ebrahim
03-03-2009, 11:13 PM
يدفعني فضولي أحيانا لمعرفة الكثير عن كيفية سماع الصم للأصوات من خلال إستخدامهم للمعينات السمعيه كجهاز زراعة القوقعه، ولكن أحتار أحيانا في صياغة الأسئله قبل طرحها عليهم. فأقضي بعض الوقت أفكر بنوعية الأسئله والتي أطمح من خلالها على الحصول على أجوبه دقيقه تساعدني وتساعد القارئ على فهم كيفية سماع الصم للأصوات المحيطه بهم. وأعتقد بأن الاجابه على أسئلتي تكون مختلفه من شخص لأخر ويرجع ذلك لأسباب ترتبط في المده التي إستخدم فيها هذا الشخص جهاز القوقعه ومدى تعوده على سماع الأصوات من خلال تأهيله على ذلك منذ الصغر.
أتذكر في السنوات الماضيه وفي العديد من المرات بأن قمت بطرح الكثير من الأسئله على إبني الأصم "إعاقه سمعيه شديده ويستخدم جهاز القوقعه" تتعلق بسمعه وتمييزه للأصوات التي يسمعها وإمكانية وصفها سواء في المنزل أو في خارجه. وطبعا لم تكن إجاباته دقيقه عندما كان في سن مبكر "4-8 سنوات من العمر" ويرجع ذلك لصعوبة قدرات الطفل الأصم على التعبير بوصف الأشياء وخصوصا التى ترتبط بالحاسه السمعيه ولكن أشعر الأن بازدياد دقة إجابته وهو يقارب سن الخامسة عشر.
ومنذ بضعة شهور سئلته عن إمكانية وصف الصوت أو الأصوات التي يسمعها في البيئه المحيطه به "كصوت الطيور، الرعد، الرياح وغيره" أو في البيت "المحادثه، التلفاز، جرس التلفون وغيره" وكان رده بأنه من الصعب أن أصف ما أسمع بكلمات لأني ولدت فاقد للسمع. وقال إن كنت تبحث عن إجابه مناسبه لهذا النوع من الأسئله فعليك أن تسأل شخص قد فقد سمعه وهو في منتصف العمر"أي عاش بداية حياته بسمع طبيعي وفقد سمعه مع تقدم العمر" ولكن عندي المقدره على تمييز الأصوات وتقليدها ومحاولت تحديد مصدرها إذا كانت قريبه أو بعيده. وعندما سئلته عن مدى قدرته على تحديد درجة شدة إرتفاع أو إنخفاض الأصوات المسموعه فأجاب "يسأعدني جهاز القوقعه و بكل سهوله على تحديد درجة إرتفاع شدة الصوت أو إنخفاضه ولكن أواجه صعوبات بتحديد مصدر الأصوات وخصوصا في الأماكن العامه كالحدائق والمجمعات التجاريه والشوارع. ولقد وجهت له سؤال أخير لمعرفة إذا كان للصم مستخدمي جهاز القوقعه أصوات يفضلون سماعها فقال بأن صوت سقوط المطر على الأرض يحسسه بالسعاده وخصوصا عندما يكون بشكل متواصل. فعندما تبدأ الأمطار بالتساقط أبحث عن مكان كمظله لكي أحتمي بها وأكون على مقربه لأسمع صوت المطر وهو يتساقط على الأرض.
وقبل عام تقريبا حضرت مؤتمر عن زراعة القوقعه في أمريكا الشماليه وكان من المفاجئات حضور دكتور متخصص في العلوم الانسانيه ويبلغ من العمر الأربعه والأربعون عام وقد فقد جزء من سمعه عند ولادته وبدأ بإستخدام سماعات الأذن في سن مبكر من عمره. ولقد أستمر فقدانه لسمعه إلى أن وصل لمرحلة التلاشي في عام 2001م وعندها قرر عمل عملية زراعة القوقعه. ويقول هذا الدكتور بأنه وبعد العمليه بعدة أيام قام بزيارة أخصائي السمعيات لتركيب وتشغيل جهاز القوقعه المعالج "الجهاز الخارجي" لكي يتمكن من السمع. ويستمر بحديثه ليبين لي بأن اليوم الذي تم به تشغيل جهاز القوقعه في المستشفى "أول مره بعد إجراء العمليه"، بأن الكلام المسموع غير واضح ودرجة وحدة الصوت عاليه وكذلك شعر برنين عند سماعه للصوت المسموع.
