زين العابدين
03-26-2009, 06:40 PM
النداء غير الأخير إلى :
الفَرَسِ الهَارِبَة !
شعر محمود الحليبي
http://forum.moalem.net/file/2009/03/13.gif
كنتُ ممسكا بعنانها فرسًا بيضاء أصيلة ؛ أسايرها على قدميّ في الصحراء ؛ ثم إن نفسي حدثتني - اتكاء على طول عهدي بها وعهدها بي - أن أسايرها بلا عنان ؛ فخليتها ، فانطلقتْ شيئا فشيئا حتى طفقت تنهب الدرب بسرعة لم أعد أحتملها ؛ قفز قلبي من بين أضلاعي لهفة عليها ، أسرعتْ أكثر ؛ بل بدأت تتوارى !
وفجأة رأيت طيفها يدلف إلى مسجد عتيق في وسط الصحراء ، غمرتني الفرحة .. هرولتُ إليه ؛ أبحث عنها أفتش بين أروقته عنها ، لم أجدها ، خرجتُ وأنفاسي تتقطع تعبا وحزنا ، وإذا بطفلة صغيرة شقراء تسبقني إلى فناء المسجد الخارجي .
واستيقظتُ أردد مطلع هذه القصيدة بصوت أكلت حروفه الفاجعة واللوعة :
لا شِعْرَ بعدكِ ! إن مَضَيْتِ ؛ فعُـودِي
تَرجُوكِ جَـرّةُ مِرسمـي ومُـدودِي
تَرجُوكِ نَحلـةُ خاطـرٍ يـا طالمـا
لثمَـتْ بِجَنّتِـنَـا صُـنـوفَ وُرودِ
تَرْجُوكِ ذاكرتي التـي نَسِيَـتْ دُنًـى
وبقيـتِ وحـدَكِ تُثبتيـنَ وجُـودِي
ترجـوكِ داليـةٌ زَرَعْـتِ بِمُهجَتـي
يَشْكـو إليـكِ جَفافَهـا عُنـقُـودِي
ليتَ التـي نظـرَتْ لكفِّـكِ حينمـا
ودَّعتِني عَمِيتْ ، ومَاتَ حَسُـودِي !
ليـتَ الـذي بينـي وبينـكِ مَيِّـتٌ
سِقْطًا ، ونبـرأُ مِـنْ شَقَـاءِ وَلِيـدِ
خَلّفْتِـه تِمْثـالَ عِـشْـقٍ دَمْـعُـهُ
يفري صُخـورَ تَصَبُّـرِي وحَدِيـدِي
وتَرَكْتِنـي أَجْثُـو حِيـالَ قَـوامـهِ
مُسْتَغرِِقًـا فـي قــدِّهِ المَـمْـرُودِ
أُصغـي إليـهِ يُميتُنـي بِسكُـونِـه
ويعيدُنـي بِصُراخِـهِ المـشْـدُودِ !
مَاذَا دَهَاكِ ؟ هَـل استفاقـتْ فِتنـةٌ
كَانـتْ مخبَّـأةً بِـغَـدْرِ حَـقُـودِ ؟
آذاكِ بـي ، ووَشَـى عَلـيَّ بِفِرْيَـةٍ
حَتىّ غَـدَوْتُ كمُخْطِـئٍ مَطْـرُودِ ؟
أنَا لا أُصَـدِّقُ مَـا يَـدُورُ بِقصَّتِـي
الخطُّ خَطِّي ، والعقُـودُ عقُـودِي !
تَقْتَاتُ - أسئلتي عليكِ - سعَادِتـي
وَتَهُـدُّ بالهـمِّ الشديـدِ شَـديـدِي
هلْ أنتِ مَنْ رَسَمَتْكِ في الرُّؤيا يَـدِي
وصَحَوْتُ ؛ فامْتثَلَتْ تَضُمُّ نَشِيـدِي ؟
هَلْ أنتِ مَنْ قَرأَتْـكِ رُوحِـيَ مَـرَّةً
وحَسِبْتُ أنَّكِ مِنْ عُيـون قَصِيـدِي ؟
هَلْ أنتِ مَنْ نزَلـتْ بِغُرفَـةِ خَافِقـي
يَوْمًا ؛ فكانَ سَرِيرُهـا بِوَرِيـدِي ؟!
