المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فوائد الذكر 00 فوائد الذكر 00 فوائد الذكر



الفودري
04-11-2009, 08:41 AM
فوائد الذكر 00 فوائد الذكر 00 فوائد الذكر

الحمد لله الرحيم الغفار ، الكريم القهار ، مقلب القلوب والأبصار ، عالم الجهر والأسرار ، أحمده حمداً دائماً بالعشي والإبكار ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، شهادة تنجي قائلها من عذاب النار ، وأشهد أن محمداً نبيه المختار صلى الله عليه وعلى أهله وأزواجه وأصحابه الجديرين بالتعظيم والإكبار ، صلاة دائمة باقية بقاء الليل والنهار

المقدمة :

إن أعظم ما يقود المسلم في الحياة ويرغبه في مرضاة الله، هو الإقتداء بالرسول صلى
الله عليه وسلم يقول تبارك وتعالى ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ
أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ
اللَّهَ كَثِيراً )
فالرسول عليه الصلاة والسلام كان كثير الذكر , فعلينا
الإقتداء به عليه الصلاة والسلام , ونكون من الذاكرين الله كثيراً , لننال
المغفرة والأجر العظيم من الله عز وجل .
قال الله تعالى ( فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون )
وقال تعالى (( والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً))
فمن هو الذاكر لله كثيراً ؟
قال ابن الصلاح : من حافظ على الأذكار الواردة المأثورة صباح مساء وأدبار
الصلوات، وفي كل ميقات، فهو من الذاكرين الله كثيراً
وقال ابن تيمية : من داوم على الأذكار الشرعية التي علمها معلم الخير عليه الصلاة
والسلام وذكرها، كذكر دخول المسجد والخروج منه، ودخول الخلاء والخروج منه،
والاستيقاظ والنوم والبدء بالطعام والانتهاء منه، ولبس الثوب وغيرها فهو من
الذاكرين الله كثيراً والذاكرات
ويقول ابن عباس رضي الله عنهما الذاكر كثيراً من يذكر الله في قيامه وقعوده،
وفي حله وترحاله، وفي صحته ومرضه ويرى ابن تيمية أن الذكر الكثير هو أن ترطب
لسانك بذكر الله فعن عبد الله بن بسر عند الترمذي ، قال يا رسول الله إن شرائع
الإسلام قد كثرت عليَّ، فأخبرني بشيء أتشبث به، قال : لا يزال لسانك رطباً من ذكر
الله والله تعالى يقول: ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ
يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ
فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً
سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) .

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم ,
وأرفعها في درجاتكم , وخير لكم من إنفاق الذهب والوَرِق وخير لكم من أن تلقوا
عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم , قالوا : بلى يا رسول الله , قال : ذكر
الله . رواه الترمذي وصححه الألباني رحمه الله .

ففي ذكر الله خير عظيم وأجر كبير غفل عنه من غفل ولهى عنه من لهى والكَيس الفطن
الذي يعرف حقيقة ذكر الله فهو المستفيد .
قيل لأبي الدرداء رضي الله عنه أن رجلاً أعتق مائة نسمة قال إن مائة نسمة من مال
رجل كثير وأفضل من ذلك وأفضل ملزوم بالليل والنهار أن لا يزال لسان أحدكم رطباَ
من ذكر الله عز وجل .

إخواني الكرام أخواتي الكريمات :


لقد كان الصالحين من السلف الصالح يتلذذون بذكر الله فيطيبون أفواههم بذكر الله
ويأنسون بالله فينسون الدنيا فهم لم يغفلوا عن ذكر الله كما غفل عنه الكثير في
زماننا

كلماتهم سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا
بالله

وكلمات الكثير من المسلمين والمسلمات كلام المطربين والمطربات والمغنيين
والمغنيات والعياذ بالله 000

فالصالحون إذا اجتمعوا ذكروا الله، والفجرة إذا اجتمعوا تذاكروا ما يقربهم من
الشيطان، ذكر الصالحين تسبيح وتحميد وتكبير وتهليل، وذكر المعرضين والغافلين غناء
ومجون وسفه وغيبة ونميمة وفحش.

شتان من كان لسانه رطباَ بذكر خالقه ومولاه وبين هؤلاء الغافلين قال الإمام مالك
ما تنعم المتنعمون بمثل ذكر الله .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه
إلا قاموا عن مثل جيفة **** وكان لهم حسرة . رواه مسلم

وقال عليه الصلاة والسلام مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت
رواه البخاري ومسلم .

