ebrahim
03-03-2009, 10:08 PM
إن الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصه هم الذين يختلفون عن الأشخاص العاديين إختلافا ملحوظا مما يحد من قدرتهم على النجاح في تأدية الأنشطه الأساسيه كالتعليميه والاجتماعيه والتربويه. وإن الحاجه الماسه لتوفير فرص وبيئه تعليميه مناسبه لذوي الاحتياجات الخاصه لتحتم علينا في البحث عن معلمين مؤهلين أكاديميا لديهم خصائص معينه وفن في التعامل مع هذه الفئه .
ويعتبر إنتقاء المعلمين المناسبين من الأشياء المهمه للطالب ضعيف السمع ويرجع ذلك لعدة أسباب منها أن المعلم والذي لديه إهتمامات ومرونه وأسلوب تعليمي أساسي يلائم الطالب من ذوي الاحتياجات الخاصه سوف تكون له القدره على أن يؤدي وظيفته بفعاليه أكثر. ولو كان أسلوب تواصل المعلم يفي بالغرض للأشياء والتي يحتاجها الطالب مثل قراءة الكلام(*) والمعينات السمعيه فإن هذا الطالب سوف يتمكن من أن يسمع ويفهم بطريقه أفضل مما يساعده ذلك على تحقيق نجاحات في الفصل. ونحن نعلم بأنه ليس من الممكن للطالب دائما إختيار أو تحديد معلمين العام الدراسي القادم سواء كان هذا الطالب في المرحله الابتدائيه، المتوسطه، أو الثانويه. وإنه من الصعب تجنب تعارض جداول المعلمين خلال العام الدراسي. ففي بعض الأحيان يخصص معلم واحد للصف أو لمقرر دراسي محدد. ولكن وكلما أمكن فإنه ولمصلحة الطالب ضعيف السمع أن يكون إختيار المعلم من الأولويات والتي تعتبر جزء من عملية التخطيط الدراسي لهذه الفئه من الطلبه. ويعد هذا من القرارات الرئيسيه والتي يتخذها فريق العمل المسئول عن وضع الخطه الدراسيه للطالب مع الأخذ بعين الاعتبار لرأي الطالب وأسرته وأراء جميع العاملين من معلمين الفصل للعام الدراسي الحالي ومعلمين الفصل للعام الدراسي القادم.
ولأن مدارس الدمج تصمم للطلاب العاديين "الأسوياء" فإن جميع الطلاب ضعاف السمع وبصرف النظر عن درجات فقدانهم للسمع يواجهون مخاطر يوميه لعدم وصول المعلومات لهم بالطريقه الصحيحه. وإنه من الواجب على إدارة المدرسه والفريق المسئول عن وضع الخطه الدراسيه للطلاب ضعاف السمع أن يتأنو بإختيارهم للمعلمين ولا أن يعتبرو هذه العمليه بالمعالجه المفضله لوضع تعليم ضعاف السمع في المدارس بل طريقه لوضع الطالب ضعيف السمع في مكان تعليمي ملائم بحيث تعطى له الفرصه ليكون جزء من هذا الفصل وليس شخص مهمش في الفصل. ولأولئك المسئولين والذين لديهم صلاحيات تحديد مهمات المعلم في الفصل فإنهم قد لا يملكون حسن معرفه لوضعية الطلاب الذين لديهم إحتياجات خاصه مثل الطلاب ضعاف السمع. وإن النقاط المقدمه في هذه المقالة تعرض على أنها نقاط بدايه تساعد القارئ "ولي أمر الطالب" على فهم ألية إختيار معلمين العام الدارسي القادم في مدرسة إبنه أو إبنته. وقد يكون هنالك إختيار لمعلم واحد تنطبق عليه جميع المواصفات المطلوبه أو عدد من المعلمين والذين يناسبون إحتياجات هذا الطالب. إن الاختيار بدقه سوف يساعد على تقليل الفرص والتي قد تعرض هذا الطالب لحالات يكون من الصعب عليه فهم ما يقال له في الفصل مما يمنعه من أن يكون شريك فعال في المدرسه.
