زين العابدين
05-09-2009, 02:29 AM
موعظةُ بلبل
د عبد الله ابو الفضل الحسيني
..
..
أيها البلبلُ :
ما بالكَ .. لاتنفكُ تشدو
بغناءٍ يُسمعُ الذائقَ لحناً
منه تهتزُّ حناياهُ
ويطغى فيه وجدُ
وبه ِ تُسمعُ من يجهلُ ما فيهِ
ويمضي عنه في دربٍ
تََرى في جانبيه الكلَّ يعدو
ولهذا اللحنِ ..
قد يستمعُ الجاهلُ والغافلُ
والظالمُ والواهمُ ..
واللحنُ بديع ساحرٌ
لكنَّ من يسمَعُهُ
يرغبُ في النومِ
وأنت المزعجُ الأولُ في عالمه الخاملِ
والغيظُ على عينيه يبدو
كيف يا بلبلُ تحيا ؟؟
كيف تشدو دونما أجرٍ !
وقد توقعكَ الألحانُ والتطريبُ
في قبضةِ صيّادٍ
يبيعُ الحسنَ واللحنَ وصوتاً ساحراً
في درهمينِ اثنينِ
في أولِ سوقٍ ثمَّ يمضي
دون أنْ يسأله الشاريْ
عن الحَنْجَرة الملأى بشجوٍ لا يُحدُّ
أيها البلبلُ ..
هل يُشبه تغريدُك في الروضِ
مع الأغصانِ والأزهارِ
تغريد الأسيرِ ؟
داخل الأقفاصِ
حيثُ الزادُ والماءُ وفيرٌ
في حمى القصر الكبيرِ ..
أطلق البلبلُ في وجهي
عباراتٍ من الدهشةِ
في صمتِ الخبير
ثمَّ غنّى أجمل الألحانِ
لا يأبهُ ليْ ..
لكنني أوغلتُ في الإنصاتِ
مشدوهاً ومسحوراً بهذا الآسر الحرِّ
الذي يمضي لأعماق الضميرِ
ثمَّ ناداني..
أيا شاعرُ .. يا مسكينُ..
هل تحسبني أعزفُ أوتار كياني
وأغنّي لبني الإنسانِ
في كلِّ زمانِ
أنا يا شاعر : أحيا بغنائي
أنا أستنشقُ باللحنِ
وأروي مهجتي من ديمةٍ
تهطل في تلك المعاني
فإذا أسمعتُ غيري..
فلأنّي
لستُ كالإنسانِ
يُعطي بيدٍ
لكنّهُ
إنْ رامَ أخذاً
سوفَ تمتدُّ
إلى الأخذ اليدانِ
أيها الشاعرُ
كن مثلي
ولا يشغلكَ ما في الناسِ
واصدح بالحسان
وابتسم للنور تشهد فيك
أسرار الجنان
ودع الحسن يردُ
ليس في مملكة العشّاق صدُّ
ليس في مملكة الأنوار صدُّ
ليس في الحب الذي يخلدُ
صدُّ
د عبد الله ابو الفضل الحسيني
..
..
أيها البلبلُ :
ما بالكَ .. لاتنفكُ تشدو
بغناءٍ يُسمعُ الذائقَ لحناً
منه تهتزُّ حناياهُ
ويطغى فيه وجدُ
وبه ِ تُسمعُ من يجهلُ ما فيهِ
ويمضي عنه في دربٍ
تََرى في جانبيه الكلَّ يعدو
ولهذا اللحنِ ..
قد يستمعُ الجاهلُ والغافلُ
والظالمُ والواهمُ ..
واللحنُ بديع ساحرٌ
لكنَّ من يسمَعُهُ
يرغبُ في النومِ
وأنت المزعجُ الأولُ في عالمه الخاملِ
والغيظُ على عينيه يبدو
كيف يا بلبلُ تحيا ؟؟
كيف تشدو دونما أجرٍ !
وقد توقعكَ الألحانُ والتطريبُ
في قبضةِ صيّادٍ
يبيعُ الحسنَ واللحنَ وصوتاً ساحراً
في درهمينِ اثنينِ
في أولِ سوقٍ ثمَّ يمضي
دون أنْ يسأله الشاريْ
عن الحَنْجَرة الملأى بشجوٍ لا يُحدُّ
أيها البلبلُ ..
هل يُشبه تغريدُك في الروضِ
مع الأغصانِ والأزهارِ
تغريد الأسيرِ ؟
داخل الأقفاصِ
حيثُ الزادُ والماءُ وفيرٌ
في حمى القصر الكبيرِ ..
أطلق البلبلُ في وجهي
عباراتٍ من الدهشةِ
في صمتِ الخبير
ثمَّ غنّى أجمل الألحانِ
لا يأبهُ ليْ ..
لكنني أوغلتُ في الإنصاتِ
مشدوهاً ومسحوراً بهذا الآسر الحرِّ
الذي يمضي لأعماق الضميرِ
ثمَّ ناداني..
أيا شاعرُ .. يا مسكينُ..
هل تحسبني أعزفُ أوتار كياني
وأغنّي لبني الإنسانِ
في كلِّ زمانِ
أنا يا شاعر : أحيا بغنائي
أنا أستنشقُ باللحنِ
وأروي مهجتي من ديمةٍ
تهطل في تلك المعاني
فإذا أسمعتُ غيري..
فلأنّي
لستُ كالإنسانِ
يُعطي بيدٍ
لكنّهُ
إنْ رامَ أخذاً
سوفَ تمتدُّ
إلى الأخذ اليدانِ
أيها الشاعرُ
كن مثلي
ولا يشغلكَ ما في الناسِ
واصدح بالحسان
وابتسم للنور تشهد فيك
أسرار الجنان
ودع الحسن يردُ
ليس في مملكة العشّاق صدُّ
ليس في مملكة الأنوار صدُّ
ليس في الحب الذي يخلدُ
صدُّ