هَلْ .. هلْ .. يكادُ تَساؤُلي يَجْتَاحُني
يَغْتَـالُ ذِرْوةَ يَقْظََـتِـي ورُقُــودِي
لا . لَسْـتِ أَنْـتِ إذَا بَقِيـتِ بَعِيـدةً
تَرْنِيـنَ مِـنْ طَـرْفٍ إلـيَّ بَعِـيـدِ
تَغْشَانِـيَ اللَّهفَـاتُ شَوْقًـا ظامئًـا
وتلفُّنـي الغفَـواتُ غيـرَ سَعِيـدِ !
الليـلُ فـي عينـيَّ ليـسَ بِمُنْجَـلٍ
والصبـحُ ليـسَ يَجيئُنـي بجديـدِ
ما كانَ قلبُكِ هكذا ؛ مـاذَا جـرَى ؟
أيكـونُ مـا شيـدتُـه كجلـيـدِ ؟
نفَثتْ عليهِ الشَّمْـسُ نفثتَهـا فمَـا
تركَتْ سِـوَى مـاءٍ يسيـلُ بِبيـدِ !
بالله ! فُكِّـي عُقْـدَةً ، بـلْ حَـرِّرِي
عقـلاً تَثاقـلَ مـن قُيـودِ قُيـودِ !
بالله ! كيف غَدَتْ خُطـاكِ جَرِيئَـةً ؟
حَمَلتْكِ حتـى جَاوَزَتْـكِ حُـدودِي ؟
كيفَ المسافـاتُ انتهـتْ بسُهولـةٍ
وقَطعْتِ كُلَّ حَواجِـزي وَسُـدُودِي ؟
إني لأجلـكِ قـد حَرسْـتُ مَدِينتـي
وبثثـتُ فيهـا أَعْيُنـي وَحُشُـودِي
ونَصَبْتُ فيها مـن ضُلوعِـي فِرقـةً
تَرْعَاكِ ؛ أَنَّى رُحْتِ كـانَ جنُـودي !
وزَرَعْتُ بالقَلَقِ الطويـلِ شَوارعِـي
ورصفتُها بحُشَاشَتـي وخُـدُودِي !
العُشْبُ إن هطلتْ عليـكِ مشَاعِـري
عِشْقي نَدِيًّـا ، والزُّهـورُ وعُـودِي
والدربُ إن هَرْوَلْـتِ فـوقَ أَدِيمـهِ
كبدي التي فُطِـرَتْ لأجـلِ كُبُـودِ !
أنَـا نَخْلـةٌ حيـثُ التفـتِّ ظليلـةٌ
أَحْنُـو عليـكِ بِتَمْرتِـي وجَريـدِي
أنـا غَيْـمـةٌ مشتـاقـةٌ هتّـانـةٌ
أَسْقِيـكِ مَـاءَ دَماثَتـي المـبـرودِ
ويدُ النسيمِ يَـدِي إذا مـرَّتْ علـى
خصلاتِ شَعْركِ غَضّـةً ، وبَرِيـدِي
يَحْكِي إليكِ شفيفَ إحساسي ، ومـا
يهـذي بِخَاطِـرِ وَالــهٍ مَعْـمُـودِ
وسنَا النَّهَارِ بيَـاضُ قلبـيَ نابضًـا
تُغْرِيـكِ خَفْقـتُـه كـدَقّـةِ عُــودِ
وَسِتَارُ ليلكِ طـرفُ عَيْنِـيَ سَارِحًـا
لمـاّ أَهِـيـمُ ُبمُقلتـيْـكِ الـسُّـودِ
أَنَّـى اتجهْـتِ سَتَلْتَقِيـنَ مَلامِحِـي
ويَطُوفُ حَوَلَـكِ طارِفـي وتَليـدِي
أنَّى استَرَحْتِ سَتَسْمَعِيـنَ قَصائِـدي
ويُذِيبُ حِسَّكِ ( كامِلي ، ومَدِيـدِي )
قُولي - بربكِ - كيفَ وَاراكِ النَّـوى
ونَجَوْتِ مِـنْ قَلْـبٍ إليـكِ وَدُودِ ؟!
كيفَ اختفيتِ ؟ أعنْ عُيونيَ ؟ فجأةً ؟
وأنَا ، وأَشْواقِي إليـكِ : شُهُـودِي !
