Editor
04-10-2007, 12:56 PM
بعد ان عادت نورية الصبيح الى وزارة التربية من اوسع ابوابها، اذ اصبحت على قمة الهرم التربوي وزيرة للتربية ووزيرة للتعليم العالي، فإن مسؤولياتها تضاعفت والآمال المعقودة عليها ستكلفها مزيدا من الجهد والصبر والمصابرة حتى تصير تلك الآمال حقيقة واقعة يلمسها ويشعر بها كل العاملين في حقل التربية ابتداء بالمتعلم الصغير في رياض الاطفال، وانتهاء بأساتذة الجامعة، وقياديي الوزارة.
لقد اعتدنا من نورية الصبيح منذ ان كانت مديرة عامة لمنطقة حولي التعليمية، وبعد ان اصبحت وكيلة مساعدة للتعليم العام، الا تتخذ قرارا او تقدم على عمل الا بعد دراسته دراسة وافية، واستطلاع آراء الميدان حوله، فإن رأت في اتخاذه مصلحة اقدمت عليه وحاربت من اجل تنفيذه، وتابعته لحظة بلحظة، مذللة كل عقبة تصادفه، وكل عائق يقف في طريقه، وان اشار عليها المسؤولون بعدم جدواه او بقلة نفعه تراجعت في شجاعة، ولم تصر على تنفيذه والمضي فيه، ولو كان الامر فكرتها او يتسق مع وجهة نظرها.
ولأنها تبنت هذا الاسلوب واتخذته مبدأ في عملها فقد حركت في الوزارة كثيرا من المياه الراكدة، واستحدثت فيها جديدا لم يكن موجودا قبلها، وتحملت بنفسها تبعات قرارات وافق عليها مسؤولو الوزارة، ثم اعترض عليها الميدان قبل ان يدرك نفعها، ويفطن الى ما فيها من فوائد.
وليس اقرب من الملف الانجازي الخاص بالمرحلة الابتدائية دليل على صدق ما نقول، فبمجرد ان بدأ العمل به، تندر المديرون والوكلاء والمعلمون عليه، واشتكوا منه مر الشكوى، فما كان من 'ام عادل' الا ان جابت المناطق التعليمية المختلفة، وعقدت الاجتماعات المتوالية مع قيادييها من المديرين والموجهين والمراقبين وغيرهم لتشرح اهداف النظام، وتبين فضائله ومراميه، وتذلل كل ما صادفه من عقبات، وما زالت تصنع هذا حتى نجح التطبيق، وظهر للجميع ما في 'الملف الانجازي' من مزايا ومصلحة للمتعلمين.
وما قيل عن الملف الانجازي يمكن ان يقال مثله عن توحيد الاختبارات في مدارس المقررات ونظام الفصلين، وعن اطالة الدوام المدرسي في رمضان، وعن ضبط عملية تنقل اعضاء الهيئة التدريسية وتحديدها بزمن لا تتعداه، سعيا الى انتظام العمل، وتوفير اقصى سبل الراحة للمعلمين والمتعلمين.
ولأن المقام ليس مقام مديح او ثناء او اطراء نوجهه الى وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي نورية الصبيح، فلا بد ان نشير في الوقت ذاته الى ان البعض يرون في 'ام عادل' امرأة حديدية، لا تحيد عن رأيها، ولا تسمع لغيرها، وتلك مسألة طبيعية وامر مألوف، فلم يولد بعد من تجمع الآراء على حبه وتقديره والثناء عليه.
ان مسؤولية 'ام عادل' تجاه هؤلاء وامثالهم تستدعي منها مزيدا من المرونة وسعة الصدر، فليس منتقدو المرء دائما من اعدائه او خصومه، ورب ناقد لعمل المسؤول انصح له من التابعين والمصفقين.
واذا كانت نورية الصبيح قد اثارت جدلا واسعا وهي وكيلة مساعدة للتعليم العام، ففي ظني ان الجدل حولها وهي على مقعد الوزارة لن يكون بالقدر والمستوى نفسه، خصوصا في مبنى الوزارة وداخل جدران المدارس، بل سيكون باب الابتكار والابداع مشرعا امامها بعد ان افتقدهما التربويون بضعة شهور.
ان الكلمة الاولى، والجواب النهائي في ميدان التربية لم يعودا في يد احد غير نورية الصبيح، فهي المسؤولة الاولى، وبإمكانها الآن ان تنفذ ما عجزت عن تنفيذه وهي وكيلة مساعدة، سواء كان العجز بسبب تدخلات فوقية او من خلال عقبات وضعت في طريقها قصدا لإضعاف همتها، ودفن افكارها.
الامر اليك الآن بكامله يا 'ام عادل'، والميدان ينتظر منك الكثير، فلا تأخذنك الاعمال الادارية بحجة ان الوزارة منصب سياسي، وان المسؤولين عن التنفيذ هم الوكلاء والمديرون العامون وغيرهم، فقد عهدناك طاقة هائلة لا تعرف الخمول، ولا تركن الى الكسل، فهل تبقين كما انت ام تصرفك اعمال الوزارة الروتينية عن صلب العمل التربوي؟
نأمل ان تظلي كما انت، نورية التي عرفناها معلمة، ومديرة مدرسة، ومديرة منطقة، ثم وكيلة مساعدة، نورية التي تعشق الابداع، وتسعى الى الانجاز، ولا تركض وراء الشهرة و'البهرجة'.