التعرف على الطالب:
ما هى نقاط ضعف وقوة الطالب؟ وما هو مقدار الاعاده والتقويه التي يحتاجها في الفصل؟ وما هي الحالات التي تسبب له جهد أو تعب يمنعه من الاستمرار بالتواصل مع الأخرين؟ وفي أي وضعيه يكون هذا الطالب أكثر نجاحا؟ وكيف يجيد إستخدام سمعه عندما يعمل مع مجموعه من الطلبه؟ وما هي أهمية الدعم المرئي لهذا الطالب؟
إن إختيار المعلم المناسب يبدأ عند فهم ومعرفة إحتياجات التواصل والتعليم للطالب ضعيف السمع في المدرسه. ويلعب عمر الطالب الدور الكبير في إعطائه الفرصه للبحث عن مدرسه أو فصل جديد للعام الدراسي القادم من خلال زيارته للفصول ومقابلة المعلمين والذين سوف يعملون معه وبشكل يومي في المستقبل. وقد يقابل هذا الطالب معلم لديه طريقه تعليميه جيده، منظمه، ونموذجيه في الفصل وتكون لصالح الطالب ولكن طريقة نطقه وسرعة حركة فم هذا المعلم عند الحديث تجعل قراءة الكلام للطالب صعبه وشبه مستحيله أو قد يكون صوت المعلم منخفض أو سريع مما يسبب صعوبه لفهم الطالب لهذا المعلم.
معاينة معلمين العام القادم والحديث معهم:
كيف يتواصل المعلم مع طلابه في الفصل؟ هل يخطرهم أو ينبههم قبل أن يتحدث؟ هل يتواصل بالعين معهم ويتوقع منهم أن يقومو بذلك أيضا؟ هل لديه الاستعداد بتقديم وتعريف الطالب المتحدث "ضعيف السمع" لبقية طلاب الفصل وإعادة ما قاله هذا الطالب حرفيا أو بسياق أخر للفصل؟
إن الغايه من معاينة الفصول الدراسيه ليست من أجل إبداء الرأي أو إصدار الأحكام على المعلمين ولكنه من أجل التركيز على توفير العناصر التعليميه الضروريه والمهمه للطالب ضعيف السمع والتي سوف تساعده على فهم محتويات الدرس. علينا أن ننتبه لطريقة تواصل المعلم مع الطلبه وإلى أسلوبه التعليمي في إدارة الفصل. كيف تكون طريقة تعبيره؟ هل نطقه واضح وبتأني؟ إن الطالب الذي يستخدم قراءة الكلام كوسيله تدعم إنصاته في الفصل يكون إعتماده الكامل على مراقبة حركات فم وتعابير وجه المدرس والتي تساعد الطالب على سد حاجته من معلومات تكون قد فقدت بسبب ضعفه السمعي. ويعتبر المعلم والذي يتحدث بطريقه غير واضحه أو بسرعة أو يكون كثير الحركه في الفصل من إحدى مسببي صعوبة قراءة الكلام للطلاب ضعاف السمع. فليس من السهل على الطالب ضعيف السمع رؤية وجه المعلم الكثير الحركه والذي يتكلم ويدون ملاحظاته على السبوره في وقت واحد. فالسمع يحتاج إلى تركيز كبير من قبل الطلاب ضعاف السمع ورؤية حركة فم ووجه المعلم تسهل من عملية السمع هذه ليصبح ما يذكر في الفصل مفهوم نوعا ما من قبل الطلاب.
