زين العابدين
08-22-2008, 08:05 PM
أَنَا مُتْعَبٌ .. يَا بَا بَا !!
شعر : د. محمود بن سعود الحليبي
همسَ بها في أذني ولدي ذو الخمس السنوات ، حين رأيته مستلقيًا على غير عادته وسألته : مالكَ يا ( فارس ) ؟
وَهَمَسْتَ لِي : ( أَنَا مُتْعَبٌ يَا بَابَا )
آهٍ ؛ فَتَحْتَ لِخَيْبَتِي أَبْوَابَا
قَدْ كُنْتُ آنَسُ إِذْ أَرَاكَ ؛ أَريتني
مِنْ ثَغْرِ أُنْسِيَ - يَا حَبِيبِيَ – نَابَا
هِيَ كِلْمَةٌ ! مَا كُنْتَ تحْسَبُ أَنَّهَا
يَوْمًا سَتُشْقِي ـ يا صغيريَ ـ بَابَا
مِنْ أيِّ كَهْفٍ قَدْ شَقَقْتَ حُرُوفَهَا ؟
أَطْلَقْتَها فِي مِسْمَعَيَّ ذِئَابَا !
مِنْ أَيِّ قَامُوسٍ أَتَيْتَ بِهَا هُنَا
فَقَرَأْتُ فيها من عَنَاكَ كِتَابَا ؟
عَمَّنْ - تُراكَ - رَوَيْتَ ؟ أَوَّلُ مَرَّةٍ
أَرْجُو لَوَ انَّكَ سُقْتَها كذَّابا !!
مِنْ أَيْنَ جِئْتَ بِهَا - فَدَيْتُكَ - إِنَّنِي
لَرَجَوْتُ أَنِّيَ مَا وَعَيْتُ خِطَابَا
مِنْ أَيْنَ جِئْتَ بِهَا ؟ أَكَادُ أَعَافُنِي
وَوَدِدْتُ أََنِّيَ لَوْ غَدَوْتُ تُرَابَا !
وَاسْتَبْحَرَتْ عَيْنَاكَ ؛ فَانْطَفَأََ الضُّحَى
وَأَحَلَتَ أُفْقَيْنَا ضَنًى وضَبَابَا
فَسَحَبْتُ كَفِّيَ نَحْوَ كَفِّكَ فِي أََسًى
غَلَبَ المكانَ وخالجَ الأَلْبَابا
وَحَمَلْتُ أنْمُلَتِي لأمْسَحَ دَمْعَةً
جَرَحَتْ - بُنَيَّ - وُجَيَهْكَ الجَذَّابا !
وَلَفَفْتُ أَجْنِحَتِي عَلَيْكَ ؛ أَضُمُّ لِي
صَدْرًا صَغِيرًا عَانَقَ الأَتْعَابَا
عَلِّي أُخَفِّف عَنْكَ / عَنِّيَ صَفْعَةً
أَدْمَتْ شِغَافِيَ حَسْرَةً وَعِتَابَا
وَرَحَلْتُ أَجْلِدُ مُهْجَتِي وَخَوَاطِرِي
حَتَّى مَزَقْتُ مَشَاعِرًا وَإِهَابَا
وَمَضَتْ سِيَاطُ الذَّنْبِ تُلْهِبُ صَهْوَتِي
كيما أَعُودَ - كَعَادَتِي - تَوَّابَا :
أَنَّى لِدُنْيا كَالطُّفُولةِ ؛ وَحْشَةٌ
إنْ لمْ يَجِدْها حِرْشَةً أَوْ غَابَا ؟
أَنَّى لِسُوقٍ مِثْلِها سِلَعُ الضَّنَى ؟
إنْ لَمْ أََكُنْ لِمَثِيلِها جَلاَّبَا ؟!
وَلِمَ الظَّلاَمُ بِعَالَمٍ مُتَفَتِّحٍ
لَوْمَا شَكَا مِنْ مُقْلَتَيَّ غِيَابَا ؟
وَبِأَيِّ عُذْرٍ أَلْتَقِي فَرْخًا جَثَا
يَشْكُو حِيَالِيَ حُرْقَةً وَسَرَابَا ؟!
أَتَكُونُ فِي جَنْبَيْهِ مِثْلِيَ غُرْبَةٌ
رَسَمَتْ لَهُ الدُّنْيَا شَقًا وَعََذَابَا ؟!