فبالله عليكم كم من المسلمين هم أحياء ولكن موتى ؟ كم منهم يأنس بمزمار الشيطان
وينفر من ذكر الرحمن ؟ كم هناك من اللاهين عن ربهم الغارقين في بحر الشهوات ؟

كم منهم مضيع ذكر ربه والكثير من الحسنات والخيرات ؟

فهل تعملون ليوم لا ينفع فيه مالٌ ولا ولد !!!!!

قال ابن عباس رضي الله عنه الشيطان جاثم على قلب ابن آدم فإذا سها وغفل وسوس ,
وإذا ذكر الله تعالى خنس .

قال الشاعر :
فنسيان ذكر الله موت قلوبهم وأجسامهم قبل القبور قبور
وأرواحهم في وحشة من جسومهم وليس لهم حتى النشور نشور



غير خاف على كل مسلم أهمية الذكر وفوائده العظيمة , يقول الله تبارك وتعالى (( يا
أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً )) .


فأي لحظة لا يذكر العبد الله عز وجل كانت عليه لا له وكان خسرانه فيها أعظم مما
ربح في غفلته عن الله وندم على ذلك ندماً شديداً عند لقاء الله يوم القيامة .

عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من ساعة تمر
بابن آدم لم يذكر الله فيها إلا حسر عليها يوم القيامة ) رواه أبو نعيم والبيهقي
وقال الألباني رحمه الله حديث حسن

عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا أنبئكم
بخير أعمالكم , وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم , وخير لكم من انفاق الذهب
والورق , وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا
بلى يا رسول الله
قال : ذكر الله ) رواه الترمذي وصححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يسير في
طريق مكة فمر على جبل يقال له جمدان فقال سيروا هذا جمدان , سبق المفردون قالوا
وما المفردون يا رسول الله ؟ قال : الذاكرون الله كثيراً والذاكرات ) رواه مسلم

لقد جمعت فوائد الذكر من كتب المشايخ والعلماء وبعض الأشرطة أسأل الله أن ينفعني وإياكم بها
هذه المقدمة والحلقة القادمة أكتب الفائدة الأولى بإذن الله
شاهين الفودري

الفودري
04-13-2009, 07:01 PM
الفائدة الأولى :

من فوائد ذكر الله عز وجل أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره , قال تعالى (( ومن يعش
عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو لهو قرين )) .

وقال تعالى (( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ))


فلا يستطيع العبد أن يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله تعالى وهذه فائدة جليلة
من فوائد الذكر .

وثبت في مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي من حديث الحارث الأشعري عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه قال : ( إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن
يعمل بهن وأن يأمر بني اسرائيل أن يعملوا بهن فكأنه أبطأ بهن فأوحى الله إلى عيسى
: إما أن يبلغهن أو تبلغهن فأتاه عيسى فقال له إنك أمرت بخمس كلمات أن تعمل بهن
وتأمر بني اسرائيل أن يعملوا بهن فإما أن تبلغهن وإما أن أبلغهن فقال له يا روح
الله أخشى إن سبقتني أن أعذب أو يخسف بي فجمع يحيى بني اسرائيل في بيت المقدس
حتى امتلأ المسجد فقعد على الشرفات فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إن الله أمرني
بخمس كلمات أن أعمل بهن وآمركم أن تعملوا بهن , ثم ذكر التوحيد والصلاة والصيام
والصدقة ……
ثم ذكر الخامسة : وأمركم بذكر الله كثيراً ومثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعاً
في أثره فأتى حصناً حصيناً فأحرز نفسه فيه , وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان
إذا كان في ذكر الله تعالى ) صححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع .

فهذا الحديث مشتمل على فضيلة عظيمة للذكر , وأنه يطرد الشيطان وينجي منه , وأنه
بمثابة الحصن الحصين والحرز المكين الذي لا يحرز العبد نفسه من هذا العدو اللدود
إلا به .
وروى الإمام مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال : ( إذا دخل الرجل بيته فذكر اسم الله تعالى حين يدخل وحين يطعم قال
الشيطان : لا مبيت لكم ولا عشاء ههنا وإن دخل فلم يذكر اسم الله عند دخوله قال
الشيطان : أدركتم المبيت وإن لم يذكر الله عند مطعمه قال : أدركتم المبيت والعشاء
) .
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى : فلو لم يكن في الذكر إلا هذه الخصلة الواحدة
لكان حقيقا بالعبد أن لا يفتر لسانه من ذكر الله تعالى فإنه لا يحرز نفسه من عدوه
إلا بالذكر ولا يدخل عليه العدو إلا من باب الغفلة فهو يرصده فإذا غفل وثب عليه
وافترسه وإذا ذكر الله تعالى انخنس عدو الله وتصاغر وانقمع حتى يكون كالذباب
ولهذا سمي الوسواس الخناس أي يوسوس في الصدور فإذا ذكر الله تعالى خنس أي كف
وانقبض .

