زين العابدين
04-22-2008, 04:30 PM
الشيخ مشهور حسن سلمان
بادئ بدء أقول: من المسلّمات، والمؤكدات، والمقررات؛ أن المسلمين جميعاً آثمون([1]) -اليوم- بسبب تقصيرهم في قضية فلسطين.
ولكنّني في هذا الصدد، أذكر شيئاً عن موقف السَّلفيين من قضية فلسطين، وكثيرٌ مما سأذكر غائبٌ عن الأذهان؛ بل يطوّعُه الحزبيون إليهم، ويُكثّرون به أعدادهم، ويشدّون به أَسْرهم، فَأقول: -واصفاً للحقيقة في مكانها -:
ينبغي أن نعلم الأمور الآتية:
منها أن كثيراً من المجاهدين المشهورين إنما هم سلفيون خالصون، ولهم جهودٌ مشكورةٌ في نصرة العقيدة والمنهج، وعلى رأس هؤلاء المجاهدين المعروفين المجاهد: الشيخ محمد عز الدين القسّام -رحمه الله تعالى-؛ إذ كان منبراً للدَّعوة السَّلفيَّة في فلسطين، وقبل ذلك في سوريا، قبل أن يلحق بكتائب المجاهدينَ في فلسطين.
والدَّليل على سلفيّته المحضة أنه ألف كتاباً([2])، ردَّ فيه على صوفي عكِّيّ مخرفٍ ناصر للبدعة، ومما ذكر فيه قوله([3]): «كنا نود أن نرشد الأستاذ الجزاز وتلميذه (أي: خزيران -وكلاهما صوفي-) كنا نود أن نرشد هؤلاء إلى الاستفادة من كتاب «الاعتصام» للشاطبي الذي لا بدَّ له منه في بابه؛ ولكنا خشينا أن يرمينا هؤلاء بالوهابية، ذلك الوسام الذي يعلّق على صدر كل داع للكتاب والسُّنَّة بفهم سلف الأمَّة»، ومن تأمل كتابه يجد فيه نَفَساً سلفياً ظاهراً واضحاً.
ومما ينبغي أن يـذكر في هذا الصدد: أن السَّلفيين ينظرون للأمور
-جميعها- بما فيها (قضية فلسطين) بمنظار شرعي، مؤمنين باقترانِ العمل مع القول؛ فمتى يسَّر الله -عز وجل- لهم الجهادَ هبوا وما قعدوا، فَالجهاد عندهم له أُسس وقواعد وضوابط، وهم في ذلك -كلّه- وراء العلماء الربّانيين، لا أمامهم؛ فالقضية خاضعة للأحكام الشرعية، وهم يعتقدون عقيدة جازمة -من خلال نصوص الوحيين الشريفيين -الكتاب وصحيح السُّنَّة- أن صراعنا مع اليهود صراع عقيدة ووجود، لا صراعَ أرض وحدود، وهذه من الثوابت الشرعيّة في قضية فلسطين.
ومما ينبغي أن يُذكر في هذا الصدد أن التفجع، والتألم، والاحتجاجات
-بالأقوال والخطب النارية التي لا تغير ولا تبدل- ينبغي أن تُصرف إلى الأحكام الشرعية، وإلى العقيدة والشريعة، فإطلاقها غيرة على العقيدة والشريعة هو الذي تقتضيه الأحكام الفقهية والأولويات المنضبطة بالقواعد والمقاصد الشرعية.
إذ الواجب -في هذا الباب- البيان والتعليم، غير أنّ الواجب في قضية فلسطين العمل، وليس مجرد الكلام!
ومما ينبغي أن يذكر -أيضاً- بهذا الصدد-: أن السَّلفيين ما قصّروا أبداً في البيان والكلام، وما سكتوا -ولن يسكتوا- انطلاقاً -كما أسلفت- من مقاصد الشريعة وقواعدها؛ فإن مخالفة أهل الكتاب -اليهود والنصارى- مركوز في حِسّ كل سلفي، في جميع طرق حياته، وتصوراته، ومسلكياته، وبغضُ اليهود وأعداء الله -عز وجل- عقيدة نلقى عليها ربنا يوم الدين، ولا تميل أبداً إلى مفاوضة، أو إلى مجاملة، أو إلى سكوت!
