المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متى يجب عليك ذهاب للطبيب النفسيي؟؟



مريم الصقري 10/6
04-27-2008, 04:55 PM
السلام عليكم:



زيارته لا تعني أنك مجنون
متى يجب عليك الذهاب إلى طبيب نفسي؟


عندما تشعر بصداع أو ألم في الأسنان أو تصاب بنزلة برد، فإنك لا تتردد لحظة في الذهاب إلى الطبيب تشكو إليه من أعراض المرض الذي أصابك ليكشف عليك ويكتب لك الدواء المناسب، لكن عندما تنتاب البعض بعض الأعراض النفسية السيئة فإنه يفكر ألف مرة قبل اتخاذ قرار الذهاب إلى الطبيب النفسي. وفي مرات كثيرة فإنه بعد المرة الألف يكون القرار عدم الذهاب قائلا لنفسه: أنا لست مجنونا.
التحقيق التالي عن اللحظات التي يجب أن تتخذ فيها القرار بزيارة الطبيب النفسي.

في البداية يوضح الاستشاري النفسي وليد الرجيب نقطة مهمة غائبة عن الكثيرين وهي الفرق بين الطبيب النفسي والاختصاصي النفسي فيقول:
ـــ لابد أن نوضح أولا أن هناك فرقا بين الطبيب النفسي والاختصاصي النفسي، فالأول دارس للطب في الأساس لكنه أخذ كورسات في علم النفس، وهو يحدد المرض النفسي الذي يعاني منه المريض مثل القلق والاكتئاب، ويكتب له الأدوية المناسبة لهذه الأمراض.
أما الاختصاصي النفسي فهو شخص متخصص في علم النفس، ويختلف عن الأول، فإن لديه قدرة الاستماع إلى الشخص الذي يلجأ إليه لساعات طويلة لكي يعرف ماهية المشكلة النفسية التي يعاني منها. ثم يبدأ مرحلة تعليم هذا الشخص كيفية التعامل معها والتغلب عليها من خلال إمداده بمجموعة من المهارات وأساليب التعامل من دون تناول أدوية.
الخوف من الطبيب النفسي
لكن لماذا يخشي الكثيرون اللجوء إلى الاختصاصي النفسي ويشعرون بالخوف منه؟
يجيب الرجيب قائلا:
ـــ ربما كان هذا الأمر يحدث في الماضي وحتى سنوات قليلة سابقة، حيث كان البعض يعتقد أن مجرد التفكير بالذهاب إلى الطبيب أو الاختصاصي النفسي يعني أنه يقف على بعد مسافات قليلة من حافة الجنون،
الآن الوضع تغير فضغوط الحياة في العصر الذي نعيش فيه أصبحت أكثر من أي عصر مضى، ولا يستطيع الكثير من الناس التعايش مع هذه الضغوط من دون مساندة من متخصص.
وفي الوقت نفسه أصبح لدى الناس وعي وثقافة بأن استشارة الاختصاصي النفسي أمر طبيعي للغاية، وبتنا نسمع أن الكثير من الأشخاص، ومن كل الفئات، لديهم مستشار نفسي أو يلجأون إليه من أجل الحصول على إجابات لأسئلة تحيرهم أو مشكلات لا يعرفون كيف يتعاملون معهم. هؤلاء الأشخاص من كل الفئات الاجتماعية: رؤساء دول ورجال أعمال وفنانون وأشخاص عاديون، ولدى كل منهم مستشار نفسي.
كما أن ثقافة الناس بأن الوعي بالأمور النفسية وكيفية التعامل معها بشكل علمي صحيح أصبحت تعني الحياة الصحية، كما أن الكثيرين ازدادوا وعيا بدور الأمور النفسية على الأمراض البدنية التي تصيب أجسادنا.
هذا الوعي نلاحظه أكثر في مجتمع نشط مثل الكويت حيث تقدم الطب النفسي والنظرة إليه بشكل لافت. فمنذ سنوات قليلة كان البعض يأتي إلينا في عيادات الطب النفسي ويكتب اسما مستعارا ورقم هاتف غير صحيح بدافع عدم كشف شخصيته من منطلق نظرته السلبية إلى العلاج النفسي. الآن اختفت هذه المظاهر فالناس الذين يأتون الى العيادات يسجلون أسماءهم الحقيقية ويكتبون أرقام هواتفهم الصحيحة، بل إن الكثيرين يفتخرون على الملأ بين رفاقهم بأنهم زاروا الاختصاصي النفسي وتحدثوا معه، وانه ساعدهم في التغلب على المشكلات النفسية التي كانوا يمرون بها في البيت والعمل.
لا فرق بين الرجال والنساء
وعن الفرق بين الرجل والمرأة فيما يتعلق بالذهاب إلى الاختصاصي النفسي، يقول الرجيب:
