زين العابدين
07-13-2008, 09:20 PM
الزوجة الحزينة!
كثير من الزوجات تصيبُهن حالاتٌ من الحزن والضيق على مدى حياتهن، ولكنها تزول بتبدل الأحوال على مدى الأيام.. أما تلك الزوجة فهي حزينة على الدوام؛ لأنها لا تجد في حياتها ولا في بيتها ما يسرها أو يجلب لها السعادة، وقد نستشعر ذلك الحزن من كلماتٍ تبديها دومًا على لسانها من أمثال: لا أمان لرجل، لا أحد في الحياة يستحق.. إلى غير ذلك من العبارات العامة الحكم، التي نجدها كثيرًا على لسان بعض الزوجات.
إنها تنظر إلى زوجها فلا تجد فيه شيئًا مما أحبته فيه، ولا ما توقعته منه، ولا ما كانت تنعم به في أول أيامها.. إنه لا يهتم بمشاعرها، وليس مَعنِيًّا بصنع جو من الود والرومانسية التي ترجوها، وهو لا يجلس معها، ولا يتفقد أحوالها، ولا يشعر بتعبها في البيت، ولا يقدر قيمة وجودها إلى جواره، إنه لا يساعد في البيت إلا إذا ألحت في طلب ذلك، ويفعل ذلك متأففًا متعللا أن هذا الأمر خاص بالمرأة.. ليس هذا بالزوج الذي تمنته، ولا هذا هو البيت الذي تخيلت العيش فيه.. كانت تحلم برجل يحنو عليها، يتلهف شوقًا لرؤيتها، ويعود مسرعًا من عمله للسؤال عنها وبثها وجده وأشواقه، يهتم ببيته أكثر من اهتمامه بأصدقائه.. يا له من حلم رائع تحطم على صخرة الواقع الكئيبة..
وتمضي الزوجة في هذا الحديث الذاتي حتى يصدق العقل والقلب وتترجم الحواس فتبدو على الوجه النظرات عابسةً كئيبة.. ويكون الحوار بينها وبين زوجها باردًا مقتضبا منتظرًا إشارة الهجوم.. لكنها كلما همت بالهجوم بدأ هو في الدفاع بوجه مقطب ونظرات حادة فتتراجع وتكتم حزنها الموهوم في قلبها، وتفقد شيئًا فشيئًا بهجتَها في الحياة.. وتصبح حياتُها بلا قيمة، أو تبحث عما يسليها ويمنحها شيئًا من التعويض خارج بيتها..
وقد يزداد الأمر لديها فتجد نفسها تعاني أزماتٍ نفسيةً أو اكتئابًا وضغوطًا عصبية.. وقد تنسى الزوجةُ الحزينة السبب في ذلك كله ولا تتذكر سوى أنها حزينة، تنسى أن البداية كانت فكرة دارت في رأسها في لحظة غضب سمحت لها بأن تتغلغل في أعماق نفسها فصدقتها وعاشت معها..
إنها في الحقيقة مشكلة الزوجات اللواتي ينتظرن من الزوج دائمًا المبادرة.. تنتظر أن يبدأ هو بالتغيير ويعيد الذكريات الجميلة أو تكون الزوجة قد حاولت مرة أو اثنين ثم فقدت الرغبة بعد ذلك في محاولات أخرى قد يتغير فيها الحال إلى الأحسن أو يشعر فيها الزوج ببذلها وعطائها..
إن من الحكمة ألا تيأس الزوجة الراغبة في حياة أفضل أو تقف عند حد معين من المحاولات، على أن تكون محاولاتُها عاقلةً وحكيمة.. فحتى الزوج السيئ الخلق يعرف فضل الزوجة الصالحة الصابرة عليه، وقد يؤذيها ويضيق عليها في بيتها لكنه في الخارج قد يثني عليها ويعرف قدرها..
بعض الأزواج فعلا قد يكونون سببًا في شقاء أسرهم بسوء خلق أو طباع قاسية حادة أو غير ذلك من الأسباب.. لكن الزوجة العاقلة يجب أن تعرف أنها هي ملكة البيت الذي تحيا فيه، فهي التي تملك صياغته كيفما شاءت؛ فمن اختارت أن ترتدي أثواب الحزن فسيكون البيت كله كذلك، ولن تجد خيرًا لا في زوج ولا في أبناء..
عودي إلى نفسك أيتها الزوجة الحزينة، وقدري قيمتها، ولا تحرميها من حقها في حياة سعيدة؛ فإن لنفسك عليك حقًّا..
تيقني أن زوجك الذي اخترته من البداية وفضلته على من سواه من الرجال هو نفسه من تعيشين إلى جواره، فأعيدي النظر فيما يملك من ميزات واحمدي الله على نعم لديك يتمناها الكثيرون غيرك..
أحسني إلى زوجك مهما يكن من أمره معك؛ فإن الله يحب المحسنين، وتيقني أنك بإحسانك الدائم إليه تزرعين شجرة ود وحب قوية في قلب زوجك لن تستطيع الأيامُ منها نيلا، فطيبي نفسًا بالحياة وقولي من الآن.. وداعا للحزن الذي يفسد علي حياتي.
زين العابدين
حينَ ترسُو الرّيحُ على خَدِ الأَلم . . . ستُدركُ أَن للأَنينِ .. معنَى !