ومما ينبغي أن يُذكر -كذلك-: أن للسلفيين في باب البيان، والخطب، والمقالات، والمؤتمرات، والندوات -قديماً وحديثاً- جهوداً معروفة يعرفها المنصف، ويعرفها المتابع! ولكنها تحتاج إلى كشف، وحصر، ودراسة، وبيان.
فالناظر في كثير من المؤتمرات والمقالات في الثلاثينيات، والأربعينيات، والخمسينيات -وما بعد-: يجد أن للسلفيين جهوداً كثيرة مذكورة.
ولا ينبغي أن ننسى بهذا الصدد ما كتبه السيد محمد رشيد رضا في «مجلة المنار» -التي عرف شيخُنا الدَّعوة السَّلفيَّة بها-؛ فالناظر فيها على وجه العجلة يستطيع أن يُقَدِّرَ مجلدتين أو أكثر، يُتكلَّم فيها عن قضية فلسطين -فقط-، وكذلك الناظر في «مجلة الفتح» -التي كان يصدرها السلفي محب الدين الخطيب- يجد أيضاً جهوداً كثيرةً، مشكورة بهذا الصدد، وكفانا في هذا تعليقات العلامة المحدث السلفي أحمد شاكر -رحمه الله تعالى-، فإن له في ذلك أيضاً جهوداً كثيرة.
ومما ينبغي أن يذكر أنه هو الذي ألقى كلمة مصر، في المؤتمر العربي الذي عقد في مصر، وخُصّص لقضية فلسطين.
وأما المغرب؛ فلا تسأل، فعلى رأس أهل المغرب ابن باديس، والبشير الإبراهيمي، فإن لهما -أيضا- جهوداً كثيرةً في هذا الباب، وقد أتينا على أقوال هؤلاء في «مجلتنا الأصالة» ([4]) وذكرنا شيئاً من كلماتهم في هذا الصدد وفي هذا الباب.
ومن المواقف التي لا ينبغي أن تنسى أبداً ما قاله البشير الإبراهيمي:([5]) «أما أنا -كاتب هذه السطور- فوالذي روحي بيده لو كنت أملك [وسرد أشياء] -ثم قال-: لكنني أملك من هذه الدنيا مكتبة متواضعة، هي كل ما يرث الوارث عني، وإنني أضعها خالصاً مخلصاً بكتبها وخزائنها تحت تصرف اللجنة التي تُشكَّل لإمداد فلسطين، ولا أستثني منها إلا نسخة من المصحف للتلاوة، ونسخة من «الصحيحين» للدراسة» ا.هـ
وبعد:
فجميع هذه المناقب والمحاسن -وغيرها كثير- مهدورة عند خصومنا، وشانئينا، ولا يلتفتون إليها؛ فلماذا؟!
لأنهم حمَّلوا كلمات صدرت من إمام هذه الدَّعوة في هذا العصر؛ وهو المحدث الشيخ الإمام محمد ناصر الدين بن نوح نجاتي الألباني -رحمه الله تعالى- ما لا تحتمل، ولا أدري لماذا يتناسون أن هذا الشيخ كان ممن شارك في الجهاد في فلسطين (سنة 48)، فذهب بنفسه إلى فلسطين، يحمل السلاح، ويشارك في الجهاد، في سبيل الله -عز وجل-.
وإننا لنقول: لو فتحت أبواب الجهاد -بحقّ-؛ فإننا نتحدّى جميع النَّاس أن يكونوا في فلسطين مثلَ السَّلفيين!! نقول هذا ديانة، فقضية فلسطين
-عندنا- قضية متعلقة بحكم شرعي وهو الجهاد في سبيل الله؛ فإننا لا نطمع بمكاسب دنيوية، ولا نريد قضية فلسطين بمثابة الضرع الذي نمصّه ونحلبه.
ولا نريد أن نجمع الأموال لأجلها، ولا ندري -والله أعلم- ما مآل هذه الأموال! بل لا نريد أن تكون هذه القضية سبباً لتأجيج العواطف، ولا الوصول إلى قبة النواب!!
