زين العابدين
09-07-2008, 03:49 PM
بعد أن ملأت الفراغ بصوتها الدافئ، أنهكتها عمليتان جراحيتان في قلبها الصغير، الذي لم يعرف من الدنيا إلا ابتسامة الطفولة، فارقت ْطفلتي البكر (تالا) الحياة، ولم تبلغ شهرها السابع، فأورثتِ القلب أنة...
في رثاء طفلتي (تالا)
الحزنُ يعصِفُ بالمُنـى وينـاديْ
خِيَـمُ السَّعـادةِ هَشَّـةُ الأوتـادِ
لـنْ أنظـمَ الآلامَ فهْـي طويلـةٌ
وعقيـمُ زائرهـا، كثيـرُ تِـلادِ
ضمَّدتُ ألفَ مصيبةٍ في خافقـيْ
لكـنَّ هـذيْ.. أثَّـرتْ بفـؤادي
ونسَجتُ ألفَ قصيـدةٍ وقصيـدةٍ
لكنْ بهذيْ.. مِن دمـايَ مـداديْ
لكِ يا ليالـيْ سَطـوةٌ وحمولـةٌ
كحمولـةِ الـعُّـذالِ والحـسَّـادِ
(ياراحلينَ وهم نـزولٌ بالحشـا)
وبلادُهُـمْ لا تنتـمـيْ لـبـلادي
(تالا) الحبيبةُ، ما لِطيفِـكِ شـارد
هِلِّـيْ علـيَّ بحجَّـةِ الـعـوَّادِ
هِلِّيْ عليَّ، حبيبتـي، لا ترحلـيْ
لا تبدلـيْ ثـوبَ الهنـا بسـوادِ
قطَّعتِ فيَّ جلادَتِـي وتَصَبُّـريْ
ونزعْتِ منِّـيْ عُدَّتِـيْ وعَتـادِي
آثرتِ أنْ تلِجِـي الحيـاةَ عليلـةً
حتى تُريحِي الهمَّ في الأجسـادِ!
ونَما بقلبِكِ- قبـلَ أيـامِ الصِّبَـا
مرضٌ تلبَّدَ مثلَ حُكُـمٍ سَـادي*
عانيْتِ مُعترَكَ الحيـاةِ صغيـرةً
فرفعتِ صـوتَ الحـقِّ للعُبَّـادِ
طيريْ بروضٍ في الجنانِ، ونادِنيْ
فأنـا- بفقـدكِ- أولُّ الــرُّوَّادِ
ناديْ لأمِّكِ، مـا تـزالُ بحرقـةٍ
وبحسـرةٍ مـن قسـوةِ الإبعـادِ
لم تختفيْ من خاطريْ، يا مُهْجتيْ
فلهيـبُ شوقـي دائـمُ الإيـقـادِ
اللهَ .. يـا دُنيـا قطفْـتِ ثمارَنـا
وغرستْ سيفَ القهرِ في الأكبـادِ
سأريكِ يا دنيـا جـلادةَ صابـرٍ
سأريكِ يا دنيـا عـداوةَ عـادي*
. . . . . . . . . . . .
رائد عبد اللطيف
5/9/2008
(*) أثبتت ياء الاسم المنقوص للضرورة الشعرية
في رثاء طفلتي (تالا)
الحزنُ يعصِفُ بالمُنـى وينـاديْ
خِيَـمُ السَّعـادةِ هَشَّـةُ الأوتـادِ
لـنْ أنظـمَ الآلامَ فهْـي طويلـةٌ
وعقيـمُ زائرهـا، كثيـرُ تِـلادِ
ضمَّدتُ ألفَ مصيبةٍ في خافقـيْ
لكـنَّ هـذيْ.. أثَّـرتْ بفـؤادي
ونسَجتُ ألفَ قصيـدةٍ وقصيـدةٍ
لكنْ بهذيْ.. مِن دمـايَ مـداديْ
لكِ يا ليالـيْ سَطـوةٌ وحمولـةٌ
كحمولـةِ الـعُّـذالِ والحـسَّـادِ
(ياراحلينَ وهم نـزولٌ بالحشـا)
وبلادُهُـمْ لا تنتـمـيْ لـبـلادي
(تالا) الحبيبةُ، ما لِطيفِـكِ شـارد
هِلِّـيْ علـيَّ بحجَّـةِ الـعـوَّادِ
هِلِّيْ عليَّ، حبيبتـي، لا ترحلـيْ
لا تبدلـيْ ثـوبَ الهنـا بسـوادِ
قطَّعتِ فيَّ جلادَتِـي وتَصَبُّـريْ
ونزعْتِ منِّـيْ عُدَّتِـيْ وعَتـادِي
آثرتِ أنْ تلِجِـي الحيـاةَ عليلـةً
حتى تُريحِي الهمَّ في الأجسـادِ!
ونَما بقلبِكِ- قبـلَ أيـامِ الصِّبَـا
مرضٌ تلبَّدَ مثلَ حُكُـمٍ سَـادي*
عانيْتِ مُعترَكَ الحيـاةِ صغيـرةً
فرفعتِ صـوتَ الحـقِّ للعُبَّـادِ
طيريْ بروضٍ في الجنانِ، ونادِنيْ
فأنـا- بفقـدكِ- أولُّ الــرُّوَّادِ
ناديْ لأمِّكِ، مـا تـزالُ بحرقـةٍ
وبحسـرةٍ مـن قسـوةِ الإبعـادِ
لم تختفيْ من خاطريْ، يا مُهْجتيْ
فلهيـبُ شوقـي دائـمُ الإيـقـادِ
اللهَ .. يـا دُنيـا قطفْـتِ ثمارَنـا
وغرستْ سيفَ القهرِ في الأكبـادِ
سأريكِ يا دنيـا جـلادةَ صابـرٍ
سأريكِ يا دنيـا عـداوةَ عـادي*
. . . . . . . . . . . .
رائد عبد اللطيف
5/9/2008
(*) أثبتت ياء الاسم المنقوص للضرورة الشعرية