زين العابدين
10-30-2008, 02:11 AM
ه
القصيدة الدمشقية
نزار قباني
هذي دمشقُ.. وهذي الكأسُ والـرّاحُ
إنّي أحبُّ ... وبعضُ الحـبِّ ذبّـاحُ
أنا الدمشقيُّ.. لو شرحتـمُ جسـدي
لسـالَ منـهُ عنـاقيـدٌ .. وتفّـاحُ
ولـو فتحتُـم شرايينـي بِمديتكـم
سَمعتمُ فِي دمي أصـواتَ من راحـوا
زراعةُ القلبِ.. تشفي بعضَ من عشقوا
وما لقلبـي –إذا أحببـتُ- جـرّاحُ
مـآذنُ الشّـامِ تبكـي إذ تعانقنـي
و للمـآذنِ .. كالأشجـارِ .. أرواحُ
لليـاسَميـنِ حقـوقٌ فِـي منازلنـا
وقطّةُ البيـتِ تغفـو حيـثُ ترتـاحُ
طاحونـةُ البـنِّ جـزءٌ من طفولتنـا
فكيفَ أنسى؟ وعطـرُ الـهيلِ فـوّاحُ
هذا مكانُ " أبـي المعتـزِّ ".. منتظـرٌ
ووجـهُ " فائـزةٍ " حلـوٌ و لـماحُ
هنا جذوري .. هنا قلبِي ... هنا لغتِي
فكيفَ أوضحُ؟ هل في العشقِ إيضـاحُ؟
كم من دمشقيـةٍ باعـت أساورَهـا
حتّى أغازلـها ... والشعـرُ مفتـاحُ
أتيتُ يا شجرَ الصفصـافِ معتـذراً
فهل تسامـحُ هيفـاءٌ .. ووضّـاحُ؟
خَمسونَ عاماً .. وأجزائـي مبعثـرةٌ
فوقَ المحيطِ .. وما فِي الأفقِ مصبـاحُ
تقاذفتنـي بـحارٌ لا ضفـافَ لـها
وطـاردتنـي شيـاطيـنٌ وأشبـاحُ
أقاتلُ القبـحَ فِي شعـري وفِي أدبـي
حتـى يفتّـحَ نـوّارٌ ... وقــدّاحُ
ما للعـروبـةِ تبـدو مثـلَ أرملـةٍ؟
أليـسَ فِي كتـبِ التاريـخِ أفـراحُ؟
والشعرُ .. ماذا سيبقـى من أصالتـهِ؟
إذا تـولاهُ نصَّـابٌ ... ومــدّاحُ؟
وكيفَ نكتبُ والأقفـالُ فِي فمنـا؟
وكـلُّ ثـانيـةٍ يـأتيـك سفّـاحُ؟
حَملت شعري على ظهـري فأتبِعنـي
ماذا من الشعرِ يبقـى حيـنَ يرتـاحُ؟
القصيدة الدمشقية
نزار قباني
هذي دمشقُ.. وهذي الكأسُ والـرّاحُ
إنّي أحبُّ ... وبعضُ الحـبِّ ذبّـاحُ
أنا الدمشقيُّ.. لو شرحتـمُ جسـدي
لسـالَ منـهُ عنـاقيـدٌ .. وتفّـاحُ
ولـو فتحتُـم شرايينـي بِمديتكـم
سَمعتمُ فِي دمي أصـواتَ من راحـوا
زراعةُ القلبِ.. تشفي بعضَ من عشقوا
وما لقلبـي –إذا أحببـتُ- جـرّاحُ
مـآذنُ الشّـامِ تبكـي إذ تعانقنـي
و للمـآذنِ .. كالأشجـارِ .. أرواحُ
لليـاسَميـنِ حقـوقٌ فِـي منازلنـا
وقطّةُ البيـتِ تغفـو حيـثُ ترتـاحُ
طاحونـةُ البـنِّ جـزءٌ من طفولتنـا
فكيفَ أنسى؟ وعطـرُ الـهيلِ فـوّاحُ
هذا مكانُ " أبـي المعتـزِّ ".. منتظـرٌ
ووجـهُ " فائـزةٍ " حلـوٌ و لـماحُ
هنا جذوري .. هنا قلبِي ... هنا لغتِي
فكيفَ أوضحُ؟ هل في العشقِ إيضـاحُ؟
كم من دمشقيـةٍ باعـت أساورَهـا
حتّى أغازلـها ... والشعـرُ مفتـاحُ
أتيتُ يا شجرَ الصفصـافِ معتـذراً
فهل تسامـحُ هيفـاءٌ .. ووضّـاحُ؟
خَمسونَ عاماً .. وأجزائـي مبعثـرةٌ
فوقَ المحيطِ .. وما فِي الأفقِ مصبـاحُ
تقاذفتنـي بـحارٌ لا ضفـافَ لـها
وطـاردتنـي شيـاطيـنٌ وأشبـاحُ
أقاتلُ القبـحَ فِي شعـري وفِي أدبـي
حتـى يفتّـحَ نـوّارٌ ... وقــدّاحُ
ما للعـروبـةِ تبـدو مثـلَ أرملـةٍ؟
أليـسَ فِي كتـبِ التاريـخِ أفـراحُ؟
والشعرُ .. ماذا سيبقـى من أصالتـهِ؟
إذا تـولاهُ نصَّـابٌ ... ومــدّاحُ؟
وكيفَ نكتبُ والأقفـالُ فِي فمنـا؟
وكـلُّ ثـانيـةٍ يـأتيـك سفّـاحُ؟
حَملت شعري على ظهـري فأتبِعنـي
ماذا من الشعرِ يبقـى حيـنَ يرتـاحُ؟