طبعا يجب علينا أن نضع بالحسبان بأن هذا رأي شخص كان يستخدم سماعات الأذن والأن يستخدم جهاز القوقعه فوجهة نظره تعكس مقارنة السمع بجهازين مختلفين. فسماعة الأذن تسأعد على تضخيم الصوت حتى يسمع ضعاف السمع هذا الصوت بطريقه أفضل تساعدهم على فهمه. بينما يعمل جهاز القوقعه على تجاوز الجزء التالف في الأذن الداخليه للأصم وإثارة العصب السمعي ليمكن الأصم بالاحساس بالصوت ويتم نقل الاشاره الكهربائيه عن طريق سلك موصل في خلية كمبيوتر يزرع في حلزون الاذن يقوم بتوصيل هذه النبضات الكهربائيه الى العصب السمعي ومنه إلى المناطق السمعيه في المخ. لذلك كل معينه سمعيه لها قدره تختلف عن الأخرى وتساعد مستخدمها على سماع الأصوات وعلينا أن نعرف بأن شدة فقدان السمع لشخص ما تلعب دور كبير في معرفة وضوح ما يسمعه هذا الشخص من أصوات.
وعندما طلبنا من هذا الدكتور عمل مقارنه بين ما يسمعه بالسابق بسماعات الأذن بما يسمعه حاليا بإستخدام جهاز القوقعه أجاب بأن الأصوات المحيطه به تسمع بجهاز القوقعه أحسن من سماعة الأذن ولكن الكلام والموسيقى المسموعه سابقا بواسطة سماعة الأذن تسمع أفضل من جهاز القوقعه. وينتقل الدكتور للحديث عن صوته بعد إجراء عملية زراعة القوقعه ليقول بأن إدراكه الحسي وفهمه لصوته إزداد أكثر عن السابق وبأنه أصبح يسمع دقات ساعة الحائط عند إستخدامه لجهاز القوقعه وهو على بعد عشرين قدم بينما كان يسمعها في السابق وبواسطة سماعة الأذن على بعد خمسة أقدام مما يعكس مدى قوة جهاز القوقعه في إستقبال الأصوات ذات الشدة المنخفضه ومن مسافات متوسطة البعد ليسمعها مستخدم هذا الجهاز وبسهوله.
إنه من المهم لنا نحن "الأشخاص الذين يملكون قدرات سمعيه طبيعيه" أن نفهم كيفية سماع الصم للأصوات وعلينا أن نتحرى عن ذلك من خلال سؤالنا لهم عن ما يسمعونه وكيفية وصفهم لذلك. وأعتقد بأنه إنجاز كبير للصم بأن يفسرو ويشرحو لنا ما يسمعونه من أصوات من خلال إستخدامهم للمعينات السمعيه كسماعات الأذن وجهاز القوقعه والتى كانت تعتبر من المستحيلات لهذه الفئه في السابق. وعلينا كأولياء أمور أن نفهم إحتياجات أبنائنا ونحثهم على الاستمرار بإستخدام المعينات السمعيه وتوفير البيئه السمعيه المناسبه والتي تسأعدهم على التعود على سماع الأصوات وإدراكها. ويجب علينا أن نشجعهم على الانتباه والتركيز عند سماعهم للأصوات المحيطه بهم سواء بالبيت أو في المدرسه حتى يتسنى لهم فهم ما يجري حولهم.