منقول
كثير من الزوجات تصيبُهن حالاتٌ من الحزن والضيق على مدى حياتهن، ولكنها تزول بتبدل الأحوال على مدى الأيام.. أما تلك الزوجة فهي حزينة على الدوام؛ لأنها لا تجد في حياتها ولا في بيتها ما يسرها أو يجلب لها السعادة، وقد نستشعر ذلك الحزن من كلماتٍ تبديها دومًا على لسانها من أمثال: لا أمان لرجل، لا أحد في الحياة يستحق.. إلى غير ذلك من العبارات العامة الحكم، التي نجدها كثيرًا على لسان بعض الزوجات.
إنها تنظر إلى زوجها فلا تجد فيه شيئًا مما أحبته فيه، ولا ما توقعته منه، ولا ما كانت تنعم به في أول أيامها.. إنه لا يهتم بمشاعرها، وليس مَعنِيًّا بصنع جو من الود والرومانسية التي ترجوها، وهو لا يجلس معها، ولا يتفقد أحوالها، ولا يشعر بتعبها في البيت، ولا يقدر قيمة وجودها إلى جواره، إنه لا يساعد في البيت إلا إذا ألحت في طلب ذلك، ويفعل ذلك متأففًا متعللا أن هذا الأمر خاص بالمرأة.. ليس هذا بالزوج الذي تمنته، ولا هذا هو البيت الذي تخيلت العيش فيه.. كانت تحلم برجل يحنو عليها، يتلهف شوقًا لرؤيتها، ويعود مسرعًا من عمله للسؤال عنها وبثها وجده وأشواقه، يهتم ببيته أكثر من اهتمامه بأصدقائه.. يا له من حلم رائع تحطم على صخرة الواقع الكئيبة..
وتمضي الزوجة في هذا الحديث الذاتي حتى يصدق العقل والقلب وتترجم الحواس فتبدو على الوجه النظرات عابسةً كئيبة.. ويكون الحوار بينها وبين زوجها باردًا مقتضبا منتظرًا إشارة الهجوم.. لكنها كلما همت بالهجوم بدأ هو في الدفاع بوجه مقطب ونظرات حادة فتتراجع وتكتم حزنها الموهوم في قلبها، وتفقد شيئًا فشيئًا بهجتَها في الحياة.. وتصبح حياتُها بلا قيمة، أو تبحث عما يسليها ويمنحها شيئًا من التعويض خارج بيتها..
وقد يزداد الأمر لديها فتجد نفسها تعاني أزماتٍ نفسيةً أو اكتئابًا وضغوطًا عصبية.. وقد تنسى الزوجةُ الحزينة السبب في ذلك كله ولا تتذكر سوى أنها حزينة، تنسى أن البداية كانت فكرة دارت في رأسها في لحظة غضب سمحت لها بأن تتغلغل في أعماق نفسها فصدقتها وعاشت معها..
إنها في الحقيقة مشكلة الزوجات اللواتي ينتظرن من الزوج دائمًا المبادرة.. تنتظر أن يبدأ هو بالتغيير ويعيد الذكريات الجميلة أو تكون الزوجة قد حاولت مرة أو اثنين ثم فقدت الرغبة بعد ذلك في محاولات أخرى قد يتغير فيها الحال إلى الأحسن أو يشعر فيها الزوج ببذلها وعطائها..
إن من الحكمة ألا تيأس الزوجة الراغبة في حياة أفضل أو تقف عند حد معين من المحاولات، على أن تكون محاولاتُها عاقلةً وحكيمة.. فحتى الزوج السيئ الخلق يعرف فضل الزوجة الصالحة الصابرة عليه، وقد يؤذيها ويضيق عليها في بيتها لكنه في الخارج قد يثني عليها ويعرف قدرها..
بعض الأزواج فعلا قد يكونون سببًا في شقاء أسرهم بسوء خلق أو طباع قاسية حادة أو غير ذلك من الأسباب.. لكن الزوجة العاقلة يجب أن تعرف أنها هي ملكة البيت الذي تحيا فيه، فهي التي تملك صياغته كيفما شاءت؛ فمن اختارت أن ترتدي أثواب الحزن فسيكون البيت كله كذلك، ولن تجد خيرًا لا في زوج ولا في أبناء..
عودي إلى نفسك أيتها الزوجة الحزينة، وقدري قيمتها، ولا تحرميها من حقها في حياة سعيدة؛ فإن لنفسك عليك حقًّا..
تيقني أن زوجك الذي اخترته من البداية وفضلته على من سواه من الرجال هو نفسه من تعيشين إلى جواره، فأعيدي النظر فيما يملك من ميزات واحمدي الله على نعم لديك يتمناها الكثيرون غيرك..
أحسني إلى زوجك مهما يكن من أمره معك؛ فإن الله يحب المحسنين، وتيقني أنك بإحسانك الدائم إليه تزرعين شجرة ود وحب قوية في قلب زوجك لن تستطيع الأيامُ منها نيلا، فطيبي نفسًا بالحياة وقولي من الآن.. وداعا للحزن الذي يفسد علي حياتي.
زين العابدين
حينَ ترسُو الرّيحُ على خَدِ الأَلم . . . ستُدركُ أَن للأَنينِ .. معنَى !
منقول