عبير الورد
12-17-2008, 08:14 PM
نقلت لكم هذا الموضوع
تذكرون حذاء خروتشوف الذي تحول إلى أشهر حذاء في التاريخ الحديث عندما نزعه رئيس الوزراء السوفييتي أثناء حضوره دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة عام ،1960 وضرب به على الطاولة لكي يستلفت انتباه الحضور، فكانت النتيجة أن ساد القاعة هرج ومرج، أما رئيس الوزراء البريطاني هارولد ماكميلان فقد اعتذر لأنه لا يفهم اللغة الروسية، وقال: “أرجو ترجمة ما قاله رئيس الوزراء السوفييتي”.
ويقول علماء النفس إن حذاء خروتشوف دخل مصطلحاتهم العلمية باعتباره “أفضل وسيلة لكي تخسر تقدير المستمعين، وتستحوذ على انتباههم في الوقت ذاته”، تماما كما حدث بالنسبة لكاسر مزراب العين في إحدى مسرحيات الأخوين رحباني، فقد ضاق أحد شباب القرية ذرعا بعدم تقدير الناس له وللأعمال التي يقوم بها، فقرر القيام بعمل يحوله إلى موضوع لحديث الناس، فتسلل إلى الخزان الذي يحصل سكان القرية على الماء منه، وكسر مزرابه، فتدفقت المياه على الأرض، ولم يعد باستطاعة صبايا القرية ملء جرارهم. وبالفعل تحول هذا الرجل إلى موضوع حديث، ولكن مستنكر، عند سكان القرية، وبات الجميع يطلق عليه لقب “كاسر مزراب العين”.
وقد صدر في الولايات المتحدة كتاب بعنوان “حذاء خروتشوف” من تأليف روي أندرهيل استاذ علم النفس وخبير الاتصالات، حول الوسائل المثالية للاستحواذ على اهتمام الآخرين أثناء الحديث، ويقول روي إن الوسيلة الأكثر فعالية هي أن تعرف ما تريد بالضبط، وترتب حجتك في سياق منطقي في دماغك، ثم تحرص على النظر إلى عيني محدثك أثناء الحديث، لأن عدم التقاء نظراتكما يجعل محدثك يحس وكأنك تحدثه من وراء ستارة، وبذلك فإنه لا يأبه بك.
ويوصي روي بأن تمزج حديثك بروح النكتة ليكون أكثر قبولا وجاذبية لدى المستمع، ومرة أخرى يعود إلى خروتشوف، ليتحدث، لا عن حذائه، ولكن عن نباهته، فقد خاض رئيس الوزراء السوفييتي مساجلات مشهورة مع شخصيات أمريكية بارزة استحوذت على اهتمام المثقفين والناس العاديين على حد سواء.
وخروتشوف نفسه نكتة، فشكله أشبه بالكرة التي نبت لها رأس وأطراف، وقد كان ستالين يحرص على وجوده إلى جانبه في سهراته، ويطلب منه أن يرقص، ليضحك الديكتاتور وضيوفه، وعندما زار خروتشوف شركة جنرال موتورز قال له مدير الشركة: “لقد كنت عاملا بسيطا في هذه الشركه، ولكنني عملت بجد وإخلاص، وتقدمت في عملي إلى أن أصبحت مديرا لهذه الشركة، فهل يستطيع نظامكم الاشتراكي أن يوفر لمواطنيه فرصة من هذا النوع؟” فرد خروتشوف: “لقد كنت أنا فلاحا بسيطا، أرعى المواشي في أوكرانيا، وها أنا أزورك كزعيم لأقوى دولة في العالم، فهل يستطيع نظامكم الرأسمالي أن يوفر لي فرصة من هذا النوع؟” وعندما التقى بمارلين مونرو قال لها: “إنك لا تحصلين على التقدير الكافي هنا يا سيدتي، ولو كنت عندنا، في الاتحاد السوفييتي، لجعلتك الجمهورية السادسة عشرة”. والمعروف إن الاتحاد السوفييتي كان يتألف من 15 جمهورية.
والنكتة في الحديث فاعلة أكثر من أي منطق، وقبل مدة أصدر الدكتور عبد الله بن سليم الرشيد كتابا بعنوان “الأفاكية والنوادر” دعا فيه إلى ثورة في أسلوب التدريس باعتماد النكتة لكي تصبح المادة الدراسية اكثر قبولا للطلاب، وليس المقصود بالطبع أن يتحول المدرس إلى مهرج، وإنما أن يروي لطلابه بعض الأفاكيه عن المادة التي يدرسها، وشخصياتها المعروفة، ولو فعل المدرسون ذلك لما وجدت طالبا واحدا يقفز من فوق السور ويهرب من المدرسة.
لفت نظري في الموضوع أن حذاء خروتشوف كان محل دراسة للإستفادة منه في تحليل أساليب التواصل مع الآخرين ولفت الأنظار بطرق غريبة
أتمنى أن تكون لدينا هذه النظرة التحليلية والعلمية تجاه الأحداث التي تقع وكيف نستفيد منها .