وقال ابن عباس رضي الله عنه : الشيطان جاثم على قلب ابن آدم فاذا سها وغفل وسوس ,
فاذا ذكر الله خنس . الوابل الصيب

فنسأل الله تعالى أن يعيذنا من شر الشيطان وشركه ومن همزه ونفخه ونفثه إنه سميع
مجيب قريب

الفودري
04-15-2009, 04:54 PM
الفائدة الثانية :

أنه يجلب لقلب الذاكر الفرح والسرور والراحة , ويورث القلب السكون والطمأنينة كما
قال تعالى (( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم لذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب))
.
ومعنى قوله تعالى ( وتطمئن قلوبهم ) أي يزول ما فيها من قلق أو اضطراب , ويكون
فيها بدل ذلك الأنس والفرح والراحة , وقوله تعالى ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب )
أي حقيق بها وحري أن لا تطمئن لشيء سوى ذكره تبارك وتعالى .

بل إن الذكر هو حياة القلب حقيقة , وهو قوت القلب والروح , فإذا فقده العبد صار
بمنزلة الجسم إذا حيل بينه وبين قوته , فلا حياة للقلب حقيقة إلا بذكر الله ,
ولهذا يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ) الذكر للقلب مثل الماء للسمك ,
فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء ) . الوابل الصيب لابن القيم

الفودري
04-17-2009, 07:32 AM
الفـائــدة الـثــالــثــــة :
من فوائد ذكر العبد لله أنه يورثه ذكر الله له كما قال تعالى :

(( فاذكروني أذكركم ))

قال الحسن البصري في قوله " فاذكروني أذكركم" قال اذكروني فيما أوجبت لكم على
نفسي وعن سعيد بن جبير اذكروني بطاعتي أذكركم بمغفرتي وفي رواية برحمتي وعن ابن
عباس في قوله اذكروني أذكركم قال ذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه .

وروىالبخاري و مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم (( يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي , وأنا معه إذا
ذكرني , فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم
, وإن تقرب إلي بشبر , تقربت إليه ذراعاً , وإن تقرب إلي ذراعاً تقربت إلي باعاً
, وإن أتاني يمشي أتيته هرولة)) .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك
و تعالى: يا ابن آدم إذا ذكرتني خاليا، ذكرتك خاليا، و إذا ذكرتني في ملأ، ذكرتك
في ملأ خير من الذين تذكرني فيهم . أخرجه البزار وصححه الألباني رحمه الله في
السلسلة .


قال الربيع بن أنس إن الله ذاكر من ذكره , وزائد من شكره , ومعذب من كفره

أخي المسلم إذا ذكرك ملك أو أمير لفرحت فرحاً شديداً , فكيف إذا ذكرك رب العالمين
فلا تغفل عنذكره فتكون من النادمين يوم لا ينفع فيه الندم .

همس الرووح
04-17-2009, 02:41 PM
http://forum.moalem.net/file/2009/04/11.gif (http://www.up.3ros.net)

الفودري
04-22-2009, 05:22 PM
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك

وجعلك الله من الذاكرات لله كثيرا

الفودري
04-22-2009, 05:24 PM
الفـائــدة الــرابـعـــة :

ومن فوائد ذكر الله عز وجل أنه يحط الخطايا ويذهبها , وينجي الذاكر لله من عذاب
الله

عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما عمل
آدمي عملاً أنجى له من عذاب الله من ذكر الله ) رواه الإمام أحمد وصححه الألباني
رحمه الله في صحيح الجامع .
وفي رواية للطبراني ما عمل آدمي عملا أنجى له من العذاب من ذكر الله تعالى .
قيل: ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا أن يضرب بسيفه
حتى ينقطع .حسنه الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب .

عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ( ما على الأرض أحد يقول : لا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة
إلا بالله , إلا كفرت عنه ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر ) رواه الترمذي
والنسائي وحسنه الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب .