المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كن في الدنيا كانك غريب او عابر سبيل



زين العابدين
11-15-2008, 12:27 AM
كن في الدنيا كانك غريب او عابر سبيل



ابن رجب الحنبلي





عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنكبي ، فقال :
(( كن في الدنيا كأنك غريب ، أو عابر سبيل )) وكان ابن عمر يقول : إذا أمسيت ، فلا تنتطر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ، ومن حياتك لموتك . رواه البخاري .
هذا الحديث خرجه البخاري ((1)) عن علي بن المديني ، حدثنا محمد
ابن عبد الرحمان الطفاوي ، حدثنا الأعمش ، حدثني مجاهد ، عن ابن عمر ،
فذكره ، وقد تكلم غير واحد من الحفاظ في لفظة : (( حدثنا مجاهد )) وقالوا : هي غير ثابتة ، وأنكروها على ابن المديني وقالوا : لم يسمع الأعمش هذا الحديث من مجاهد ، إنما سمعه من ليث بن أبي سليم عنه ، وقد ذكر ذلك العقيلي ((2)) وغيره ، وخرجه الترمذي ((3)) من حديث ليث عن مجاهد ، وزاد فيه : (( وعد نفسك من
أهل القبور )) وزاد في كلام ابن عمر : فإنك لا تدري يا عبد الله ما اسمك
غدا . وخرجه ابن ماجه ((4)) ولم يذكر قول ابن عمر . وخرج الإمام أحمد ((5)) والنسائي ((6)) من حديث الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة ، عن ابن عمر ، قال : أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - ببعض جسدي ، فقال : (( اعبد الله كأنك تراه ، وكن في الدنيا كأنك غريب ، أو عابر سبيل )) . وعبدة بن أبي لبابة أدرك ابن عمر ، واختلف في سماعه
منه ((7)) .
وهذا الحديث أصل في قصر الأمل في الدنيا ، وأن المؤمن لا ينبغي له أن يتخذ الدنيا وطنا ومسكنا ، فيطمئن فيها ، ولكن ينبغي أن يكون فيها كأنه على جناح سفر : يهيئ جهازه للرحيل .
وقد اتفقت على ذلك وصايا الأنبياء وأتباعهم ، قال تعالى حاكيا عن مؤمن آل فرعون أنه قال : { يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار } ((8)) .
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : (( مالي وللدنيا إنما مثلي ومثل الدنيا كمثل راكب قال((9)) في ظل شجرة ثم راح وتركها )) ((10)) .
ومن وصايا المسيح - عليه السلام - لأصحابه أنه قال لهم : اعبروها ولا تعمروها ((11)) ، وروي عنه أنه قال : من ذا الذي يبني على موج البحر دارا ، تلكم الدنيا ، فلا تتخذوها قرارا ((12)) .
ودخل رجل على أبي ذر ، فجعل يقلب بصره في بيته ، فقال : يا أبا ذر ، أين متاعكم ؟ قال : إن لنا بيتا نوجه إليه ، قال : إنه لابد لك من متاع مادمت هاهنا ، قال : إن صاحب المنزل لا يدعنا فيه ((13)) .

ودخلوا على بعض الصالحين ، فقلبوا بصرهم في بيته ، فقالوا له : إنا نرى بيتك بيت رجل مرتحل ، فقال : أمرتحل ؟ لا ، ولكن أطرد طردا .
وكان علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - يقول : إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة ، وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة ، ولكل منهما بنون ، فكونوا من أبناء الآخرة ، ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فإن اليوم عمل ولا حساب ، وغدا حساب ولا عمل
قال بعض الحكماء : عجبت ممن الدنيا مولية عنه ، والآخرة مقبلة إليه يشغتل بالمدبرة ، ويعرض عن المقبلة
وقال عمر بن عبد العزيز في خطبته : إن الدنيا ليست بدار قراركم ، كتب الله عليها الفناء ، وكتب على أهلها منها الظعن ، فكم من عامر موثق عن قليل يخرب ، وكم من مقيم مغتبط عما قليل يظعن ، فأحسنوا - رحمكم الله - منها الرحلة بأحسن ما بحضرتكم من النقلة ، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى
وإذا لم تكن الدنيا للمؤمن دار إقامة ، ولا وطنا ، فينبغي للمؤمن أن يكون حاله فيها على أحد حالين : إما أن يكون كأنه غريب مقيم في بلد غربة ، همه التزود للرجوع إلى وطنه ، أو يكون كأنه مسافر غير مقيم البتة ، بل هو ليله ونهاره ، يسير إلى بلد الإقامة ، فلهذا وصى النبي - صلى الله عليه وسلم - ابن عمر أن يكون في الدنيا على أحد هذين الحالين .