عَجَبًا ! أَيَنْمُو الهَمُّ فِي قَلْبٍ وَمَا
عَانَتْ رُؤاهُ كُهُولَةً وَشَبَابَا ؟!
أََوْ أَنَّ عُشَّكَ ضَاقَ ـ يَا وَلَدِي ـ عَلَى
جَنَبَاتِ رُوحِكَ ؛ فَاشْتَهَيْتَ سَحَابَا
أَوْ أَنَّهَا حَلْوَى رَغِبْتَ بِهَا ومَا
حَقَّقْتَ فِيهَا بِالشِّرَاءِ رِغَابَا
أَوْ تَيَّمَتْكَ - بُنَيَّ - عِشْقَا لُعْبَةٌ
فَاقَتْ بِرَأْيِكَ فِي الهَوَى الأَلْعَابَا
أَوْ أَنَّهُ جُرْحٌ ، وَعَيْنيَ مَا رَأَتْ
لُغْزًا كَجُرْحِكَ مَا اسْتَبَانَ جَوَابَا ؟
أوَّاهُ يَا وَلَدِي سَقَيْتَ مَوَاجِعِي
وَجَعًا ، وَزِدْتَ مَصَائِبِي أَوْصَابَا !!
وَأَخَذْتُهُ ، وَأَخَذْتُ أَرْكُضُ فِي فَيَا
فِي غُرْبَتَيْنَا جَيْئَةً وَذَهَابَا
حَتَّى حَكَى ظَمَأٌ وَفَاضَتْ مُقْلَةٌ
وَتَجَدْولَتْ فِي وَجْنَتََيَّ شِعَابا
وَرَأَى صَغِيرِيَ فَوْقَ خَدِّيَ أَدْمُعِي
وغَدا يُكَفْكِفُها ، وَيَصْرُخُ : بَابَا !
لاَ تَبْكِ ؛ يَا بَابَا ، وَخُذْهَا قُبْلَةً
سَنَعُودُ ، يَا بَابَا - غَدًا - أَصْحَابَا !!
أَنَا لَمْ أََعُدْ تَعِبًا - شُفيتُ ! - وَخَاطِرِي
بِلِقَاكَ يَا أَبَتِي سَلاَ .. بِكَ طَابَا !!
شعر : د. محمود بن سعود الحليبي
همسَ بها في أذني ولدي ذو الخمس السنوات ، حين رأيته مستلقيًا على غير عادته وسألته : مالكَ يا ( فارس ) ؟
وَهَمَسْتَ لِي : ( أَنَا مُتْعَبٌ يَا بَابَا )
آهٍ ؛ فَتَحْتَ لِخَيْبَتِي أَبْوَابَا
قَدْ كُنْتُ آنَسُ إِذْ أَرَاكَ ؛ أَريتني
مِنْ ثَغْرِ أُنْسِيَ - يَا حَبِيبِيَ – نَابَا
هِيَ كِلْمَةٌ ! مَا كُنْتَ تحْسَبُ أَنَّهَا
يَوْمًا سَتُشْقِي ـ يا صغيريَ ـ بَابَا
مِنْ أيِّ كَهْفٍ قَدْ شَقَقْتَ حُرُوفَهَا ؟
أَطْلَقْتَها فِي مِسْمَعَيَّ ذِئَابَا !
مِنْ أَيِّ قَامُوسٍ أَتَيْتَ بِهَا هُنَا
فَقَرَأْتُ فيها من عَنَاكَ كِتَابَا ؟
عَمَّنْ - تُراكَ - رَوَيْتَ ؟ أَوَّلُ مَرَّةٍ
أَرْجُو لَوَ انَّكَ سُقْتَها كذَّابا !!
مِنْ أَيْنَ جِئْتَ بِهَا - فَدَيْتُكَ - إِنَّنِي
لَرَجَوْتُ أَنِّيَ مَا وَعَيْتُ خِطَابَا
مِنْ أَيْنَ جِئْتَ بِهَا ؟ أَكَادُ أَعَافُنِي
وَوَدِدْتُ أََنِّيَ لَوْ غَدَوْتُ تُرَابَا !