ويكون الطالب أكثر نجاحا في المدرسه إذا توفرت تمارين التواصل الجيده والتي تعتبر جزء من الروتين اليومي للفصل. وسوف يفقد المعلم سيطرته على الطلاب عندما يكون هنالك أكثر من متحدث. وتفقد الكثير من المعلومات المهمه عندما يكون التواصل بطريقه مطلقه وعشوائيه وكذلك عندما يسمح للطلاب بالحديث بسرعه، وبتعاقب، وبقليل من ضبط القدره على الفهم بينهم وبين معلمهم. علينا أن نبحث عن علامات ودلائل دعم مرئيه في الفصل تساعد الطلبه ضعاف السمع على تحديد أماكنها وعلى وكيفية عملها. فمثلا أجراس الفصول الموصله بالأضواء تشد إنتباه الطالب ضعيف السمع وتساعده على معرفة وقت إنتهاء الحصه الدراسيه. وكذلك السبوره الذكيه والتي تساهم في مساعدة الطالب على حفظ الملاحظات والمعلومات المشروحه للماده في الفصل وحفظها على جهاز الكمبيوتر "اللابتوب" والرجوع إليها وإستخدامها عند المراجعه للدراسه في البيت.
إن الوظائف اليوميه للمعلم مثل ترتيب جدول الأعمال، وإعداد قائمة المفردات، وكتابة موجز مادة الفصل على السبوره من الأمثله والعلامات الداله على الجهد المبذول من قبل هذا المعلم المجتهد في الفصل وذلك من أجل تقديم نظام تعليمي مميز للطلبه. ويكون الطالب ضعيف السمع من الطلبه الذين يحسنون الانجاز في الفصل إذا أعطي العديد من التعليمات المحدده والتي توضح له ما هي الأشياء المتوقعه منه في الفصل. ويعتبر الفصل النظيف والمنظم دلالة على رقي مستوى المعلم وعلى رقي ما يقدمه من مادة في فصله. فبالاضافه لأسلوب التدريس المتقن من قبل هذا المدرس فإن فهمه للاحتياجات التعليميه للطلاب الغير عاديين والاحساس بهم يعتبر من العوامل الأساسيه لاختياره لهذه المهمه. فالمفهوم العام للدمج الشامل يرتكز على الافتراضيه لنجاحه كعمل. وإن السلوك الايجابي للمعلم في فصله سوف يساعد الطالب ضعيف السمع على التأقلم مع أقرانه مع العلم بأن الطالب ضعيف السمع لديه صفات مثل سرعة إكتشاف الأشياء، وحساسيته المفرطه، وغضبه، ومقاومته للأخرين. لذلك فإنه من المهم علينا أن نعاين ونتحدث مع المعلمين ذوي الخبره عن الاحتمالات والأشياء التي سوف يواجهونها عند عملهم مع الطلاب ضعاف السمع.
ولا تعتبر خبرة المعلم فقط الدلاله على الاختيار المناسب لهذه الوظيفه فربما يتوفر معلم جيد لديه التفاعل والرغبه للعمل في هذا المجال وكذلك لديه الرغبه بتخصيص الجهد والوقت للعمل مع الطلاب ضعاف السمع في المدرسه مما يجعل إختياره يعادل إختيار المعلم ذو الخبره. وليس من الضروري بأن تكون للخبرة دور عند عمل المعلم مع فريق العمل المهتم في دعم الطلاب الصم وضعاف السمع. وعلينا أن نتذكر بأن عملية التخطيط الدراسي للطالب ضعيف السمع لا تنتهي بإختيار المعلم المناسب ولكن يتوجب أن يتم توفير التدريب منذ بداية السنه الدراسيه ويستمر الرصد والمراقبه والدعم للتأكد من حصول المعلم والطالب على كل ما يحتاجونه من أجل تحقيق النجاح. ولا يتوقع من المعلم بأن يتميز في كل وظيفه تسند إليه في المدرسه. لذلك يتوجب على المعلم المتقبل لفكرة العمل مع الطالب ضعيف السمع أن تكون لديه مرونه وقابليه لسماع إرشادات وتعليمات تتعلق في مجالات أخرى لم تكن لديه الحاجه والمعرفه بها في السابق.