لقد أثبتت التكنولوجيا الحديثه ومن خلال زراعة القوقعه للصم إمكانية كسر حائط الصمت والذي كان يقف عائقا أمام الشخص الأصم للتواصل مع الأخرين في المجتمع. وعلينا أن نوفر جميع الامكانيات الطبيه والتعليميه للصم ونسأعدهم على تنمية وتطوير لغتهم ومعرفتهم حتى يستطيعو أن يحققو أهدافهم ليواكبو أقرانهم الأسوياء في المدرسه والمجتمع.
كتبه/ إبراهيم السالم - ولي أمر أصم
14 مايو 2008 م
أتذكر في السنوات الماضيه وفي العديد من المرات بأن قمت بطرح الكثير من الأسئله على إبني الأصم "إعاقه سمعيه شديده ويستخدم جهاز القوقعه" تتعلق بسمعه وتمييزه للأصوات التي يسمعها وإمكانية وصفها سواء في المنزل أو في خارجه. وطبعا لم تكن إجاباته دقيقه عندما كان في سن مبكر "4-8 سنوات من العمر" ويرجع ذلك لصعوبة قدرات الطفل الأصم على التعبير بوصف الأشياء وخصوصا التى ترتبط بالحاسه السمعيه ولكن أشعر الأن بازدياد دقة إجابته وهو يقارب سن الخامسة عشر.
ومنذ بضعة شهور سئلته عن إمكانية وصف الصوت أو الأصوات التي يسمعها في البيئه المحيطه به "كصوت الطيور، الرعد، الرياح وغيره" أو في البيت "المحادثه، التلفاز، جرس التلفون وغيره" وكان رده بأنه من الصعب أن أصف ما أسمع بكلمات لأني ولدت فاقد للسمع. وقال إن كنت تبحث عن إجابه مناسبه لهذا النوع من الأسئله فعليك أن تسأل شخص قد فقد سمعه وهو في منتصف العمر"أي عاش بداية حياته بسمع طبيعي وفقد سمعه مع تقدم العمر" ولكن عندي المقدره على تمييز الأصوات وتقليدها ومحاولت تحديد مصدرها إذا كانت قريبه أو بعيده. وعندما سئلته عن مدى قدرته على تحديد درجة شدة إرتفاع أو إنخفاض الأصوات المسموعه فأجاب "يسأعدني جهاز القوقعه و بكل سهوله على تحديد درجة إرتفاع شدة الصوت أو إنخفاضه ولكن أواجه صعوبات بتحديد مصدر الأصوات وخصوصا في الأماكن العامه كالحدائق والمجمعات التجاريه والشوارع. ولقد وجهت له سؤال أخير لمعرفة إذا كان للصم مستخدمي جهاز القوقعه أصوات يفضلون سماعها فقال بأن صوت سقوط المطر على الأرض يحسسه بالسعاده وخصوصا عندما يكون بشكل متواصل. فعندما تبدأ الأمطار بالتساقط أبحث عن مكان كمظله لكي أحتمي بها وأكون على مقربه لأسمع صوت المطر وهو يتساقط على الأرض.
وقبل عام تقريبا حضرت مؤتمر عن زراعة القوقعه في أمريكا الشماليه وكان من المفاجئات حضور دكتور متخصص في العلوم الانسانيه ويبلغ من العمر الأربعه والأربعون عام وقد فقد جزء من سمعه عند ولادته وبدأ بإستخدام سماعات الأذن في سن مبكر من عمره. ولقد أستمر فقدانه لسمعه إلى أن وصل لمرحلة التلاشي في عام 2001م وعندها قرر عمل عملية زراعة القوقعه. ويقول هذا الدكتور بأنه وبعد العمليه بعدة أيام قام بزيارة أخصائي السمعيات لتركيب وتشغيل جهاز القوقعه المعالج "الجهاز الخارجي" لكي يتمكن من السمع. ويستمر بحديثه ليبين لي بأن اليوم الذي تم به تشغيل جهاز القوقعه في المستشفى "أول مره بعد إجراء العمليه"، بأن الكلام المسموع غير واضح ودرجة وحدة الصوت عاليه وكذلك شعر برنين عند سماعه للصوت المسموع.