أأظـنُّ أنّـكِ قَـدْ مَلَلْـتِ صَدَاقَتـي
يا مَنْ كَرِهْـتِ مَلالَتـي وَصُـدُودِي
يَا مَنْ تَعُـدُّ عَلَـيَّ أنفاسـي هَـوًى
وتَـرَى قِيامِـيَ نبْضَهـا وَقُعُـودِي
عُودِي . فديتُكِ بالخيـولِ جميعِهـا
يا خيرَ مـا فـي عُدَّتـي وعَديـدِي
عُودي . فِداكِ جَميعُهنَّ ! سَمِعْتِني ؟
يا إِرْثَ مجـدِ عَشِيرتِـي وجُـدودِي
عُودِي فمَا زَالَـتْ قُـدُورِيَ تَغْتَلِـي
مَحْشُـوّةً بِطَـرائِـدِي وَصُـيـودِي
لا زلتُ أنصبُ في الصبابةِ خيمتـي
وأزيدُ من حَطَـبِ الهُيَـامِ وَقُـودِي
سَتَرَيْنَنِي مُلقًى إذا مـا عُـدْتِ لـي
وعلـى يَمِينـيَ قَهْوتِـي وثَرِيـدِي
وتَرَيْنَنِـي أهـذي ؛ فـلا تَتَعَجّلِـي
قَلَقًـا عَلـيَّ ؛ أَطَاحَنـي تَنْهِيـدِي !
هِيَ مِنْكِ صَهْلةُ حُـرَّةٍ حنّـتْ إلـى
خَيّالِهـا ؛ وأعـودُ عَـوْدَ حَمـيـدِ
ستفيضُ رُوحيَ خُضْرةً ، وتمسّنـي
كفُّ اللقاء ندًى ، ويُـورِقُ عُـودِي
سَأَفِـزُّ أنهـضُ فَارِسًـا متوشحًـا
برجُولتـي ومطامحـي وخُلـودِي !
عُـودي سأغفـرُ للهُروبِ ؛ لأنّــهُ
سَيذِيقُنِي بَعْدَ النُّـزُولِ صُعُـودِي !!
الفَرَسِ الهَارِبَة !
شعر محمود الحليبي
http://forum.moalem.net/file/2009/03/13.gif
كنتُ ممسكا بعنانها فرسًا بيضاء أصيلة ؛ أسايرها على قدميّ في الصحراء ؛ ثم إن نفسي حدثتني - اتكاء على طول عهدي بها وعهدها بي - أن أسايرها بلا عنان ؛ فخليتها ، فانطلقتْ شيئا فشيئا حتى طفقت تنهب الدرب بسرعة لم أعد أحتملها ؛ قفز قلبي من بين أضلاعي لهفة عليها ، أسرعتْ أكثر ؛ بل بدأت تتوارى !
وفجأة رأيت طيفها يدلف إلى مسجد عتيق في وسط الصحراء ، غمرتني الفرحة .. هرولتُ إليه ؛ أبحث عنها أفتش بين أروقته عنها ، لم أجدها ، خرجتُ وأنفاسي تتقطع تعبا وحزنا ، وإذا بطفلة صغيرة شقراء تسبقني إلى فناء المسجد الخارجي .
واستيقظتُ أردد مطلع هذه القصيدة بصوت أكلت حروفه الفاجعة واللوعة :
لا شِعْرَ بعدكِ ! إن مَضَيْتِ ؛ فعُـودِي
تَرجُوكِ جَـرّةُ مِرسمـي ومُـدودِي
تَرجُوكِ نَحلـةُ خاطـرٍ يـا طالمـا
لثمَـتْ بِجَنّتِـنَـا صُـنـوفَ وُرودِ
تَرْجُوكِ ذاكرتي التـي نَسِيَـتْ دُنًـى
وبقيـتِ وحـدَكِ تُثبتيـنَ وجُـودِي
ترجـوكِ داليـةٌ زَرَعْـتِ بِمُهجَتـي
يَشْكـو إليـكِ جَفافَهـا عُنـقُـودِي
ليتَ التـي نظـرَتْ لكفِّـكِ حينمـا
ودَّعتِني عَمِيتْ ، ومَاتَ حَسُـودِي !
