المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مرارة الظلم قبل الطلاق وبعده



زين العابدين
06-16-2008, 09:59 PM
مرارة الظلم قبل الطلاق وبعده


السؤال:

أنا مطلقة منذ عام، ولقد ذُقْتُ من مطلِّقي كلَّ أنواع الظلم قبل الطلاق وبعد الطلاق؛ فتعرضت للخيانة والغدر وأخذ حقوقي بالحيلة، كما تعرضتُ للتشهير من مطلقي الذي كان يخبر الناس دائمًا أنني سبب المشاكل والطلاق وأشياء كاذبة أخرى، بالإضافة إلى إفشائه أدق أسرار الزوجية بيننا، وشهد زورًا بالمحكمة حتى لا يعطيني كل حقوقي، وحتى يتمكن بمساعدة هذه الحقوق من الزواج مرة أخرى، ولما تزوج بعد الطلاق مباشرة أخذ يكيدني هو وأهله، حتى لقد أرسل صورة بالتهنئة بالفرح في نفس الجريدة التي أعمل بها، وأنا أتساءل، والحمد لله على كل حال، واللهم لا اعتراض، وأريد أن أعرف: ما عاقبة هذا الظالم؟ وخاصَّة أنَّني أنا مَن يُواجه المشاكل الآن بعد الطلاق، وهو مَن يعيش بسعادة وهدوء ولا يعاني ما أعانيه؟ كما أن الناس عندما تراه يعيش في هدوء وسعادة، وخاصةً بعد زواجه من أخت لاعب معروف - يقولون: إذًا هذا كرم الله له وإنه فعلاً هو المظلوم، وينسَون أنه الظالم!

وأُواجه مشاكل أخرى، الحمد لله على كل حال، وأريد من الله أن ينصرني على هذا الظالم الذي يظلمني كل يوم بأكله حقي؛ فأريد أن أعرف سرَّ عدم مواجهته المشاكل، وما عقابه؟ وجزاكم الله خيرًا!!

الجواب:


من أشد الأمور ألمًا على النفس أن تشعر بالظلم وتعجز عن دفعه، وأن تظلم مرتين، مرة من أقرب الناس إليك، ومرة من المجتمع، وأرى أن هذا ما حصل معك من واقع استشارتك، فقد شعرت بالظلم من مطلقك، ثم زادك المجتمع ظلمًا بنظرته..!!

أقدِّر ذلك وأستطيع أن أشعر بك، لكنْ هلاَّ فكرنا معًا كيف يمكنك تجاوز أثر ذلك على نفسك؟
بداية ثقتك بالله وبأنه عادل لا يضيع عنده حق ستخفف عليك كثيرًا؛ فقد حرم الله الظلم على نفسه وجعله بين العباد محرمًا، فقال تعالى في الحديث القدسي: ((يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرمًا؛ فلا تظالموا))، وقال تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ} [إبراهيم: 42]، فما أروعها من نعمة أن نثق بأن الله معنا لا يضيع لنا حقًّا ولو تأخر، لكنه حتمًا سيكون النصر للمظلوم يوم الحساب، فالله يسمع دعوة المظلوم ولا يرده.

وما تَرَينَه من ظاهر حياة مطلقك - رغم ظلمه لك - قد يكون فتنة له وامتحانًا، لكن الله يمهل ولا يهمل، ثقي بذلك!

وتذكري أنه لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله؛ فلا تجعلي تصرفاته تستفزك وتوترك!

في النهاية، قد اختار طريقه وسينال عاقبته، لكن لا تجعليه يؤثر عليك سلبًا، وتذكري أنه لا أحد بالدنيا يملك أن ينكد عليك حياتك لو اخترت غير ذلك بقربك من الله وثقتك به ولجوئك إليه!

وتبقى الدنيا لا تخلو من كدر {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} [البلد: 4]، لكن عُودي لتجربتك بالزواج، واجعلي منها خبرة تضيف لك؛ فمهما كانت آلامنا فإن الخبرات - ولا شك - تصقل الشخصية، وتضيف لها جوانب قوة، لو استطعتِ اغتنامها، فأنت الآن قد علمت جانبًا من الحياة لم يجربه الكثيرون، وصارت نظرتك أكثر اتساعًا.

اكتبي في نقاطٍ الخبراتِ التي اكتسبتها من تجربتك، وما الذي تعلمته؟

ركزي على الإيجابيات التي تنعمين بها، فالطلاق وحده قد يكون نعمة في أحيان كثيرة، يتمناه البعض ولا يحصلون عليه!

ثم إنَّ الوظيفة والقدرة على أن تقفي على رجليك مجددًا نعمةٌ أيضًا.

لكنْ هل حددت لك خطة بديلة عن حياتك السابقة؟ أم لا زلت تتجرعين الآلام وتحاولين معاودة المسير فحسب؟

هل لك أهداف تسعين نحوها في حياتك تجعل تركيزك على تجربتك يقل، ويزيد مقابله تركيزك على تحقيق هذه الأهداف التي تطمحين في الوصول لها؟

تبقى المشاعر السلبية التي ستتراكم داخلك مع هذه التجربة، حاولي التغلب عليها، وذكِّري نفسك دومًا بأجر الصبر والعفو؛ فحينما نحمل مشاعر سلبية، فإن تحملها يرهقنا دون أن يؤثر على الطرف الآخر، والعكس صحيح؛ فالعفو والصفح مع المقدرة يضيف لنا القوة ويجعلنا نشعر بالثقة، فقد قال تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 34، 35].

نسأل الله أن يريح قلبك، ويشرح صدرك، وييسر لك أمرك كله!



زين العابدين

moalma
06-17-2008, 11:27 PM
اختيار موفق

سؤال وجواب كانا كافيان بحد ذاتهما

كل الشكر أخي زين

زين العابدين
06-19-2008, 09:50 PM
شمس
لك تحياتي وتقديري