وَاسْتَبْحَرَتْ عَيْنَاكَ ؛ فَانْطَفَأََ الضُّحَى
وَأَحَلَتَ أُفْقَيْنَا ضَنًى وضَبَابَا
فَسَحَبْتُ كَفِّيَ نَحْوَ كَفِّكَ فِي أََسًى
غَلَبَ المكانَ وخالجَ الأَلْبَابا
وَحَمَلْتُ أنْمُلَتِي لأمْسَحَ دَمْعَةً
جَرَحَتْ - بُنَيَّ - وُجَيَهْكَ الجَذَّابا !
وَلَفَفْتُ أَجْنِحَتِي عَلَيْكَ ؛ أَضُمُّ لِي
صَدْرًا صَغِيرًا عَانَقَ الأَتْعَابَا
عَلِّي أُخَفِّف عَنْكَ / عَنِّيَ صَفْعَةً
أَدْمَتْ شِغَافِيَ حَسْرَةً وَعِتَابَا
وَرَحَلْتُ أَجْلِدُ مُهْجَتِي وَخَوَاطِرِي
حَتَّى مَزَقْتُ مَشَاعِرًا وَإِهَابَا
وَمَضَتْ سِيَاطُ الذَّنْبِ تُلْهِبُ صَهْوَتِي
كيما أَعُودَ - كَعَادَتِي - تَوَّابَا :
أَنَّى لِدُنْيا كَالطُّفُولةِ ؛ وَحْشَةٌ
إنْ لمْ يَجِدْها حِرْشَةً أَوْ غَابَا ؟
أَنَّى لِسُوقٍ مِثْلِها سِلَعُ الضَّنَى ؟
إنْ لَمْ أََكُنْ لِمَثِيلِها جَلاَّبَا ؟!
وَلِمَ الظَّلاَمُ بِعَالَمٍ مُتَفَتِّحٍ
لَوْمَا شَكَا مِنْ مُقْلَتَيَّ غِيَابَا ؟
وَبِأَيِّ عُذْرٍ أَلْتَقِي فَرْخًا جَثَا
يَشْكُو حِيَالِيَ حُرْقَةً وَسَرَابَا ؟!
أَتَكُونُ فِي جَنْبَيْهِ مِثْلِيَ غُرْبَةٌ
رَسَمَتْ لَهُ الدُّنْيَا شَقًا وَعََذَابَا ؟!
عَجَبًا ! أَيَنْمُو الهَمُّ فِي قَلْبٍ وَمَا
عَانَتْ رُؤاهُ كُهُولَةً وَشَبَابَا ؟!
أََوْ أَنَّ عُشَّكَ ضَاقَ ـ يَا وَلَدِي ـ عَلَى
جَنَبَاتِ رُوحِكَ ؛ فَاشْتَهَيْتَ سَحَابَا
أَوْ أَنَّهَا حَلْوَى رَغِبْتَ بِهَا ومَا
حَقَّقْتَ فِيهَا بِالشِّرَاءِ رِغَابَا
أَوْ تَيَّمَتْكَ - بُنَيَّ - عِشْقَا لُعْبَةٌ
فَاقَتْ بِرَأْيِكَ فِي الهَوَى الأَلْعَابَا
أَوْ أَنَّهُ جُرْحٌ ، وَعَيْنيَ مَا رَأَتْ
لُغْزًا كَجُرْحِكَ مَا اسْتَبَانَ جَوَابَا ؟
أوَّاهُ يَا وَلَدِي سَقَيْتَ مَوَاجِعِي
وَجَعًا ، وَزِدْتَ مَصَائِبِي أَوْصَابَا !!
وَأَخَذْتُهُ ، وَأَخَذْتُ أَرْكُضُ فِي فَيَا
فِي غُرْبَتَيْنَا جَيْئَةً وَذَهَابَا
حَتَّى حَكَى ظَمَأٌ وَفَاضَتْ مُقْلَةٌ
وَتَجَدْولَتْ فِي وَجْنَتََيَّ شِعَابا
وَرَأَى صَغِيرِيَ فَوْقَ خَدِّيَ أَدْمُعِي
وغَدا يُكَفْكِفُها ، وَيَصْرُخُ : بَابَا !
لاَ تَبْكِ ؛ يَا بَابَا ، وَخُذْهَا قُبْلَةً
سَنَعُودُ ، يَا بَابَا - غَدًا - أَصْحَابَا !!
أَنَا لَمْ أََعُدْ تَعِبًا - شُفيتُ ! - وَخَاطِرِي
بِلِقَاكَ يَا أَبَتِي سَلاَ .. بِكَ طَابَا !!