ليـتَ الـذي بينـي وبينـكِ مَيِّـتٌ
سِقْطًا ، ونبـرأُ مِـنْ شَقَـاءِ وَلِيـدِ
خَلّفْتِـه تِمْثـالَ عِـشْـقٍ دَمْـعُـهُ
يفري صُخـورَ تَصَبُّـرِي وحَدِيـدِي
وتَرَكْتِنـي أَجْثُـو حِيـالَ قَـوامـهِ
مُسْتَغرِِقًـا فـي قــدِّهِ المَـمْـرُودِ
أُصغـي إليـهِ يُميتُنـي بِسكُـونِـه
ويعيدُنـي بِصُراخِـهِ المـشْـدُودِ !
مَاذَا دَهَاكِ ؟ هَـل استفاقـتْ فِتنـةٌ
كَانـتْ مخبَّـأةً بِـغَـدْرِ حَـقُـودِ ؟
آذاكِ بـي ، ووَشَـى عَلـيَّ بِفِرْيَـةٍ
حَتىّ غَـدَوْتُ كمُخْطِـئٍ مَطْـرُودِ ؟
أنَا لا أُصَـدِّقُ مَـا يَـدُورُ بِقصَّتِـي
الخطُّ خَطِّي ، والعقُـودُ عقُـودِي !
تَقْتَاتُ - أسئلتي عليكِ - سعَادِتـي
وَتَهُـدُّ بالهـمِّ الشديـدِ شَـديـدِي
هلْ أنتِ مَنْ رَسَمَتْكِ في الرُّؤيا يَـدِي
وصَحَوْتُ ؛ فامْتثَلَتْ تَضُمُّ نَشِيـدِي ؟
هَلْ أنتِ مَنْ قَرأَتْـكِ رُوحِـيَ مَـرَّةً
وحَسِبْتُ أنَّكِ مِنْ عُيـون قَصِيـدِي ؟
هَلْ أنتِ مَنْ نزَلـتْ بِغُرفَـةِ خَافِقـي
يَوْمًا ؛ فكانَ سَرِيرُهـا بِوَرِيـدِي ؟!
هَلْ .. هلْ .. يكادُ تَساؤُلي يَجْتَاحُني
يَغْتَـالُ ذِرْوةَ يَقْظََـتِـي ورُقُــودِي
لا . لَسْـتِ أَنْـتِ إذَا بَقِيـتِ بَعِيـدةً
تَرْنِيـنَ مِـنْ طَـرْفٍ إلـيَّ بَعِـيـدِ
تَغْشَانِـيَ اللَّهفَـاتُ شَوْقًـا ظامئًـا
وتلفُّنـي الغفَـواتُ غيـرَ سَعِيـدِ !
الليـلُ فـي عينـيَّ ليـسَ بِمُنْجَـلٍ
والصبـحُ ليـسَ يَجيئُنـي بجديـدِ
ما كانَ قلبُكِ هكذا ؛ مـاذَا جـرَى ؟
أيكـونُ مـا شيـدتُـه كجلـيـدِ ؟
نفَثتْ عليهِ الشَّمْـسُ نفثتَهـا فمَـا
تركَتْ سِـوَى مـاءٍ يسيـلُ بِبيـدِ !
بالله ! فُكِّـي عُقْـدَةً ، بـلْ حَـرِّرِي
عقـلاً تَثاقـلَ مـن قُيـودِ قُيـودِ !
بالله ! كيف غَدَتْ خُطـاكِ جَرِيئَـةً ؟
حَمَلتْكِ حتـى جَاوَزَتْـكِ حُـدودِي ؟
كيفَ المسافـاتُ انتهـتْ بسُهولـةٍ
وقَطعْتِ كُلَّ حَواجِـزي وَسُـدُودِي ؟
إني لأجلـكِ قـد حَرسْـتُ مَدِينتـي
وبثثـتُ فيهـا أَعْيُنـي وَحُشُـودِي
ونَصَبْتُ فيها مـن ضُلوعِـي فِرقـةً
تَرْعَاكِ ؛ أَنَّى رُحْتِ كـانَ جنُـودي !
وزَرَعْتُ بالقَلَقِ الطويـلِ شَوارعِـي
ورصفتُها بحُشَاشَتـي وخُـدُودِي !
