المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أُمِّــــــــــــــي



زين العابدين
06-05-2008, 04:15 PM
أُمِّــــــــــــــي



شعر: عيسى جرابا
14\5\1429هـ




حَمَلُوْكِ... لا وَاللهِ بَلْ حَمَلُوْنِي
دَفَنُوْكِ... لا وَاللهِ بَلْ دَفَنُوْنِي



مَا مُتِّ يَا أُمَّاهُ كَلاَّ... بَلْ أَنَا
مَنْ مَاتَ قَبْرِي حَسْرَتِي وَشُجُوْنِي



تَتَصَاعَدُ الآهَاتُ نَاراً أَحْرَقَتْ
قَلْبِي وَأَطْفَأَتِ الدُّمُوْعُ عُيُوْنِي



أَنَا لا أَرَى فِيْمَا أَرَى إِلاَّ أَسَىً
مُتَغَلْغِلاً فِي كُلِّ ذَرَّةِ طِيْنِ



الفَقْدُ يَا أُمَّاهُ خِنْجَرُ غَادِرٍ
أَهْوَى بِهِ فَجَرَتْ دِمَاءُ حَنِيْنِي



أَنَا مَا بَكَيْتُ عَلَيْكِ بَلْ أَبْكِي عَلَى
نَفْسِي بُكَاءَ الـخَائِرِ الـمَغْبُوْنِ



الكَوْنُ بَعْدَكِ فَارِغٌ وَالقَلْبُ بَعْـ
ـدَكِ فَارِغٌ... صَارَ الفَرَاغُ خَدِيْنِي



مَنْ ذَا يُعَزِّيْنِي وَرَوْضِي مُجْدِبٌ
مِنْ دَفْقِ إِحْسَاسٍ وَخَفْقِ لُحُوْنِ؟



أَوَّاهُ لَوْ تَدْرِيْنَ كَيْفَ تَفَجَّرَتْ
سُحُبُ الدُّمُوْعِ عَلَى بِسَاطِ جُفُوْنِي



هَلْ أَنْتِ رَاضِيَةٌ..؟ سَأَرْضَى بِالإِشَـ
ـارَةِ عَنْ شُرُوْحٍ جَمَّةٍ وَمُتُوْنِ



لا تَصْمُتِي أُمَّاهُ صَمْـتُكِ وَالسُّـ
ـؤَالُ يُمَزِّقَانِ القَلْبَ كَالسِّكِّيْنِ



أُمِّي فَدَيْتُكِ مَا لِمِثْلِي حِيْلَةٌ
الفَقْدُ زَلْزَلَنِي وَهَدَّ حُصُوْنِي



أَتُرَى أَعُوْدُ فَلا أَرَاكِ..؟ فَجِيْعَتِي
بَحْرٌ هَوَتْ أَمْوَاجُهُ بِسَفِيْنِي



البَيْتُ كُنْتُ أَظُنُّهُ حَجَراً.. وَلـمَّـ
ـا غِبْتِ نَاحَ عَلَيْكِ كَالـمَحْزُوْنِ



وَسَرِيْرُكِ الـخَشَبِيُّ حِيْنَ تَرَكْتِهِ
أَنَّتْ مَفَاصِلُهُ أَحَرَّ أَنِيْنِ



وَهُنَاكَ تَذْرِفُ دَمْعَهَا سُجَّادَةٌ
تَهْفُو لِنُوْرِ هُدَىً وَبَرْدِ يَقِيْنِ



أَيُلامُ طِفْلٌ أَنْ بَكَى شَوْقاً إِلَى
حِضْنٍ أَرَقَّ مِنَ النَّسِيْمِ حَـنُوْنِ؟!



فِي خَاطِرِي أَطْيَافُ ذِكْرَى كُلَّمَا
لاحَتْ سَكَبْتُ الآهَ كَالـمَطْعُوْنِ



وَالشَّوْقُ يَا أُمِّي مَرَاجِلُ تَغْتَلِي
بَيْنَ الضُّلُوْعِ أَزِيْزُهَا يَكْوِيْنِي



أُمَّاهُ مُدِّي لِي يَداً إِنِّي لأَطْـ
ـمَعُ بِالقَلِيْلِ... وَدُوْنَهُ يَكْفِيْنِي



الـمَاءُ مِنْ حَوْلِي...وَلَكِنْ ظَامِئٌ
مَنْ لِي سِوَاكِ حَبِيْبَتِي يَرْوِيْنِي؟



وَأَمَامِيَ النُّوْرُ الـمُبِيْنُ...وَلا أَرَى
مَنْ كَانَ غَيْرُكِ نُوْرُهُ يَهْدَيْنِي؟