وإلا؛ فبالله عليكم، ماذا فعل المثوّرون المؤجّجون عواطف الناس؟!
هل علَّموهم الدين والعلم؟!
أم هل ربوَّهم على صغير المسائل وكبيرها؟!
قولوا -بالله- ماذا فعلوا؟!
هل فتحوا السند والهند؟! -كما يُقال-، أم أنهم في سُوح الجهاد والسلفيون بعيداً نائمون؟!
وإننا لنقول -كما أسلفنا-: لتروُنّ يوم أن تفتح سُوح الجهاد، أيّ الفريقين أشد وأطوع لأمر الله -سبحانه-! وعندها يعرف الناس من هم السلفيون، وأن أرواحهم رخيصة في سبيل الله -عزَّ وجل-.
أيها الإخوة في الله؛ لماذا نطلب العلم؟
ولماذا نُنادي بالكتاب والسنّة على نهج السلف الصالح؟!
كل هذا لأننا نُريد الجنّة، ولكن الموفق من يعرف واجب الوقت، ويَشغل نفسه فيه، ويشغل الأمَّة بصدق وإخلاص وأمانة بهذا الواجب، فواجب وقتنا العلم؛ فهو المقدم عندنا، وأختتم كلامي بهذا الدعاء:
نسأل الله -عز وجل- أن نصلي في الأقصى، ونسأل الله -عز وجل- أن يرزقنا شهادة في سبيله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
([1]) أي: القادر منهم، وإلا فمن المسلَّمات أنَّ غير القادر لا يكلف، وغير المكلف لا يعنف؛ فلينتبه لهذا!!
([2]) وهو مطبوع بعنوان: «النقض والبيان في دفع أوهام خزيران» بخاء معجمة مضمومة، وزاي مفتوحة، وياء مُثنَّاة من تحت ساكنة، وقد ألفه سنة (1925م).
([3]) ص (25) من الكتاب نفسه.
([4]) العدد الثلاثون، عنوان المقال «من كلمات العلماء السلفيين في قضية فلسطين».
([5]) جريدة «البصائر».
منقول
محبكم زين العابدين
بادئ بدء أقول: من المسلّمات، والمؤكدات، والمقررات؛ أن المسلمين جميعاً آثمون([1]) -اليوم- بسبب تقصيرهم في قضية فلسطين.
ولكنّني في هذا الصدد، أذكر شيئاً عن موقف السَّلفيين من قضية فلسطين، وكثيرٌ مما سأذكر غائبٌ عن الأذهان؛ بل يطوّعُه الحزبيون إليهم، ويُكثّرون به أعدادهم، ويشدّون به أَسْرهم، فَأقول: -واصفاً للحقيقة في مكانها -:
ينبغي أن نعلم الأمور الآتية:
منها أن كثيراً من المجاهدين المشهورين إنما هم سلفيون خالصون، ولهم جهودٌ مشكورةٌ في نصرة العقيدة والمنهج، وعلى رأس هؤلاء المجاهدين المعروفين المجاهد: الشيخ محمد عز الدين القسّام -رحمه الله تعالى-؛ إذ كان منبراً للدَّعوة السَّلفيَّة في فلسطين، وقبل ذلك في سوريا، قبل أن يلحق بكتائب المجاهدينَ في فلسطين.
والدَّليل على سلفيّته المحضة أنه ألف كتاباً([2])، ردَّ فيه على صوفي عكِّيّ مخرفٍ ناصر للبدعة، ومما ذكر فيه قوله([3]): «كنا نود أن نرشد الأستاذ الجزاز وتلميذه (أي: خزيران -وكلاهما صوفي-) كنا نود أن نرشد هؤلاء إلى الاستفادة من كتاب «الاعتصام» للشاطبي الذي لا بدَّ له منه في بابه؛ ولكنا خشينا أن يرمينا هؤلاء بالوهابية، ذلك الوسام الذي يعلّق على صدر كل داع للكتاب والسُّنَّة بفهم سلف الأمَّة»، ومن تأمل كتابه يجد فيه نَفَساً سلفياً ظاهراً واضحاً.