مراعات بيئة الفصل:
عندما يتم الانتهاء من إختيار وتعيين المعلم المناسب علينا أن ننظر للمواصفات الفعليه للفصول. أين يكون موقع هذه الفصول؟ هي يوجد مصادر للأصوات الخلفيه المزعجه والقريبه من هذه الفصول؟ وهل بالامكان الحد من هذه الأصوات المزعجه؟
سوف يتبدد أسلوب التواصل الممتاز لهذا المعلم في الفصل عندما تؤثر هذه الأصوات المزعجه على سماع الطالب للمعلم. فعلينا أن نتأكد من موقع هذا الفصل إذا كان على مقربه من شارع رئيسي مزعج أو بالقرب من ملاعب الكره أو ساحات المدرسه وخصوصا عندما تفتح نوافذ الفصل ويكون من الصعب التحكم في مصادر هذه الأصوات المزعجه. عندها يتطلب تغيير مكان هذا الفصل ونقل المعلم والطلاب إلى فصل بعيد عن هذه الفصول المزعجه. كذلك تتواجد مصادر كثيره ومسببه للازعاج مثل فتحات التهويه والتكييف وأبواب ونوافذ الفصل المصنعه بدون عوازل للصوت مما يتوجب على المعلم ذكرها لمدير المدرسه حتى يتم إتخاذ اللازم. وتؤدي الاضاءه المناسبه في الفصل غرضها حين يكون وجه المعلم واضح للطالب حتى يتمكن من قراءة شفاة المعلم. ويجب تجربة الاضائه في فترات مختلفه من اليوم حتى يتم التأكد بعدم وجود ظل لوجه المعلم أو لوجوه الطلاب. كذلك يتوجب توفير ستائر لنوافذ الفصل حتى تمنع وصول أشعة الشمس والتي تسبب صعوبه لرؤية حركة شفاة المعلم وتعابير وجهه بطريقه تساعد الطالب ضعيف السمع على فهم شرح المعلم.
إن الاختيار الصائب للمعلم المناسب يرتبط بمجموعه من العوامل كإحتياجات الطالب للتواصل، وسلوك وأسلوب التعليم والتواصل للمعلم، والبيئه الدراسيه. وأننا لا نتحدث عن إختيار شخص من أجل حسن سمعته. فقد يشتهر معلم لحسن إسلوبه وأفكاره المستقله والتي تناسب الطلاب العاديين "الأسوياء" في الفصل، ولكن قد يسبب هذا النوع من المعلمين عقبه خطيره للطلاب ضعاف السمع. وإنه لمن المفيد لنا أن نجمع الكثير من المعلومات ومن مختلف المصادر عن إحتياجات هذا الطالب التعليميه وتدوين إقتراحاته والتي تساعد فريق العمل وبطريقه مناسبه على وضع توصيات الخطه الدراسيه له. وبكل وضوح فإن عملية البحث عن المعلم المناسب لا تنتهي هنا بل هنالك التكنولوجيا وخدمات الدعم والتي يحتاجها الطالب ضعيف السمع في المحيط التعليمي وبشكل يومي لتساعده على الحصول على المعلومات كامله. كذلك هنالك إحتياجات لدعم المعلمين من خلال تدريبهم على مدى سنوات طويله حتى يكون دورهم أكثر فعاليه مع الطلاب في المدرسه.
(*) قراءة الكلام: هي إحدى طرق التواصل وفهم الكلام والتي يستخدم فيها الشخص المستمع (غالبا ما يستخدمها الصم وضعاف السمع) قدراته البصريه لرؤيه وجه الشخص المتحدث والتركيز على حركة شفاه وتعابير وجهه والتي تساعد المستمع على فهم ما يقوله المتحدث.
