصلاة عندما يردد الكون كله الله أكبر ...
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر، فزع الى الصلاة" رواه أحمد". اختصار الحياة بين الله أكبر حياة وإعمار الأرض بما يحبه الله ويرضاه، والله أكبر نهاية العبد الفقير المحتاج إلى رحمة ربي وإيذانا ببدء حياة أخرى تتجلى فيها عظمة الخالق كما تجلت لنا هنا في الحياة الدنيا ..
فطوبى لمن أيقن واستبصر وأدرك مامعنى الله أكبر......

همس الرووح
06-27-2009, 11:46 AM
http://forum.moalem.net/file/2009/06/63.gif (http://www.dohaup.com/)

زين العابدين
06-30-2009, 09:49 PM
شكرا لكِ

همس الرووح

وبارك الله فيكِ

أبو ناصر
07-24-2009, 08:59 AM
جزاك الله كل خير


الله اكبر معناها عظيم لمن تدبرها جيدا

الله اكبر من كل مايشغلك عن صلاتك وعبادتك