فأحدهما : أن ينزل المؤمن نفسه كأنه غريب في الدنيا يتخيل الإقامة ، لكن في بلد غربة ، فهو غير متعلق القلب ببلد الغربة ، بل قلبه متعلق بوطنه الذي يرجع إليه ، وإنما هو مقيم في الدنيا ليقضي مرمة جهازه إلى الرجوع إلى وطنه ، قال الفضيل بن عياض : المؤمن في الدنيا مهموم حزين ، همه مرمة جهازه
ومن كان في الدنيا كذلك ، فلا هم له إلا في التزود بما ينفعه عند عوده إلى وطنه ، فلا ينافس أهل البلد الذي هو غريب بينهم في عزهم ، ولا يجزع من الذل عندهم ، قال الحسن : المؤمن في الدنيا كالغريب لا يجزع من ذلها ، ولا ينافس في عزها ، له شأن ، وللناس شأن
لما خلق آدم أسكن هو وزوجته الجنة ، ثم أهبطا منها ، ووعدا الرجوع إليها ، وصالح ذريتهما ، فالمؤمن أبدا يحن إلى وطنه الأول ، وكما قيل :



كم منزل للمرء يألفه الفتى
وحنينه أبدا لأول منزل

ينزل المؤمن نفسه في الدنيا كأنه مسافر غير مقيم البتة ، وإنما هو سائر في قطع منازل السفر حتى ينتهي به السفر إلى آخره ، وهو الموت . ومن كانت هذه حاله في الدنيا ، فهمته تحصيل الزاد للسفر ، وليس له همة في الاستكثار من متاع الدنيا ، ولهذا أوصى النبي - صلى الله عليه وسلم - جماعة من أصحابه أن يكون بلاغهم من الدنيا كزاد الراكب .
قيل لمحمد بن واسع : كيف أصبحت ؟ قال : ما ظنك برجل يرتحل كل يوم مرحلة إلى الآخرة ((14)) ؟
وقال الحسن : إنما أنت أيام مجموعة ، كلما مضى يوم مضى بعضك ((15)) . وقال : ابن آدم إنما أنت بين مطيتين يوضعانك ، يوضعك النهار إلى الليل ، والليل إلى النهار ، حتى يسلمانك إلى الآخرة ، فمن أعظم منك يا ابن آدم خطرا ((16)) ، وقال : الموت معقود في نواصيكم والدنيا تطوى من ورائكم .
قال داود الطائي : إنما الليل والنهار مراحل ينزلها الناس مرحلة مرحلة حتى ينتهي ذلك بهم إلى آخر سفرهم ، فإن استطعت أن تقدم في كل مرحلة زادا لما بين يديها ، فافعل ، فإن انقطاع السفر عن قريب ما هو ، والأمر أعجل من ذلك ، فتزود لسفرك ، واقض ما أنت قاض من أمرك ، فكأنك بالأمر قد بغتك ((17)) .
وكتب بعض السلف إلى أخ له : يا أخي يخيل لك أنك مقيم ، بل أنت دائب السير ، تساق مع ذلك سوقا حثيثا ، الموت موجه إليك ، والدنيا تطوى من ورائك ، وما مضى من عمرك ، فليس بكار عليك حتى يكر عليك يوم التغابن .



سبيلك في الدنيا سبيل مسافر
ولابــد من زاد لكل مسافر
ولابد للإنسان من حمل عدة
ولاسيما إن خاف صولة قاهر

قال بعض الحكماء : كيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهره ، وشهره يهدم
سنته ، وسنته تهدم عمره ، وكيف يفرح من يقوده عمره إلى أجله ، وتقوده حياته إلى موته .
وقال الفضيل بن عياض لرجل : كم أتت عليك ؟ قال : ستون سنة ، قال فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك يوشك أن تبلغ ، فقال الرجل : إنا لله وإنا إليه راجعون ، فقال الفضيل : أتعرف تفسيره تقول : أنا لله عبد وإليه راجع ، فمن علم أنه لله عبد ، وأنه إليه راجع ، فليعلم أنه موقوف ، ومن علم أنه موقوف ، فليعلم أنه مسؤول ، ومن علم أنه مسؤول ، فليعد للسؤال جوابا ، فقال الرجل : فما الحيلة ؟ قال : يسيرة ، قال : ما هي ؟ قال : تحسن فيما بقي يغفر لك ما مضى فإنك إن أسأت فيما بقي ، أخذت بما مضى وبما بقي ((18)) ، وفي هذا يقول بعضهم :