ومما ينبغي أن يـذكر في هذا الصدد: أن السَّلفيين ينظرون للأمور
-جميعها- بما فيها (قضية فلسطين) بمنظار شرعي، مؤمنين باقترانِ العمل مع القول؛ فمتى يسَّر الله -عز وجل- لهم الجهادَ هبوا وما قعدوا، فَالجهاد عندهم له أُسس وقواعد وضوابط، وهم في ذلك -كلّه- وراء العلماء الربّانيين، لا أمامهم؛ فالقضية خاضعة للأحكام الشرعية، وهم يعتقدون عقيدة جازمة -من خلال نصوص الوحيين الشريفيين -الكتاب وصحيح السُّنَّة- أن صراعنا مع اليهود صراع عقيدة ووجود، لا صراعَ أرض وحدود، وهذه من الثوابت الشرعيّة في قضية فلسطين.
ومما ينبغي أن يُذكر في هذا الصدد أن التفجع، والتألم، والاحتجاجات
-بالأقوال والخطب النارية التي لا تغير ولا تبدل- ينبغي أن تُصرف إلى الأحكام الشرعية، وإلى العقيدة والشريعة، فإطلاقها غيرة على العقيدة والشريعة هو الذي تقتضيه الأحكام الفقهية والأولويات المنضبطة بالقواعد والمقاصد الشرعية.
إذ الواجب -في هذا الباب- البيان والتعليم، غير أنّ الواجب في قضية فلسطين العمل، وليس مجرد الكلام!
ومما ينبغي أن يذكر -أيضاً- بهذا الصدد-: أن السَّلفيين ما قصّروا أبداً في البيان والكلام، وما سكتوا -ولن يسكتوا- انطلاقاً -كما أسلفت- من مقاصد الشريعة وقواعدها؛ فإن مخالفة أهل الكتاب -اليهود والنصارى- مركوز في حِسّ كل سلفي، في جميع طرق حياته، وتصوراته، ومسلكياته، وبغضُ اليهود وأعداء الله -عز وجل- عقيدة نلقى عليها ربنا يوم الدين، ولا تميل أبداً إلى مفاوضة، أو إلى مجاملة، أو إلى سكوت!
ومما ينبغي أن يُذكر -كذلك-: أن للسلفيين في باب البيان، والخطب، والمقالات، والمؤتمرات، والندوات -قديماً وحديثاً- جهوداً معروفة يعرفها المنصف، ويعرفها المتابع! ولكنها تحتاج إلى كشف، وحصر، ودراسة، وبيان.
فالناظر في كثير من المؤتمرات والمقالات في الثلاثينيات، والأربعينيات، والخمسينيات -وما بعد-: يجد أن للسلفيين جهوداً كثيرة مذكورة.
ولا ينبغي أن ننسى بهذا الصدد ما كتبه السيد محمد رشيد رضا في «مجلة المنار» -التي عرف شيخُنا الدَّعوة السَّلفيَّة بها-؛ فالناظر فيها على وجه العجلة يستطيع أن يُقَدِّرَ مجلدتين أو أكثر، يُتكلَّم فيها عن قضية فلسطين -فقط-، وكذلك الناظر في «مجلة الفتح» -التي كان يصدرها السلفي محب الدين الخطيب- يجد أيضاً جهوداً كثيرةً، مشكورة بهذا الصدد، وكفانا في هذا تعليقات العلامة المحدث السلفي أحمد شاكر -رحمه الله تعالى-، فإن له في ذلك أيضاً جهوداً كثيرة.
ومما ينبغي أن يذكر أنه هو الذي ألقى كلمة مصر، في المؤتمر العربي الذي عقد في مصر، وخُصّص لقضية فلسطين.
وأما المغرب؛ فلا تسأل، فعلى رأس أهل المغرب ابن باديس، والبشير الإبراهيمي، فإن لهما -أيضا- جهوداً كثيرةً في هذا الباب، وقد أتينا على أقوال هؤلاء في «مجلتنا الأصالة» ([4]) وذكرنا شيئاً من كلماتهم في هذا الصدد وفي هذا الباب.
