المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ليلي المتناقض - قصة قصيرة



زين العابدين
04-26-2008, 03:07 PM
د. محمد سليمان صعنون

مسكَ زاويةَ مكتَبِهِ بأطرافِ أصابعِه، وأخَّرَ كُرسيَّ الرِّئاسةِ قليلاً، وطأطأَ رأسَهُ بصورةٍ لا يستطيعُ أنْ ينظرَ بعينيَّ...

وتلعثمَ بكلماتٍ خَجْلَى:
أنتَ ابنيْ ، بلْ حفيدي، أحبُّكَ، وأفخَرُ بعزيمتكَ، وأنتشيْ لسماعِ اسمكَ..

لكنْ.. ليسَ لك عندي وَظيفة!

قل لي: لماذا يجريْ القُدسُ عَلى لسانكَ لحناً؟! ولماذا تعشقُ صورةَ طِفلِها المغدورِ؟!

ولماذا يبكي قلبُك على نساءِ وَطَنكَ؟! ولماذا تَحلُمُ أنَّكَ تَشْتُمُ أَعداءَنا، وتقول: كالُوا لنا بمكيالَينِ؟!

أنت عن الوطنيَّةِ بَعيدٌ، ولستَ مِن ماضِيْ الأمَّةِ التَّليدِ. مَكتوبٌ في مِلَفِّكَ أنّكَ عَنيد، وفي الوطن لقيط! أنت حيٌّ؛ لكنّكَ على دربِ الموتِ طَريد.

ومكتوبٌ أنّكَ تحبُّ الحرّيَّةَ، وتكرهُ الظلمَ وأهلَ البغيةِ، وتحِنُّ لأمجادِ الأجداد. ومكتوبٌ عنك أيضاً أنك معَ الفضائلِ سائرٌ، وعلى دربِ النصرِ هائمٌ، وتُنشدُ لفِلَسطينَ نشيدَ الحرائر، وتكتبُ لها غزلاً مشبوهًا جُلُّه صَغائر!!

وتطلب وظيفة؟!

لنْ تأخذَها بأيّةِ حيلةٍ، ولن نعطيَها إلا لِمن عبّأ من الجُبْن كِيسَهُ، وأدارَ للأُمّةِ ظهراً. وباعَ على أرصفةِ الموتِ أحلامَ الطُّفولة، وسَكِرَ وعربدَ بدون خِيفةٍ!

لملمتُ قدَميَّ لأنسحبَ، وجمّعت قلبي معَ جَسدي ووَقفتُ.

قال: أين؟!

قلت: إلى الله أبتغي، بِيَدِهِ رِزْقَتُك ورزقَتي، فيهِ سعادَتُك وسعادَتي... لا أريدُ الوظيفة!

صرخَ، وضرب الجرس:
أدخِلُوهُ .. واسلبُوا مِنهُ ألحانَه!

izdehar
04-26-2008, 09:29 PM
الاخ زين

قصة بالغة التأثير بلغة سليمة فائقة الدقة

احسنت وابدعت

دمت بود

سلام

زين العابدين
04-27-2008, 10:02 AM
ازدهار

مرحبا بك

إليك بعثت الروح ورقاء تصدح . . . لتعرب متن الشوق عني وتشرح


زين العابدين