تذكرون حذاء خروتشوف الذي تحول إلى أشهر حذاء في التاريخ الحديث عندما نزعه رئيس الوزراء السوفييتي أثناء حضوره دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة عام ،1960 وضرب به على الطاولة لكي يستلفت انتباه الحضور، فكانت النتيجة أن ساد القاعة هرج ومرج، أما رئيس الوزراء البريطاني هارولد ماكميلان فقد اعتذر لأنه لا يفهم اللغة الروسية، وقال: “أرجو ترجمة ما قاله رئيس الوزراء السوفييتي”.
ويقول علماء النفس إن حذاء خروتشوف دخل مصطلحاتهم العلمية باعتباره “أفضل وسيلة لكي تخسر تقدير المستمعين، وتستحوذ على انتباههم في الوقت ذاته”، تماما كما حدث بالنسبة لكاسر مزراب العين في إحدى مسرحيات الأخوين رحباني، فقد ضاق أحد شباب القرية ذرعا بعدم تقدير الناس له وللأعمال التي يقوم بها، فقرر القيام بعمل يحوله إلى موضوع لحديث الناس، فتسلل إلى الخزان الذي يحصل سكان القرية على الماء منه، وكسر مزرابه، فتدفقت المياه على الأرض، ولم يعد باستطاعة صبايا القرية ملء جرارهم. وبالفعل تحول هذا الرجل إلى موضوع حديث، ولكن مستنكر، عند سكان القرية، وبات الجميع يطلق عليه لقب “كاسر مزراب العين”.
وقد صدر في الولايات المتحدة كتاب بعنوان “حذاء خروتشوف” من تأليف روي أندرهيل استاذ علم النفس وخبير الاتصالات، حول الوسائل المثالية للاستحواذ على اهتمام الآخرين أثناء الحديث، ويقول روي إن الوسيلة الأكثر فعالية هي أن تعرف ما تريد بالضبط، وترتب حجتك في سياق منطقي في دماغك، ثم تحرص على النظر إلى عيني محدثك أثناء الحديث، لأن عدم التقاء نظراتكما يجعل محدثك يحس وكأنك تحدثه من وراء ستارة، وبذلك فإنه لا يأبه بك.
ويوصي روي بأن تمزج حديثك بروح النكتة ليكون أكثر قبولا وجاذبية لدى المستمع، ومرة أخرى يعود إلى خروتشوف، ليتحدث، لا عن حذائه، ولكن عن نباهته، فقد خاض رئيس الوزراء السوفييتي مساجلات مشهورة مع شخصيات أمريكية بارزة استحوذت على اهتمام المثقفين والناس العاديين على حد سواء.
وخروتشوف نفسه نكتة، فشكله أشبه بالكرة التي نبت لها رأس وأطراف، وقد كان ستالين يحرص على وجوده إلى جانبه في سهراته، ويطلب منه أن يرقص، ليضحك الديكتاتور وضيوفه، وعندما زار خروتشوف شركة جنرال موتورز قال له مدير الشركة: “لقد كنت عاملا بسيطا في هذه الشركه، ولكنني عملت بجد وإخلاص، وتقدمت في عملي إلى أن أصبحت مديرا لهذه الشركة، فهل يستطيع نظامكم الاشتراكي أن يوفر لمواطنيه فرصة من هذا النوع؟” فرد خروتشوف: “لقد كنت أنا فلاحا بسيطا، أرعى المواشي في أوكرانيا، وها أنا أزورك كزعيم لأقوى دولة في العالم، فهل يستطيع نظامكم الرأسمالي أن يوفر لي فرصة من هذا النوع؟” وعندما التقى بمارلين مونرو قال لها: “إنك لا تحصلين على التقدير الكافي هنا يا سيدتي، ولو كنت عندنا، في الاتحاد السوفييتي، لجعلتك الجمهورية السادسة عشرة”. والمعروف إن الاتحاد السوفييتي كان يتألف من 15 جمهورية.
والنكتة في الحديث فاعلة أكثر من أي منطق، وقبل مدة أصدر الدكتور عبد الله بن سليم الرشيد كتابا بعنوان “الأفاكية والنوادر” دعا فيه إلى ثورة في أسلوب التدريس باعتماد النكتة لكي تصبح المادة الدراسية اكثر قبولا للطلاب، وليس المقصود بالطبع أن يتحول المدرس إلى مهرج، وإنما أن يروي لطلابه بعض الأفاكيه عن المادة التي يدرسها، وشخصياتها المعروفة، ولو فعل المدرسون ذلك لما وجدت طالبا واحدا يقفز من فوق السور ويهرب من المدرسة.
لفت نظري في الموضوع أن حذاء خروتشوف كان محل دراسة للإستفادة منه في تحليل أساليب التواصل مع الآخرين ولفت الأنظار بطرق غريبة
أتمنى أن تكون لدينا هذه النظرة التحليلية والعلمية تجاه الأحداث التي تقع وكيف نستفيد منها .