ـــ لابد أن نؤكد على أنه ليس صحيحا كما يعتقد البعض أن المرأة تصاب أكثر بالأمراض والمشكلات النفسية، فالضغوط اليومية تصيب الرجل والمرأة على السواء، ولسنوات قليلة ماضية كان الرجال يرون في هذه الزيارة للاختصاصي النفسي عيبا. كل هذا تغير وأصبحت زيارة العيادات النفسية من الجنسين تكاد تكون متقاربة، وهذا كما قلت بسبب الوعي بأهمية الحديث إلى اختصاصي نفسي، وبسبب زيادة الوعي فإن هذه الزيارات نوع من التنمية الذاتية لشخصياتنا، تجعلنا نتعامل بشكل سليم مع ضغوط الحياة اليومية.
منه لله الإعلام
ويحلل د. خضر بارون نظرة الخوف التي تعتري البعض من الذهاب إلى عيادات الطب النفسي قائلا:
ـــ أولا يجب أن يعرف الناس أن مهنة الطب النفسي تشبه أي مهنة أخرى، فأنت عندما تحدث لديك مشكلة في جهاز معين فأنت تذهب إلى المتخصص لإعادته للعمل مرة أخرى. هكذا وظيفة الطب النفسي، فعندما تحدث لديك مشكلة في التكيف أو التعامل مع المجتمع المحيط بك، فإن وظيفة الطب النفسي أن يقدم لك يد العون والمساعدة لكي تتعامل مع هذا المجتمع بصورة طبيعية.
لكن المشكلة أن الناس لديهم تراث كبير من التشويه لصورة الطبيب أو الاختصاصي النفسي. فعلى سبيل المثال تصور الأفلام والمسلسلات القديمة الطبيب والاختصاصي النفسي على أنه شخص غريب الأطوار. وصدق الناس هذه الصورة، ومن ثم أصبح لديهم خوف من الذهاب إلى عيادات الطب النفسي، لكن هذه الصورة تغيرت وأصبح لدى الناس وعي بأهمية دور الطب النفسي، خاصة، ان جنون العالم اليومي الذي نعيش فيه يجعل الكثيرين يبحثون عن متخصصين يقدمون لهم المساعدة على كيفية التكييف مع ضغوط هذا العالم.
متى تتخذ القرار؟
لكن متى يتخذ الشخص القرار بالذهاب إلى طبيب أو اختصاصي نفسي؟
يجيب د. بارون من خلال مجموعة من اللحظات التي يجب أن يتخذ فيها الشخص هذا القرار، فيقول:
ـــ اللحظة المناسبة لاتخاذ القرار بزيارة الطبيب أو الاختصاصي النفسي هي تلك اللحظة التي يشعر فيها الشخص بأنه لا يؤدي دوره اليومي بصورة طبيعية. فالزوج الذي لديه مشكلات لا تنتهي مع زوجته، أو الزوجة التي تشعر بأن زواجها على حافة الهاوية، والموظف الذي لا يعرف كيف يتعامل مع مديره، والطالب الذي يشعر بكراهية للمدرسة والجامعة، والأب الذي يشعر بوجود فجوة بينه وبين أبنائه.. كل هذه أمثلة نمر بها جميعا ونحتاج إلى من يقدم لنا النصيحة على كيفية أداء هذا الدور بشكل سليم ومثمر.
وليس صحيحا أن الذهاب إلى الطبيب أو الاختصاصي النفسي يكون بسبب الإصابة بالأمراض النفسية وحدها كالقلق والاكتئاب والوسواس القهري، والذين يشعرون بالحزن من دون سبب أو شعور البعض بالاضطهاد، هذه الأمراض تقتضي الذهاب إلى الطبيب النفسي وعلاجها.
كما أنه ليس صحيحا أن هذه الأمراض النفسية لا شفاء منها، بالعكس يمكن الشفاء منها بسهولة، لكن يجب أن يعرف الناس أن زيارة الاختصاصي النفسي تتم أيضا لطلب المشورة في حالات كثيرة لا نعرف كيف نتعامل معها، ومن أجل الحصول على مهارات تمكننا من التعامل مع المواقف الصعبة بثقة. فالموظف الذي يتعامل مع العملاء يحتاج مهارات في كيفية التخاطب مع الجمهور، والمرشح لمجلس الأمة يحتاج إلى مهارات في فن الإقناع وتغيير الاتجاهات.
يجب أن يفهم الناس أن زيارة الطبيب والاختصاصي النفسي أصبحت ضرورية أكثر من أي عصر مضى، وأن هذه الزيارة لا تختلف عن زيارة طبيب الباطنية أو الأسنان أو العيون، لأن التشويش النفسي يمكن أن يؤثر على البدن، ومن هنا قال أسلافنا تلك الحكمة الرائعة بأن العقل السليم في الجسم السليم.

:

المعلمة المتميزة
02-19-2010, 02:09 PM
شكرااا لكـ هذه الاختيار القيم
تقبلي تحياتي
http://forum.moalem.net/file/2010/02/68.gif (http://www.q8ow.com/up/)

معلم-فنية
06-23-2010, 08:36 PM
شكرا على الموضوع المفيد لنا

تحياتي وسلامي