عبير الورد
12-04-2008, 11:59 PM
تحكي الخالة (أم صالح):
البداية
“كانت أمنيتي أن أحفظ القراًن الكريم من صغري, وكان أبي يدعو لي دائماً أن أكون من الحفظة مثله ومثل إخواني الكبار,
فحفظت بعض السور ـ تقارب ثلاثة أجزاء ـ وحينما أتممت الثالثة عشرة تزوجت وانشغلت بعدها بالبيت والأولاد”
هكذا تقول أم صالح عن نفسها، وتضيف:”حينما أصبح لدي سبعة أولاد توفي زوجي, وكانوا كلهم صغاراً فتفرغت لتربيتهم
وتعليمهم, وحينما كبروا وتزوجوا تفرغت لنفسي, وأول ما سعيت له وبذلت من أجله النفيس حفظ كتاب الله عز وجل”.
وعن مشوارها مع الحفظ، تضيف: “ابنتي الصغرى كانت تدرس بالثانوية, وهي من أقرب بناتي إلي؛
لأن أخواتها الكبيرات تزوجن وانشغلن بحياتهن, وأما هي فقد بقيت عندي وكانت هادئة مستقيمة محبة للخير,
كما أنها تتمنى أن تحفظ القراًن، وخصوصاً أن المعلمات يشجعنها على هذا، وكانت هي بدورها تبث في الحماس,
وتضرب لي المثل بنسوة كثيرات دفعتهن همتهن العالية للحفظ, ومن هنا بدأت أنا وإياها كل يوم عشر آيات”.
وتقول أم صالح: “كنا كل يوم بعد العصر نجلس سوياً فتقرأ هي وأردد وراءها ثلاث مرات, ثم تشرح لي معانيها,
وبعدها تردد لي ثلاث مرات,وفي صباح الغد تعيدها لي قبل أن تذهب إلى المدرسة, وبالإضافة لهذا فقد قامت بتسجيل
الآيات المقررة بصوت الشيخ محمود الحصري ـ شيخ القراء المصريين الراحل ـ بحيث تتكرر ثلاث مرات, فكنت أسمعها
أغلب الوقت, فإن حان وقت التسميع في اليوم التالي نتجاوز الآيات، وقد حددنا يوم الجمعة لمراجعة المقرر الأسبوعي,
وكذا استمررنا في الحفظ أنا وإياها”.
وتؤكد الجدة أم صالح أنه خلال أربع سنوات ونصف حفظت اثني عشر جزءاً بالطريقة السابقة, ثم تزوجت ابنتها,
ولما علم زوجها بشأنهما استأجر بيتاً قريباً من منزل أم صالح ليتيح لهما فرصة إكمال الحفظ. وكان ـ جزاه الله خيراً
ـ يشجعهما ويجلس معهما أحياناًً يسمّع لهما ويفسر ويعلّم،“ثم بعد ثلاثة أعوام انشغلت ابنتي بالأولاد والبيت
ولم يعد موعدنا ثابتاً, وكأنها استشفّت لهفتي على الحفظ فبحثت لي عن مدرسة طيبة لتكمل معي المشوار بإشراف ابنتي نفسها,
فأتممت الحفظ بتوفيق من الله عز وجل، ومازالت ابنتي تبذل جهدها للحاق بي ولم يبق لها سوى القليل إن شاء الله”.
وبالنسبة لمراجعة الحفظ؛ تؤكد أم صالح أنها تستمع دائماً لإذاعة القراَن الكريم, وتحاول أن تقرأ مع القارئ,كما أنها في
الصلاة تقرأ دائماً سوراً طويلة, وأحياناً تطلب من إحدى بناتها التسميع لها.