References & Resources:
- The Special School’s Handbook – Key Issues for All. Michael Farrell – August 23, 2007
- Rethinking the Education of Deaf Students: Theory and Practice from Teacher’s Perspective. Sue Livingston – April 21, 1997
- The Mainstream Center – Clarke School for the Deaf – Center for Oral Education, Northampton, Massachusetts. www.clarkeschool.org
كتبه/ إبراهيم السالم - ولي أمر أصم
25 فبراير 2009
ويعتبر إنتقاء المعلمين المناسبين من الأشياء المهمه للطالب ضعيف السمع ويرجع ذلك لعدة أسباب منها أن المعلم والذي لديه إهتمامات ومرونه وأسلوب تعليمي أساسي يلائم الطالب من ذوي الاحتياجات الخاصه سوف تكون له القدره على أن يؤدي وظيفته بفعاليه أكثر. ولو كان أسلوب تواصل المعلم يفي بالغرض للأشياء والتي يحتاجها الطالب مثل قراءة الكلام(*) والمعينات السمعيه فإن هذا الطالب سوف يتمكن من أن يسمع ويفهم بطريقه أفضل مما يساعده ذلك على تحقيق نجاحات في الفصل. ونحن نعلم بأنه ليس من الممكن للطالب دائما إختيار أو تحديد معلمين العام الدراسي القادم سواء كان هذا الطالب في المرحله الابتدائيه، المتوسطه، أو الثانويه. وإنه من الصعب تجنب تعارض جداول المعلمين خلال العام الدراسي. ففي بعض الأحيان يخصص معلم واحد للصف أو لمقرر دراسي محدد. ولكن وكلما أمكن فإنه ولمصلحة الطالب ضعيف السمع أن يكون إختيار المعلم من الأولويات والتي تعتبر جزء من عملية التخطيط الدراسي لهذه الفئه من الطلبه. ويعد هذا من القرارات الرئيسيه والتي يتخذها فريق العمل المسئول عن وضع الخطه الدراسيه للطالب مع الأخذ بعين الاعتبار لرأي الطالب وأسرته وأراء جميع العاملين من معلمين الفصل للعام الدراسي الحالي ومعلمين الفصل للعام الدراسي القادم.
ولأن مدارس الدمج تصمم للطلاب العاديين "الأسوياء" فإن جميع الطلاب ضعاف السمع وبصرف النظر عن درجات فقدانهم للسمع يواجهون مخاطر يوميه لعدم وصول المعلومات لهم بالطريقه الصحيحه. وإنه من الواجب على إدارة المدرسه والفريق المسئول عن وضع الخطه الدراسيه للطلاب ضعاف السمع أن يتأنو بإختيارهم للمعلمين ولا أن يعتبرو هذه العمليه بالمعالجه المفضله لوضع تعليم ضعاف السمع في المدارس بل طريقه لوضع الطالب ضعيف السمع في مكان تعليمي ملائم بحيث تعطى له الفرصه ليكون جزء من هذا الفصل وليس شخص مهمش في الفصل. ولأولئك المسئولين والذين لديهم صلاحيات تحديد مهمات المعلم في الفصل فإنهم قد لا يملكون حسن معرفه لوضعية الطلاب الذين لديهم إحتياجات خاصه مثل الطلاب ضعاف السمع. وإن النقاط المقدمه في هذه المقالة تعرض على أنها نقاط بدايه تساعد القارئ "ولي أمر الطالب" على فهم ألية إختيار معلمين العام الدارسي القادم في مدرسة إبنه أو إبنته. وقد يكون هنالك إختيار لمعلم واحد تنطبق عليه جميع المواصفات المطلوبه أو عدد من المعلمين والذين يناسبون إحتياجات هذا الطالب. إن الاختيار بدقه سوف يساعد على تقليل الفرص والتي قد تعرض هذا الطالب لحالات يكون من الصعب عليه فهم ما يقال له في الفصل مما يمنعه من أن يكون شريك فعال في المدرسه.