لَوْ عُدْتِ...كُـنْتُ حَبَسْتُ كُلَّ لُحَيْظَةٍ
حَتَّى أُعَفِّرَ فِي رِضَاكِ جَبِيْنِي



يَا بَهْجَةَ الدُّنْيَا وَيَا عَبَقَ الـحَيَـ
ـاةِ وَيَا نَمِيْرَ العُمْرِ لِلمِسْكِيْنِ



غَنَّيْتُ أُغْنِيَةَ الوَدَاعِ وَلَمْ أَزَلْ
مِنْ هَوْلِ مَا لاقَيْتُ رَهْنَ ظُنُوْنِي



رُوْحِي وَرُوْحُكِ تَوْأَمَانِ وَإِنَّمَا
أَجْسَادُنَا طِيْنٌ هَفَا لِلطِّيْنِ



الـمَوْتُ لَمْ يُمْهِلْ فُؤَادِي...كَلَّ يَـ
ـوْمِ رَاحِلٌ... أَيَعِيْشُ لِلتَّأْبِيْنِ؟!



فَارْحَمْ إِلَهِي مَنْ أَتَتْكَ وَلَمْ تَكُنْ
إِلاَّ بِحَمْدِكَ عَذْبَةَ التَّلْحِيْنِ



وَاسْـكُبْ عَلَى قَبْرِ الـحَبِيْبَةِ صَيِّباً
كَمْ سَبَّحَـتْكَ الـحِيْنَ بَعْدَ الـحِيْنِ



أُمَّاهُ شِعْرِي لَمْ يُحِطْ بِمَشَاعِرِي
فَخُذِيْهِ رَغْمَ قُصُوْرِهِ... وَخُذِيْنِي


هُمْ كَفَّنُوْكِ وَشَيَّعُوْكِ... وَكُنْتُ قَبْـ
ـلَكِ دُوْنَ تَشْيِيْعٍ وَلا تَكْفِيْنِ


**



محبكم / زين العابدين

عبير الورد
06-05-2008, 06:17 PM
هُمْ كَفَّنُوْكِ وَشَيَّعُوْكِ... وَكُنْتُ قَبْـ
ـلَكِ دُوْنَ تَشْيِيْعٍ وَلا تَكْفِيْنِ

قصيدة رااااائعة جزاك الله خيرا على النقل

زين العابدين
06-07-2008, 03:43 PM
عبير الورد

واياكم

لبينا مطلبك بقصيده عن الام

زين العابدين
06-10-2008, 10:07 PM
العاق وقلب الأم الحنون

أغرى امرئ يوما غلاما جاهلا
بنقوده كي ما ينال به ضرر

قال ائتني بفؤاد أمك يا فتى
ولك الجواهر والدراهم والدرر

فمضى وأغمد خنجرا في صدرها
والقلب أخرجه وعاد على الأثر

لكنه من فرط سرعته هوى
فتدحرج القلب المقطع إذ عثر

ناده قلب الأم وهو معفّـر
ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر ؟

فكأن هذا الصوت رغم حنوه
غضب السماء على الغلام قد انهمر

فارتد نحو القلب يغسله بما
لم يأتها أحد سواه من البشر

واستل خنجره ليطعن نفسه
طعنا فيبقى عبرة لمن اعتبر

ويقول يا قلب انتقم مني ولا
تغفر فإن جريمتي لا تغتفر

ناداه قلب الأم كف يدا ولا
تذبح فؤادي مرتين على الأثر

زين العابدين

همس الرووح
06-24-2008, 12:34 PM
http://forum.moalem.net/file/2008/06/17.gif (http://www.up.3ros.net)

كذا ألف مرة


أقرأها ومازلتُ

أقرؤها وكأنني لأول

مرة كلمات راقية جداً

والأروع هي عن الأم

تسلم الأنامل أخي زين



http://forum.moalem.net/file/2008/06/17.gif (http://www.up.3ros.net)

زين العابدين
06-24-2008, 07:25 PM
همس الرووح

صدقتِ كلمات هذه القصيدة

جميلة حزينة بوقت واحد

سلمك الله ياطيبه

زين العابدين
08-01-2008, 10:27 PM
أمي




نزار قباني

. . . . . . . . . . . . . . .


رحمة الله على أمي ..

فقد كانت تحب الشام, والماء

وزهر الياسمين

ثم .. لما رحلت

بكت الشام عليها

واستقالت بعدها

أنهر الشام جميعاً

وشتول الياسمين ...

ريحانة امجد
08-06-2008, 07:36 PM
هذاالنوع من القصائد التي يداخلها شجن ومرارة يعجبني شكرا أخي على هذا الاختيار الرائع
تمنياتي للجميع دوام العافية وطول العمر وأنيظل الحضن الدافى للام
ريحانة امجد