وإن امرءا قد سار ستين حجة
إلى منهل من ورده لقريب

قال بعض الحكماء : من كانت الليالي والأيام مطاياه ، سارت به وإن لم يسر ((19)) ، وفي هذا قال بعضهم((20)) :



وما هـــذه الأيام إلا مراحل
يحث بها داع إلى الموت قاصـد
وأعجب شيء - لو تأملت - أنها
منازل تطوى والمسافر قاعــد

قال الحسن : اجتمع ثلاثة من العلماء ، فقالوا لأحدهم : ما أملك ؟ قال : ما أتى علي شهر إلا ظننت أني سأموت فيه ، قال : فقال صاحباه : إن هذا لأمل ، فقالا لأحدهم : فما أملك ؟ قال : ما أتت علي جمعة إلا ظننت أني سأموت فيها ، قال : فقال صاحباه : إن هذا لأمل ، فقالا للآخر : فما أملك ؟ قال : ما أمل من نفسه في يد غيره ((21)) ؟
قال داود الطائي : سألت عطوان بن عمر التميمي ، قلت : ما قصر الأمل ؟ قال : ما بين تردد النفس ، فحدث بذلك الفضيل بن عياض ، فبكى ، وقال : يقول : يتنفس فيخاف أن يموت قبل أن ينقطع نفسه ، لقد كان عطوان من الموت على
حذر ((22)) .
وقال بعض السلف : ما نمت نوما قط ، فحدثت نفسي أني أستيقظ منه .
وكان حبيب أبو محمد يوصي كل يوم بما يوصي به المحتضر عند موته من تغسيله ونحوه ، وكان يبكي كلما أصبح أو أمسى ، فسئلت امرأته عن بكائه ، فقالت : يخاف - والله - إذا أمسى أن لا يصبح ، وإذا أصبح أن لا يمسي ((23)) .
وكان محمد بن واسع إذا أراد أن ينام قال لأهله : أستودعكم الله ، فلعلها أن تكون منيتي التي لا أقوم منها فكان هذا دأبه إذا أراد النوم .
وقال بكر المزني : إن استطاع أحدكم أن لا يبيت إلا وعهده عند رأسه مكتوب ، فليفعل ، فإنه لا يدري لعله أن يبيت في أهل الدنيا ، ويصبح في أهل الآخرة .
وكان أويس إذا قيل له : كيف الزمان عليك ؟ قال : كيف الزمان على رجل إن أمسى ظن أنه لا يصبح ، وإن أصبح ظن أنه لا يمسي فيبشر بالجنة أو النار ؟ ((24))

وقال عون بن عبد الله : ما أنزل الموت كنه منزلته من عد غدا من أجله . كم من مستقبل يوما لا يستكمله ، وكم من مؤمل لغد لا يدركه ، إنكم لو رأيتم الأجل ومسيره ، لأبغضتم الأمل وغروره ((25)) ، وكان يقول : إن من أنفع أيام المؤمن له في الدنيا ما ظن أنه لا يدرك آخره .
وكانت امرأة متعبدة بمكة إذا أمست قالت : يا نفس ، الليلة ليلتك ، لا ليلة لك غيرها ، فاجتهدت ، فإذا أصبحت ، قالت : يا نفس اليوم يومك ، لا يوم لك
غيره فاجتهدت ((26)) .
وقال بكر المزني : إذا أردت أن تنفعك صلاتك فقل : لعلي لا أصلي غيرها ، وهذا مأخوذ مما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : (( صل صلاة مودع )) ((27)) .
وأقام معروف الكرخي الصلاة ، ثم قال لرجل : تقدم فصل بنا ، فقال الرجل : إني إن صليت بكم هذه الصلاة ، لم أصل بكم غيرها ، فقال معروف : وأنت تحدث نفسك أنك تصلي صلاة أخرى ؟ نعوذ بالله من طول الأمل ، فإنه يمنع خير العمل ((28)) .
وطرق بعضهم باب أخ له ، فسأل عنه ، فقيل له : ليس هو في البيت ، فقال : متى يرجع ؟ فقالت له جارية من البيت : من كانت نفسه في يد غيره ، من يعلم متى يرجع ، ولأبي العتاهية من جملة أبيات :



وما أدري وإن أملت عمرا
لعلي حين أصبح لست أمسي
ألم تر أن كل صباح يوم
وعــمرك فيه أقصر منه أمس