التعرف على الطالب:
ما هى نقاط ضعف وقوة الطالب؟ وما هو مقدار الاعاده والتقويه التي يحتاجها في الفصل؟ وما هي الحالات التي تسبب له جهد أو تعب يمنعه من الاستمرار بالتواصل مع الأخرين؟ وفي أي وضعيه يكون هذا الطالب أكثر نجاحا؟ وكيف يجيد إستخدام سمعه عندما يعمل مع مجموعه من الطلبه؟ وما هي أهمية الدعم المرئي لهذا الطالب؟
إن إختيار المعلم المناسب يبدأ عند فهم ومعرفة إحتياجات التواصل والتعليم للطالب ضعيف السمع في المدرسه. ويلعب عمر الطالب الدور الكبير في إعطائه الفرصه للبحث عن مدرسه أو فصل جديد للعام الدراسي القادم من خلال زيارته للفصول ومقابلة المعلمين والذين سوف يعملون معه وبشكل يومي في المستقبل. وقد يقابل هذا الطالب معلم لديه طريقه تعليميه جيده، منظمه، ونموذجيه في الفصل وتكون لصالح الطالب ولكن طريقة نطقه وسرعة حركة فم هذا المعلم عند الحديث تجعل قراءة الكلام للطالب صعبه وشبه مستحيله أو قد يكون صوت المعلم منخفض أو سريع مما يسبب صعوبه لفهم الطالب لهذا المعلم.
معاينة معلمين العام القادم والحديث معهم:
كيف يتواصل المعلم مع طلابه في الفصل؟ هل يخطرهم أو ينبههم قبل أن يتحدث؟ هل يتواصل بالعين معهم ويتوقع منهم أن يقومو بذلك أيضا؟ هل لديه الاستعداد بتقديم وتعريف الطالب المتحدث "ضعيف السمع" لبقية طلاب الفصل وإعادة ما قاله هذا الطالب حرفيا أو بسياق أخر للفصل؟
إن الغايه من معاينة الفصول الدراسيه ليست من أجل إبداء الرأي أو إصدار الأحكام على المعلمين ولكنه من أجل التركيز على توفير العناصر التعليميه الضروريه والمهمه للطالب ضعيف السمع والتي سوف تساعده على فهم محتويات الدرس. علينا أن ننتبه لطريقة تواصل المعلم مع الطلبه وإلى أسلوبه التعليمي في إدارة الفصل. كيف تكون طريقة تعبيره؟ هل نطقه واضح وبتأني؟ إن الطالب الذي يستخدم قراءة الكلام كوسيله تدعم إنصاته في الفصل يكون إعتماده الكامل على مراقبة حركات فم وتعابير وجه المدرس والتي تساعد الطالب على سد حاجته من معلومات تكون قد فقدت بسبب ضعفه السمعي. ويعتبر المعلم والذي يتحدث بطريقه غير واضحه أو بسرعة أو يكون كثير الحركه في الفصل من إحدى مسببي صعوبة قراءة الكلام للطلاب ضعاف السمع. فليس من السهل على الطالب ضعيف السمع رؤية وجه المعلم الكثير الحركه والذي يتكلم ويدون ملاحظاته على السبوره في وقت واحد. فالسمع يحتاج إلى تركيز كبير من قبل الطلاب ضعاف السمع ورؤية حركة فم ووجه المعلم تسهل من عملية السمع هذه ليصبح ما يذكر في الفصل مفهوم نوعا ما من قبل الطلاب.