طبعا يجب علينا أن نضع بالحسبان بأن هذا رأي شخص كان يستخدم سماعات الأذن والأن يستخدم جهاز القوقعه فوجهة نظره تعكس مقارنة السمع بجهازين مختلفين. فسماعة الأذن تسأعد على تضخيم الصوت حتى يسمع ضعاف السمع هذا الصوت بطريقه أفضل تساعدهم على فهمه. بينما يعمل جهاز القوقعه على تجاوز الجزء التالف في الأذن الداخليه للأصم وإثارة العصب السمعي ليمكن الأصم بالاحساس بالصوت ويتم نقل الاشاره الكهربائيه عن طريق سلك موصل في خلية كمبيوتر يزرع في حلزون الاذن يقوم بتوصيل هذه النبضات الكهربائيه الى العصب السمعي ومنه إلى المناطق السمعيه في المخ. لذلك كل معينه سمعيه لها قدره تختلف عن الأخرى وتساعد مستخدمها على سماع الأصوات وعلينا أن نعرف بأن شدة فقدان السمع لشخص ما تلعب دور كبير في معرفة وضوح ما يسمعه هذا الشخص من أصوات.
وعندما طلبنا من هذا الدكتور عمل مقارنه بين ما يسمعه بالسابق بسماعات الأذن بما يسمعه حاليا بإستخدام جهاز القوقعه أجاب بأن الأصوات المحيطه به تسمع بجهاز القوقعه أحسن من سماعة الأذن ولكن الكلام والموسيقى المسموعه سابقا بواسطة سماعة الأذن تسمع أفضل من جهاز القوقعه. وينتقل الدكتور للحديث عن صوته بعد إجراء عملية زراعة القوقعه ليقول بأن إدراكه الحسي وفهمه لصوته إزداد أكثر عن السابق وبأنه أصبح يسمع دقات ساعة الحائط عند إستخدامه لجهاز القوقعه وهو على بعد عشرين قدم بينما كان يسمعها في السابق وبواسطة سماعة الأذن على بعد خمسة أقدام مما يعكس مدى قوة جهاز القوقعه في إستقبال الأصوات ذات الشدة المنخفضه ومن مسافات متوسطة البعد ليسمعها مستخدم هذا الجهاز وبسهوله.
إنه من المهم لنا نحن "الأشخاص الذين يملكون قدرات سمعيه طبيعيه" أن نفهم كيفية سماع الصم للأصوات وعلينا أن نتحرى عن ذلك من خلال سؤالنا لهم عن ما يسمعونه وكيفية وصفهم لذلك. وأعتقد بأنه إنجاز كبير للصم بأن يفسرو ويشرحو لنا ما يسمعونه من أصوات من خلال إستخدامهم للمعينات السمعيه كسماعات الأذن وجهاز القوقعه والتى كانت تعتبر من المستحيلات لهذه الفئه في السابق. وعلينا كأولياء أمور أن نفهم إحتياجات أبنائنا ونحثهم على الاستمرار بإستخدام المعينات السمعيه وتوفير البيئه السمعيه المناسبه والتي تسأعدهم على التعود على سماع الأصوات وإدراكها. ويجب علينا أن نشجعهم على الانتباه والتركيز عند سماعهم للأصوات المحيطه بهم سواء بالبيت أو في المدرسه حتى يتسنى لهم فهم ما يجري حولهم.
لقد أثبتت التكنولوجيا الحديثه ومن خلال زراعة القوقعه للصم إمكانية كسر حائط الصمت والذي كان يقف عائقا أمام الشخص الأصم للتواصل مع الأخرين في المجتمع. وعلينا أن نوفر جميع الامكانيات الطبيه والتعليميه للصم ونسأعدهم على تنمية وتطوير لغتهم ومعرفتهم حتى يستطيعو أن يحققو أهدافهم ليواكبو أقرانهم الأسوياء في المدرسه والمجتمع.
كتبه/ إبراهيم السالم - ولي أمر أصم
14 مايو 2008 م