ومن المواقف التي لا ينبغي أن تنسى أبداً ما قاله البشير الإبراهيمي:([5]) «أما أنا -كاتب هذه السطور- فوالذي روحي بيده لو كنت أملك [وسرد أشياء] -ثم قال-: لكنني أملك من هذه الدنيا مكتبة متواضعة، هي كل ما يرث الوارث عني، وإنني أضعها خالصاً مخلصاً بكتبها وخزائنها تحت تصرف اللجنة التي تُشكَّل لإمداد فلسطين، ولا أستثني منها إلا نسخة من المصحف للتلاوة، ونسخة من «الصحيحين» للدراسة» ا.هـ
وبعد:
فجميع هذه المناقب والمحاسن -وغيرها كثير- مهدورة عند خصومنا، وشانئينا، ولا يلتفتون إليها؛ فلماذا؟!
لأنهم حمَّلوا كلمات صدرت من إمام هذه الدَّعوة في هذا العصر؛ وهو المحدث الشيخ الإمام محمد ناصر الدين بن نوح نجاتي الألباني -رحمه الله تعالى- ما لا تحتمل، ولا أدري لماذا يتناسون أن هذا الشيخ كان ممن شارك في الجهاد في فلسطين (سنة 48)، فذهب بنفسه إلى فلسطين، يحمل السلاح، ويشارك في الجهاد، في سبيل الله -عز وجل-.
وإننا لنقول: لو فتحت أبواب الجهاد -بحقّ-؛ فإننا نتحدّى جميع النَّاس أن يكونوا في فلسطين مثلَ السَّلفيين!! نقول هذا ديانة، فقضية فلسطين
-عندنا- قضية متعلقة بحكم شرعي وهو الجهاد في سبيل الله؛ فإننا لا نطمع بمكاسب دنيوية، ولا نريد قضية فلسطين بمثابة الضرع الذي نمصّه ونحلبه.
ولا نريد أن نجمع الأموال لأجلها، ولا ندري -والله أعلم- ما مآل هذه الأموال! بل لا نريد أن تكون هذه القضية سبباً لتأجيج العواطف، ولا الوصول إلى قبة النواب!!
وإلا؛ فبالله عليكم، ماذا فعل المثوّرون المؤجّجون عواطف الناس؟!
هل علَّموهم الدين والعلم؟!
أم هل ربوَّهم على صغير المسائل وكبيرها؟!
قولوا -بالله- ماذا فعلوا؟!
هل فتحوا السند والهند؟! -كما يُقال-، أم أنهم في سُوح الجهاد والسلفيون بعيداً نائمون؟!
وإننا لنقول -كما أسلفنا-: لتروُنّ يوم أن تفتح سُوح الجهاد، أيّ الفريقين أشد وأطوع لأمر الله -سبحانه-! وعندها يعرف الناس من هم السلفيون، وأن أرواحهم رخيصة في سبيل الله -عزَّ وجل-.
أيها الإخوة في الله؛ لماذا نطلب العلم؟
ولماذا نُنادي بالكتاب والسنّة على نهج السلف الصالح؟!
كل هذا لأننا نُريد الجنّة، ولكن الموفق من يعرف واجب الوقت، ويَشغل نفسه فيه، ويشغل الأمَّة بصدق وإخلاص وأمانة بهذا الواجب، فواجب وقتنا العلم؛ فهو المقدم عندنا، وأختتم كلامي بهذا الدعاء:
نسأل الله -عز وجل- أن نصلي في الأقصى، ونسأل الله -عز وجل- أن يرزقنا شهادة في سبيله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
([1]) أي: القادر منهم، وإلا فمن المسلَّمات أنَّ غير القادر لا يكلف، وغير المكلف لا يعنف؛ فلينتبه لهذا!!
([2]) وهو مطبوع بعنوان: «النقض والبيان في دفع أوهام خزيران» بخاء معجمة مضمومة، وزاي مفتوحة، وياء مُثنَّاة من تحت ساكنة، وقد ألفه سنة (1925م).
([3]) ص (25) من الكتاب نفسه.
([4]) العدد الثلاثون، عنوان المقال «من كلمات العلماء السلفيين في قضية فلسطين».
([5]) جريدة «البصائر».
منقول
محبكم زين العابدين