ويكون الطالب أكثر نجاحا في المدرسه إذا توفرت تمارين التواصل الجيده والتي تعتبر جزء من الروتين اليومي للفصل. وسوف يفقد المعلم سيطرته على الطلاب عندما يكون هنالك أكثر من متحدث. وتفقد الكثير من المعلومات المهمه عندما يكون التواصل بطريقه مطلقه وعشوائيه وكذلك عندما يسمح للطلاب بالحديث بسرعه، وبتعاقب، وبقليل من ضبط القدره على الفهم بينهم وبين معلمهم. علينا أن نبحث عن علامات ودلائل دعم مرئيه في الفصل تساعد الطلبه ضعاف السمع على تحديد أماكنها وعلى وكيفية عملها. فمثلا أجراس الفصول الموصله بالأضواء تشد إنتباه الطالب ضعيف السمع وتساعده على معرفة وقت إنتهاء الحصه الدراسيه. وكذلك السبوره الذكيه والتي تساهم في مساعدة الطالب على حفظ الملاحظات والمعلومات المشروحه للماده في الفصل وحفظها على جهاز الكمبيوتر "اللابتوب" والرجوع إليها وإستخدامها عند المراجعه للدراسه في البيت.
إن الوظائف اليوميه للمعلم مثل ترتيب جدول الأعمال، وإعداد قائمة المفردات، وكتابة موجز مادة الفصل على السبوره من الأمثله والعلامات الداله على الجهد المبذول من قبل هذا المعلم المجتهد في الفصل وذلك من أجل تقديم نظام تعليمي مميز للطلبه. ويكون الطالب ضعيف السمع من الطلبه الذين يحسنون الانجاز في الفصل إذا أعطي العديد من التعليمات المحدده والتي توضح له ما هي الأشياء المتوقعه منه في الفصل. ويعتبر الفصل النظيف والمنظم دلالة على رقي مستوى المعلم وعلى رقي ما يقدمه من مادة في فصله. فبالاضافه لأسلوب التدريس المتقن من قبل هذا المدرس فإن فهمه للاحتياجات التعليميه للطلاب الغير عاديين والاحساس بهم يعتبر من العوامل الأساسيه لاختياره لهذه المهمه. فالمفهوم العام للدمج الشامل يرتكز على الافتراضيه لنجاحه كعمل. وإن السلوك الايجابي للمعلم في فصله سوف يساعد الطالب ضعيف السمع على التأقلم مع أقرانه مع العلم بأن الطالب ضعيف السمع لديه صفات مثل سرعة إكتشاف الأشياء، وحساسيته المفرطه، وغضبه، ومقاومته للأخرين. لذلك فإنه من المهم علينا أن نعاين ونتحدث مع المعلمين ذوي الخبره عن الاحتمالات والأشياء التي سوف يواجهونها عند عملهم مع الطلاب ضعاف السمع.
ولا تعتبر خبرة المعلم فقط الدلاله على الاختيار المناسب لهذه الوظيفه فربما يتوفر معلم جيد لديه التفاعل والرغبه للعمل في هذا المجال وكذلك لديه الرغبه بتخصيص الجهد والوقت للعمل مع الطلاب ضعاف السمع في المدرسه مما يجعل إختياره يعادل إختيار المعلم ذو الخبره. وليس من الضروري بأن تكون للخبرة دور عند عمل المعلم مع فريق العمل المهتم في دعم الطلاب الصم وضعاف السمع. وعلينا أن نتذكر بأن عملية التخطيط الدراسي للطالب ضعيف السمع لا تنتهي بإختيار المعلم المناسب ولكن يتوجب أن يتم توفير التدريب منذ بداية السنه الدراسيه ويستمر الرصد والمراقبه والدعم للتأكد من حصول المعلم والطالب على كل ما يحتاجونه من أجل تحقيق النجاح. ولا يتوقع من المعلم بأن يتميز في كل وظيفه تسند إليه في المدرسه. لذلك يتوجب على المعلم المتقبل لفكرة العمل مع الطالب ضعيف السمع أن تكون لديه مرونه وقابليه لسماع إرشادات وتعليمات تتعلق في مجالات أخرى لم تكن لديه الحاجه والمعرفه بها في السابق.