العُشْبُ إن هطلتْ عليـكِ مشَاعِـري
عِشْقي نَدِيًّـا ، والزُّهـورُ وعُـودِي
والدربُ إن هَرْوَلْـتِ فـوقَ أَدِيمـهِ
كبدي التي فُطِـرَتْ لأجـلِ كُبُـودِ !
أنَـا نَخْلـةٌ حيـثُ التفـتِّ ظليلـةٌ
أَحْنُـو عليـكِ بِتَمْرتِـي وجَريـدِي
أنـا غَيْـمـةٌ مشتـاقـةٌ هتّـانـةٌ
أَسْقِيـكِ مَـاءَ دَماثَتـي المـبـرودِ
ويدُ النسيمِ يَـدِي إذا مـرَّتْ علـى
خصلاتِ شَعْركِ غَضّـةً ، وبَرِيـدِي
يَحْكِي إليكِ شفيفَ إحساسي ، ومـا
يهـذي بِخَاطِـرِ وَالــهٍ مَعْـمُـودِ
وسنَا النَّهَارِ بيَـاضُ قلبـيَ نابضًـا
تُغْرِيـكِ خَفْقـتُـه كـدَقّـةِ عُــودِ
وَسِتَارُ ليلكِ طـرفُ عَيْنِـيَ سَارِحًـا
لمـاّ أَهِـيـمُ ُبمُقلتـيْـكِ الـسُّـودِ
أَنَّـى اتجهْـتِ سَتَلْتَقِيـنَ مَلامِحِـي
ويَطُوفُ حَوَلَـكِ طارِفـي وتَليـدِي
أنَّى استَرَحْتِ سَتَسْمَعِيـنَ قَصائِـدي
ويُذِيبُ حِسَّكِ ( كامِلي ، ومَدِيـدِي )
قُولي - بربكِ - كيفَ وَاراكِ النَّـوى
ونَجَوْتِ مِـنْ قَلْـبٍ إليـكِ وَدُودِ ؟!
كيفَ اختفيتِ ؟ أعنْ عُيونيَ ؟ فجأةً ؟
وأنَا ، وأَشْواقِي إليـكِ : شُهُـودِي !
أأظـنُّ أنّـكِ قَـدْ مَلَلْـتِ صَدَاقَتـي
يا مَنْ كَرِهْـتِ مَلالَتـي وَصُـدُودِي
يَا مَنْ تَعُـدُّ عَلَـيَّ أنفاسـي هَـوًى
وتَـرَى قِيامِـيَ نبْضَهـا وَقُعُـودِي
عُودِي . فديتُكِ بالخيـولِ جميعِهـا
يا خيرَ مـا فـي عُدَّتـي وعَديـدِي
عُودي . فِداكِ جَميعُهنَّ ! سَمِعْتِني ؟
يا إِرْثَ مجـدِ عَشِيرتِـي وجُـدودِي
عُودِي فمَا زَالَـتْ قُـدُورِيَ تَغْتَلِـي
مَحْشُـوّةً بِطَـرائِـدِي وَصُـيـودِي
لا زلتُ أنصبُ في الصبابةِ خيمتـي
وأزيدُ من حَطَـبِ الهُيَـامِ وَقُـودِي
سَتَرَيْنَنِي مُلقًى إذا مـا عُـدْتِ لـي
وعلـى يَمِينـيَ قَهْوتِـي وثَرِيـدِي
وتَرَيْنَنِـي أهـذي ؛ فـلا تَتَعَجّلِـي
قَلَقًـا عَلـيَّ ؛ أَطَاحَنـي تَنْهِيـدِي !
هِيَ مِنْكِ صَهْلةُ حُـرَّةٍ حنّـتْ إلـى
خَيّالِهـا ؛ وأعـودُ عَـوْدَ حَمـيـدِ
ستفيضُ رُوحيَ خُضْرةً ، وتمسّنـي
كفُّ اللقاء ندًى ، ويُـورِقُ عُـودِي
سَأَفِـزُّ أنهـضُ فَارِسًـا متوشحًـا
برجُولتـي ومطامحـي وخُلـودِي !
عُـودي سأغفـرُ للهُروبِ ؛ لأنّــهُ
سَيذِيقُنِي بَعْدَ النُّـزُولِ صُعُـودِي !!