ابنتي.. بيتي
وبالطبع كان تأثير تدريس ابنتها لها شأنا خاصاً عندها حيث تقول: “لقد ضربت ابنتي مثلا رائعاَ في البر والإحسان
اللذين قلما نجده هذه الأيام, وبخاصة أنها بدأت معي المشوار وهي في سن المراهقة, هذا العمر الحرج الذي يشتكي
منه كثيرون, فكانت تضغط على نفسها لتتفرغ لتدريسي,وكانت تعلمني بتأن وحكمة وصبر,كما أن زوجها كان
عوناً لها وقد بذل كثيرا، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقهما ويقر أعينهما بصلاح أبنائهما”.
نساء حول أم صالح
محررة مجلة الدعوة سألتها عن تأثير حفظها لكتاب الله على من حولها من النساء؟
فأجابت: “التأثير حقيقة كان واضحاً وقوياً, فبناتي وزوجات أبنائي تحمسن كثيراً، وكن دائماً يضربن بي المثل,
وقد كوّنّ حلقة مدتها ساعة في اجتماعهن الأسبوعي عندي فكن يحفظن بعض السور ويسمعّن, وأحياناً ينقطعن
ولكن يرجعن, وعموماً كانت النية جيدة”.
وتضيف: “حفيداتي شجعتهن على التسجيل بدُور التحفيظ وأقدم لهن دائماً هدايا متنوعة, وأما جاراتي فكان بعضهن
في البداية يحطمنني ويحبطن من عزيمتي ويذكرنني بأن الحفظ صعب لأن ذاكرتي ضعفت, ولكن لما رأين قوة
عزيمتي وتصميمي أخذن يشجعنني, ومنهن من تحمست فيما بعد وانخرطت في الحفظ, وحينما علمن أنني أنهيت الحفظ
فرحن كثيراً حتى إنني رأيت دموع الفرح تسقط من أعينهن”.
وتقول لمن هي في مثل عمرها وتود أن تحفظ ولكن يسيطر عليها هاجس الخوف من عدم القدرة على ذلك:
”لا يأس مع العزيمة الصادقة.. قوّ إرادتك واعزمي وادعي الله في كل وقت وابدئي.. لقد مضى العمر في أداء
المسؤوليات المنزلية والتربوية والزوجية وآن الأوان لأن تتفرغي لنفسك..وليس هذا بكثرة الخروج من البيت والنوم
والرفاهية والراحة، إنما بالعمل الصالح”.
وتوجه نصيحة للفتيات فتقول: “احفظي الله يحفظك. استغلي نعمة الله عليك بالصحة والعافية وسبل الراحة في حفظ
كتاب الله عز وجل. هذا النور الذي يضيء لك قلبك وحياتك وقبرك بعد مماتك. وإن كانت لك أم فاجتهدي في تعليمها.
والله ما رزقت الأم بنعمة أحب إليها من ولد صالح يعينها على التقرب إلى الله عز وجل. نسأل الله سبحانه
وتعالى حسن الختام”.
وتفكر الجدة (أم صالح) بعد أن انتهت من حفظ القراَن الكريم أن تواصل المسير و تتجه إلى حفظ الأحاديث حيث
تحفظ الآن تقريباَ تسعين حديثاَ, وتعتمد في الحفظ فيها على الأشرطة وإذاعة القراَن, وفي نهاية كل أسبوع تسمع
لها ابنتها ثلاثة أحاديث”.
غــــــابت الهموم
أما عن أهم التغيرات في حياة (أم صالح) خلال الـ12ـ عاما الماضية فتؤكد أنه غياب الهموم، وتضيف:
“بعد أن شغلت نفسي بحفظ القرآن شعرت بارتياح نفسي كبير, وغابت عني الهموم, ولم أعد بتلك الدرجة من
الحساسية المفرطة في الخوف على الأبناء والتفكير بأمورهم وقد ارتفعت معنوياتي, وأصبحت لي غاية سامية
أتعب من أجلها وأشقى لتحقيقها. وهذه النعمة عظيمة فالمرأة إذا كبرت ولم يعد عندها زوج وتزوج الأبناء, يقتلها
الفراغ والهواجس والأفكار, ولكني ولله الحمد لم أشعر بهذا, وقد انشغلت بأمر عظيم له فوائد في الدنيا والآخرة”.