مراعات بيئة الفصل:
عندما يتم الانتهاء من إختيار وتعيين المعلم المناسب علينا أن ننظر للمواصفات الفعليه للفصول. أين يكون موقع هذه الفصول؟ هي يوجد مصادر للأصوات الخلفيه المزعجه والقريبه من هذه الفصول؟ وهل بالامكان الحد من هذه الأصوات المزعجه؟
سوف يتبدد أسلوب التواصل الممتاز لهذا المعلم في الفصل عندما تؤثر هذه الأصوات المزعجه على سماع الطالب للمعلم. فعلينا أن نتأكد من موقع هذا الفصل إذا كان على مقربه من شارع رئيسي مزعج أو بالقرب من ملاعب الكره أو ساحات المدرسه وخصوصا عندما تفتح نوافذ الفصل ويكون من الصعب التحكم في مصادر هذه الأصوات المزعجه. عندها يتطلب تغيير مكان هذا الفصل ونقل المعلم والطلاب إلى فصل بعيد عن هذه الفصول المزعجه. كذلك تتواجد مصادر كثيره ومسببه للازعاج مثل فتحات التهويه والتكييف وأبواب ونوافذ الفصل المصنعه بدون عوازل للصوت مما يتوجب على المعلم ذكرها لمدير المدرسه حتى يتم إتخاذ اللازم. وتؤدي الاضاءه المناسبه في الفصل غرضها حين يكون وجه المعلم واضح للطالب حتى يتمكن من قراءة شفاة المعلم. ويجب تجربة الاضائه في فترات مختلفه من اليوم حتى يتم التأكد بعدم وجود ظل لوجه المعلم أو لوجوه الطلاب. كذلك يتوجب توفير ستائر لنوافذ الفصل حتى تمنع وصول أشعة الشمس والتي تسبب صعوبه لرؤية حركة شفاة المعلم وتعابير وجهه بطريقه تساعد الطالب ضعيف السمع على فهم شرح المعلم.
إن الاختيار الصائب للمعلم المناسب يرتبط بمجموعه من العوامل كإحتياجات الطالب للتواصل، وسلوك وأسلوب التعليم والتواصل للمعلم، والبيئه الدراسيه. وأننا لا نتحدث عن إختيار شخص من أجل حسن سمعته. فقد يشتهر معلم لحسن إسلوبه وأفكاره المستقله والتي تناسب الطلاب العاديين "الأسوياء" في الفصل، ولكن قد يسبب هذا النوع من المعلمين عقبه خطيره للطلاب ضعاف السمع. وإنه لمن المفيد لنا أن نجمع الكثير من المعلومات ومن مختلف المصادر عن إحتياجات هذا الطالب التعليميه وتدوين إقتراحاته والتي تساعد فريق العمل وبطريقه مناسبه على وضع توصيات الخطه الدراسيه له. وبكل وضوح فإن عملية البحث عن المعلم المناسب لا تنتهي هنا بل هنالك التكنولوجيا وخدمات الدعم والتي يحتاجها الطالب ضعيف السمع في المحيط التعليمي وبشكل يومي لتساعده على الحصول على المعلومات كامله. كذلك هنالك إحتياجات لدعم المعلمين من خلال تدريبهم على مدى سنوات طويله حتى يكون دورهم أكثر فعاليه مع الطلاب في المدرسه.
(*) قراءة الكلام: هي إحدى طرق التواصل وفهم الكلام والتي يستخدم فيها الشخص المستمع (غالبا ما يستخدمها الصم وضعاف السمع) قدراته البصريه لرؤيه وجه الشخص المتحدث والتركيز على حركة شفاه وتعابير وجهه والتي تساعد المستمع على فهم ما يقوله المتحدث.
References & Resources:
- The Special School’s Handbook – Key Issues for All. Michael Farrell – August 23, 2007
- Rethinking the Education of Deaf Students: Theory and Practice from Teacher’s Perspective. Sue Livingston – April 21, 1997
- The Mainstream Center – Clarke School for the Deaf – Center for Oral Education, Northampton, Massachusetts. www.clarkeschool.org
كتبه/ إبراهيم السالم - ولي أمر أصم
25 فبراير 2009