زين العابدين
05-03-2009, 07:17 PM
جولة في ذاكرة طفل مسلم
د . عبدالرحمن العشماوي
...
...
في يدي اليسرى قلم ......
لا تظنوا أن في اليمنى كتابا ......
في يدي اليسرى قلم ......
لا تظنوا أن في اليمنى كتابا ......
ليس لي يمنى .....
فقد حولها الرشاش أشلاء وشلالات دم .......
ليس لي يمنى يد ... كلا ولا يمنى قدم ......
فصلتها عن بقايا جسدي غارات أعداء القيم .....
في يدي اليسرى قلم .......
كلما سطرت حرفا . نزف الحرف وغطاه الألم ......
كلما صغت نشيدا . سأم اللحن وجافاه النغم ......
كان لي بيت جميل في سراييفو ....
وكانت لي حقيبة .....
كنت استقبل فجري ضاحكا ........
أغشى دروبه
تصنع الإفطار لي أمي الحبيبة
كنت .... والآن تولاني الضجر
والأسى في خاطري نار تلظى وشرر....
أين أهلي ..... أين أخواني الصغار ........
واحد منهم . رآه الفجر مقتولا على أنقاض دار ..
وأخ ثان .. رآه الليل في أشداق نار .......
ثالث الاخوة طار ......
رابع الاخوة أخفاه الغبار
خامس بل عاشر ......
بل ألف طفل .... شربوا كأس الدمار ....
أنا لا أذكر بدأ الحادثة
أنا لا أذكر من أين أتتنا الكارثة ....
كل ما أذكره أنا سهرنا ضاحكين
لم يكدر صفونا إلا صياح الجائعين
كانت الشاشة تستعرض آلاف الضحايا النازحين ....
ساد صمت حين شاهدنا المآسي وبقينا واجمين .....
لحظه مرت من الحزن نسيناها وقمنا ضاحكين ...
وكأنا ما رأينا نظرات البائسين ....
وسمعنا بعدها أغنية تحمل زيف المدعين ...
ثم نمنا هادئين .......
كل ما أذكره أن صحونا خائفين ......
ما الذي يجري هنا ما سر هذي الجلجلة .....
ما الذي يجري وثارت قنبلة .....
ما الذي يجري هنا واهتزت الدار وثارت مقتلة ......
وابتدأنا الهرولة ......
ما الذي يجري هنا
واهتز رشاش وأعطانا الخبر .....
هاهنا الموت لكم أين المفر ......
أيها القاتل مهلا ... نحن أطفال صغار .....
قهقه الصربي في غيض وثار .....
أنتم اليوم صغار وغدا أنتم كبار ...
أيها القاتل مهلا فتمطى واستدار .....
وفررنا ..... آه لو يجدي الفرار ......
أين أمي ؟؟ لا جواب ...
أين أختي ؟؟ لا جواب ....
أين إخواني ؟؟ أبي ؟؟ أين الصحاب ...
أين داري ؟؟ ...لا جواب
كل ما أذكره أنا نزحنا هاربين .....وغدونا لاجئين ......
ورأينا شاشة التلفاز تروي قصة الجرح الدفين .....
سيرانا الناس يبكون علينا يحزنون .....
ثم ينسون الذي يجري لنا ينشغلون ......
مثلما كنا نرى في شاشة التلفاز ألوان الجراح ......
في ربا القدس ويافا والبطاح .....
ثم ننساها إذا جاء الصباح ....
في يدي اليسرى قلم .....
أعطني الفرصة كي اكتب شيئا يا طبيب ....
ربما ارسم وجها للصليب ....
ربما أكتب شيئا عن أسى قلبي الحزين .....
ربما أكتب ما يحيي موات المسلمين ....
ربما أخرج من دائرة الصمت خيول الفاتحين ....
د . عبدالرحمن العشماوي
...
...
في يدي اليسرى قلم ......
لا تظنوا أن في اليمنى كتابا ......
في يدي اليسرى قلم ......
لا تظنوا أن في اليمنى كتابا ......
ليس لي يمنى .....
فقد حولها الرشاش أشلاء وشلالات دم .......
ليس لي يمنى يد ... كلا ولا يمنى قدم ......
فصلتها عن بقايا جسدي غارات أعداء القيم .....
في يدي اليسرى قلم .......
كلما سطرت حرفا . نزف الحرف وغطاه الألم ......
كلما صغت نشيدا . سأم اللحن وجافاه النغم ......
كان لي بيت جميل في سراييفو ....
وكانت لي حقيبة .....
كنت استقبل فجري ضاحكا ........
أغشى دروبه
تصنع الإفطار لي أمي الحبيبة
كنت .... والآن تولاني الضجر
والأسى في خاطري نار تلظى وشرر....
أين أهلي ..... أين أخواني الصغار ........
واحد منهم . رآه الفجر مقتولا على أنقاض دار ..
وأخ ثان .. رآه الليل في أشداق نار .......
ثالث الاخوة طار ......
رابع الاخوة أخفاه الغبار
خامس بل عاشر ......
بل ألف طفل .... شربوا كأس الدمار ....
أنا لا أذكر بدأ الحادثة
أنا لا أذكر من أين أتتنا الكارثة ....
كل ما أذكره أنا سهرنا ضاحكين
لم يكدر صفونا إلا صياح الجائعين
كانت الشاشة تستعرض آلاف الضحايا النازحين ....
ساد صمت حين شاهدنا المآسي وبقينا واجمين .....
لحظه مرت من الحزن نسيناها وقمنا ضاحكين ...
وكأنا ما رأينا نظرات البائسين ....
وسمعنا بعدها أغنية تحمل زيف المدعين ...
ثم نمنا هادئين .......
كل ما أذكره أن صحونا خائفين ......
ما الذي يجري هنا ما سر هذي الجلجلة .....
ما الذي يجري وثارت قنبلة .....
ما الذي يجري هنا واهتزت الدار وثارت مقتلة ......
وابتدأنا الهرولة ......
ما الذي يجري هنا
واهتز رشاش وأعطانا الخبر .....
هاهنا الموت لكم أين المفر ......
أيها القاتل مهلا ... نحن أطفال صغار .....
قهقه الصربي في غيض وثار .....
أنتم اليوم صغار وغدا أنتم كبار ...
أيها القاتل مهلا فتمطى واستدار .....
وفررنا ..... آه لو يجدي الفرار ......
أين أمي ؟؟ لا جواب ...
أين أختي ؟؟ لا جواب ....
أين إخواني ؟؟ أبي ؟؟ أين الصحاب ...
أين داري ؟؟ ...لا جواب
كل ما أذكره أنا نزحنا هاربين .....وغدونا لاجئين ......
ورأينا شاشة التلفاز تروي قصة الجرح الدفين .....
سيرانا الناس يبكون علينا يحزنون .....
ثم ينسون الذي يجري لنا ينشغلون ......
مثلما كنا نرى في شاشة التلفاز ألوان الجراح ......
في ربا القدس ويافا والبطاح .....
ثم ننساها إذا جاء الصباح ....
في يدي اليسرى قلم .....
أعطني الفرصة كي اكتب شيئا يا طبيب ....
ربما ارسم وجها للصليب ....
ربما أكتب شيئا عن أسى قلبي الحزين .....
ربما أكتب ما يحيي موات المسلمين ....
ربما أخرج من دائرة الصمت خيول الفاتحين ....