منقول
البداية
“كانت أمنيتي أن أحفظ القراًن الكريم من صغري, وكان أبي يدعو لي دائماً أن أكون من الحفظة مثله ومثل إخواني الكبار,
فحفظت بعض السور ـ تقارب ثلاثة أجزاء ـ وحينما أتممت الثالثة عشرة تزوجت وانشغلت بعدها بالبيت والأولاد”
هكذا تقول أم صالح عن نفسها، وتضيف:”حينما أصبح لدي سبعة أولاد توفي زوجي, وكانوا كلهم صغاراً فتفرغت لتربيتهم
وتعليمهم, وحينما كبروا وتزوجوا تفرغت لنفسي, وأول ما سعيت له وبذلت من أجله النفيس حفظ كتاب الله عز وجل”.
وعن مشوارها مع الحفظ، تضيف: “ابنتي الصغرى كانت تدرس بالثانوية, وهي من أقرب بناتي إلي؛
لأن أخواتها الكبيرات تزوجن وانشغلن بحياتهن, وأما هي فقد بقيت عندي وكانت هادئة مستقيمة محبة للخير,
كما أنها تتمنى أن تحفظ القراًن، وخصوصاً أن المعلمات يشجعنها على هذا، وكانت هي بدورها تبث في الحماس,
وتضرب لي المثل بنسوة كثيرات دفعتهن همتهن العالية للحفظ, ومن هنا بدأت أنا وإياها كل يوم عشر آيات”.
وتقول أم صالح: “كنا كل يوم بعد العصر نجلس سوياً فتقرأ هي وأردد وراءها ثلاث مرات, ثم تشرح لي معانيها,
وبعدها تردد لي ثلاث مرات,وفي صباح الغد تعيدها لي قبل أن تذهب إلى المدرسة, وبالإضافة لهذا فقد قامت بتسجيل
الآيات المقررة بصوت الشيخ محمود الحصري ـ شيخ القراء المصريين الراحل ـ بحيث تتكرر ثلاث مرات, فكنت أسمعها
أغلب الوقت, فإن حان وقت التسميع في اليوم التالي نتجاوز الآيات، وقد حددنا يوم الجمعة لمراجعة المقرر الأسبوعي,
وكذا استمررنا في الحفظ أنا وإياها”.
وتؤكد الجدة أم صالح أنه خلال أربع سنوات ونصف حفظت اثني عشر جزءاً بالطريقة السابقة, ثم تزوجت ابنتها,
ولما علم زوجها بشأنهما استأجر بيتاً قريباً من منزل أم صالح ليتيح لهما فرصة إكمال الحفظ. وكان ـ جزاه الله خيراً
ـ يشجعهما ويجلس معهما أحياناًً يسمّع لهما ويفسر ويعلّم،“ثم بعد ثلاثة أعوام انشغلت ابنتي بالأولاد والبيت
ولم يعد موعدنا ثابتاً, وكأنها استشفّت لهفتي على الحفظ فبحثت لي عن مدرسة طيبة لتكمل معي المشوار بإشراف ابنتي نفسها,
فأتممت الحفظ بتوفيق من الله عز وجل، ومازالت ابنتي تبذل جهدها للحاق بي ولم يبق لها سوى القليل إن شاء الله”.
وبالنسبة لمراجعة الحفظ؛ تؤكد أم صالح أنها تستمع دائماً لإذاعة القراَن الكريم, وتحاول أن تقرأ مع القارئ,كما أنها في
الصلاة تقرأ دائماً سوراً طويلة, وأحياناً تطلب من إحدى بناتها التسميع لها.
ابنتي.. بيتي
وبالطبع كان تأثير تدريس ابنتها لها شأنا خاصاً عندها حيث تقول: “لقد ضربت ابنتي مثلا رائعاَ في البر والإحسان
اللذين قلما نجده هذه الأيام, وبخاصة أنها بدأت معي المشوار وهي في سن المراهقة, هذا العمر الحرج الذي يشتكي
منه كثيرون, فكانت تضغط على نفسها لتتفرغ لتدريسي,وكانت تعلمني بتأن وحكمة وصبر,كما أن زوجها كان
عوناً لها وقد بذل كثيرا، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقهما ويقر أعينهما بصلاح أبنائهما”.