الامر اليك اذن، فانظري ما تصنعين، وابدئي بالملفات المهمة التي غطاها التراب منذ سنين.
بقلم: خيري فايد
القبس
10/04/2007
لقد اعتدنا من نورية الصبيح منذ ان كانت مديرة عامة لمنطقة حولي التعليمية، وبعد ان اصبحت وكيلة مساعدة للتعليم العام، الا تتخذ قرارا او تقدم على عمل الا بعد دراسته دراسة وافية، واستطلاع آراء الميدان حوله، فإن رأت في اتخاذه مصلحة اقدمت عليه وحاربت من اجل تنفيذه، وتابعته لحظة بلحظة، مذللة كل عقبة تصادفه، وكل عائق يقف في طريقه، وان اشار عليها المسؤولون بعدم جدواه او بقلة نفعه تراجعت في شجاعة، ولم تصر على تنفيذه والمضي فيه، ولو كان الامر فكرتها او يتسق مع وجهة نظرها.
ولأنها تبنت هذا الاسلوب واتخذته مبدأ في عملها فقد حركت في الوزارة كثيرا من المياه الراكدة، واستحدثت فيها جديدا لم يكن موجودا قبلها، وتحملت بنفسها تبعات قرارات وافق عليها مسؤولو الوزارة، ثم اعترض عليها الميدان قبل ان يدرك نفعها، ويفطن الى ما فيها من فوائد.
وليس اقرب من الملف الانجازي الخاص بالمرحلة الابتدائية دليل على صدق ما نقول، فبمجرد ان بدأ العمل به، تندر المديرون والوكلاء والمعلمون عليه، واشتكوا منه مر الشكوى، فما كان من 'ام عادل' الا ان جابت المناطق التعليمية المختلفة، وعقدت الاجتماعات المتوالية مع قيادييها من المديرين والموجهين والمراقبين وغيرهم لتشرح اهداف النظام، وتبين فضائله ومراميه، وتذلل كل ما صادفه من عقبات، وما زالت تصنع هذا حتى نجح التطبيق، وظهر للجميع ما في 'الملف الانجازي' من مزايا ومصلحة للمتعلمين.
وما قيل عن الملف الانجازي يمكن ان يقال مثله عن توحيد الاختبارات في مدارس المقررات ونظام الفصلين، وعن اطالة الدوام المدرسي في رمضان، وعن ضبط عملية تنقل اعضاء الهيئة التدريسية وتحديدها بزمن لا تتعداه، سعيا الى انتظام العمل، وتوفير اقصى سبل الراحة للمعلمين والمتعلمين.
ولأن المقام ليس مقام مديح او ثناء او اطراء نوجهه الى وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي نورية الصبيح، فلا بد ان نشير في الوقت ذاته الى ان البعض يرون في 'ام عادل' امرأة حديدية، لا تحيد عن رأيها، ولا تسمع لغيرها، وتلك مسألة طبيعية وامر مألوف، فلم يولد بعد من تجمع الآراء على حبه وتقديره والثناء عليه.
ان مسؤولية 'ام عادل' تجاه هؤلاء وامثالهم تستدعي منها مزيدا من المرونة وسعة الصدر، فليس منتقدو المرء دائما من اعدائه او خصومه، ورب ناقد لعمل المسؤول انصح له من التابعين والمصفقين.
واذا كانت نورية الصبيح قد اثارت جدلا واسعا وهي وكيلة مساعدة للتعليم العام، ففي ظني ان الجدل حولها وهي على مقعد الوزارة لن يكون بالقدر والمستوى نفسه، خصوصا في مبنى الوزارة وداخل جدران المدارس، بل سيكون باب الابتكار والابداع مشرعا امامها بعد ان افتقدهما التربويون بضعة شهور.
ان الكلمة الاولى، والجواب النهائي في ميدان التربية لم يعودا في يد احد غير نورية الصبيح، فهي المسؤولة الاولى، وبإمكانها الآن ان تنفذ ما عجزت عن تنفيذه وهي وكيلة مساعدة، سواء كان العجز بسبب تدخلات فوقية او من خلال عقبات وضعت في طريقها قصدا لإضعاف همتها، ودفن افكارها.
الامر اليك الآن بكامله يا 'ام عادل'، والميدان ينتظر منك الكثير، فلا تأخذنك الاعمال الادارية بحجة ان الوزارة منصب سياسي، وان المسؤولين عن التنفيذ هم الوكلاء والمديرون العامون وغيرهم، فقد عهدناك طاقة هائلة لا تعرف الخمول، ولا تركن الى الكسل، فهل تبقين كما انت ام تصرفك اعمال الوزارة الروتينية عن صلب العمل التربوي؟
نأمل ان تظلي كما انت، نورية التي عرفناها معلمة، ومديرة مدرسة، ومديرة منطقة، ثم وكيلة مساعدة، نورية التي تعشق الابداع، وتسعى الى الانجاز، ولا تركض وراء الشهرة و'البهرجة'.
الامر اليك اذن، فانظري ما تصنعين، وابدئي بالملفات المهمة التي غطاها التراب منذ سنين.
بقلم: خيري فايد
القبس
10/04/2007