وهذا البيت الثاني أخذه مما روي عن أبي الدرداء ((29)) والحسن ((30)) أنهما قالا : ابن آدم ، إنك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك ، ومما أنشد بعض السلف :



إنا لنفرح بالأيام نقطعها
وكل يوم مضى يدني من الأجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدا
فإنما الربح والخسران في العمل


--------------------------------------------------------------------------------


(1) في " صحيحه " 8/110 ( 6416 ) .
(2) في " الضعفاء " 3/239 .
(3) في " جامعه " ( 2333 ) .
(4) في " سننه " ( 4114 ) .
(5) في " مسنده " 2/132 و441 .
(6) كما في " تحفة الأشراف " 5/278 ( 7304 ) .
(7) قال الإمام أحمد : (( لقي ابن عمر بالشام )) ، وقال أبو حاتم : (( عبدة رأى ابن عمر رؤية )) . انظر : العلل لابن أبي حاتم 2/116 ( 1845 ) ، وتهذيب الكمال 5/26 ( 4206 ) .

(8) غافر : 39 .
(9) قال : من القيلولة ، وهي الاستراحة نصف النهار ، وإن لم يكن معها ، يقال : قال يقيل قيلولة فهو قائل .
(10) أخرجه : الطيالسي ( 277 ) ، وأحمد 1/391 و441 ، وابن ماجه ( 4109 ) ، والترمذي ( 2377 ) من حديث ابن مسعود ، وهو حديث صحيح .
(11) أخرجه : أبو نعيم في " حلية الأولياء " 8/145 عن وهيب المكي قال : (( بلغني أن عيسى - عليه السلام - ، … )) فذكره .
(12) أخرجه : أحمد في " الزهد " ( 325 ) عن مكحول ، قال : (( وقال عيسى ، … )) فذكره .
(13) أخرجه : البيهقي في " شعب الإيمان " ( 10651 ) .


(14) أخرجه : أبو نعيم في " حلية الأولياء " 2/348 .
(15) أخرجه : أبو نعيم في " حلية الأولياء " 2/148 .
(16) أخرجه : البيهقي في " الزهد الكبير " ( 512 ) .
(17) أخرجه : أبو نعيم في " حلية الأولياء " 7/345 .

(18) أخرجه : أبو نعيم في " حلية الأولياء " 3/113 .
(19) بنحوه أخرجه : أبو بكر الدينوري في " المجالسة " ( 1029 ) عن الحسن .
(20) ذكر ابن القيم هذين البيتين في " مدارج السالكين " 3/201 إلا أنه لم ينسبهما .

(21) أخرجه : عبد الله بن المبارك في " الزهد " ( 253 ) .
(22) ذكره ابن الجوزي في " صفة الصفوة " 3/62 .
(23) أخرجه : ابن عساكر في " تاريخ دمشق " 13/43 .
(24) أخرجه : أبو نعيم في " حلية الأولياء " 2/83 .

(25) أخرجه : ابن أبي شيبة ( 34963 ) ، وأبو نعيم في " حلية الأولياء " 4/243 .
(26) أخرجه : وكيع في " الزهد " ( 9 ) .
(27) أخرجه : أحمد 5/412 ، وابن ماجه ( 4171 ) ، والطبراني في " الكبير " ( 3987 )
و( 3988 ) عن أبي أيوب الأنصاري ، به ، وسنده ضعيف .
وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص وابن عمر وأنس بن مالك قواه بعضهم بها ، والله أعلم .
(28) أخرجه : أبو نعيم في " حلية الأولياء " 8/361 .

(29) أخرجه : البيهقي في " الزهد الكبير " ( 511 ) ، وذكره ابن الجوزي في " صفة الصفوة " 1/282 .
(30) أخرجه : عبد الله بن المبارك ( 852 ) ، وأبو نعيم في " حلية الأولياء " 2/155 .

همس الرووح
11-15-2008, 03:09 PM
سبيلك في الدنيا سبيل مسافر
ولابــد من زاد لكل مسافر
ولابد للإنسان من حمل عدة
ولاسيما إن خاف صولة قاهر


كعادتك أخي لاتأتي

إلا بالخير وكأنك المطر


الذي إذا أصيب على أرض

أخضرت وانبتت نباتاً حسناً

بارك الله فيك أخي ،،، دمت بخير

لعدان بن عبد الله
11-15-2008, 10:16 PM
بارك الله فيك زين العابدين

زين العابدين
11-17-2008, 10:47 PM
همس الرووح

تسر الحروف التي تجد لها صدى في أرواح قادرة
على تذوق جمال الفكر و البيان
شهادتك تشجعني

وفيكِ بارك الله

دمتم بخير