نساء حول أم صالح
محررة مجلة الدعوة سألتها عن تأثير حفظها لكتاب الله على من حولها من النساء؟
فأجابت: “التأثير حقيقة كان واضحاً وقوياً, فبناتي وزوجات أبنائي تحمسن كثيراً، وكن دائماً يضربن بي المثل,
وقد كوّنّ حلقة مدتها ساعة في اجتماعهن الأسبوعي عندي فكن يحفظن بعض السور ويسمعّن, وأحياناً ينقطعن
ولكن يرجعن, وعموماً كانت النية جيدة”.
وتضيف: “حفيداتي شجعتهن على التسجيل بدُور التحفيظ وأقدم لهن دائماً هدايا متنوعة, وأما جاراتي فكان بعضهن
في البداية يحطمنني ويحبطن من عزيمتي ويذكرنني بأن الحفظ صعب لأن ذاكرتي ضعفت, ولكن لما رأين قوة
عزيمتي وتصميمي أخذن يشجعنني, ومنهن من تحمست فيما بعد وانخرطت في الحفظ, وحينما علمن أنني أنهيت الحفظ
فرحن كثيراً حتى إنني رأيت دموع الفرح تسقط من أعينهن”.
وتقول لمن هي في مثل عمرها وتود أن تحفظ ولكن يسيطر عليها هاجس الخوف من عدم القدرة على ذلك:
”لا يأس مع العزيمة الصادقة.. قوّ إرادتك واعزمي وادعي الله في كل وقت وابدئي.. لقد مضى العمر في أداء
المسؤوليات المنزلية والتربوية والزوجية وآن الأوان لأن تتفرغي لنفسك..وليس هذا بكثرة الخروج من البيت والنوم
والرفاهية والراحة، إنما بالعمل الصالح”.
وتوجه نصيحة للفتيات فتقول: “احفظي الله يحفظك. استغلي نعمة الله عليك بالصحة والعافية وسبل الراحة في حفظ
كتاب الله عز وجل. هذا النور الذي يضيء لك قلبك وحياتك وقبرك بعد مماتك. وإن كانت لك أم فاجتهدي في تعليمها.
والله ما رزقت الأم بنعمة أحب إليها من ولد صالح يعينها على التقرب إلى الله عز وجل. نسأل الله سبحانه
وتعالى حسن الختام”.
وتفكر الجدة (أم صالح) بعد أن انتهت من حفظ القراَن الكريم أن تواصل المسير و تتجه إلى حفظ الأحاديث حيث
تحفظ الآن تقريباَ تسعين حديثاَ, وتعتمد في الحفظ فيها على الأشرطة وإذاعة القراَن, وفي نهاية كل أسبوع تسمع
لها ابنتها ثلاثة أحاديث”.
غــــــابت الهموم
أما عن أهم التغيرات في حياة (أم صالح) خلال الـ12ـ عاما الماضية فتؤكد أنه غياب الهموم، وتضيف:
“بعد أن شغلت نفسي بحفظ القرآن شعرت بارتياح نفسي كبير, وغابت عني الهموم, ولم أعد بتلك الدرجة من
الحساسية المفرطة في الخوف على الأبناء والتفكير بأمورهم وقد ارتفعت معنوياتي, وأصبحت لي غاية سامية
أتعب من أجلها وأشقى لتحقيقها. وهذه النعمة عظيمة فالمرأة إذا كبرت ولم يعد عندها زوج وتزوج الأبناء, يقتلها
الفراغ والهواجس والأفكار, ولكني ولله الحمد لم أشعر بهذا, وقد انشغلت بأمر عظيم له فوائد في الدنيا والآخرة”.
منقول